X
X


موقع اقرا » إسلام » أخلاق إسلامية » أمثلة على حسن الاستماع عند الرسول

أمثلة على حسن الاستماع عند الرسول

أمثلة على حسن الاستماع عند الرسول


أمثلة على حسن الاستماع عند الرسول

تحلى الرسول صلى الله عليه وسلم بكثير من الآداب الحميدة والصفات المميزة الفريدة؛ فحينما يأتي ذكره لا يتصوره المرء إلا بكل جميل، وهذا كان سببًا في كونه قائدًا ناجحًا للأمة الإسلامية، محبوبًا للمسلمين ومؤثرًا في غير المسلمين، ومن بعض المحامد التي عُرف بها: التبسم، الرحمة، الصبر، التسامح، الخطاب بالحسنى، بالإضافة لحسن الاستماع.وحسن الاستماع من الصفات النادرة للمرء التي تعكس الشخصية المهتمة والتي دون ريب تؤثر في من حوله، وقد ذكرت مواقف عظيمة له تؤيد هذا الأمر منها ما يبين حسن استماعه حتى لمن يعرض عليه الضلال، ومنها ما يبين حرصه على سماع الشورى من الرجال والنساء وغير ذلك من المواقف.

استماع الرسول للمشركين في دعوته

في قصة عتبة بن ربيعة مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- حينما قال له: يا ابن أخي، إنك منا حيث علمت من السلطة في العشيرة والمكان في النسب، إلى أن قال: فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك أن تقبل منها بعضها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “قل يا أبا الوليد أسمع”.

قال: يا ابن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت من هذا القول مالاً جمعنا من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستمع منه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أفرغت يا أبا الوليد”؟ قال: نعم، قال -صلى الله عليه وسلم-: “فاستمع مني”، قال عتبة: أفعل، فقرأ عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن… إلى نهاية القصة.[١]

ولعل هذه القصة من أبلغ ما يُقال في فن سماع الرسول صلى الله عليه وسلم للحديث؛ إذ الحال أن عتبة بن ربيعة أتى للرسول صلى الله عليه وسلم عارضًا عليه ما يريد من أمور الدنيا من باب ثنيه عن الدعوة إلى الإسلام، ومع هذا لا يكون من حاله صلى الله عليه وسلم إلا أن يقول بعد إنصاته التام للكلام: أفرغت يا أبا الوليد؟ وهذا قولًا واحدًا أحسن ما يكونه المرء في أدب الاستماع للآخر.[٢]

استماع الرسول للشورى

ذُكر في قصة صلح الحديبية أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد حزن بسبب عدم قيام المسلمين بالتحلل من الإحرام -وهم الآتون إلى مكة شوقًا وأملًا برؤية بيت الله الحرام- بسبب رفض أهلها لذلك، فما كان من أم سلمة إلى أن أشارت عليه بالتحلل أولًا، وفعلًا فقد أصغى الرسول صلى الله عليه وسلم لنصيحتها، فما كان من أصحابه إلى أن اقتدوا به في أمره وطاعته ونجاحه، وهذا بلا أدنى شك اعتمد بشكل كبير على حسن سماعه وأخذه بالشورى.[٣]

المراجع

  1. محمود الملاح، فتح الرحمن في بيان هجر القرآن، صفحة 180. بتصرّف.
  2. عبد العزيز الكبير، الصحابة في دعوة المشركين من غير أهل الكتاب، صفحة 198-199. بتصرّف.
  3. محمد أبو زهرة، خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 752-753. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب