X
X


موقع اقرا » صحة » أمراض الجهاز الهضمي » ما هي أمراض البنكرياس

ما هي أمراض البنكرياس

ما هي أمراض البنكرياس


البنكرياس

البنكرياسُ هو من أهمّ الغُددِ في الجسمِ؛ حيثّ إنّه يَمتدُّ بشكلٍ أفقيّ خلفَ المَعِدَةِ في الجزءِ العُلْويّ منَ البطنِ ويتميّزُ بِأنَّه غدّةٌ صمّاء حيثُ إنّه يُفرزُ هرمونَ الإنسولين وهرمونَ الغلوكاجون المسؤولانِ عن تنظيمِ مستوى السكّر في الدّم، كما أنَّه في ذاتِ الوقتِ يُعتبرُ غدّةً قنويةً، إذ إنَّه يُفرزُ إنزيماتٍ هاضمةً تساعدُ الجهازَ الهَضميّ على هضمِ الدّهونِ والبروتيناتِ والكربوهيدراتِ، ما يجعلُ البنكرياسَ يؤدّي وظائفَ مختلفةً ومتنوعةً تُؤثّرُ على باقي أعضاءِ وأجهزةِ الجسمِ، لذلك عندَ إصابةِ البنكرياسِ بعارضٍ صحيّ يُضعِفُ قدرتَهُ على أداءِ وظائِفِه فإنَّ أعضاءَ الجسمِ الأُخرى تتأثّرُ تِباعًا، وسيتحدّثُ هذا المقالُ عن أمراضِ البنكرياسِ شارحًا أشهرَ الأمراضِ التي قد يُصابُ بها البنكرياسُ، كما سيتحدّثُ أيضًا عن طُرقِ الّتشخيصِ والعلاجِ.[١].

أمراض البنكرياس

إنّ البنكرياسَ معرّضٌ للإصابةِ بالمرضِ مثلَ باقي أعضاءِ الجسمِ، وإنَّ الأمراضَ التي تُصيبُ البنكرياسَ مِنها ما يُؤثّرُ على عملِهِ كَغُدّةٍ صَمّاء والبعضُ الآخر يُضعِفُ عملَهُ كَغدّةٍ قنويةٍ، ومِنَ الأمثلةِ على أمراضِ البنكرياسِ ما يأتي:

التهاب البنكرياس

التهابُ البنكرياسِ؛ وهو أحدُ أمراضِ البنكرياسِ و له عدّةُ أسبابٍ، فقد يَحدثُ التهابُ البنكرياسِ عندما تَنشطُ الإنزيماتُ الهاضمةُ أثناءَ وجودِها في البنكرياسِ، أيّ أنّها تبدأُ بِهضمِ خلايا البنكرياسِ بدلًا من هضمِ الطّعامِ ممّا يُسبّبُ تهيّجَ خلايا البنكرياسِ[٢]، أو قد يكونُ سببُ الالتهابِ نتيجةَ شُربِ الكحولِ بشكلٍ مُفرطٍ أو بسببِ تَكّونِ حصوةٍ في المرارة، وأيًّا كان السبب، فعند حدوثِ التهابِ البنكرياس فإنَّه يُسبّبَ تهيّج خلايا البنكرياس ومن ثمَّ تَلَفُ الخلايا وموتها.ويُقسَمُ التهابُ البنكرياسِ إلى نوعين؛ التهابُ البنكرياسِ الحادّ والذي يستمرُّ لِفترةٍ قصيرةِ، والتهابُ البنكرياس المُزمِن[٣].

سرطان البنكرياس

يتكوّنُ البنكرياسُ مِن عدّةِ أنواعٍ منَ الخلايا، وكلُّ نوعٍ مِنها مِنَ الممكنِ أَن يبدأَ بالنّمو بطريقةٍ عشوائيةٍ غيرَ مُسيطَرٍ عليها، نتيجةَ حدوثِ طفرةٍ في المادّةِ الوراثيّةِ DAN في خلايا البنكرياسِ مُكّونةً ورمًا سرطانيًّا، وأشهرُ نوعٍ من سرطانِ البنكرياسِ هو الذي يَنشَأُ في الخلايا المُبَطّنةِ لقناةِ البنكرياسِ، وعادةً ما يتمُّ كَشفُ السرطانِ في مراحلِهِ المُتقدّمةِ وهذا بسببِ عدمِ وجودِ أعراضٍ للسرطانِ في مراحلِهِ الأولى[٤].

التّليّف الكيسيّ

التّليّفُ الكيسيّ؛ هو من أمراضِ البنكرياسِ الجينيّةِ الموروثةِ، يصيبُ التَّليّفُ الكيسيُّ البنكرياسَ والجهازَ الهضميَّ وأجهزةً أُخرى في الجسمِ، بحيثُ يُؤثّرُ على الخلايا المُنتجةِ للعصاراتِ الهضميةِ، والعَرقِ والمُخاط فتصبحُ إفرازاتُ الخلايا في الأعضاءِ المُصابةِ لزجةً وسميكةً، مّا يُؤدّي إلى انسدادِ القنواتِ والممراتِ في العضو المُصابِ مثلَ؛ انسدادِ قنواتِ البنكرياسِ والممراتِ الهوائيةِ في الرّئة وعندَ انسدادِ قنواتِ البنكرياسِ، والتي مَهمَّتُها إيصالُ الإنزيماتِ الهاضمةِ التي يُنتِجُها البنكرياسُ إلى الجهازِ الهضمي فإنَّ الجسمَ سيصبحُ غيرَ قادرٍ على هضمِ الطّعامِ، وبالتّالي لا يستطيعُ امتصاصَه والاستفادةَ منه ممّا يؤدِّي إلى فقدانِ الوزنِ وسوءِ الّتغذيةِ، الذي يُؤثّرُ سلبًا على النّمو خاصةً عندِ الأطفالِ[٥].

تضخّم البنكرياس

إنّ تضخّمَ البنكرياسِ له عدّةُ أسبابٍ مثلَ؛ التهابِ البنكرياسِ أو وجودِ ورمٍ حميدٍ في خلايا البنكرياسِ أو الإصابةِ بسرطانِ البنكرياس وغيرِها الكثير، ويعاني المريضُ بتضخّمِ البنكرياسِ من ألمٍ في الجزءِ العُلويّ مِنَ البطنِ، وعادةً ما ينتشرُ الألمُ إلى منطقةِ الظّهرِ أيضًا، وتزدادُ حدّةُ الألمِ بعدَ تناولِ الطّعامِ والشّرابِ، ولكن تجدرُ الإشارةُ إلى أنَّ بعضَ حالاتِ تضخّمِ البنكرياسِ لا تُسبّبُ القلقَ والخوفَ، لأنَّهُ وببساطَةٍ حجمُ البنكرياسِ عندَ بعضِ النّاسِ يكونُ أكبرَ من الحجمِ الطّبيعيّ المُعتادُ عليه عندَ معظمِ النّاسِ وبالتّالي لا يُعتبرُ هذا التّضخّمَ مرضًا[٤].

السكري

إنّ مرض السكري هو من أشهر أمراض البنكرياس وأكثرها انتشارًا، ويُقسم إلى نوعين؛ مرض السكري من النوع الأول، ويُعزى ارتفاع السكر في الدّم في النوع الأول إلى عدم قدرة البنكرياس على إنتاج هرمون الإنسولين، لإنّ جهاز المناعة قد هاجم الخلايا المُنتجة للإنسولين في البنكرياس ودمّرها، أمّا النّوع الثاني فهو مرض السكري من النوع الثاني وسببه هو فقدان الجسم قدرته على استخدام الإنسولين الذي يُنتجه البنكرياس بشكل فعّال، أي يفقد الجسم حساسيته تجاه الأنسولين-[٤].

تشخيص أمراض البنكرياس

إنَّ التشخيصَ الصّحيحَ مهمٌ جدًّا لعلاجِ أيّ مرضٍ مِن أمراضِ البنكرياسِ، وكُلّما كانَ التّشخيصُ مُبكّرًا كُلّما كانت فُرصةُ الشّفاءِ أعلى، وقد تتضمّنُ عمليةُ التّشخيصِ إجراءَ عدَّةِ فحوصٍ وتحاليلَ للمريضِ، ومن هذه الفحوصاتِ ما يأتي[٣]:

  • اختبارُ فحصِ الدّم: ويهدفُ هذا التحليلُ إلى قياسِ مستوى إنزيماتِ البنكرياسِ، كما يُساعدُ هذا التّحليلُ في معرفةِ إذا كان المريضُ يعاني من فقرِ دمٍ أو عدوى أو جفاف.
  • التصوير بالأشعة المقطعية CT: إنّ هذا النوعَ من التصويرِ الإشعاعيّ يُستخدَمُ في تشخيصِ أمراضِ البنكرياسِ بهدفِ الكشفِ عن أيّ خللٍ قد أصابَ البنكرياس مثلَ: تَجمُّعِ السوائلِ حولَ البنكرياسِ أو إصابةِ البنكرياسِ بعدوى أو بتكيُّسٍ كاذبٍ.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: ويتمُّ استخدامُ الموجاتِ فوق الصوتيّة لتصويرِ منطقةِ البطنِ، لمعرفةِ ما إذا كانَ المريضُ يعاني من حصواتٍ في المرارةِ، حيثُ إنَّها تعيقُ خروجَ إفرازاتِ البنكرياسِ وإنزيماتِه إلى الجهازِ الهضميّ فبتقى هذه الإفرازتُ عالقةً في قناةِ البنكرياسِ.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي MRI: ويستخدمُ للتحقّقِ ما اذا كان المريضُ يعاني من مشاكلَ في المرارةِ والبنكرياسِ وقنواتِهما.

علاج أمراض البنكرياس

إنّ اختيارَ العلاجِ المناسبِ هي الخطوةُ التّاليةُ بعدَ التّشخيصِ الصحيحِ للحالةِ المرضيةِ، ويختلفُ العلاجُ باختلافِ المرضِ حيثُ إنَّ كلَّ مرضٍ من أمراضِ البنكرياسِ له علاجُه المناسِب، وعلى سبيلِ المثالِ لا الحَصرِ سنذكرُ عدّةَ أمثلةٍ على العلاجاتِ المحتملةِ لعلاجِ أمراضِ البنكرياسِ [٤]:

  • الإنسولين: يُستخدمُ الإنسولين لعلاجِ مرضِ السكّري، وهو عبارة عن حقنٍ تحتَ الجلدِ.
  • إنزيمات البنكرياس: إنّ مرضى التّليّفِ الكيسيّ يفتقدون لإنزيماتِ البنكرياسِ الهاضمةِ المهمّة في عمليةِ الهضمِ، فبالتّالي يتمّ تزويدُ الجسمِ بإنزيماتٍ هاضمةٍ خارجية يتناولُها المريضُ.
  • الجراحة: يتمُّ اللّجوءُ إلى الحلّ الجراحيّ في بعضِ الحالاتِ مثلَ وجودِ ورمٍ في البنكرياسِ، ويتمُّ استئصالُ الورمِ أكانَ حميدًا أو خبيثًا -سرطانًا- من البنكرياسِ جراحيًّا.

الوقاية من أمراض البنكرياس

لحسنِ الحظّ فإنَّ أمراضَ البنكرياسِ يُمكنُ الوقايةُ منها ومَنعُ حدوثِها، عن طريقِ أَخْذِ تدابيرِ الوقايةِ اللّازمةِ مثلَ: اتّباعِ نمطِ حياةٍ صحيّ، وممارسةُ الرياضةِ، والمحافظةُ على وزنِ جسمٍ صحيّ، كما إنَّ التّوقفَ عن التّدخينِ وعن تناولِ المشروباتِ الكحوليةِ يُساهمُ في الحفاظِ على البنكرياسٍ بصحةٍ جيّدةٍ ويقيه من الأمراض[٦].

المراجع[+]

  1. “Pancreas: Functions and possible problems”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 5-12-2019. Edited.
  2. “Pancreatic Diseases”, medlineplus.gov, Retrieved 5-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب “Pancreatitis”, www.webmd.com, Retrieved 5-12-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث “Picture of the Pancreas”, www.webmd.com, Retrieved 5-12-2019. Edited.
  5. “Cystic fibrosis”, www.mayoclinic.org, Retrieved 5-12-2019. Edited.
  6. “5 Ways to Prevent Pancreatitis and EPI”, www.everydayhealth.com, Retrieved 5-12-2019. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب