X
X


موقع اقرا » الآداب » كتب وروايات ومؤلفات » نبذة عن رواية طوق الياسمين

نبذة عن رواية طوق الياسمين

نبذة عن رواية طوق الياسمين


صاحب رواية طوق الياسمين

واسيني الأعرج روائيّ جزائريّ، وُلِدَ 8 آب من عام 1954م في الجزائر، تحديدًا في سيدي بو جنان في ولاية تلمسان. يحمل الروائي درجة البكالوريوس من جامعة الجزائر في الأدب العربيّ، وحَصَلَ على درجة الماجستير والدّكتوراة من جامعة دمشق. عَمِلَ أكاديميًّا في جامعة الجزائر حتّى عام 1994م، ثُمّ انتقل إلى فرنسا ودرّس الأدب العربيّ في جامعة السوربون.[١]

فهو كاتبٌ معروف في أوساط البلاد العربية المُختلفة، بدأ نشاطه الأدبيّ في بداية الثمانينات وقام بترجمة بعض كُتبه العربية إلى الفرنسيّة، وقام بإنتاج عدّة برامج أدبية للتلفزيون الجزائريّ. طوّر واسيني الأعرج الرواية الجزائريّة ووضع بصمتهُ في الأوساط الأكاديمية والأدبيّة، فتبيّنَ نجاحهُ بتقديم عمل أدبي نوعيّ ذي جودة عاليّة كرواية طوق الياسمين.[١]

لقراءة المزيد، انظر هنا: أهم مؤلفات واسيني الأعرج.

تعريف حول رواية طوق الياسمين

ما اللون الفني التي ينتمي إليه موضوع الرّواية؟

إنّ رواية طوق الياسمين رواية دراميّة وعاطفيّة تناولت معنى الحُبَّ بين اللقاء والموت، فاحتوت الرواية على قصتين للحب بين الجزائرية مريم وواسيني الذي هو من نفس بلدها، والقصة الأُخرى بين شاب جزائريّ اسمه عيد العشاب مع فتاة من دمشق واسمها سيلفيا. سَرَد الكاتبُ في هذه الرواية مذكراته عن طريق الرسائل التي كتبتها حبيبته مريم، ومُذكّرات صديقه عيد عيّاش الذي كان لهُ اسمٌ آخر في ثنايا الرواية، فقصّة الحُب الأولى لمريم وعشيقها الذي تعمّد الكاتبُ بعدم كشف هويته لجعل القصة أكثر شفافيّة وما دارت من أحداث بينهما وزواجها برجل آخر لتُنسي قلبها حُبّها الأبديّ الأول، وما ورد في الرواية من تفاصيل عن لقائها السريّ بعشيقها حتى تُنجَبَ منهُ طفلة وتتسارع الأحداث لتُباغتَ وتُفاجئ القارئ بنهايات غير متوقّعة.[٢]

مضمون رواية طوق الياسمين

كيف قدّم الأعرج فكرة الصراع بين الحبّ والأديان في قالب روائيّ؟

تناولت قصّة الحب الثانية صراعَ الحُبّ مع الأديان، فطُرحت هذه الفكرة على شكل مُذكّرات قديمة، فكانت الفتاة مسيحية والشّاب مُسلم فخرجت رواية طوق الياسمين بأحداثها إلى رفضٍ قاطع للزواج بينهما بالرّغم من المحاولات المستميتة، فصوّرت الرواية عذاب الحُبّ والعشق والمحاولات البائسة للحصول على مُبتغاهما، وقد يلاحظ القارئ في الرواية انزياح الكاتب لرَمي كل الأحمال والهموم والتّوقعات على الطّبيعة مُتعديًا بذلك على الذّات الإلهية في مواقف متفرّقة.[٢]

وهذا الأمر جَعل بعض القُرّاء نافرين مُنزعجين من استباحته وهتكه هذا، فتحرر الكاتب من كل المعتقدات الدينية مما أثار الانتقاد حوله. يَطبَعُ على الرواية طابعٌ عام من الناحية اللغوية القوية فكانت الرواية تعبقُ بنصوص مليئة بالمشاعر الفيّاضة وبالعشق الباذخ الذي ولّد الأحزان والآلام بمحاربته وانكساره.[٢]

دار فحوى القصّة مرارًا في نفس الأفلاك ولكنّ هدف الكاتب كان واضحًا لإيصال وبيان مدى جمال العشق وأثره، فكُتبت رواية طوق الياسمين بلغة صوفيّة عميقة وجميلة لدرجة تشبيه واسيني الأعرج ضمنًا حياة عيد العشاب بحياة الشيخ مُحي الدّين ابن العربيّ، لكونهما عاشَا وحيدين وماتَا وحيدين تاركينَ طيفًا من نورٍ يُبدد صدى أيّامهما.[٢]

ويبقى تساؤلٌ عميق ترجمه هذا الاقتباس “البارحة رأيت حلمًا أخرجني من وضع وأدخلني في وضع آخر، رأيت سيدي الأعظم محي الدين ابن عربي، طلب مني أن أتجه نحو طوق الياسمين، كنت أعرف أنه يقودني نحو الموت ولكني لم أتردد لحظة واحدة”، يقف القارئُ متسائلًا عن نقطة عصيّة جدًا ما هو طوق الياسمين الذي جعلهُ الكاتب دربًا أم بابًا للخلاص أم للحلول الأبدية أم للبداية والنّهاية؟ مُنعمًا هذ الطّوق على عيد عشاب وحارمًا مريم من كُنهه. تمّ نشر هذه الرواية في بيروت عام 1981م.[٢]

اقتباسات من رواية طوق الياسمين

تتسلسل أحداث رواية طوق الياسمين وتنساب بأسلوبها السّرديّ المُحكم، فارتقت الرواية بأسلوبها وفصاحتها وبروعة بلاغتها على الرّغم من وجود وجع وسوادٍ مُزعج بتعبيرات تلامِسُ قلبَ قُرّائها وتأسِرُه بتلاعُبٍ لغويّ مُثيرٍ للإعجاب، وهذه ثُلّة اقتباسات من نصّ الرواية:[٣]

  • “عندَما نكتب نتقاسم مع الناس بعض أوهامنا وهزائمنا الصغيرة”.
  • “في كل امرأة شيء من المستحيل، وفي كل رجل شيء من العجز والغباوة في كشف هذا المستحيل”.
  • “أحيانًا، عندما نلعب مع الأقدار نفعل ذلك بسخرية وننسى أنها لا تنسى وأنها تأخذ كل شيء بجدية وتفاجئنا في أقلِّ اللَّحظات انتظارًا”.
  • “الإنسان العربي هكذا، يولد ويموت في الهم، وكلما رأى شعاعًا صغيرًا في الأفق شعر بتخمة في السعادة وعندما يقترب يصفعه السراب القاتل”.
  • “من قال إنّ الصّحف غير صالحة؟ نحن نتحمل كذبها الكبير وهي تتحمل قدرًا صغيرًا مِن نفاياتنا، مصلحة متبادلة هذه هي النظرة التعادلية، تتحملني وأتحملك”.
  • “لم أعُدْ أسمع شيئا إلا هبات الريح التي كانت توقظ الأشجار من غفوتها وزخات المطر التي زادت قوتها في داخلي مصحوبة بمقاومتي المستميتة للطفل الذي رأيتة أول مرة على حوافي طوق الياسمين”.
  • “هل يوجد غير الموسيقى، من يعطينا شهوة الحُلم والذهاب بعيدًا في حنينِنَا؟ نتحمل قسوة الحياة وصرامتها؛ لأن الموسيقى من حين لآخر تفاجئنا بعنفوانها ودهشتها وتشعرنا بطفولتنا الدائمة، وإلّا من يملأ هذا الخواء المُفجِع الذي يزداد اتساعًا فينا كل يوم؟”.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب “واسيني الأعرج”، جائزة كتارا للرواية العربية، اطّلع عليه بتاريخ 25/02/2021م. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج “طوق الياسمين”، مكتبة أبجد، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019م. بتصرّف.
  3. “طوق الياسمين”، مكتبة أبجد، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2019م. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب