X
X


موقع اقرا » إسلام » منوعات إسلامية » هل تكفي ركعتين في قيام الليل وما هو فضلها

هل تكفي ركعتين في قيام الليل وما هو فضلها

هل تكفي ركعتين في قيام الليل وما هو فضلها


 هل تكفي ركعتين في قيام الليل وما هو فضلها من الأمور التي قد تشغل بال عدد من المسلمين، ذلك أن قيام الليل هو أفضل صلاة بعد الصلوات المفروضة كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، ويزيد فضل الصلاة كلما التزم المسلم بالواجبات والشروط المتعلقة بها، ومن خلال موقع اقرا سوف يتم تسليط الضوء على صلاة القيام وأقل عدد ركعاتها، بالإضافة إلى فضلها وبعض الأمور التي تعين عليها. 

صلاة القيام

صلاة القيام من السنن النوافل الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتؤدي من بعد صلاة العشاء إلى وقت صلاة الفجر، إلا أنه يفضل للمسلم أن يؤديها في الثلث الأخير من الليل، نظرًا إلى أن هذا الوقت ينزل فيه المولى تبارك وتعالى من العرش إلى السماء الدنيا، وفي فضلها ورد كثير من الأحاديث منها قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: “أنّ في الجَنَّةِ غُرفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها، وباطنُها من ظاهرِها، أعدَّها اللهُ تعالى لِمَن أَطعَمَ الطَّعام، وأَلانَ الكلام، وتابَع الصِّيام، وأفْشَى السَّلام، وصَلَّى باللَّيلِ والناسُ نِيام”.[1]

هل تكفي ركعتين في صلاة القيام

نعم تكفي ركعتين في صلاة القيام، ذلك أن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لم يرد فيهم نصًا يحدد أقل عدد أو أكثر عدد بشكل ثابت، لذا للمسلم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر، فقد  كان النبي يصلي من الليل إحدى عشر ركعة، إلا أن الأمر لم يكن ثابتًا، لذلك استشف العلماء أنه يجوز أن يصلي المسلم ما يشاء وأن يوتر بعدد فردي، فيمكنه أن يصلي ركعتين ويوتر بالثالثة، أو يصلي أربعة ويوتر بالخامسة وكذلك الأمر حتى يصل إلى العدد الذي ورد في السنة وهو إحدى عشر ركعة.

 والدليل على ذلك ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنه أنه: “بِتُّ في بَيْتِ خَالَتي مَيْمُونَةَ بنْتِ الحَارِثِ زَوْجِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وكانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عِنْدَهَا في لَيْلَتِهَا، فَصَلَّى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- العِشَاءَ، ثُمَّ جَاءَ إلى مَنْزِلِهِ، فَصَلَّى أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ، ثُمَّ قَالَ: نَامَ الغُلَيِّمُ أوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا، ثُمَّ قَامَ، فَقُمْتُ عن يَسَارِهِ، فَجَعَلَنِي عن يَمِينِهِ، فَصَلَّى خَمْسَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ نَامَ، حتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ أوْ خَطِيطَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إلى الصَّلَاةِ”.[2]

كيفية صلاة القيام

من الهام التعرف على كيفية صلاة قيام الليل، ذلك أنه ينبغي التنويه على أن صلاة القيام تصلى سنتين سنتين بمعنى ركعتين ركعتين، ولا يجوز للمسلم أن يجمع أكثر من ركعتين معًا، ويفصل المسلم بين كل ركعتين بتسلمية كما ورد ذلك عن الحبيب المصطفى، وهذا ما جاء في حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنه: “سَأَلَ رَجُلٌ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو علَى المِنْبَرِ: ما تَرَى في صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فأوْتَرَتْ له ما صَلَّى. وإنَّه كانَ يقولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ وِتْرًا؛ فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بهِ”.[3]

فضل صلاة القيام

لا شك أن صلاة القيام هي عبادة الصالحين القانتين الذين يحبون أن يلقوا الله تعالى بصحيفة مملوءة بالأعمال الصالحة، وعلى رأس تلك الأعمال الإكثار من الصلاة  التي تعتبر من أفضل الأعمال إن لم تكن أفضلها قاطبة، ومن فضل صلاة القيام ما يلي:

  • مدح الله تعالى لهم في القرآن الكريم وإعداده لهم الثواب الجزيل الذي لا يخطر على بال بشر حيث قال تعالى {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ}.[4]
  • جعل الله لهم مكانة خاصة مع العلماء والربانيين، فشتان الأمر بين شخص يتبع أهوائه ويقضي ليلة في التنقل بين شاشات التلفاز وشخص أخر كل ما يشغله أن يأتي الليل حتى يخلو بربه ويخبره ما يدور في قلبه وفي ذلك قال تعالى {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}.[5]
  • أحد أهم الأسباب التي تبلغ العبد منازل الجنة العليا، وذلك وفقًا لما جاء في السنة المطهر ة حيث قال صلى الله عليه وسلم ” يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصِلوا الأرحامَ، وصلُّوا باللَّيلِ، والنَّاسُ نيامٌ، تدخلوا الجنَّةَ بسَلامٍ”.[6]

أشياء تعين على صلاة القيام

بعد الحديث عن هل تكفي ركعتين في قيام الليل، لعل السؤال الذي يدور في الأذهان الآن هو هل توجد أشياء تعين على صلاة القيام، ولحسن الحظ أنه توجد بعض الأمور التي إذا داوم المسلم عليها كانت أحد أهم الأسباب المعينة على القيام ومنها:

  • الحرص على النوم في وقت مبكر، حتى يأخذ الجسم حاجته من الراحة وبالتالي يتمكن الشخص من الاستيقاظ للقيام بسهولة.
  • طلب الإعانة من الله تعالى على القيام والإلحاح في الدعاء.
  • يمكن الاستعانة بالمنبهات أو أي شيء من شأنه أن يعين الفرد على الاستيقاظ.
  • الابتعاد عن الذنوب قدر المستطاع، فقد روى عن أحد السلف الصالح أنه حرم صلاة القيام  أعواماً بسبب ذنب أصابه.
  • التدرج في القيام من ركعتين ثم أربعة حتى يصل الفرد إلى إحدى عشر ركعة، والعلة في ذلك حتى لا يشق الأمر على المسلم ويفتر عن المداومة على الصلاة.

وبذلك يكون قد تم الإجابة عن سؤال هل تكفي ركعتين في صلاة القيام وما فضلها والتعرف على أفضل وقت لصلاة القيام، كما تم التحدث عن فضل صلاة القيام ،وأهم الأمور التي قد تعين المسلم على المداومة عليها حتى يتحقق له الفلاح في الدنيا والآخرة.

المراجع

  1. الزواجر , الهيتمي المكي، عبد الله بن عمرو، 2/257، صحيح
  2. تخريج المسند لشاكر , أحمد شاكر ، عبد الله بن عباس، 5/63 ، صحيح
  3. المحلى , ابن حزم، 3/46، احتج به ، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند)
  4. سورة السجدة , الآية 16 إلى 18
  5. سورة الزمر , الآية 9
  6. مجموع فتاوى ابن عثيمين , ابن عثيمين، عبدالله بن سلام، 412/20، له شواهد يرتقي بها إلى الصحة






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب