X
X


موقع اقرا » تعليم » أساليب التعليم » نظريات التعلم السلوكية

نظريات التعلم السلوكية

نظريات التعلم السلوكية


بداية المدرسة السلوكية للتعلم

تمّ تأسيس أولى نظريات التعلم السلوكية رسميًّا مع نشر كتاب جون واطسون الكلاسيكيّ عام 1913 بعنوان علم النفس، باعتباره وجهة نظر سلوكية، وغالبًا ما يُعدّ واطسون أبًا للسلوكيّة، ويمكن تلخيص رأي واطسون من خلال الاقتباس الشهير له: “أعطِني عشرَة أطفال رُضّعًا أصحّاء، وأعطني أيضًا عالمًا محدّدًا من قبلي لأضعهم فيه، وسأضمن لك أنني سآخذ أيًّا منهم عشوائيًّا وأدربه ليصبح من الاختصاصيين الذين قد أختارهم: طبيب أو محامٍ أو فنّان أو قائد أو تاجر، نعم، بل حتّى متسوّل أو لصّ، بغض النظر عن مواهبه وأوهامه وميوله وقدراته ودعواته ومنجزات أجداده”، فببساطة، يعتقد واطسون أن جميع السلوكيات ما هي إلا نتيجة للتجربة. [١]

نظريات التعلم في المدرسة السلوكية

تعدّ نظريات التعلم السلوكية، والمعروفة أيضًا باسم علم النفس السلوكي Behavioral Psychology نظريات للتعلم تستند إلى فكرة أن جميع السلوكيات يتم اكتسابها من خلال التكييف، ويحدث هذا التكييف من خلال تفاعل الفرد مع البيئة المحيطة به، ويعتقد علماء السلوك أن استجابات الأفراد للمحفزات البيئية تشكل سلوكياتهم، ووفقًا لنظريات التعلم السلوكية، يمكن دراسة السلوك بطريقة منهجية وصحيحة، وذلك عبر الملاحظة الظاهرية فقط، بغض النظر عن الحالات العقلية الداخلية للفرد، وبصورة أساسيّة، يجب مراعاة السلوك الملاحظ فقط، فالإدراك والانفعالات والحالات المزاجية هي محددات غير موضوعية، ويمكنُ لأيّ شخص عمليًّا أن يتعلم أداء أي مهمة كانت، بصرف النظر عن الخلفية الوراثية لهذا الشخص أو سماته الشخصية أوالأفكار الداخلية التي تدور في عقله، طالما ان هذا السلوك يقع ضمن حدود قدرات الفرد البدنية، فهو يتطلب تكييفًا صحيحًا فقط. [٢]

أهم نظريات التعلم السلوكية

تجمع نظريات التعلم السلوكية بين عناصر الفلسفة والمنهجية العلمية والنظريات النفسية، وقد ظهرت اغلبها في أواخر القرن التاسع عشر كرد فعل للتحليل النفسي والأشكال التقليدية الأخرى لعلم النفس، والتي كانت في كثير من الأحيان تواجه صعوبة كبيرة، لا سيّما في وضع افتراضات لا يمكن اختبارها تجريبيًّا، ويمكن تتبّع نظريات التعلم السلوكية لاسيما المبكرة منها حتى أواخر القرن التاسع عشر، إذ كان إدوارد ثورندايك رائدًا في قانون التأثير، والتأثير هي العملية التي تتضمن تعزيز السلوك أو إضعافه من خلال استخدام الثواب والعقاب، وفيما يأتي نبذة عن أهم نظريات التعلم السلوكية التي كان لها تأثير بالغ في التاريخ الحديث لعلم النفس.

واطسون Watson

في عام 1913، نشر واطسون مقالًا بعنوان “علم النفس باعتباره علمًا عن السلوك الذي يمكن رؤيته والنظر إليه”، ويسمى هذا المقال أحيانًا “بالبيان السلوكي”، وفي هذا المقال أوجز واطسون السمات الرئيسية لفلسفته الجديدة في علم النفس، والتي تسمى السلوكية، وقد وصف واطسون في الفقرة الأولى من المقال تعريفًا لعلم النفس السلوكي، وعلم النفس من وجهة نظر النظرية السلوكية، فرع تجريبي موضوعي بحت من العلوم الطبيعية، هدفه النظري هو التنبؤ والسيطرة على السلوك، ولا يشكل الاستبطان جزءًا أساسيًا من أساليبه، ولا توجد أي قيمة علمية لبيانات الاستبطان التي يتم الحصول عليها عن طريق حكم الأفراد على انفسهم، والتي تعتمد على استعداد الافراد لتفسير الأحداث بشكل واعٍ اعتمادًا على إدراكهم الذاتي، فالعالِم الذي يتبنّى وجهة النظر السلوكيّة، يسعى للحصول على مخطط وحدود لاستجابة الإنسان وكذلك الحيوان، فهو لا يدرك وجود خط فاصل بين الإنسان والحيوانات الأخرى، فالإنسان بكلّ تعقيداته، لا يشكّل سوى جزء من مخطط التحقيق السلوكي الشامل.

لقد كان واطسون قادرًا على أخذ أفكار رد الفعل التحفيزي -وهو استجابة الفرد لشيء ما يجري في بيئته-، وتكييف هذه الافكار لتصف تعلم الإنسان، ليقول أن هناك بعض الاستجابات المشروطة، والتي هي استجابات يتعلمها الناس بسبب تجربة المحفزات البيئية المختلفة الموجودة في بيئاتهم، وسيكون الأفراد قادرين على تعلم تلك السلوكيات، وفي نهاية المطاف سيصبحون قادرين على تكييف هذه السلوكيات وتطويرها في شكل أكثر تعقيدًا، بطريقة يمكن للأفراد من خلالها فَهم المجموعة الكاملة من السلوكيات البشرية، وتكييفها مع أشياء أو احداث أكثر صعوبة. [٣]

بافلوف Pavlov

ركزت أبحاث إيفان بافلوف المبكرة على فسيولوجيا الهضم، فقد استخدم الأساليب الجراحية لدراسة العمليات المختلفة للجهاز الهضمي، فمن خلال الكشف عن أجزاء من القناة المعوية للكلب أثناء الجراحة، تمكن بافلوف من فهم إفرازات المعدة ودور الجسم والدماغ في العملية الهضمية، وقد كان بافلوف يعمل في بعض الأحيان على الحيوانات الحية، وهذه الطريقة كانت مقبولة في وقتها، ولكنها لن تحدث اليوم بسبب المعايير الأخلاقية الحديثة، وفي عام 1897، نشر بافلوف النتائج التي توصل إليها في كتاب بعنوان “محاضرات عن عمل الغدد الهضمية وتم الاعتراف بأهمية عمله في فسيولوجيا الهضم عبر تسلمه لجائزة نوبل لعلم وظائف الأعضاء في عام 1904. [٣]

وتعدّ نظرية بافلوف عن الاشتراط الكلاسيكي من أهم نظريات التعلم السلوكية الشرطية، فعلى الرغم من أن بافلوف كان لديه العديد من الإنجازات البارزة، إلا أنّه عُرف على نطاق واسع بتفسيره لمفهوم ردود الأفعال المشروطة، اذ يعتبر الانعكاس الشرطي شكلاً من أشكال التعلم الذي يمكن أن يحدث من خلال التعرض للمنبهات، وقد درس بافلوف هذه الظاهرة في المختبر من خلال سلسلة من التجارب مع الكلاب، ففي البداية، كان بافلوف يدرس العلاقة بين اللعاب والتغذية، بعدها تمكن من أثبات أن الكلاب لديها استجابة غير مشروطة عند إطعامها، وبعبارة أخرى فهي تفرز لعابها بشكل كبيرعند تناول الطعام، ولكن وبالرغم من ذلك، لاحظ بافلوف أنه وبمجرد أن ترى هذه الكلاب شخصًا ما يرتدي معطف المختبر، فإنّ هذا الأمر كان كافيًا ليتسبب في إفراز اللعاب لدى الكلاب، وقد أدرك أنه حقق بطريق الخطأ اكتشافًا علميًّا إضافيًا، فقد علمت هذه الكلاب أن معطف المختبر يعني الطعام، وقامت برد فعل على ذلك المنبه، إذ كان اللعاب يسل كلما رأت الكلاب مساعد المختبر، وبعبارة أخرى، كانت الكلاب قد تعلمت رد الفعل بطريقة معينة بصورة مشروطة، ومن هذه النقطة قرر بافلوف تكريس نفسه لدراسة عملية التعلم المشروط. [٤]

سكينر Skinner

تسمّى نظرية سكينر بنظرية الاشتراط الإجرائي، وقد كانت هذه النظرية من نظريات التعلم السلوكية المؤثرة بشكل كبير في تاريخ علم النفس السلوكي، وتعتمد نظرية سكينر على فكرة أن التعلم هو عملية تغيير في السلوك الظاهر، فالتغيرات في السلوك تحصل نتيجة استجابة الفرد للأحداث أو المحفزات stimuli التي تحدث في البيئة، وينتج عن هذه الاستجابة نتيجة ما كتحديد كلمة صحيحة، أو إصابة كرة، أو حل مشكلة في الرياضيات، وعندما يتم تعزيز أو مكافئة rewarded نمط معين من الاستجابات S-R، يكون الفرد مشروطًا بالرد، فالسمة المميزة للتعلم النشط وفقا لمفهوم سكينر هي أن الكائن الحي يمكن أن ينتج ردودًا من ذاته اعتمادًا على توقع المكافئة، بدلًا من استنباط استجابة معينة بسبب التحفيز الخارجي، ويحدث التعلم وفقا لهذه النظرية بسبب التعزيز، والذي هو العنصر الأساسي في نظرية سكينر S-R، وفي التعزيز قد يؤدّي أيّ شيء إلى تكرار الاستجابة المطلوبة، فيمكن أن يكون مديحًا لفظيًّا، أو درجةً جيدةً في الامتحان، أو شعورًا بزيادة الإنجاز أو الرضا عن الذات، كما أن النظرية تطرقت أيضا إلى المعززات السلبية، أي الحافز الذي يؤدي إلى زيادة تكرار الاستجابة عندما يتم سحبه’، والتي تختلف عن المحفزات السلبية العقوبات، والتي تؤدي إلى خفض الاستجابات، وقد اهتم سكينر اهتمامًا كبيرًا بجداول التعزيز وآثارها على إنشاء السلوك والحفاظ عليه. [٥]

المراجع[+]

  1. Hasan Bacanlı (2016), LEARNING AND TEACHING : THEORIES, APPROACHES AND MODELS, Turkiye: Ankara, Page 19. Edited.
  2. Kendra Cherry, “History and Key Concepts of Behavioral Psychology”، www.verywellmind.com, Retrieved 21-6-2019. Edited.
  3. ^ أ ب “pavlov-watson-and-skinner-on-behaviorist-theory”, www.sophia.org, Retrieved 21-6-2019. Edited.
  4. Karen Schweitzer, “Biography of Ivan Pavlov, Father of Classical Conditioning”، www.thoughtco.com, Retrieved 21-6-2019. Edited.
  5. “operant-conditioning”, www.instructionaldesign.org, Retrieved 21-6-2019.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب