X
X


موقع اقرا » إسلام » تعاليم الإسلام » ما أحكام الصلاة

ما أحكام الصلاة

ما أحكام الصلاة


الصلاة

تُعرّف الصلاة لغةً بالدعاء، وأما اصطلاحًا فتُعرّف الصلاة على أنها عبادة الله تعالى بأفعال، وأقوال مخصوصة، تُففتح بالتكبير، وتُختتم بالتسليم، وتجد الإشارة إلى عظم فضل الصلاة وأهميتها في الإسلام، فهي ثاني أركان الإسلام بعد الشهادتين وعمود الدين الذي لا يقوم إلا به، ومما يدل على مكانة الصلاة عند الله تعالى، أنه فرضها على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- في السماء السابعة، وذلك في ليلة الإسراء والمعراج، وقد فرض الله تعالى خمس صلوات في اليوم والليلة على كل مسلم عاقل بالغ، حيث قال: {قُل لِعِبادِيَ الَّذينَ آمَنوا يُقيمُوا الصَّلاةَ}،[١] لذا ينبغي للمسلم أن يأمر أبنائه بالصلاة في سن السابعة، وحثهم على أدائها، وفي هذا المقال سيتم الإجابة على سؤال ما أحكام الصلاة.[٢]

ما أحكام الصلاة

قد يراود البعض سؤال ما أحكام الصلاة، ويمكن الإجابة بأن أحكام الصلاة تنقسم إلى شروط صحة الصلاة، وأركان الصلاة، وواجبات الصلاة، وسنن الصلاة، ومن الجدير بالذكر أن صحة الصلاة تعتمد بشكل مباشر على الشروط والأركان والواجبات، بينما ترتبط السنن بكمال الصلاة، إذ لا تبطل الصلاة بتركها، ولكن يُستحب القيام بها اقتداءً برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وزيادة للأجر والثواب، وتنقسم السنن إلى قولية، كدعاء الاستفتاح، وقراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة، وسنن فعلية كوضع اليد اليمنى على اليد اليسرى ووضعهما على الصدر، ورفع اليدين عند التكبير، والنظر إلى موضع السجود، وغيرها الكثير، وسيتم التوسع في الإجابة على سؤال ما أحكام الصلاة لاحقًا.[٣]

شروط الصلاة

تُعد شروط الصلاة من أهم الأحكام التي ينبغي الحديث عنها عند للإجابة على سؤال ما أحكام الصلاة، لا سيما أن صحة الصلاة تعتمد عليها بشكل مباشر، وفي حال ترك شرط واحد من شروط الصلاة عمدًا، أو سهوًا تبطل الصلاة، ومنها ما هو عام للصلاة وغيرها من العبادات كالإسلام، والعقل، والتمييز، ومنها ما هو خاص بالصلاة وحدها، كاستقبال القبلة، والنية، والطهارة، وستر العورة، ودخول الوقت، وفيما يأتي بيان هذه الشروط:[٤]

  • دخول الوقت: أجمع الفقهاء على عدم صحة الصلاة إلا بعد دخول وقتها، مصداقًا لقول الله تعالى في سورة النساء: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}،[٥] وقد ورد ذكر أوقات الصلاة في القرآن الكريم بشكل مجمل، حيث قال تعالى: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا}،[٦] وأوقات الصلاة الخمسة هي: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وقد بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بداية كل وقت منها ونهايته بالتفصيل.
  • النية: لا تُقبل الصلاة إلا بنية، مصداقًا لما رواه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى”،[٧]
  • ستر العورة: أجمع أهل العلم على عدم صحة الصلاة في حال كشف العورة مع القدرة على سترها، ونقل الإجماع ابن عبد البر رحمه الله، حيث قال: “وأجمعوا على فساد صلاة من ترك ثوبه، وهو قادر على الاستتار به وصلى عريانًا”، والدليل من القرآن الكريم على وجوب ستر العورة في الصلاة قوله تعالى في سورة الأعراف: {يا بَني آدَمَ خُذوا زينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ}،[٨] وتجدر الإشارة إلى أن عورة الرجل ما بين السرة إلى الركبة، وعورة المرأة البالغة الحرة كل الجسد إلا الوجه والكفين، وعورة الطفل من سبع إلى عشر سنوات الفرجان وهما القبل والدبر فقط.
  • الطهارة: أجمع أهل العلم على عدم صحة الصلاة من غير طهور، واستدلوا بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:”لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةَ أحَدِكُمْ إذا أحْدَثَ حتَّى يَتَوَضَّأَ”،[٩] ومن الجدير بالذكر أن الطهارة نوعان: الطهارة من الحدث الأصغر والأكبر، والطهارة من النجس، ويجب أن تكون في ثلاث مواضع وهي: البدن والثياب والمكان.
  • استقبال القبلة: أجمع أهل العلم على عدم صحة الصلاة إلى غير القبلة، مع القدرة على استقبال القبلة، والدليل من القرآن الكريم، قول الله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}.[١٠]

أركان الصلاة

بعد الإجابة على سؤال ما أحكام الصلاة، ينبغي بيان أركان الصلاة، لأنها من أهم أحكام الصلاة، لا سيما أن ترك ركن من أركان الصلاة يُبطلها، ويوجب إعادتها، وفيما يأتي بيان أركان الصلاة:[١١]

  • تكبيرة الإحرام: ذهب أهل العلم إلى عدم انعقاد الصلاة إلا بالنطق بتكبيرة الإحرام للقادر عليها، واختلفوا في جواز استخدام لفظ غير الله أكبر، حيث ذهب الشافعية إلى عدم الجواز إلا بلفظي الله أكبر، أو الله الأكبر، وخالفهم الحنفية حيث قالوا بجواز استخدام أي ذكر يفيد الثناء الخالص لله تعالى، كقول الحمد لله، أو سبحان الله، أو الرحمن أعظم، أو الرحيم أجل، وقال المالكية والحنابلة بعدم جواز استخدام أي لفظ غير الله أكبر.
  • القيام في الفرض: أجمع الفقهاء على جوب القيام في صلاة الفريضة للقادر عليه، واستدلوا بقول الله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّـهِ قَانِتِينَ}،[١٢]وفي حال عدم القدرة على القيام يجوز أداء الصلاة جلوسًا.
  • قراءة الفاتحة: ذهب جمهور الفقهاء إلى وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة، سواءً كانت الصلاة فريضًة أم نافلة، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا صَلاةَ لِمَن لم يقرَأْ بفاتِحَةِ الكِتابِ”.[١٣]
  • الركوع: ذهب أهل العلم إلى أن الركوع ركن من أركان الصلاة، ولا تصح الصلاة إلا به، لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا}.[١٤]
  • الرفع من الركوع: يجب الاعتدال بعد الكوع والطمأنينة فيه، مصداقًا لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يَنظُرُ اللهُ إلى صلاةِ رَجُلٍ لا يُقيمُ صُلبَهُ بَينَ رُكوعِهِ وسُجودِهِ”.[١٥]
  • السجود: ذهب أهل العمل إلى وجوب السجود على سبعة أعظم وهي: الوجه واليدان والركبتان والقدمان.
  • الجلوس بين السجدتين: أجمع أهل العلم على أن الجلوس بين السجدتين من واجبات الصلاة.
  • التشهد: ذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب التشهد الأول، ووجوب التشهد الأخير، وأشهر صيغة للتشهد قول: “التَّحيَّاتُ للَّهِ والصَّلواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليْكَ أيُّها النَّبيُّ، ورحمةُ اللهِ وبرَكاتُهُ، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالحينَ، أشْهدُ أن لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وأشْهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ”.
  • التسليم: ذهب جمهور أهل العلم إلى أن الصلاة تُختتم بالتسليم، واختلفوا في عدد التسلميات الواجبة، حيث ذهب الجمهور إلى أن التسليمة الأولى ركن، والثانية مُستحبة، وخالفهم الإمام أحمد باعتباره التسليمتان من الأركان، وقال الحنفية وبعض الفقهاء بعدم وجوب التسليم أصلاً، وإنما استحبابه.
  • الترتيب: يجب ترتيب الأركان كلها فلا تصح الصلاة في حال تقديم ركن محل ركن، كقراءة الفاتحة قبل تكبيرة الإحرام مثلًا، أو السجود قبل الركوع.

واجبات الصلاة

تُعد واجبات الصلاة من الأحكام التي ينبغي ذكرها عند الإجابة عن سؤال ما أحكام الصلاة، حيث إن تعمد ترك واجب من واجبات الصلاة يُبطلها، وأما تركه سهوًا فلا يُبطل الصلاة، إذ يجبره سجود السهو، وتشمل الواجبات تكبيرات الانتقال، وقول الإمام والمنفرد: “سمع الله لمن حمده” عند الرفع من الركوع، والتحميد بقول الإمام والمأموم والمنفرد: “ربنا ولك الحمد”، والتسبيح في الركوع والسجود، والاستغفار في الجلسة بين السجدتين، والتشهد الأول والجلوس له.[١٦]

المراجع[+]

  1. سورة إبراهيم، آية: 31.
  2. “الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة”، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019. بتصرّف.
  3. “دورة علمية ميسرة – الحلقة (19): أحكام الصلاة (2/3) (أركان الصلاة وواجباتها وسننها)”، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019. بتصرّف.
  4. “شروط صحة الصلاة”، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية: 103.
  6. سورة الإسراء، آية: 78.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، صحيح.
  8. سورة الأعراف، آية: 31.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 6954 ، صحيح.
  10. سورة البقرة، آية: 144.
  11. “أركان الصلاة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019. بتصرّف.
  12. سورة البقرة، آية: 238.
  13. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبادة بن الصامت ، الصفحة أو الرقم: 822 ، صحيح.
  14. سورة الحج، آية: 77.
  15. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج المسند، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: 10799 ، صحيح.
  16. “أركان الصلاة وواجباتها وسننها”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2019. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب