ما فوائد الضحك

ما فوائد الضحك


الضّحك

الضّحك سلوك يتميّز به البشر والقردة العليا، وهو تعبير عن المرح والتّسلية، ووسيلة تواصل عالميّة يمارسها البشر من جميع الثّقافات والمنابت لتعزيز الرّوابط وبناء علاقات فيما بينهم، وهو سلوك غريزي أيضاََ يمكن ملاحظته حتى عند الأطفال حديثي الولادة الذي لم يروا أحداََ يضحك ولم يسمعوا صوت ضحك من قبل. يصف الفيلسوف برتراند رسل الضّحك على أنّه الدّواء الأرخص والأكثر فعاليّة على مر السّنين؛ من هذا المنطلق سيتم تخصيص هذا المقال للتعرف على أنواع الضّحك، وأهميته لصحة الإنسان.[١]

فوائد الضّحك للصحة

من فوائد الضّحك لصحة الإنسان ما يأتي:

  • يساعد على توازن مكونات جهاز المناعة مما يزيد من كفاءته في مقاومة الأمراض وذلك لأنّه:[٢][٣]
    • يقلّل من تدفق هرمونات التّوتر التي يفرزها الجسم في حالات الغضب أو الشّعور بالضّغط والعداء، والتي تعمل على كبح جهاز المناعة، وتزيد من تكوّن صفائح الدّم التي تعيق مرور الدّم في الشّرايين، وترفع ضغط الدّم ومن هذه الهرمونات: الكورتيزول، والأدرينالين، والدّوبامين، وهرمون النّمو.
    • يزيد من عدد الخلايا القاتلة الطّبيعيّة والتي بدورها تقضي على الأورام والفيروسات.
    • يزيد إنتاج البروتينات المقاومة للأمراض مثل إنترفيرون- غاما، ويزيد إفراز الخلايا اللمفيّة البائيّة التي تنتج أجسام مضادة لمقاومة مسببات الأمراض والخلايا اللمفيّة التّائيّة التي تُعد جزءاََ من الاستجابة المناعيّة في جسم الإنسان.
    • يؤدي الضّحك المصحوب بالسّعال والفواق إلى تنظيف القنوات التّنفسيّة من المخاط.
    • يزيد من تركيز الغلوبولين المناعي اللّعابي A الذي يحارب الكائنات المعديّة التي تدخل من خلال الجهاز التّنفسي.
  • يحرّك الجسم كما يحدث عند ممارسة التّمارين الهوائيّة، وقد بينّ الباحثون أنّ الضّحك مئة مرة له تأثير مشابه لممارسة تمارين على آلة التّجديف لمدة عشر دقائق، أو 15 دقيقة على دراجة التّمارين، فالضّحك يحرّك عضلات الحجاب الحاجز، والبطن، والوجه، والسّاق والظّهر، ويترك العضلات بعد ذلك أكثر راحة.[٢]
  • يساعد على تشتيت المشاعر السّلبيّة مثل الغضب، والحزن، والخوف، وإلا فإنّ تراكم المشاعر السّلبية قد يؤدي إلى تغيرات كيميائيّة حيويّة يمكن أن تؤثر على الجسم، وذلك بحسب أطباء وممرضين من أعضاء الرّابطة الأمريكيّة للعلاج بالضّحك.[٢]
  • تشير نتائج دراسة أُجريت على نطاق صغير أنّ الضّحك المرح الذي يمارسه البشر عند مشاهد البرامج والأفلام الكوميديّة له تأثير إيجابي على وظائف الأوعية الدّمويّة.[١]
  • يقي من أمراض القلب والسّكتة الدّماغيّة؛ إذ تشير نتائج دراسة أُجريت في اليابان ونُشرت في مجلة علم الأوبئة أنّ الأشخاص الذين لا يضحكون معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 21 في المئة أكثر من أولئك الذين يضحكون باستمرار، وبالمثل، فإن انتشار السّكتة الدّماغية في أولئك الذين نادراََ ما يضحكون كان أعلى بنسبة 60 في المئة من الذين يضحكون باستمرار.[١]
  • تشير دراسة أجريت على ستة مشاركين إلى أنّ ممارسة يوغا الضّحك يحسّن المزاج، ويزيد من معدل ضربات القلب.[١]
  • تشير دراسة بعنوان (آثار العلاج بالضّحك على الاكتئاب، والإدراك، والنّوم بين كبار السّن الذين يعيشون في المجتمع) تم نشرها في مجلة طب الشّيخوخة وعلم الشّيخوخة في عام 2011م، إلى أنّ الضّحك قد يكون له تأثير إيجابي على الاكتئاب، والأرق، ونوعية النّوم عند كبار السّن.[١]

الضّحك مسكن للألم

الضّحك يزيد قدرة الجسم على تحمّل الألم؛ إذ تشير نتائج دراسة أجراها فريق بحث سويسري إلى أنّ مجموعة من الأشخاص كانوا يشاهدون فيلماً فكاهياً تمكنوا من إبقاء أيديهم في ماء مثلّج لفترة أطول من الأشخاص الذين لم يكونوا يضحكون، وقد استمرت قدرتهم على تحمّل الألم لمدة عشرين دقيقة بعد توقفهم عن الضّحك، ويمكن تفسير هذه الظّاهرة بأنّ الضّحك والفكاهة ينشّطان إفراز هرمون الإندورفين ويخففان التّوتر العضلي، ويشتتان الانتباه، ويزيدان السّيطرة على الألم وتحمله، وبذلك يكون للضحك تأثير على الألم على المستوى العقلي والجسدي، شرط أن يكون الضّحك حقيقياََ ونابعاََ من القلب.[٤]

أنواع ودوافع الضّحك

للضحك دوافع وأنواع مختلفة، منها ما يأتي:[٥]

  • ضحك المجاملة: هو نوع من الضّحك على أشياء أو نكات يدرك السّامع أنها غير طريفة ولا تستحق الضّحك، ومع ذلك فهو يضحك لمجرد التّوافق مع الآخر الذي قد يكون مدير المستمع على سبيل المثال أو حتى مجرد صديق يرغب بمجاملته.
  • الضّحك المعدي، أو الضّحك بالعدوى: يحدث هذا النّوع من الضّحك عند مجرد سماع ضحك إنسان آخر دون معرفة السّبب الذي أدى بالأصل للضحك، ويشير باحث في مجال الضّحك أنّ أكثر من نصف طلابه البالغ عددهم 128 طالباََ ضحكوا لمجرد سماع ضحكة ملفقة لشخص ما، لذلك يعتقد الباحث أنّ الإنسان بطبيعته يصاب بعدوى الضّحك عند سماع ضحك الآخرين تماماََ كما يحدث عند رؤية تثاؤب الآخرين.
  • الضّحك العصبي: هو نوع من الضّحك يحدث عند الشّعور بالقلق أو التوتّر، وغالباََ ما يُنظر لهذا النّوع من الضّحك على أنّه عادة سيئة و ضحك زائف، وينُصح بالسّيطرة عليه.
  • ضحك البطن: هو الضّحك الحقيقي الصّادق الذي قد يدفع الشخص للإمساك بالبطن والتقاط النّفس، ويحدث عند وجود مبرر حقيقي للضحك، وهذا النّوع من الضّحك هو أحد أنواع الضّحك الذي يستفيد منه الإنسان ويمكن أن يكون له فوائد صحيّة كما سنرى لاحقاََ.
  • الضّحك الصّامت: وهو نوع من الضّحك يتضمّن تنفّس عميق وزفير إيقاعي ولا يصدر عنه صوت، ويمكن عند ممارسته بشكل مدروس أن يكون له فوائد حقيقية مثل ضحك البطن، لذلك يستخدم هذا النّوع من الضّحك أثناء ممارسة اليوغا، وخلال جلسات المعالجة بالضّحك.
  • ضحك تخفيف الإجهاد: نوع من الضّحك يقوم به الإنسان للتخفيف من توتر العضلات بعد يوم شاق في العمل على سبيل المثال، وغالباََ ما يكون على شكل انفجارات من الضّحك المتواصل.
  • ضحك الحمامة: يحدث هذا النّوع من الضّحك عند محاولة الضّحك والفم مغلق والشّفتين مختومتين مما يسبب خروج صوت شبيه بهديل الحمام، أو طنين النّحل.
  • ضحك الشّخير: وهو نوع من الضّحك يمارسه 25% تقريبا من النّساء و 33 % من الرّجال، ويحدث عند مرور الهواء من خلال الأنف فيخرج صوت الضّحكة من الأنف مثل الشّخير.
  • الضّحك المعلّب: هو ضحك حقيقي ولكنه مسجّل، ويُستخدم خصيصا للبرامج أو المسلسلات الكوميديّة لاستثارة ضحك الجمهور.
  • الضّحك القاسي: هو ضحك سخرية من آلام الآخرين، وهو ضحك مذموم.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Tim Newman (18-1-2017), “Ancient and healthy: The science of laughter”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 9-10-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت MARSHALL BRAIN, “How Laughter Works”، science.howstuffworks.com, Retrieved 9-10-2018. Edited.
  3. Elizabeth Scott (1-4-2018), “The Health Benefits of Laughter”، www.verywellmind.com, Retrieved 9-10-2018. Edited.
  4. Ian Mason PhD. (15-10-2013), “Laughing away pain”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 9-10-2018. Edited.
  5. MOLLY EDMONDS, JOSEPH MILLER، “10 Different Types of Laughter”، science.howstuffworks.com, Retrieved 9-10-2018. Edited.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب