X
X



أنواع الخط العربي

أنواع الخط العربي


الخط العربي

يُعدّ الخط العربي فنًا أصيلًا وتصميمًأ إبداعيًّا للكتابة في مختلف اللغات التي تستعمل اللغة العربية، كما أنّ الكتابة العربية تتميّز باتصال حروفها وكلماتها، ممّا يجعلها قابلة لاكتساب أشكالًا هندسيّةً مُختلفة، وذلك من خلال الاستدارة والمدّ والتشابك والتركيب وغيرها، والخط العربي لهُ قيمة فنيّة عالية؛ كونه يرتبط بالزخرفة العربية، حيثُ استُعمل لتزيين المساجد والقصور، كما أنّه يستخدم في تحلية المخطوطات والكتب بالإضافة إلى نسخ القرآن الكريم، وقد شهد هذا المجال إقبال العديد من الفنانين المُسلمين وذلك عائدٌ لنهي الشريعة عن رسم البشر والحيوانات في الأماكن المُقدّسة؛ لاعتماده على جماليات تنتج من قواعد خاص ّة، ومن خلال هذا المقال سيتمّ الحديث بشكل مُفصّل عن أنواع الخط العربي.[١]

نشأة الخط العربي

لقد تعدّدت آراء العلماء القدامى في تاريخ ظهور الخطوط العربية، وكان لهم في ذلك مذهبان مختلفان؛ أحدهما توقيفي والآخر اصطلاحي، أمّا المذهب التوقيفي فإنّه يُرجع أصل الخط العربي ووضعه إلى الإيحاء من الله تعالى أو التعليم منه، وبعض القائلين بهذا الرأي يرون بأنّ النبي إدريس عليه السلام هو أوّل من عُلِّم الحُروف العربية، وذلك عن طريق الوحي، أمّ المذهب الاصطلاحي فيقول أنّ الحروف العربية كانت من وضع البشر، وكذلك قيل أنّهُ أوّل من كتب بأنواع الخط العربي وعرفه هو حِمْير بن سبأ، وأنّه قد رأى هذا الخط وعرفه في منامه، وممّا لا شكّ فيه أنّ هذه الروايات العربية لا تقوم على أيّ أساس علمي مُثبت، وقد تكون أقرب إلى الخيال والأسطورة، كما وتُؤكّد بعض الدراسات الحديثة أنّ العرب أخذوا خطهم عن الأنباط، إذ تم العثور على بضعة نقوش عربية يرجع تاريخها إلى ما قبل الإسلام وقد كُتبت بالخط النبطي المتأخر.[٢]

أنواع الخط العربي

تعدّدت أنواع الخط العربي وتنوعت أشكاله، وقد اتّخذه الخطّاطون العرب ميدانًا لعرض كفاءاتهم وقدراتهم، من خلال الإبداع برسم الخطوط بأشكال هندسية متفرّدة، فظلّوا يُحسنون ويبتكرون أنواعًا جديدةً إلى أن وصلوا لأنواع الخطّ العربي المعروفة، وسيتمّ عرضها والحديث عنها في السطور القليلة القادمة:[٣]

  • خط الثلث: يُعتبر خط الثلث أصل الخطوط العربية وأجملها، ظهر لأول مرة في القرن الرابع الهجري، ويعد من أشهر أنواع الخطوط المتأصلة من أنواع الخط النسخي، وهو من أصعب الخطوط العربية من حيث القواعد الموازين، ويستعمل في زينة المساجد والقباب وعناوين الكتب والصحف، إللى جانب امتيازه بالمرونة ومتانة التركيب بالإضافة إلى براعة التأليف.
  • خط النسخ: يُعد خط النسخ من أهمّ أنواع الخط العربي، وذلك لاستعماله الكبير والشائع في نسخ الكتب، فحروفه تمتاز باللين والمُطاوعة ، وغلُب استعماله في الصحف والمجلات التي يتمّ طباعتها بشكل يومي.
  • خط الإجازة: وهو خط يتوسط بين خطي الثلث والنسخ، وقد كثُر استعماله في كتابة عناوين سور القرآن الكريم والكتب، بالإضافة إلى الإجازات العلمية والبطاقات الشخصية.
  • خط الرقعة: يعدُّ خط الرّقعة من أسهل الخطوط؛ لامتيازه بالوضوح واستقامة حروفه، وقد استخدمه الناس في أمورهم اليومية، وفي كتابة عناوين الصحف والاعلانات التجارية لوضوحه وبساطته.
  • خط التعليق: وتمتاز حروفه بالدقة والامتداد، وهو كخط الرقعة أيضًا لا يحتمل التشكيل أو التركيب، ويستخدم في المواضع ذاتها التي يستخدم فيها خط الرقعة.
  • الخط الديواني: يمتاز هذا الخطّ باستقامة سطوره من الأسفل، والتواء حروفه أكثر من أيّ نوع آخر، وقد كان يستعمل في مراسلات الملوك والرؤساء، بالإضافة إلى استعماله في كتابة الشهادات الدراسية، والبطاقات الشخصية والتحف الفنية.
  • خط جلي الديواني: وهو خط تكثر فيه كتابة الحركات والنقاط الصغيرة، حيث تقوم بملء الفراغات بين الحروف، فتصعب قراءته ممّن لمن يتخصّص به، ويتمّ استخدامه في الغالب في الزينة والترف.
  • الخط الكوفي: يُعتبر من أهم أنواع الخط العربي وأقدمها، ويمتاز بزواياه واستقامة حروفه، حيث يكثر فيه التعقيد، لدرجة أنّه يصعب على غير المتخصص قراءته، ويستخدم الخط الكوفي للزخرفة والزينة.

أدوات الخط العربي

لقد اتّبع كبار الخطاطين الطريقة التقليدية في الكتابة، من خلال الكتابة بالقصبة التي عُدّت الأداة الرئيسية للكتابة بكافة أنواع الخط العربي، وكان من أهمّ مميّزات الكتابة فيها تجلي جمالية الخط بحسب النسق الكتابي الذي تظهر فيه استدارة القلم في تكوين شكل الحروف وتلاصقها، وبطبيعة الحال فإن لجودة القلم والقدرة على استعماله بشكل صحيح تأثير بالغ في بروز جمالية الخط العربي، ومن المعروف أنّ القصبة تُغمس في المحبرة بقدر الحاجة؛ فحين تتسع معالم رسم الحرف وجب تحميل القصبة كمية أكبر من الحبر عند تغميسها؛ تفاديًا للانقطاع وهذا أمر يستطيع الخطاط التمكّن منه بالممارسة والتجربة، أمّا الحبر المُستخدم فقد يكون مصنوع من المواد الكيميائية أو أنّه مصنوعٌ من النباتات، ويستخدم الخطاط كذلك ورق الكتابة؛ الذي يُفضل أن يكون من النوع المصقول والخشن، كما واستُخدت الأدوات الهندسية في كتابة رسم الخطوط وشملت المساطر والمنقلة والفرجار بالإضافة إلى المُثلثات.[١]

أعلام الخط العربي

لقد لمعت أسماء الكثير من الخطاطين في سماء الأدب العربي، الذين أبدعوا في الكتابة بالخطوط العربية المختلفة، واتّخذوا ذلك كوسيلة للفنّ والإبداع والرسم والتصوير، ويرى الكثير الباحثين الذين اهتموا بالخط العربي أن الخليفة علي بن أبي طالب كان أوّل الخطاطين، ثمّ جاء تاليًا لهُ الحسن البصري ومن ثُمَّ خالد بن أبي الهياج، الذي قام بالكتابة بالذهب على جدار القبلة في المسجد النبوي الشريف، ومن أبرز الخطاطين الذين أبدعوا في كتابة العديد من أنواع الخط العربي وكان لا بدّ من ذكرهم في هذا السياق ما يلي أسماؤهم:[١]

  • الخطاط مالك بن دينار.
  • الخطاط الفذ قطبة المحرر.
  • الضحاك بن عجلان.
  • إسحاق بن حماد.
  • أبو علي ابن مقلة.
  • ابن البواب.
  • ياقوت المستعصمي.
  • محمود هواري.
  • أحمد المفتي.
  • محمد الحداد.
  • عماد الحسني.
  • حامد الآمدي.
  • حلمي حباب.
  • محمد بدوي الديراني.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت “الخط العربي”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  2. “الكتابة العربية ونشأتها”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.
  3. “أنواع الخط العربي”، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2019. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب