X
X


موقع اقرا » الآداب » مفاهيم ومصطلحات أدبية » أقسام البلاغة في اللغة العربية

أقسام البلاغة في اللغة العربية

أقسام البلاغة في اللغة العربية


أقسام البلاغة في اللغة العربية

ما هي علوم البلاغة الثلاثة ؟

اهتم العرب بالبلاغة وضروبها نظرًا لأهميتها في إيراد المعنى وتنسيق اللفظ على النحو الذي تنسجم به زينة الكلم مع المعنى المقصود، وقد عرف العرب قديمًا البلاغة والفصاحة في سليقتهم إلا أن نشأة علم البلاغة كانت قد بدأت في أوائل العصر العباسي، حيث قام علماء اللغة بتقعيدها وجمع شواهدها مما سمعوه عن العرب القدماء اللذين لم يخالطوا العجم ولم يدخل اللحن لغتهم،وتأليف الكتب البلاغية والتصنيف فيها، ومنها كتاب الإيضاح الذي يظهر فيه تعريف البلاغة عند القزويني وأقسام علومها، حيث تنقسم البلاغة في ثلاثة علوم: علم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع.[١]

وتكون البلاغة في ذلك قد مرت منذ نشأتها وتكونها في لغة العرب بمراحل أدت إلى تطورها وتوظيفها في النتاج الأدبي من التطبيق العفوي إلى التطبيق التنظيري الذي جعلها تتحول إلى علم من علوم اللغة.[١]

علم المعاني

إن علم المعاني أحد أبرز أقسام البلاغة التي أولاها الدارسون اهتمامًا بالغًا لما لها من أثر مباشر على المعنى المراد إيصاله للمتلقي، وقد عمد الدارسون وعلماء البلاغة واللغة إلى وضع مفاهيم تحدد المقصود بهذا العلم بشكل واضح وتام، ومن أبرز هؤلاء العلماء السكاكي في كتابه الموسوم بـ “مفتاح العلوم” حيث قال “إنّ علم المعاني هو تتبُّع خواصّ تراكيب الكلام في الإفادة وما يتصل بها من الاستحسان وغيره، ليحترز بالوقوف عليها من الخطأ في تطبيق الكلام على ما يقتضي الحال ذكره”.[٢]

قام الكثير من تلاميذ السكاكي وغيرهم بتقديم شروحات مبسطة لما جاء عن علم البلاغة في كتاب مفتاح العلوم -ولا سيما المفاهيم-، وقد تناولوا علم المعاني على أنه العلم الذي يتناول الطرق التي يتبعها المتكلم في سبيل إيصال المعنى، وتشمل عدة أقسام منها: الخبر، والإنشاء، والتقديم والتأخير، والحذف والذكر، والتعريف والتنكير، والقصر، والفصل والوصل، كما قاموا بشرح الشواهد التي وردت عن العرب من الشعر والنثر بالإضافة إلى نماذج من مصادر اللغة كالقرآن الكريم والسنة النبوية والأمثال العربية[٣]، ومن أبرز شواهد علم المعاني:[٤]

رَبابَةُ رَبَّةُ البَيتِ

تَصُبُّ الخَلَّ في الزَيتِ

لَها عَشرُ دَجاجاتٍ

وَديكٌ حَسَنُ الصَوتِ

يعد هذان البيتان للشاعر بشار بن برد شاهدًا واضحًا على قسم من أقسام علم المعاني وهو الخبر، ويُقصد به الكلام الذي يحتمل الصدق أو الكذب، وهي من الأبيات التي استخف بها ناقد من النقاد حيث إنّها تضعف القوي المعتاد من شعر بشار بن برد، إلا أن بشار بن برد رد عليه بأن لكل مقام مقال وأنّ هذين البيتين كانا بليغين ومناسبين في موضعهما لدى جاريته، إذ إنّ لهما وقعًا أكثر من وقع معلقة امرئ القيس في قلبها، وهذا بحد ذاته المقصد الأساسي من وراء البلاغة.[٢]

قال تعالى: {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ}[٥]، تعد هذه الآية الكريمة شاهدًا بارزًا من شواهد علم المعاني في القرآن الكريم، إذ تمثل لونين من ألوان علم المعاني، الأول: الخبر حيث إنّ الآية تحمل أسلوبًا إخباريًا، والثاني هو التقديم والتأخير المتمثل في قوله تعالى: {شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا}[٥]حيث قدّم الخبر على المبتدأ لإفادة الاختصاص أي: اختصاص الأبصار بالشخوص دون غيرها.[٦]

لقراءة المزيد، انظر هنا: تعريف علم المعاني.

الخبر

يعد الخبر أحد الأساليب التي تندرج تحت قسم علم المعاني في البلاغة العربية، ويقصد به الكلام الذي يحتمل الصدق أو الكذب، ويُشير إلى مطابقة الواقع أو عدمه، وهو يتنوع بين الجمل الاسمية التي تدل على الثبوت، والجمل الفعلية التي تدل على أحداث ووقائع[٧]، وتُقسم الأساليب الخبرية إلى ثلاثة أنواع تبعًا لحال المخاطب وهي على النحو الآتي:

  • الخبر الابتدائي: ويُستخدم حين يكون المخاطب خالي الذهن محايدًا بين الحكم على الخبر بالتصديق أو التكذيب، لذلك فإنّ المتكلم يستغني عن المؤكدات وهي على نحو: جاء زيد وذهب عمرو.[٨]
  • الخبر الطلبي: ويستخدم حين يكون المخاطب مترددًا بين التصديق والتكذيب للخبر طالبًا للتأكيد، فيلجأ المتكلم للاستعانة بمؤكد واحد فقط، وهو على نحو: إن زيدًا عارفٌ.[٧]
  • الخبر الإنكاري: ويستخدم حين يكون المخاطب منكرًا للخبر غير مصدق له، وحينئذ يحتاج المتكلم إلى أكثر من أداة تأكيد لإثبات كلامه، وهو على نحو: والله إني لصادقة.[٧]

من أبرز أمثلة الأساليب الخبرية وشواهدها ما يأتي:

  • حفظ اللسان راحة الإنسان:[٩] وهذا المثل يعد خبرًا ابتدائيًا فالجملة مجردة من أدوات التوكيد تمامًا وهذا يعني أن المخاطب خالي الذهن محايدًا بين التصديق والتكذيب.[٧]
  • إن أخاك من آساك[٩]، وهذا المثل يعد خبرًا طلبيًا فالجملة تحتمل الصدق أو الكذب، كما أنها تحتوي على أداة توكيد واحدة وهذا يعني أن المخاطب متردد بين التصديق والتكذيب ويحتاج إلى مؤكد واحد لتأكيد الخبر.[٧]
  • قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[١٠]، هذه الآية تتضمن شاهدًا مثالًا على الخبر الإنكاري، فهي تحتوي على أداتي توكيد وهما “إنّ، واللام المزحلقة”، وهذا يعني أن المخاطب منكر وغير مصدق للخبر يحتاج إلى أكثر من مؤكد واحد للتّصديق.[٧]

الإنشاء

وهو قسم من الأقسام التي يتضمنها علم المعاني، وهو النظير المقابل للخبر، فبينما يدلّ الخبر على الكلام القابل للتصديق والتكذيب، فإنّ الإنشاء يدل على الكلام الذي لا يحتمل التصديق أو التكذيب[١١]، وينقسم الإنشاء إلى قسمين رئيسين وهما:

  • الإنشاء الطلبي: وهو ما كان يستدعي مطلوبًا غير حاصل وقت الطلب، ويتفرع إلى عدة فروع منها: الاستفهام، والأمر، والنهي، والتمني، والنداء وهو على نحو: أراغبٌ أنت عن الأمر أم راغبٌ فيه؟.[١١]
  • الإنشاء غير الطلبي: وهو ما كان لا يستدعي مطلوبًا، ويتفرع إلى عدة أنواع منها: المدح، والذم، والقسم، والتعجب، وهو على نحو: حبذا صحبةُ الكتبِ.[١١]
ومن أبرز الأمثلة والشواهد على الأساليب الإنشائية ما يأتي:
  • قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ}[١٢]، هذه الآية تتضمن أسلوبًا إنشائيًا لا يحتمل التصديق أو التكذيب، إذ يحمل معنى الاستفهام وهو أسلوب إنشائي طلبي.[١١]
  • قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}[١٣]، هذه الآية الكريمة تتضمن أسلوبًا إنشائيًا طلبيًا بنوعيه الأمر المتمثل في الفعل “اعتصموا” ، والنهي المتمثل في الفعل “لا تفرقوا”.[١١]
  • قال رسول الله: “لا تأكلْ مُتَّكِئًا”[١٤]، وهذا الحديث النبوي يتضمن أسلوبًا إنشائيًا طلبيًا وهو النهي المتمثل في الفعل ” لا تأكل”.[١١]
  • قال تعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}[١٥]، وهذه الآية الكريمة تتضمن أسلوبًا إنشايًا غير طلبي يتمثل في أسلوب القسم” تالله”.[١١]
  • يا حبذا جبل الريان من جبل
وحبذا ساكن الريان من كانا[١٦]

هذا البيت الشعري يعد مثالًا وشاهدًا على الأسلوب الإنشائي غير الطلبي المتمثل بأسلوب المدح “حبذا”.[١١]

التقديم والتأخير

يعد التقديم والتأخير من أبرز الملامح البلاغية التي تندرج تحت قسم علم المعاني، وقد أولاها الدارسون وعلماء اللغة اهتمامًا بالغًا لما لها من أثر مباشر على المعنى المراد إيصاله، ولصلتها الوثيقة بالمفهوم الأساسي للبلاغة والذي يقوم على مطابقة الكلام لمقتضى الحال، حيث إنّ تعريف البلاغة عند الجاحظ وغيره من علماء اللغة يجمع على أن يكون الكلام ملتمسًا لحسن الموقع و المعرفة بساعات القول.[١٧]

قد اهتم النحويون بظاهرة التقديم والتأخير ومن أبرزهم: سيبويه والسكاكي وعبد القاهر الجرجاني، لما لها من أثر على التركيب النحوي للجملة الأساسية وانعكاس هذا التركيب على المعنى المقصود[١٨]، وللتقديم والتأخير أسباب كثيرة منها:

  • أسباب نحوية: كتقديم المفعول به على الفعل والفاعل وجوبًا، وكأن يكون المبتدأ من الأسماء التي لها حق الصدارة في الكلام كأسماء الاستفهام وأسماء الشرط وغيرها على نحو: من يذاكر ينجح.[١٩]
  • أسباب بلاغية: وفي هذه الحالة يتجاوز المتكلم قواعد التركيب الأصلية محدثًا فيها تغييرًا بتقديم المؤخر وتأخير المقدم تحقيقًا لمقصود معين يُلبّي احتياج المتكلم وحال المخاطب، كالتشويق أو أفادة التعميم أو التخصيص أو تعجيل المسرة أو الإساءة على نحو: أبو الخير زارنا، أو أبو الموت زارنا.[١٩]
  • الحفاظ على الوزن الشعري أو الفاصلة النثرية: وهذا قد يتطرّق المتكلم للتقديم والتأخير لمراعاة الإيقاع الموسيقي الذي يقوم عليه النص الشعري أو النثري[١٩]، وهو على نحو:[٢٠]
  • سَريع إلى ابنِ العمِّ يَلطُمُ وَجْهَهُ
وَلَيْسَ إِلَى دَاعِي النّدَى بِسَريْعِ

من أبرز الشواهد والأمثلة على حالات التقديم والتأخير ما يأتي:

  • قال تعالى: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ}[٢١]، في هذه الآية الكريمة يظهر تقديم المفعول به “الجحيم” على الفعل “صلوه” وكذلك قدم شبه الجملة “في سلسلة” على الفعل “فاسلكوه” مراعاة للفاصلة القرآنية والإيقاع الذي يحدثه السجع.[٢٠]
  • أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجَّعُ
وَالدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ[٢٢]

قد قدّم الشاعر أبو ذؤيب الهذلي في هذا البيت الجار والمجرور “من المنون” على الفعل ” تتوجع” لإفادة معنى الاستنكار والتعجب.[٢٠]

  • السماء رفع بغير عمد، والريح سخر في أمور كثيرة عظيمة لا تحد[٢٠]، قدم القائل في هذه الجملة المفعول به المتمثل في كلمتي”السماء، والريح” على الفعلين “رفع، وسخر” لإفادة التعجب والعظمة.[٢٠]

الحذف والذكر

تعد ظاهرة الحذف والذكر من أبرز الظواهر البلاغية في اللغة العربية وإن كانت غير مقصورة عليها، فهي ظاهرة شائعة في معظم اللغات التي تميل للإيجاز والاختصار، وقد مال العرب للحذف كثيرًا حيث تكمن روح البلاغة في الكلام الذي يقدم المعنى الكامل من خلال أقل عدد ممكن من الألفاظ ويكون الحذف لأسباب عديدة منها تجنب الإطالة على المستمع، وكثرة الاستعمال.[٢٣]

إن الأولى بالكلام هو الذكر، إلا أن بعض المواضع اللغوية والبلاغية تستوجب الحذف، لذلك فقد لجأ البلاغيون إلى تبيان الأغراض والمواضع التي يجري فيها الحذف البلاغي في الكلام، ومن أبرز هذه الأغراض: التخفيف والإيجاز، ومنح اللفظ الواحد اتساعًا أكبر في المعنى، والتفخيم والتعظيم، وللتحقير من شأن المحذوف أو إعلاء شأنه وتشريفه، وتعمد الإبهام في الكلام لإدراج الإيضاح بعده، والإشعار بالتشويق واللهفة، ورعاية الفاصلة والمحافظة على السجع. [٢٤]

ومن أبرز نماذج وشواهد الحذف والذكر التي وردت في مصادر اللغة ما يأتي: قال تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ}[٢٥]

في هذه الآية الكريمة حذف في سياق قول موسى عليه السلام اسم الله تعالى للتعظيم والتنزيه واستعاض بذكر صفته عن ذكره.[٢٤]

قال تعالى: {فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}[٢٦]، وفي هذه الآية الكريمة حذف الفعلين ذروا والزموا لدلالة الكلام عليه ولإحداث نوع من اللهفة لدى المتلقي في استنتاج الأمر.[٢٤]

التعريف والتنكير

تناول النحويون مسألة التعريف والتنكير من جانب علاماتها الإعرابية ومكانتها في التركيب اللغوي، ولم يغفل البلاغيون عن ظاهرتي التعريف والتنكير، فقد تناولوها من جوانبها الجمالية وجوانب أثرها المباشر على المعاني باعتبارها قسم أساسي من أقسام علم المعاني، ولم يخالف البلاغيون النحويين في ترتيبهم وتقسيمهم لأنواع النكرات والمعارف، إلا أنهم تناولوها بقصد الغاية الجمالية التي تحققها في النصوص التي ترد فيها.[٢٧]

قام البلاغيون بتناول التعريف والتنكير من حيث الوظائف الجمالية التي يؤديها كل منهما في الجملة، ومن حيث الدلالات التي يوحي بها كل منهما في السياقات اللغوية وقد بدأوا ببيان المعارف وأقسامها ووظائفها ثم بيّنوا النكرات وأقسامها ووظائفها وهم بذلك يخالفون النحويين الذين يبدأون بالنكرة باعتبارها الأصل، فالبلاغيون يرون أنّ الأصل في المسند إليه أن يكون معرفة.[٢٧]

من أبرز أمثلة ونماذج التعريف والتنكير في مصادر اللغة ما يأتي:[٢٨]

  • أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي
وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ 
  • يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُم
وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ

في هذه الأبيات للشاعر المتنبي تظهر الاستخدامات الجمالية في التعبير للضمائر وهي إحدى أقسام المعارف، حيث لجأ الشاعر لتوظيف ضمائر المتكلم للفخر والاعتزاز وإظهار مراتب العظمة، في حين لجأ لاستخدام ضمائر الغائب للعتاب واللوم.[٢٧]

  • أَسامِيًا لَم تَزِدهُ مَعرِفَةً
وَإِنَّما لَذَّةً ذَكَرناها[٢٩]

وفي هذا البيت يستشهد البلاغيون على أثر استخدام الشعراء للاسم العلم من بين المعارف في الشعر لغايات جمالية تهدف لإيقاع اللذة في أذن السامع وعلى لسان المتكلم العاشق من الشعراء.[٢٧]

  • قال تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}[٣٠]، تتضمّن هذه الآية الكريمة نوعًا من المعارف وهي الكنية، والتي استُخدمت للتحقير والإهانة.[٢٧]
  • قال تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ}[٣١]، هذه الآية الكريمة تتضمّن اسمًا نكرة وهو “رجل” وقد استشهد به البلاغيون للدلالة على معنى الإفراد الذي يفيده الاسم النكرة في كثير من المواضع.[٣٢]

القصر

يعد القصر من الظواهر البلاغية التي تندرج تحت علم المعاني ولها أثر بالغ في تشكيل المعنى وتوجيهه للمتلقي، ولعلّ أول من وقف عليه كعلم بلاغي هو السكاكي الذي عرفه بأنّه: تخصيص الموصوف عند السامع بوصف دون ثانٍ وهو بذلك يكون قد خص القصر بين الموصوف والصفة إن كان قد تناوله في كتابه من جوانب أخرى أكثر شمولًا.[٣٣]

لقد تعددت تقسيمات القصر عند البلاغيين وتشعبت إلى الحد الذي يجعل فيه القصر مادة بلاغية كاملة منفصلة عن غيرها من الأقسام البلاغية ، فقد قسموه باعتبار طرفيه إلى قصر صفة وموصوف، وقسموه باعتبار الحقيقة إلى قصر حقيقي وقصر إضافي، وقسموه باعتبار المخاطبين إلى قصر قلب وإفراد وتعيين، وقسموه باعتبار غرض المتكلم إلى حصر حقيقي وحصر إضافي.[٣٣]

من أمثلة وشواهد القصر واستخداماته لدى البلاغيين ما يأتي:

  • قال تعالى: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ}[٣٤]، في هذه الآية تظهر إحدى استخدامات القصر من خلال أداة الحصر، إنما التي استخدمت لحصر المبتدأ بالخبر للدلالة على تأكيد الخير وإثباته.[٣٣]
  • عُمرُ الفَتى ذِكرُهُ لا طُولُ مُدَّتِهِ
وَمَوتُهُ خُزيه لا يومُهُ الداني[٣٥]

قد استخدم الشاعر في هذا البيت أسلوب القصر البلاغي من خلال أداة العطف “لا” وتكرارها لخلق تأكيد منفي يثبت المعنى المراد.[٣٣]

  • قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[٣٦]، تتضمن هذه الآية الكريمة شاهدًا على توظيف أسلوب القصر كأسلوب بلاغي يفيد حصرر الفاعل بالمفعول ببه من خلال أداة الحصر “إنّما”.[٣٣]

الفصل والوصل

يعد الفصل والوصل من أبرز أقسام علم المعاني البلاغية التي وقف عندها الدارسون وعلماء اللغة كثيرًا، وحاولوا تحديد مواضعها ومجريات الإفادة منها في تجميل النصوص وإكساب مضمونها المزيد من الفائدة، وقد اختلف علماء البلاغة في تناوله وتحديد مفاهيمه ولم يستقر مفهوم الفصل والوصل على حاله كباب من أبواب علم المعاني إلا عند عبد القاهر الجرجاني في كتابه دلائل الإعجاز.[٣٧]

لقد عد البلاغيون الفصل أكثر بلاغة من الوصل في النصوص، فهو لا يعني إحداث تقطع في الكلام وإنما هو يكسب الأسلوب جزالة وفخامة، وقد جعل البلاغيون وعلماء اللغة للتمييز بين مواضع الفصل والوصل أهمية بالغة، وذلك لأنهما يؤثران في الكلام والمقصود منه بشكل مباشر.[٣٨]

قد تضمنت مصادر اللغة والادب العديد من الشواهد على مواضع الفصل والوصل البلاغية ومنها:

  • قال تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}[٣٩]، بين هاتين الآيتين الكريمتين يظهر موضع الفصل الذي اختزل به ما جرى على لسان المتلقي من تساؤلات قدرت بالسؤال عن ماهية الأحكام المفروضة ليكون الجواب في الآية الآتية عن عقاب الزناة.[٣٨]
  • قال تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[٤٠]، هذه الآية الكريمة تتضمن عدة مواضع للوصل البلاغي الي استخدمت فيه أدوات الربط للوصل بين الصور المتعددة والمعنى المراد بالصور المتلاحقة.[٣٨]

علم البيان

يعد علم البيان من الأقسام الرئيسة الثلاثة المشكلة للبلاغة العربية ويهتم هذا العلم بالطرق المختلفة التيتصلح لغيراد المعنى الواحد، وقد اهتم بهذا العلم العديد من علماء اللغة والبلاغيين من أمثال الجاحظ وعبد القاهر الجرجاني والآمدي وابن رشيق القيرواني، ويتفرع علم البيان إلى عدد من الأقسام وهي: التشبيه والمجاز والكناية.[٤١]

من أبرز شواهد علم البيان وأمثلتها التي وردت في مصادر الأدب واللغة العربية:[٤٢]

  • أَينَ أَزمَعتَ أَيُّهَذا الهُمامُ
نَحنُ نَبتُ الرُبى وَأَنتَ الغَمامُ

هذا البيت يعد شاهدًا من شواهد علم البيان؛ حيث يتضمن مثالًا على أحد أقسامه وهو التشبيه، حيث شبه الشاعر الممدوح بالغمام التي تجود بالخير والمطر، وشبه الناس بالنبات الذي يستفيد من خير الممدوح.[٤٣]

  • قالَت عُمَيرَةُ ما لِرَأسِكَ بَعدَما
نَفِدَ الزَمانُ أَتى بِلَونٍ مُنكَرِ[٤٤]

يتضمن هذا البيت قسمًا من أقسام علم البيان وهو المجاز؛ حيث عبّر الشاعر عن الجزء وهو “الشعر” باسم الكل وهو “الرأس”، وتكلم عن تغير لون الرأس ويقصد بذلك تغير لون الشعر.[٤١]

  • دَعا شَجَرَ الأَرضِ داعيهِمُ
لِيَنصُرَهُ السِدرُ وَالأَثأَبُ[٤٥]

هذا البيت يتضمن لونًا من ألوان علم البيان وهو الكناية، حيث كنى الشاعر عن الناس بالشجر.[٤١]

التشبيه

يعد التشبيه من أقدم أساليب التعبير البيانية، وهو أقرب الوسائل التي استخدمت لإيضاح المعنى وجعله قريبًا من الأذهان من خلال ربطه بالمحسوسات المادية بالإضافة إلى الغاية الجمالية التي تتيحها فنون التشبيه في النصوص الأدبية، وقد وقف علماء اللغة والبلاغة على الكثير من الشواهد في الأدب العربي ومصادر اللغة والتي تدل على تأصل التشبيه في اللغة وشغف الأدباء باستخدامها وتوظيفها في نصوصهم.[٤٦]

يتكون أسلوب التشبيه من عدد من الأركان وهي: المشبه، والمشبه به، ووجه الشبه، وأدوات التشبيه، ويعدّ الركنين الأوّلين المشبه والمشبه به ركنان أساسيان في التشبيه لا يستقيم التشبيه بحذف أحدهما، بينما يعد الركنان الآخران: وجه الشبه وأدوات التشبيه ركنان ثانويان يمكن حذفهما ويختلف نوع النشبيه تبعًا لوجودهما أو عدمه.[٤٦] ويقسم التشبيه إلى ثلاثة أنواع رئيسة وهي:[٤٧]

  • التشبيه المفرد: ويقصد به أن تشبه كلمة بكلمة، ويتفرع إلى الفروع الآتية:[٤٧]
  • التشبيه المرسل: وهو التشبيه الذي تذكر فيه أداة التشبيه.
  • التشبيه المؤكد: وهو التشبيه الذي يُحذف منه أداة التشبيه.
  • التشبيه المفصل: وهو التشبيه الذي يُذكر فيه وجه الشبه.
  • التشبيه المجمل: وهو التشبيه الذي يُحذف منه وجه الشبه.
  • التشبيه التمثيلي: وهوالنوع الذي تقابل فيه صورة بأخرى، ويكون كلّ من المشبه والمشبه به تركيبًا متكاملًا ويربط بين ركني التشبيه بأداة.[٤٧]
  • التشبيه الضمني: وهو نوع تُقابل فيه صورة بأخرى تمامًا كما هو الحال في التشبيه التمثيلي، إلا أنّه لا يربط بين ركنيه بأداة تشبيه.[٤٧]

ومن أبرز الأمثلة والشواهد التي أثبت فيها علماء البلاغة واللغة مواضع التشبيه مما يأتي:[٤٨]

  • وَما المَوتُ إِلّا سارِقٍ دَقَّ شَخصُهُ
يَصولُ بِلا كَفٍّ وَيَسعى بِلا رِجلِ

هذا البيت للشاعر المتنبي يتضمن لونًا من ألوان علم البيان وهو التشبيه الضمني، حيث يكون المشبه هو “الموت” حين يفاجئ مقصوده، والمشبه به هو “السارق” الذي يباغت هدفه دون سابق إنذار، وأداة التشبيه غير موجودة.[٤٩]

  • العلماء كمصابيح الدجى في الهداية:[٤٩]، هذه الجملة تتضمن مثالًا على التشبيه المفرد المرسل المفصل لوجود الأداة ووجه الشبه.[٤٩]
  • قال تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ}[٥٠]، هذه الآية الكريمة تتضمن مثالًا على التشبيه المفرد المرسل المجمل حيث أداة الشبه موجودة دون وجه الشبه.[٤٩]

المجاز

قام عبد القاهر الجرجاني بالتمييز بين الحقيقة والمجاز في علم البلاغة وتحديد مفهوم كل منهما، وتوصّل إلى أنّ المجاز أحد فنون البلاغة وأساليبها التي تندرج تحت علم البيان وهو عكس الحقيقة التي يراد بها ما وقعت له من وضع الواضع، فالمجاز هو كل كلمة يراد بها غير ما وقعت له في وضع الواضع.[٥١]

قد أجمع الدّارسون وعلماء البلاغة على الأقسام الثلاثة التي وضعها عبد القاهر الجرجاني للمجاز، حيث إنّ المجاز عنده إمّا أن يكون مجازًا عقليًا ويكون بإسناد فعل إلى غير فاعله الحقيقي، أو مجازًا مرسلًا ويكون باستعمال اللفظ على غير ما وضع له لوجود صلة بينه وبين المراد الجديد الذي نقلت إليه اللفظة، أي أنّه يكون باللغة على عكس المجاز العقلي الذي يكون بالمنطق والعقليات، أو استعارة وفيها يتصل اللفظ بالمراد منه من خلال علاقة مشابهة بينهما.[٥١]

لعل من أبرز أمثلة وشواهد المجاز التي ضمتها مصادر اللغة والأدب ما يأتي:[٥١]

  • إِذَا نَزَلَ السَّمَاءَ بأَرْضِ قَوْمٍ
رَعَيْنَاهُ وَإِنْ كَانُوا غِضَابَا

في هذا البيت قال الشاعر نزل السماء، وقصد بالسماء المطر لكنه عبر عنه بالمسبب له فهو مجاز مرسل.[٥١]

  • خط أحسن مما وشاه الربيع[٥١]، في هذه الجملة مجاز عقلي يتمثل في نسبة لفعل إلى غير الفاعل.[٥١]
  • لكل جواد كبوة[٩]، ويعدّ هذا المثل شاهدًا على الاستعارة التمثيلية التي عبر من خلالها عن الخطأ الذي يقع فيه المتمرس.[٥١]

الكناية

اهتم البلاغيون بدراسة الكناية من خلال الوقوف على نماذجها في الشعر والنثر ومصادر اللغة من القرآن والسنة، كما عملوا على إيجاد مفهوم واضح يحدد ماهيتها، وقد اختلفت هذه المفاهيم وتفاوتت في صياغاتها بين ابن رشيق القيرواني وعبد القاهر الجرجاني وغيرهم من البلاغيين، إلا أنهم اتفقوا في فحوى تلك المفاهيم والتي تشير إلى أن الكناية هي استدعاء معنى في غير لفظه، أو إيراد لفظ بمعنيين يكون الأول حقيقي معجمي ويستبعد عن القصد به، بينما يكون المعنى الثاني مجازي عقلي ويكون هو المقصود والمراد به.[٥٢]

ومن أبرز الأمثلة والشواهد التي تتضمن الكناية كفنّ بلاغي ما يأتي:

  • قال تعالى: {وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ}[٥٣]، وفي هذه الأية الكريمة مثال على الكناية عن موصوف وهو السفينة.[٥٢]
  • إِنَّ السَّماحَةَ وَالمُروءَةَ وَالنَّدى
في قُبَّةٍ ضُرِبَت عَلى ابنِ الحَشرَجِ

وفي هذا البيت مثال على الكناية عن الموصوف وهو الممدوح حيث جعل الشاعر الصفا الحميدة في القبة التي ضربت عليه لتدل على نسبتها إليه.

  • المجد بين ثوبيه والكرم بين برديه: وفي هذه الجملة مثال على الكناية عن نسبة الصفة للموصوف المخصوص بالمدح .

علم البديع

إن البديعيات تعني كما بيّنها عالم البلاغة الخطيب القزويني صاحب كتاب التلخيص بأنّها: العلم الذي تعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية المطابقة ووضوح الدلالة، وقد عرف الأدباء العرب الجاهليون البديع وفنونه وقاموا بتوظيفها في نتاجاتهم الأدبية في غير تكلف وتصنع ولكنهم لم يعرفوه كعلم، بينما جاء المحدثون في العصر العباسي فقاموا بتقعيده والتصنيف في فنونه وتكلف أدباؤهم وأقرقوا في توظيفه في شعرهم.[٥٤]

قد قسم علماء البلاغة البديع إلى قسمين رئيسين هما: المحسنات المعنوية والتي تتناول وسائل تحسين الكلام من حيث المعنى، والمحسنات اللفظية التي تتناول وسائل تحسين الألفاظ التي تؤدي المعاني[٥٤]، ومن أبرز أمثلة علم البديع:[٥٥]

  • للسُّود في السودِ آثارٌ تركن بها
لمعًا من البيض تَثني أعينَ البيضِ

يتضمن هذا البيت الشعري أحد ألوان البديع وهو الجناس الواضح في كلمتي السود والسود.[٥٦]

  • قال تعالى: {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ، فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}[٥٧]، هاتان الآيتان الكريمتان تتضمنان فن السجع من فنون البديع اللفظية.[٥٦]
  • قال تعالى: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}[٥٨]، وهذه الآية الكريمة تتضمن الجناس الناقص بين كلمتي يحسبون ويحسنون.[٥٦]

المحسنات المعنوية

تعد المحسنات المعنوية من أبرز الأساليب البلاغية في القرآن الكريم والأدب العربي ، وهي إحدى أقسام علم البديع التي تهتم بزخرف الكلام وزينته من جانب المعنى، وتشمل: الطباق، والمقابلة، والتورية، وحسن التعليل، والمشاكلة، وكلها ترتكز على أثر اللفظ في تشكيل المعنى، كما تضفي على النصوص الأدبية قيمة جمالية وتثري المعنى وتكسبه عمقًا دلاليًا.[٥٩]

ومن أبرز أمثلة ونماذج المحسنات المعنوية التي ضمتها مصادر اللغة والأدب العربي ما يأتي:

  • قال تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ}[٦٠]، هذه الآية الكريمة تتضمن فن الطباق بين كلمتي “أيقاظ ورقود” وهو من المحسنات المعنوية.[٦١]
  • رُزِقَت مَرابيعَ النُجومِ وَصابَها
وَدقُ الرَواعِدِ جَودُها فَرِهامُها[٦٢]

وتظهر في هذا البيت الشعري إحدى فنون البديع اللفظية وهي التقسيم، حيث قسم الشاعر أنواع إحداثيات السماء وعددها.[٦٣]

المحسنات اللفظية

المحسنات اللفظية من الأقسام الرئيسة لعلم البديع وتندرج تحتها وسائل التزيين اللفظي التي ترتكز على اللفظ دون المعنى، وتتوزع في عدة أنواع منها الجناس، والسجع، ورد العجز على الصدر، والتصريع، والتقسيم، وكلها تعنى بتحسين اللفظ وتزيينه للرقي بلغة النصوص الأدبية.[٥٩]

  • قال تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ}[٦٤]، هذه الآية الكريمة تتضمن لونًا من ألوان المحسنات اللفظية وهو الجناس التام بين كلمتي الساعة التي تعني يوم القيامة والساعة الثانية التي تدل على مدة من الزمن.[٥٩]
  • قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[٦٥]، هذه الآية الكريمة تتضمن لونين من ألوان المحسنات اللفظية وهي الجناس المتمثلة في كلمتي أحد وأحد، وكذلك السجع في الكلمات أحد والصمد ويولد.[٥٩]

لقراءة المزيد، انظر هنا: مفهوم المحينات اللفظية.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب محمد أحمد قاسم، محيي الدين ديب، علوم البلاغة البديع والبيان والمعاني، صفحة 50. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عبد العزيز عتيق، في البلاغة العربية علم المعاني، صفحة 28. بتصرّف.
  3. عبد العزيز عتيق، في البلاغة العربية علم المعاني، صفحة 29. بتصرّف.
  4. “ربابة ربة البيت”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2021.
  5. ^ أ ب سورة الأنبياء، آية:97
  6. أحمد سعدون، دواعي التقديم والتأخير وسياقاتها في القرآن الكريم، صفحة 3. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح أحمد محمد عبد الله بن سلمان، المزاوجة بين الخبر والإنشاء في النظم القرآني، صفحة 39. بتصرّف.
  8. أحمد محمد عبدالله بن سلمان، المزاوجة بين الخبر والإنشاء في النظم القرآني، صفحة 16. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ت محمود إسماعيل صيني، معجم الأمثال العربية، صفحة 19.
  10. سورة القلم، آية:4
  11. ^ أ ب ت ث ج ح خ د أحمد محمد عبد الله بن سلمان، المزاوجة بين الخبر والإنشاء في النظم القرآني، صفحة 21. بتصرّف.
  12. سورة الفجر، آية:6
  13. سورة آل عمران، آية:103
  14. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم:27، رجاله ثقات.
  15. سورة يوسف، آية:85
  16. ” يا حبذا جبل الريان من جبل”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2021.
  17. الجاحظ، البيان والتبيين، صفحة 89. بتصرّف.
  18. نوال دقيش، التقديم و التأخير بين القاعدة النحوية و القيمة البالغية معلقة الأعشى أنموذجا، صفحة 27. بتصرّف.
  19. ^ أ ب ت نوال دقيـش، التقديم و التأخير بين القاعدة النحوية و القيمة البالغية معلقة الأعشى أنموذجا، صفحة 28. بتصرّف.
  20. ^ أ ب ت ث ج نوال دقيش، التقديم و التأخير بين القاعدة النحوية و القيمة البالغية معلقة الأعشى أنموذجا، صفحة 46.
  21. سورة الحاقة، آية:30
  22. “أمن المنون وريبها تتوجع”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2021.
  23. تونسي حورية، كودري أحلام، ظاهرة الحذف وغرضها البلاغي في اللغة العربية نماذج من القرآن الكري، صفحة 5. بتصرّف.
  24. ^ أ ب ت تونسي حورية، كودري أحلام، ظاهرة الحذف وغرضها البلاغي في اللغة العربية نماذج من القرآن الكريم، صفحة 26. بتصرّف.
  25. سورة الشعراء، آية:23
  26. سورة الشمس، آية:13
  27. ^ أ ب ت ث ج نوح عطا الله الصرايرة، التعريف والتنكير بين النحويين والبلاغيين دراسة دلالية وظيفية نماذج من السور المكية، صفحة 72. بتصرّف.
  28. “واحر قلباه ممن قلبه شبم”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2021.
  29. ” أوه بديل من قولتي واها”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2021.
  30. سورة المسد، آية:1
  31. سورة يس، آية:20
  32. نوح عطا الله الصرايرة، التعر يف والتكير بين النحويين والبلاغييندراسة دلالية وظيفية نماذج من السور المكية، صفحة 120. بتصرّف.
  33. ^ أ ب ت ث ج جهاد النصيرات، أسلوب القصر بإنما والاستثناء بعد النفي في الآيات القرآنية التي وصفت الحياة الدنيا ومتاعها، صفحة 5. بتصرّف.
  34. سورة غافر، آية:39
  35. “عمر الفتى ذكره لا طول مدته”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2021.
  36. سورة فاطر، آية:28
  37. مريم سنوسي ، وسام بداني ، الفصل والوصل في سورة النور “مقاربة لسانية نصية”، صفحة 10. بتصرّف.
  38. ^ أ ب ت مريم سنوسي ، وسام بداني ، الفصل والوصل في سورة النور “مقاربة لسانية نصية”، صفحة 20. بتصرّف.
  39. سورة النور، آية:1
  40. سورة النور، آية:35
  41. ^ أ ب ت عبد العزيز عتيق، علم البيان، صفحة 9. بتصرّف.
  42. ” أين أزمعت أيهذا الهمام”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2021.
  43. عبد العزيز عتيق، علم البيان، صفحة 80. بتصرّف.
  44. ” قالت عميرة ما لرأسك بعدما”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2021.
  45. ” أبلغ ضبيعة أن البلاد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2021.
  46. ^ أ ب عبد السلام الفندي، الصورة التشبيهية في السنة النبوية، صفحة 107. بتصرّف.
  47. ^ أ ب ت ث عبد السلام الفندي، الصورة التشبيهية في السنة النبوية، صفحة 113. بتصرّف.
  48. ” بنا منك فوق الرمل ما بك في الرمل”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2021.
  49. ^ أ ب ت ث محمد بن علي الصامل، عبد اللـه بن صالح العريني، إبراهيم بن محمد الجمعة، البلاغة والنقد، صفحة 20. بتصرّف.
  50. سورة الرحمن، آية:24
  51. ^ أ ب ت ث ج ح خ عبد الفتاح داود كاك، المجاز في البلاغة العربية، صفحة 2. بتصرّف.
  52. ^ أ ب نائلة قاسم، الكناية في ضوء التفكير الرمزي، صفحة 16. بتصرّف.
  53. سورة القمر، آية:13
  54. ^ أ ب عبد العزيز عتيق، علم البديع، صفحة 8. بتصرّف.
  55. “وساق صبيح للصبوح دعوته”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 24/02/2021م.
  56. ^ أ ب ت النداء راتنا فطرية، الجناس والسجع في سورة الصافات، صفحة 11. بتصرّف.
  57. سورة الصافات، آية:154
  58. سورة الكهف، آية:104
  59. ^ أ ب ت ث النداء راتنا الفطرية، الجناس والسجع في سورة الصافات، صفحة 8. بتصرّف.
  60. سورة الكهف، آية:18
  61. عبد الله الطيب المجذوب، البحث البديعي في كتاب المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها، صفحة 106. بتصرّف.
  62. “عفت الديار محلها فمقامها”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 24/02/2021م.
  63. عبد الله الطيب المجذوب، البحث البديعي في كتاب المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها، صفحة 132. بتصرّف.
  64. سورة الروم، آية:55
  65. سورة الإخلاص، آية:1






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب