X
X


موقع اقرا » الحياة والمجتمع » نصائح عامة » نصائح للفتيات المراهقات

نصائح للفتيات المراهقات

نصائح للفتيات المراهقات


نصائح للفتيات المراهقات

كيف يمكن لمرحلة المراهقة أن تمر بسلام؟ وكيف يمكنني التكيف نفسيًّا واجتماعيًّا مع هذه المرحلة؟

تعرف المراهقة Adolescence بأنها المرحلة الانتقالية من الطفولة إلى البلوغ، وتتضمن هذه المرحلة تغييرات جسدية، ونفسية، وانفعالية عديدة، ويرى الكثير من الباحثين أن هذه المرحلة الحرجة تمر في كثير من الأحيان بسلام، ودون مشاكل، إلا أن هنالك العديد ممن يراها مرحلة مرهقة لما تحويه من تحديات عظيمة، يجب التعامل معها بحذر،[١] حيث إن أصعب مراحل البناء، هي مرحلة بناء النفس وتكوين الشخصية، لما تعتريه من مشاكل وتحديات.

غالبًا ما تنصبّ جهود واهتمام الأهل وتركيزهم على الأطفال الأصغر سنًا، وهذا مفهوم غير صحيح تمامًا، فالمراهقين بحاجة إلى رعاية ودعم كما الأطفال، وربما أشد، نظرًا لحساسية ما يمرون به، كما أن الأبحاث والدراسات التي قام بها مجلس إدارة حماية الأطفال أثبتت أن إهمال المراهقين سبب لهم الكثير من المشاكل، بما في ذلك من سلوكيات خطرة كشرب الكحول، وغيرها.[٢]

وفقًا لدراسة أجريت من قبل منظمة الصحة العالمية في عام 2015: قٌدّرت أعداد الوفيّات من المراهقين نحو 1.3 مليون مراهق، ولأسباب يمكن تفادي أغلبها، ويعتبر الاكتئاب أحد الأسباب الرئيسية للمرض والإعاقة عند المراهقين، بينما يقع الانتحار في المرتبة الثالثة من أسباب الوفيّات.[٣]

وبالرجوع إلى الإحصائيات الصحية العالمية في عام 2014، فإن حوالي 11% من جميع حالات الولادة في العالم تضعها فتيات مراهقات تتراوح أعمارهنّ بين 15 و 19 عام. [٣]

كما ورد في تقرير المخدرات العالمي عام 2018 الصادر عن مكتب الأمم المتحدة بأن ما نسبته 13.6% من متعاطي المخدرات هم من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 19 عام وذلك وفقًا لدراسة أجريت في عام 2016، علمًا بأن الذكور هم الأكثر تعرضًا لذلك، كما أشارت الإحصائيات المأخوذة من 130 بلد إلى أن ما نسبته 5.6% من المراهقين من الأعمار 15 و 16 عام تعاطوا القنب على الأقل مرة واحدة في العام السابق.[٤]

إن رعاية المراهقين مسؤولية تقع في الدرجة الأولى على الوالدين والأسرة بشكل عام، ولكن ماذا لو كانت الفتاة المراهقة لا تعيش في بيئة مثالية، أو لا يمكنها مشاركة تغيراتها النفسية والجسدية مع الآخرين؟ لا داعي للخيبة، يمكنك تجاوز هذا، في هذا المقال سيتم تناول الجوانب المختلفة من حياتك كمراهقة.

ماذا عن الصحة؟

تمر الفتاة في فترة المراهقة بتغييرات كثيرة، ثؤثر على صحتها بشكل مباشر، وقد تتساءل عن كيفية الاهتمام بنفسها وبشرتها في هذه الفترة الحرجة، وفيما يأتي بيان للجوانب الصحية وكيفية التعامل معها:

تناولي أطعمة صحية

يعتبر الحصول على مظهر جذاب محط اهتمام الفتيات عمومًا، والمراهقات خصوصًا؛ حيث لم تنضج بعد مفاهيم الثقة بالنفس لديها، مما يجعلها تسعى لإبراز جمالها عن طريق الاهتمام بالشعر، والبشرة، والحصول على جسد رشيق؛ فتعمل على تقليل كميات الطعام خوفًا من البدانة، ولكن من الجدير بالذكر أن الاهتمام بكل ما سبق لا يبدأ إلا من الداخل، فتناولكِ الطعام الصحي المتوازن له تأثير السحر على البشرة، والشعر، والجسد ككل، كما أنّ اهتمامكِ بتناول الأطعمة التي تحتوي على الحديد مفيد للغاية في هذه الفترة حتى لا تصابي بفقر الدم.[٥]

مارسي الرياضة اليومية

تعتبر الرياضة من الروتين الثابت في العناية بالصحة الجسدية والنفسية معًا، فلها آثارها العظيمة في تحسين الصحة النفسية، وتقليل الوزن الزائد، والتمتع بجسد صحي؛ حيث تقي من الإصابة بالأمراض كهشاشة العظام مثلًا، وتعمل على تعزيز الثقة بالنفس، ولا يعني هذا أن تسجل جميع الفتيات في الأندية الرياضية؛ فهذا خيار ليس متاحًا للجميع، ولكن هناك الكثير من الوسائل التي يمكنك ممارسة الرياضة من خلالها، فالكثير من التطبيقات الإلكترونية والمدربات اللواتي يتواجدن على قنوات اليوتيوب تتيح لك اختيار تمارين تناسب هدفك من الرياضة، وتتابع معك تحقيقه.[٦]

اشربي كمية كافية من الماء

قال تعالى:” وجعلنا من الماء كل شيء حيّ” [٧]، كل خلية في جسدك بحاجة إلى الماء، فهو مفيد للبشرة، و للشعر، ويساعد في الحماية من الالتهابات وبعض الأمراض المتعلقة بالكلى، كما يمكنك وضع بعض المنكهات في الماء لتتقبلي طعمه؛ كالخيار، والنعنع، والليمون، وماء الزهر، ولكلٍ فوائده للجسم، وتتفاوت حاجة الجسم للماء تبعًا للوزن والطول أو مؤشر الكتلة وفقًا لمعادلة خاص ة تجديها على الإنترنت.

اهتمي بنظافة بشرتك

نظرًا للتغييرات الجسدية والنفسية التي تحدث في هذه الفترة الحرجة، فإن البشرة تتأثر بذلك، وتعاني من البثور وآثار حب الشباب المزعجة المرافقة للدورة الشهرية، والتي تؤثر على ثقة الفتيات بأنفسهن، ولا بد من الاهتمام بنظافة البشرة لتجنب هذه المشاكل، حيث يجب تنظيف البشرة بغسول أو صابون طبي يناسب نوع بشرتك على الأقل مرتين يوميًا، كما أن تقشير البشرة بمواد طبيعية أمر مهم للغاية على الأقل مرة أسبوعيًّا، ويمكنك مسح بشرتك بقالب ثلج أو بماء الورد فلهما تأثير جمالي على البشرة، كما أن الحرص على تطبيق ماسك من الزبادي مثلًا بعد التعرض للشمس ووضع واقي شمس مناسب أمر مهم أيضًا.

لا تستخدمي الكثير من المكياج

تلجأ الفتاة المراهقة عادة إلى استخدام المكياج حرصًا على الظهور بمظهر أجمل ولزيادة الثقة بالنفس، ولكن هذا مبدأ خاطئ إذ يجب أن تحافظي على براءتك، ولا تتسرعي في هذه الخطوة، فالبساطة أجمل دائمًا، وذلك حتى لا تعتادي على مظهرك بالمكياج فتدمني عليه وتفقدي ثقتك بنفسك بدونه، وكي لا تفسدي بشرتك الجميلة بالمستحضرات التجميلية، ولا مانع من وضع القليل جدًا في المناسبات، ولكن لا تجعلينه روتينك الدائم، واحرصي على إزالته وتنظيف بشرتك جيدًا بعد تطبيقه وذلك من خلال أي مزيل طبيعي للمكياج كماء الورد، أو الكريمات التي تباع في المتاجر.

حافظي على نظافة جسمك

ترتبط نظافة جسمك بصحتك بشكل مباشر، حيث تجنبك الكثير من الأمراضالمزعجة، بالإضافة إلى أنها تزيد من شعورك بالثقة من نفسك، وهنا تجدر الإشارة إلى عدة مواضيع تتعلق بالنظافة، أهمها نظافة المنطقة الحساسة وذلك نظرًا للتغييرات الجديدة ( الدورة الشهرية وما يرافقها من أعراض كالإفرازات)، حيث يجب تغيير الملابس الداخلية باستمرار، والحرص على استخدام الفوط اليوميّة، وفوط صحيّة ومناسبة لبشرتك أثناء الدورة الشهرية لتجنب تهيّج المنطقة، وكذلك تجنب استخدام الشامبو والعطور والكريمات لتنظيف وتعطير المنطقة؛ وعوضًا عن ذلك استخدمي غسول طبي فقط.

إذا واجهتي مشاكل مثل التهيج، والحكة، والإفرازات الكثيرة ذات الرائحة المزعجة، عليكِ إخبار والدتك لتصطحبك للطبيبة النسائية وإعطائك العلاج اللازم، واحرصي على المحافظة على نظافتك الشخصية خصوصًا فترة الدورة الشهرية، والاستحمام والطهارة بالطريقة الشرعية بعدها، ولا تهملي الاعتناء بنظافتك عمومًا.

أزيلي الشعر الزائد

تمتاز المجتمعات العربية بالخجل، وتعتبر الأمهات العربيات من النوع المحافظ في أغلب الأحيان، فلا نجد الكثير من الأمهات ممن تخبر فتياتها بضرورة إزالة الشعر الزائد وخصوصًا من المناطق الحساسة، ولا تخبرهن عن الكيفية والطريقة الأفضل لذلك، فنجد الفتاة تتخبط في المعلومات التي تقرأها على المواقع الإلكترونية، وما تسمعه من صديقاتها، أو قد تتجاهل الأمر تمامًا، وهذا أمر خاطئ فاهتمامكِ بإزالة الشعر الزائد عدا عن كونه نظافة للجسم، فهو سنة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ماذا عن اللباس؟

تعد فترة المراهقة فترة التغيير الجذري عند الفتاة، فشكل جسدها يتغير، وتبدأ ملامحها الأنثوية في الظهور، وهنا تحتار الفتاة وتتساءل عن الطريقة المثلى لللباس، وكيفية اختيار الملابس المناسبة، وفي ما يأتي نصائح مهمة في اختيار الملابس عند المراهقات:

ارتدي ما يناسبك

هنالك عدة أنواع للأجسام فهناك: جسد الساعة الرملية، والإجاصة، والشكل المستطيل، وغيرها، ولكل نوع جماله الخاص ، وعليك أن تتقبلي وتحبي جسدك كما هو، وتحرصي على اختيار ما يناسبه ليظهر جماله، فهذا يزيد من ثقتك في نفسك، ويجعلك تبدين أجمل في عينيك وهذا هو الأهم، أن تشعري بالرضا عن جسدك، ومظهرك، وهنا يجب التنويه إلى أن الفتاة ترغب عادًة في اتباع كل ما هو جديد في عالم الموضة، حتى وإن كانت هذه الملابس لا تناسبها، أو لا تشعرها في الراحة، وهذا أمر خاطئ؛ إذ عليك حسن اختيار الملابس تبعًا لما يناسبك وليس تقليدًا أعمى لمن حولك.

ارتدي ملابس مريحة

اهتمي بارتداء ملابس مريحة في المنزل، تشعرك بالراحة والاطمئنان النفسي خصوصًا وأن التغييرات الجديدة قد تشعرك بالحرج أمام الآخرين،كما أن اختيار الملابس المحتشمة والتي لا تبرز مفاتنك التي بدأت تظهر جليًّا في هذه المرحلة الحرجة أمر لا بد منه، فليس من اللائق أن تعرضي جسدك الجميل كبضاعة تراها كل الأعين، فالأناقة لا تعني بتاتًا إبراز مفاتن جسدك، وكشف أجزائه للعامة.

ماذا عن الشخصية؟

تمر الفتاة في فترة المراهقة بتغييرات انفعالية مختلفة تتفاوت في الشدة والتأثير، كما تعاني من ازدواجية في المشاعر، فهي تتأرجح بين المتهورة والمتحفظة، إذ تحاول تكوين شخصيتها المستقلة وإبرازها للآخرين بعيدًا عن سيطرة الأهل والمجتمع، وفيما يأتي همسات لكل فتاة تواجه هذه التحديات الصعبة:

احترمي الرأي الآخر

تحاول الفتاة في هذه المرحلة الحرجة أن تستقل بذاتها، وتبرهن للأهل والمجتمع أنها أصبحت ناضجة بما يكفي لتحمل مسؤولية حياتها، واتخاذ القرارات المتعلقة بها، وقد تلجأ للأساليب العدوانية البعيدة كل البعد عن الأنوثة لإثبات نفسها ووجهة نظرها، وهنا يجدر بكِ التمتع باللباقة، واحترام الرأي الآخر وتقبله، والاستماع الجيد أمر هام أيضًا، فلا تتعجلي الرد، ولا تكوني حريصة فقط على إثبات عكس ما يقال، فالأهل هم أحرص الناس على نفعك وحمايتك.

عبري عن رأيك بلباقة

لا بد من مناقشة الأمور التي تخالف رأيك وتعتبر جدليّة نوعًا ما، وذلك من خلال عرض وجهة نظرك بأسلوب لبق، وطرح أفكارك بأسلوب واضح ومنظم، مبتعدة عن الصوت العالي، والكلام الهجومي، ومقاطعة الآخرين، فهذه تصرفات تبعدك عن أنوثتك التي فطرك الله عليها، وتولد لديك مشاعر الغضب والكره، التي ربما تتحكم بأفعالك بطريقة لا تحمد عقباها.

تعلمي فن الحوار

كثيرًا ما تمر الفتيات في هذه المرحلة بصدامات ومشاحنات مع الأهل، وتجدر الإشارة إلى أن الحوار هو خير سبيل للوصول إلى مبتغاكِ، وللحوار آداب لا بد من اتباعها أهمها: الإنصات الجيد، والتواصل البصري، وتقبل الرأي الآخر، بالإضافة إلى استخدام تعابير واضحة، وأسلوب لطيف للإقناع.

اقرأي الكتب الثقافية

إن لم تكن لديك عادة القراءة بعد، فهذا الوقت مناسب لتتخذي من الكتاب صديقًا لكِ، فلا شيء أفضل لإنارة زوايا عقلك وقلبك من الكتب، ففيها إجابات شافية لكثير من التساؤلات التي ترد في خاطرك، والتي ربما لا تستطيعن توجيهها لأحد، ولكن احرصي على اختيار الكتب الموثوقة والهادفة، فالقراءة تزيد من ثقافتك وتنمي مخزونك اللغوي، فتصبحين شخصية جذابة، يرغب الجميع في الاستماع إليها لما تحتويه جعبتها من أفكار، ومواضيع متنوعة.

فكري بعلقك لا بقلبك

نظرًا لطبيعة هذه المرحلة الحساسة، فإن الفتاة قد تندفع وراء عواطفها دون تحكيم عقلها، وتقودها مشاعر آنيّة وتسيطر على أفعالها، وهذا أمر غير محمود، إذ يجب التحلي بالعقلانية، والتأني في ردود الأفعال، وعدم السماح للأفكار السلبية بالسيطرة عليك والتأثير على حياتك.

ضعي خطة لمستقبلك

من المستحسن التخطيط لمستقبلك من الآن، فهذا الوقت مناسب جدًا؛ فمن خلال معرفة مهنتك المستقبلية تستطيعن اختصار الوقت باختيار الفرع الأكاديمي المناسب: علمي، أدبي، إلخ من الخيارات، حيث يجب أن يكون لديك متسع من الوقت للتفكير، ودراسة الخيارات المتاحة، والاختلاط بأشخاص ذوي خبرة لمساعدتك، وإن كنتِ تمتلكين موهبة ما، وتحرصين على تنميتها، فابدأي من الآن،

ادرسي جيدًا لتكوني ما تريدين

في مجتمعاتنا العربية الكثير يردد عبارة ” الشهادة سلاح للفتاة”، وهذا أمر واقعي، لذلك عليك الحرص على مستقبلك جيّدًا من خلال الاهتمام بحاضرك؛ فكل ما تفعليه الآن سيؤثر عليكِ لاحقًا، لذلك اجتهدي، وذاكري جيّدًا، واستعيني بكل الوسائل المتاحة من تكنولوجيا وغيره في فهم المواد الدراسية، واستيعابها جيدًا، ولا تجعلي هدفك الدرجات فقط، بل احرصي على فهم المواد للاستفادة منها في حياتك العملية، ولا تلجأي إلى الغش والأساليب الملتوية لرفع درجاتك، فهذا أمر منافٍ للأخلاق، ويؤثر عليكِ مستقبلًا، ابذلي كل ما بوسعك للحصول على ما تريدين بجهدك الشخصي.

ماذا عن الصداقة؟

تميل الفتاة إلى تكوين الكثير من الصداقات نظرًا لطبيعتها الاجتماعية، وتعتبر الصداقة مصدرًا للسعادة والتنفيس عن المشاعر المضطربة التي تعاني منها الفتيات في هذه المرحلة الحساسة، ولا بد من الإشارة إلى بعض الأمور المهمة التي يجب عليكِ الانتباه لها عند اختيار صديقاتكِ:

اختاري صديقة صالحة

كثيرة هي الحكم التي تتحدث عن الصداقة، وتأثير الأصدقاء على بعضهم البعض مثل ” الصاحب ساحب” وغيرها، وهي أمثال واقعية جدًا، فالمرء على دين خليله، لذلك احرصي على اختيار صديقاتك بعناية وليست العبرة بكثرة العدد، انتقي صديقاتك بعناية فائقة، لأنك بذلك تختارين سلوكيات، ومستقبل، والكثير من الأمور، وأمر جدير بالذكر أيضًا، اجعلي من والدتك رفيقة لك، فهي أحرص الناس على سمعتك، وقلبك، كوني صريحة معها بكل ما يواجهك من أمور، واطلبي منها النصح والإرشاد.

لا تجعلي صديقتك تؤثر عليك بشكل سلبي

قد تقعين في حب صديقة لا تناسب أفكارك، أو معتقداتك وقيمك، وهذا أمر وارد جدًا، وربما لا ترغبين في قطع علاقات الود بينكما، ولكِ ذلك، ولكن عليكِ أن تكونِ على وعيّ تام واستقلالية مطلقة لئلا تتأثري بها سلبًا، أو تقلديها دون علم، ودائمًا حكمّي عقلك في الأمور، ولا تنجرفي وراء الأوهام والعلاقات المزيفة، فغالبًا واحدة أو اثتنين فقط من صديقات المراهقة ستستمر صحبتك معها إلى الأبد، فلا تفسدي أفكارك لأجل علاقة ربما لن تدوم.

لا تخبري صديقتك كل تفاصيل حياتك

يعد الكتمان إحدى النصائح الذهبية في شتى الأمور، وخصوصًا في هذه المرحلة، حيث لم تنضج اختياراتك بعد، وربما صديقتك اليوم عدوتك غدًا، لذلك لا تجعلي حياتك كتابًا مفتوحًا للغير، وخصوصًا للصديقات؛ إذ تتولد مشاعر الغيرة لديهنّ بسهولة، وربما تصل بهنّ الأمور حد الإيذاء بك، فلتكن لكِ أسرارك الخاصة التي لا يعرفها أحد.

ماذا عن الدين؟

حاجة الإنسان الروحية من الحاجات التي لايمكن تجاهلها، إذ بفقدانها يفقد المرء بوصلته؛ ويتوه في غياهب الحياة، كما أن الالتزام الديني مصدر للسعادة والاستقرار الروحي، وفيما يأتي بعض الأمور الهامّة التي ينبغي أن تعطيها أهمية قصوى:

حافظي على العبادات

يقال من شب على شيء شاب عليه، وأنتِ الآن فتاة بالغة عاقلة راشدة؛ أي تنطبق عليكِ كل شروط التكليف، ومحاسبة أمام الله عز وجل على العبادات كلها، فاحرصي على أدائها بحب، فهي ستضمن لكِ استقرارك الروحي، وتوازنك النفسي، وتعصمك من الوقوع في المعاصي؛ فتقوّي لديك الوازع الديني، وتوجه بوصلتك في الأمور كلها تجاه رضا الله عز وجل.

حافظي على بر الوالدين

أحب الأعمال إلى الله عز وجل بعد الصلاة هو بر الوالدين، وفي هذه المرحلة تكثر الخلافات مع الوالدين، وخصوصًا الفتيات مع الأمهات، حيث تخشى الأم على الفتاة من هذه التغييرات العظيمة وتحاول حمايتها بشتى السبل، ولا تدرك الفتاة هذا، بل تظنّه تحكمًا وسيطرة، كما أن الكثير من الفتيات لا تقبل على مساعدة والدتها في الأعمال المنزلية، ولا تشعر بها، فاحرصي على ذلك، لن تدركي تعب والدتك وتندمي على هذه الأيام إلا حين يأتي الوقت الذي تتزوجين فيه وتنجبين، حينها ستعرفين حقًا كم عانت والدتك لأجلك، وكم بذلت من صحتها لتصبحي على ما أنتِ عليه الآن،

افعلي الخير مع الآخرين

كوني فتاة محبة للآخرين، فالأنانيّة والعدوانيّة لن تجعل منك شخصية جذابة يخشاها الناس كما تظنين، بل ستجعلك تشعرين بالذنب لاحقًا إزاء هذه التصرفات، كما ستبعد عنك الآخرين، وتجعلك وحيدة، لذلك كوني فتاة معطاءة، فلذة العطاء أروع من لذة الأخذ.

تطوعي في مجتمعك

أنتِ الآن في سن العطاء، وسن الحماس الذي لا يهدأ، وجهّي طاقاتك لخدمة مجتمعك، وكوني عنصرًا فعالًا فيه، اشتركي في الأنشطة التطوعية التي تقدمها مدرستك، فهذا يصقل شخصيتك، وينمّي مهاراتك، ويعود عليكِ وعلى مجتمعك بالنفع، كما يشغل وقتك بما هو مفيد، فلا تلتفي لسفاسف الأمور، فتنضجين بسرعة، كما يؤثر على مستقبلك ويفتح لكِ آفاقًا كثيرة، ويساعدك في الحصول على وظائف بسهولة.

ماذا عن الحب؟

الحب؛ تلك الكلمة الغامضة الجميلة، التي تبث في جسد الفتيات السعادة من جهة، وتعتصر أفئدتهن وتبكي عيونهن من جهة أخرى، هو ذاك السر الذي تخشى الفتيات التطرق له أثناء الحديث، وتحاول الحصول على الكثير من الإجابات حوله ولكن دون جدوى، وهنا نوجه لكِ همسات دافئة تطمئن قلبك، وتجيب عقلك:

اعلمي أن الوقت لم يحن بعد

أخطر ما يمكن أن يواجهك في هذه المرحلة هو زيف الحب، حيث تكون الفتيات عطشى لسماع عبارات الإعجاب من الآخرين، وربما من الجنس الآخر، وقد تسعى رفيقات السوء لجعلك تعيشين واحدة من العلاقات الخاطئة للحصول على الإشباع العاطفي، وهنا عليك أن تفكري في عقلك لا بقلبك، فأنتِ الآن في مرحلة دراسة، ومهنتك الأساسية طالبة فقط، كما أن هذه العلاقات العابرة تلوث قلبك، وتستهلك مشاعرك لمن لا يليق به قلبك البريء، اجعلي لنفسك مقامُا كالنجوم لا يحصل عليه إلا من يستحقه، واحرصي على إشباع احتياجاتك العاطفية بالأمور المباحة؛ كالأسرة، والصديقات، وربما تربية حيوان أليف، أو العناية بنبات معين.

لا تحاولي لفت انتباه الجنس الآخر

تميل الفتيات في هذا السن إلى محاولات لفت انتباه الآخرين، وخصوصًا الجنس الآخر، بحثًا عن كلمات الإعجاب، وإشباع الاحتياجات العاطفية والنفسية، وزيادة الثقة بالنفس من خلال إثبات أنها محبوبة وجذابة، وهذه مفاهيم خاطئة لن تدركي ذلك إلا بعد فوات الأوان، لذلك لا تحاولي لفت انتباه أحد، وكوني على ثقة بجمالك وجمال روحك وشخصيتك، لا تنتظري تأكيد ذلك من أحد، فترفعي عن هذه السخافات، وصوني نفسك تجديها.

تجاوزي معاكسات الجنس الآخر

قد تفرح أغلب الفتيات بسماع المعاكسات من الشباب، فهذا يجعلها تشعر بأنها جميلة ومحبوبة، ولكن كوني على ثقة بأن الشباب تصطاد الكثير من الفتيات بهذا الكلام المكرر الزائف، وكلام رخيص كهذا لا يليق بك، فلا تقفي عنده وتقبلي الدخول بعلاقة متدنية كهذه لأجل سماع هذا الكلام، بل تجاوزيه ولا تلتفتي لقائله، فعندما يحين الوقت ستشعرين بمتعة سماع هذا الكلام من شريك حياتك الذي كتبه الله لكِ، وقد تكون المعاكسات سلبية كالتنمر الذي يؤثر سلبًا على ثقة الفتاة بنفسها، فعليك تجاوزه وعدم الاكتراث له أيضًا.

على الرغم من التحديات والتغييرات الكثيرة التي تحيط بهذه المرحلة الحرجة من كل جانب، إلا أن العديد من الفتيات يتجاوزون هذه المرحلة بسلام، ودون مشاكل تذكر، وهذا لا يحدث إلا بعناية الأهل واهتمامهم، وتوفر الوعي الكافي لدى الفتاة عن هذه المرحلة، وكل ما يتعلق بها من تغييرات، وكيفية التأقلم معها، ومن أهمها: ضرورة الاعتناء بصحتها ونظافتها الشخصية، والحرص على تنمية عقلها وتعزيز ثقتها بنفسها من خلال الحرص على العبادات، واللجوء إلى القراءة، والصحبة الصالحة، والحرص على ملء الوقت بكل ما هو مفيد كالتطوع، والدراسة وغيرها من الأنشطة.

المراجع[+]

  1. “adolescence”, britannica, Retrieved 2020-11-19. Edited.
  2. “adolescent neglect”, lutonlscb, Retrieved 2020-11-19. Edited.
  3. ^ أ ب “المراهقون والمراهقات: المخاطر الصحية والحلول المقترحة”، منظمة الصحة العالمية ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-24. بتصرّف.
  4. “صحة المراهقين النفسية”، منظمة الصحة العالمية ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-24. بتصرّف.
  5. “Food and nutrition for adolescents”, thewomens, Retrieved 2020-11-19. Edited.
  6. “5 Reasons for Girls to Play Sports”, kidshealth, Retrieved 2020-11-19. Edited.
  7. سورة الأنبياء، آية:30






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب