تعريف النثر لغة واصطلاحًا

النثر الفني

عُرف النثر وبالأخصّ النثر الفني منذ الجاهلية، حيث تنوّعت فنونه وضروبه، وقد تطوّر النثر من العصر الجاهلي حتّى العصر الحديث، وفي مسيرة تطوره شهد بروزًا لأنواع نثرية خاص ة بعصر دون آخر لم تكن معروفة من قبل، وتميّزت هذه الأنواع بخصائص منوعة مائزة لكل نوع على حِدة، وتناولت موضوعات متعددة ومتنوعة، وللتعمق في معرفة الأنواع النثرية وخصائصها وموضوعاتها، لا بد من معرفة تعريف النثر لغة واصطلاحًا.

تعريف النثر لغة واصطلاحًا

يعرف النثر لغة بأنّه إفشاء الشيء أو نشره، أو إرسال الكلام بما لا يجعله خاضعًا لوزن أو قافية، وفي تعريف النثر لغة واصطلاحًا عُرفت عدة تعريفات منها أنه كلام مباشر تجمّل فيه الكلمات وتزيّن وترصّ رصّا جيدا، حتى تتشابه في في وقعها برسائل الغرام بين المراهقين، دون أن يلتزم بوزن أو قافية، وله أنواع مختلفة [١]، وفي الاصطلاح الفني، فهو شكل من أشكال الكتابة الأدبية يخالف الشعر في كونه غير موزون أو مقفى، يكثر فيه استخدام المحسنات البديعية، وله العديد من الخصائص الجمالية، ويكثر في معظم الأعمال الأدبية. [٢]. وتأتي الكتابة النثرية نتاج تجربة شعورية أو فكرية، يرغب الكاتب بالتعبير عنها، فيتّجه إلى اتخاذ أسلوب فني لغوي، وجنس أدبي محدد للكتابة من خلاله[٣].

أنواع النثر

بما أنّ تعريف النثر لغة واصطلاحًا اتفقا على أن النثر هو كلام غير موزون أو مُقفّى، فقد عُرفت منه أنواع وفنون عديدة، اختلفت باختلاف الزّمن الذي ظهرت فيه، وحاجتها للاستخدام، والعديد من العوامل الأخرى، ككثرة الكتاب، وقوة الحركة النقدية التي تناولت النصوص النثرية الفنية، وظهور حركة النهضة الثقافية التي شهدتها أوروبا والبلاد العربية، وما كان بينهما من تبادل ثقافي، وظهور حركة إحياء التراث، وظهور المطبعة وانتشار الصحافة، وهذه الأنواع هي:

• الخطابة: وتعرف فن من فنون الكلام يقال على المنبر، ويتضمن وعظًا وإرشادًا، وهدفها التأثير على الجمهور [٤]، وقد كانت من أبرز الفنون النثرية التي عُرفت في العصر الجاهلي، واستمرت حتى الوقت الراهن، ولها موضوعاتها وأنواعها، فمنها الخطابة الدينية التي ما زالت مستمرة لليوم لكثرة المناسبات الدينية، ومنها الخطابة الوعظية وما زالت مستمرة باستمرار الحاجات الوعظية، وهناك الخطابة السياسية التي انتهى حضورها تقريبا في عهد الأتراك والمماليك لضعف امتلاكهم اللغة، ثم عادت إلى أوجها مع احتلال البلدان العربية، وظهور الحركات الإصلاحية[٥].
• الأمثال: وقد عرفت في تعريف النثر لغة واصطلاحًا من العصر الجاهلي، وما زالت مستمرة في الاستخدام إلى الوقت الحاضر، وهي جمل مقتطعة من الكلام أو مقولة لذاتها، قيلت في موقف وأصبحت تقال في كل موقف مشابه له دون تغيير، للاستشهاد بها تعليقًا على الموقف أو تلخيصا له، يغلب على الأمثال قصرها، واستخدامها السجع، وتمتاز الأمثال بحيويتها وسلاستها، ودقة التصوير، وتعدد المجالات التي تطرح فيها مما كتب لها الديمومة بين الناس. [٦]
• المقامة: وتعرف في تعريف النثر لغة واصطلاحًا بأنها مجموعة من الحكايات القصيرة متفاوتة الحجم، مزجت بين النثر والشعر، فيها بطل وراو، وبطلها رجل يُدعى أبا الفتح الإسكندري، معروف بمغامراته التي يمارس فيها خداع الناس، وفصاحته، وقدرته على قول الشعر، وسرعة تخلصه من المآزق، ويروي هذه المغامرات شخص يدعى عيسى بن هشام، وظهرت المقامات بوصفها فنًّا نثريًّا في العصر العباسي على يد بديع الزمان الهمذاني ووضع له أسسًا واضحة، وتبعه بعد ذلك الحريري، وحاكاه ناصف اليازجي في العصر الحديث. [٧]
• الرسائل: عُرفت الرسائل في تعريف النثر لغة واصطلاحًا من العصر الجاهلي، ولكنها تحوّلت إلى فن نثري له أسسه في العصر الأموي، وتطور هذا الفن في العصر العباسي، وعرفت بنوعين: الرسائل الديوانية، والرسائل الإخوانية، وعرف عدد كبير من الكتاب ممن تميزوا بكتابة الرسائل، منهم عبد الحميد الكاتب. [٨]
• الرّواية: وهي فنّ أدبيّ حديث، يحتوي على العديد من الشخصيات والأزمنة والأمكنة والأحداث التي تعبر عن حياة الإنسان ومشكلاته، وانفعالاته الخاص ّة اتجاه ما يمرّ به، تعرف الرواية من بين الفنون النثرية بأنها الأسرع تطوراً وتغييراً في الشكل والمضمون، لحداثتها ولارتباطها بالإنسان وما يشهده من تطور المجتمع الإنسانيّ. [٩]
• المقالة: تعرف المقالة في تعريف النثر لغة واصطلاحًا بأنها نوع من أنواع النثر الأدبي الإنشائي، يعبر من خلالها الكاتب فكرة معينة، أو قضية طارئة، أو حالة شعورية ويتناولها بالتحليل في صفحات قليلة محدودة، وبلغة بسيطة ومباشرة، أو حتى رمزية، ولكنها كفيلة بنقل الأثر إلى القارئ، ولها أنواع: فقد تكون ذاتية أو سياسية أو دينية … وغيرها. [١٠].
• المسرحيّة: والمسرحية في تعريف النثر لغة واصطلاحًا هي شكل أدبي نثري مكتوب، يحكي قصة على لسان شخصياتها وأفعالهم، من خلال ترجمته تمثيلًا بتقمّص مجموعة من الممثلين أدوار هذه الشخصيات أمام جمهور، ويكون النص الأدبي المسرحي المكتوب هو أحد موضوعات المسرح، وهي فن قديم مختلف في نشأته، ويرجح أنه نشأ من الطقوس الدينية التي كان فيها الكهان يتقمصون أدوار حيوانات أو مخلوقات أخرى. وللمسرحية أشكال مختلفة، منها المأساة ومنها الملهاة. [١١]
• القصّة القصيرة: والقصة القصيرة فن أدبي نثري في تعريف النثر لغة واصطلاحًا، عرف بشكل عام من العصر الجاهلي تحت مسمى القصص، ولكنها تحولت إلى فن أدبي له أسسه وأصوله في العصر الحديث، تمتاز بصغر الحجم بما لا يتجاوز عشرة آلاف كلمة، وتقدم في الأغلب حدثا واحدا، تمر به شخصية واحدة أو شخصيات معدودة، ضمن مدة زمنية قصيرة، حدوده مكان واحد، ويعبر من خلالها عن موقف من المواقف الحياتية، أو جانب واحد منها: [١٢]
• السيرة: وهي فن نثري أدبي يحكي فيه الكاتب عن حياة شخص آخر أو عن حياته، ولها قسمين: السيرة الغيرية وتكتب بضمير الغائب ومن أمثلتها السيرة النبوية لابن هشام، والسيرة الذاتية وتكتب بضمير المتكلم ومن أمثلتها الأيام لطه حسين، ويقدّم الكاتب في السيرة حقائقَ عن حياة الشخص الذي يكتب عنه أو عن حياته هو بالذات. [١٣]

المراجع[+]

1. ↑ “نثر”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.
2. ↑ “نثر عربي”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.
3. ↑ “النثر الفني: الخطابة والكتابة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019.
4. ↑ “تعريف الخطبة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.
5. ↑ “النثر الفني: الخطابة والكتابة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.
6. ↑ “الأمثال من العصر الجاهلي”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.
7. ↑ “مقامة”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019.
8. ↑ “الرسائل في العصر الأموي”، http://www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.
9. ↑ “رواية”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.
10. ↑ “المقالة الأدبية”، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.
11. ↑ “المسرحية”، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.
12. ↑ “قصة قصيرة”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.
13. ↑ “سيرة ذاتية”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.