الفرق بين أعراض انقطاع الطمث والحمل

تتشابه أعراض انقطاع الحيض مع أعراض الحمل في الكثير من الأوجه، مما يربك النساء فوق سن 40، ويتساءلن عن الأعراض التي يشعرن بها، هل هي خاص ة بالحمل أو باقتراب موعد انقطاع الطمث؟

يرجع ذلك الاختلاط إلى امكانية حمل بعض النساء في سن متقدم نوعًا ما، وإلى وصول بعض السيدات إلى سن انقطاع الطمث مبكرًا عما هو شائع. (2)

نناقش في هذا المقال الفرق بين أعراض انقطاع الطمث والحمل بالتفصيل، وكيفية التفرقة بينهما.

ما الفرق بين انقطاع الحيض والحمل؟

نوضح فيما يلي آلية عمل الجسم في كل من الحمل ومرحلة انقطاع الطمث:

الحمل

يمر جسم المرأة كل شهر بعدد من التغيرات الهرمونية للتحضير للحمل، فيطلق المبيض بويضة ناضجة، وتزداد إفرازات المهبل وعنق الرحم لتسهيل وصول الحيوان المنوي إلى البويضة، وتخصيبها لتنمو إلى جنين.

يزداد كذلك سمك بطانة الرحم استعدادًا لاستقبال الجنين وتغذيته، في حال عدم حدوث الحمل وقرب نهاية دورة الحيض تتقطع بطانة الرحم وتنزل على شكل دماء الدورة، أما إذا حدث الحمل، فإن الجسم يحتفظ ببطانة الرحم، ولا تنزل دماء الدورة الشهرية، ويتوقف التبويض أيضًا. (5)

انقطاع الحيض

تصل المرأة إلى سن انقطاع الحيض عندما تقف الدورة الشهرية تمامًا عن النزول ولمدة 12 شهرًا متتاليًا، يعود ذلك إلى توقف إفراز هرموني الاستروجين والبروجسترون.

تمر المرأة بفترة تسمى ما قبل انقطاع الحيض (بالإنجليزية: Perimenopause) في منتصف وأواخر الأربعينات من عمرها، تلاحظ فيها المرأة أعراض تغير الدورة الشهرية وتقطعها على مدار عدة أعوام تتراوح بين 2 و8 سنوات، حتى تتوقف الدورة الشهرية تمامًا.

يؤثر هذا التغير على عدد أيام الحيض، وكميته، ومدى انتظامه شهريًا، مما يجعلها تظن أن ذلك من أعراض الحمل. (2)

أعراض مشتركة بين انقطاع الحيض والحمل

تختلف أعراض الحمل من امرأة لأخرى حتى مع نفس السيدة من حمل لآخر، كذلك الأمر في ما يخص أعراض انقطاع الدورة، فهي تتغير من سيدة لأخرى، نسرد تاليًا بعض الأعراض المشتركة بين انقطاع الطمث والحمل: (1)

• تأخر الدورة الشهرية، يعد من أهم أعراض الحمل وانقطاع الطمث.
• التطبل وتشنجات البطن.
• الإرهاق والنوم المتواصل.
• الصداع.
• الهبات الساخنة والتعرق.
• التقلبات المزاجية.
• اكتساب الوزن.
• السلس البولي.

أعراض خاص ة بالحمل

توجد أعراض تختص بالحمل فقط ولا تحدث في فترة انقطاع الحيض، أي أنها علامات مميزة للحمل، منها التالي: (1)(3)

• الغثيان والتقيؤ، فهما يوضحان الفرق بين أعراض انقطاع الطمث والحمل.
• ارتفاع حساسية الثدي.
• ألم الثدي، وهو يسهل معرفة الفرق بين انقطاع الحيض والحمل.
• تغير الشهية نحو الطعام، فتقبل المرأة على بعض الأطعمة وتبتعد عن أطعمة أخرى.
• الإمساك.

اقرأ أيضًا: اعراض الحمل حسب اشهر الحمل

أعراض خاص ة بانقطاع الحيض

تمر السيدات بعدد من الأعراض في فترة ما قبل انقطاع الحيض أو فترة انقطاع الطمث، منها ما يلي: (3)

• جفاف المهبل.
• مشاكل ارتفاع الكوليسترول مثل ارتفاع فرص الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، يحدث ذلك بسبب انخفاض مستوى الاستروجين، مما يرفع من نسب الكولسترول الضار (بالإنجليزية: LDL).
• فقدان كثافة العظام نتيجة لنقص مستوى هرمون الاستروجين أيضًا، مما يجعل المرأة عرضة لهشاشة العظام والكسور بصورة مرتفعة عن قبل، توصى النساء بتناول مكملات الكالسيوم وفيتامين د.
• انخفاض الخصوبة كثيرًا، نظرًا لضعف التبويض، لكن يمكن للنساء في فترة ما قبل انقطاع الحيض أن يحملن بسبب حدوث التبويض من حين لآخر.

فرص الحمل بعد سن انقطاع الطمث

تفقد المرأة قدرتها على التبويض في سن انقطاع الطمث، وبالتالي لا يمكن الحمل بشكل طبيعي، لكن إن كان الرحم بحالة جيدة، أي أنه يستطيع حمل وتغذية طفل حتى الولادة، فيمكن للمرأة أن تحمل بعد سن انقطاع الطمث إن كانت قد جمدت بويضات لها من قبل.

تساعد التقنيات الحديثة الحالية مثل أطفال الأنابيب على زرع بويضة مخصبة تم تجميدها سابقًا في رحم السيدة، لينمو الحمل بسلام، حتى مع توقف التبويض أو إزالة المبيض.

يمكن للسيدات في فترة ما قبل انقطاع الحيض والتي قد تستمر إلى 8 سنوات، الحمل بطريقة طبيعية تمامًا طوال الشهور التي يعمل بها المبيض منتجًا بويضات ناضجة جاهزة للإخصاب.

تقل نسب الحمل بالطبع في فترة ما قبل انقطاع الطمث والتي تكون في الأربعينات من عمر المرأة مقارنة بالحمل في العشرينات، يعود ذلك إلى الخلل وعدم الثبات في إفراز هرموني الاستروجين والبروجسترون، مما يجعل عملية الإباضة تحدث بصورة أكثر صعوبة. (4)

اقرأ أيضًا: كيف تحافظ المرأة على صحتها في سن اليأس

ختامًا، ليس من السهل معرفة الفرق بين انقطاع الدورة الشهرية والحمل، فكلاهما يشتمل على أعراض مثل الصداع، والتعب العام، لكن نجد أن الحمل يتميز بوجود الغثيان والقيء، بينما يظهر جفاف المهبل وضعف العظام بصورة واضحة عند السيدات في سن انقطاع الطمث.