نشأة مدرسة البعث والإحياء

تاريخ نشأة مدرسة البعث والإحياء

لماذا سميت مدرسة الإحياء بهذا الاسم؟

نشأت مدرسة البعث والإحياء في أواخر القرن التاسع عشر، وقد كانت النظير المرادف للمدرسة الكلاسيكية التي نشأت في الغرب، وأطلق عليها عدة تسميات كمدرسة الإحياء والتراث، والمدرسة الإتباعية الإحيائية نظرًا لمحاولات روادها في إحياء التراث القديم، والمدرسة الكلاسيكية العربية إزاء الكلاسيكية الغربية، ومدرسة النهضة الأدبية[١]، نظرًا لأن نشأتها لدى العرب كانت إثر حركة النهضة القومية التي اقترنت بمرحلة من التذمر الاجتماعي والاضطراب السياسي وما نتج عنها من ثورات نهضوية تسعى لإزالة الظلم والاستبداد، وسعى روادها للوصول إلى مستوى اجتماعي وسياسي وثقافي يتصف بالمثالية.[٢]

لقد كانت مدرسة البعث و الإحياء كردة فعل على حالة الضعف والتدهور التي مرت بها الحركة الادبية والثقافية العربية، حيث سعى روادها للنهوض بالأدب والثقافة من خلال محاولة إعادة إحياء الميراث الأدبي والثقافي القديم ونسج ثقافة الحاضر من خلاله، وقاموا بنشر النماذج الأدبية القديمة من العصر الجاهلي، والنماذج الأدبية البارزة لشعراء العصر العباسي أيضًا، وقد عمدوا إلى محاكاتها لمقاومة تدهور الأدب وانحطاط أساليبه الفنية.[٣]

انطلق رواد مدرسة البعث والإحياء في نظرتهم للأدب والشعر من الأدب العربي القديم، فكانوا يقيسون آدابهم عليه ويقيمون نتاجاتهم الشعرية والأدبية تبعًا لمقاييس النقد العربي القديم، وكانوا يحرصون في نظمهم الشعري على خلق انسجام بينه وبين الموروث العربي القديم، وإن أحدث ذلك فجوة بين واقعهم الحي وما ينظمونه من شعر، فتبدو نتاجاتهم الأدبية وكأنها حصيلة قراءات في الأدب القديم، كما تبعد عن الذاتية وتذوب فيها التجارب الشخصية حد التلاشي.[٤]

قد تميز أدب مدرسة البعث والإحياء بمحاكاتها للطبيعة الإنسانية، ويقصدون بها القيم المثلى التي ينبغي للإنسانية التحلي بها للارتقاء بالمجتمع الإنساني، لذلك فقد سلطوا الأضواء على النمطية الإنسانية الجمعية أكثر من الفردية، وتضمّنت نتاجاتهم الأدبية صورًا للنماذج الإنسانية، ورأوا أن هذه الصور المثلى قد تكونت على الصورة الصحيحة في الأدب القديم، لذلك فقد عكف الإحيائيون على محاكاته من حيث الأغراض الشعرية والموضوعات والأساليب وحتى في توظيف المفردات والتراكيب اللغوية.[٢]

وقد يتبادر للأذهان سؤال: ما الفرق بين مدرسة الإحياء ومدرسة الديوان؟ فهما وإن كانتا من أوائل مدارس الأدب العربي إلا أنهما متباينتان فكريًا، فقد تفردت مدرسة البعث والإحياء عن سائر المدارس الأدبية التي نشأت في العصر الحديث بتمسكها بقيم الماضي وتقاليد الأدب العربي القديم، وهذا كان قد أثار المدارس الأدبية الأخرى لا سيما مدرسة الديوان التي بدت في ظهورها كردة فعل على المدرسة الإحياء، حيث ثارت على كافة قواعدها وأفسحت المجال لكل جديد وحديث من المعاني والأساليب الفنية، كما أنها قد عنيت بالذاتية والفردية بعكس مدرسة الإحياء التي صبت اهتمامها على القيم التربوية والتعليمية وما يقدم النفع والفائدة للمجتمع.[٥]

أسباب ظهور مدرسة البعث والإحياء

كيف أسهم الإحيائيون في الحفاظ على الهوية العربية؟

• الغزو الثقافي والسياسي الأجنبي: فقد شكلت مدرسة البعث ردة فعل ثقافية تدعو إلى الحفاظ على الهوية العربية واستحضار معالمها الحضارية.[٦]
• حركة النهضة السياسية: فقد اتخذت في الدول العربية احتجاجًا على سياسة التتريك والظلم التي اتبعها الحكام في الدولة العثمانية.[١]
• ضعف اللغة العربية وانحطاط الثقافة وتدهور الحركات العلمية والدينية: ذلك بسبب توالي الحكام العثمانيين الذين لا يجيدون العربية على حكم الدول العربية.[١]

• ازدهار حركة الطباعة والنشر وإنشاء مجمع اللغة العربية: بالإضافة إلى دار الكتب المصرية ودار المعارف في مصر.[٦]
• ظهور حركات الإصلاح الإسلامية: التي سعت لإعادة ربط الناس بالدين، بالإضافة إلى نشوء الجمعيات والأحزاب السياسية.[٦]

قضايا الشعر الإحيائي

ما موقف الإحيائيين من العقل والمنطق؟

• العقل: أولت مدرسة البعث والإحياء اهتمامًا بالغًا بالعقل ومسائل المنطق باعتباره الأساس الأول للكمال والاتزان والتناسق.[٧]
• الموهبة والصنعة: أكدت مدرسة الإحياء على أهمية الصنعة والمراس والاطلاع والاستعداد المسبق لدعم الموهبة الأدبية والفنية.[٧]

• الهدف: حرصت هذه المدرسة على وجود هدف سامٍ كالأخلاق وجعلته أولوية من أولوياتها، بينما عدت المتعة من الكماليات الفنية.[٧]
• الاحتكام للنموذج: اتخذت هذه المدرسة النماذج الأدبية القديمة قدوة لها وسارت على نهجها وحاكتها باعتبارها اللون الأدبي الأفضل.[٧]

• التقديم للقصيدة: عمد الإحيائيّون إلى اتّخاذ مقدّمات طللية وغزلية في قصائدهم وإن خالفت الواقع وذلك باعتبارها جزءًا أساسيًّا من القصيدة.[٧]

مآخذ النقاد على مدرسة البعث والإحياء

ما أبرز الانتقادات التي نسبت للأدب الإحيائي؟

• البعد عن الواقع: بسبب التكلف في تمثيل الماضي في الأدب والشعر في الأساليب الفنية والتوظيف البلاغي والموضوعات المختارة.[٨]
• التقيد بالتزام الوزن والروي الواحد في الشعر: وتقسيم القصيدة إلى عدة أغراض سيرًا على نهج الشعر العربي القديم.[٨]

• الندرة في التجديد الموضوعي: فقد كان شعراء مدرسة الإحياء ينظمون في الموضوعات التقليديةكالمدح والفخر والهجاء.[٨]

• مظاهر التجديد لا تتجاوز تلك الإسقاطات الحضارية: ولا تتجاوز إضافة بعض مفردات التكنولوجيا الحديثة كالطائرات التي تبدو غير منسجمة مع الإطار القديم.[٨]

• التكلف والصنعة والبعد عن الطبع: وذلك بسبب تكلفهم في اتباع نهج ثقافي لم يخلق لعهدهم، ومحاولات تتبعهم ومحاكاتهم للسابقين.[٩]
• البعد عن العاطفة: والحرص على كبت الخيال وكبح العواطف، وهذا ما جعل مدرسة الديوان تهاجمهم وتثور عليهم في محاولة منها لإطلاق العنان للذات والعواطف.[١٠]

• البعد عن الذاتية: حيث إنّ الغاية من شعر الإحيائيين كانت تتصل بالطبيعة الإنسانية لا بالمؤلف ومزاجه، كما أنّ أشعارهم قد اتخذت طابعًا تعليميًا وتربويًا.[١٠]

رواد مدرسة البعث والإحياء

ما مظاهر التجديد في شعر جماعة الإحياء؟

ضمت مدرسة البعث والإحياء شعراء كسوا أشعارهم حلة تراثية ومن أبرزهم:

محمود البارودي

محمود سامي البارودي (1839م – 1904م)، شاعر مصري ويعدّ رائد مدرسة البعث والإحياء، حيث أسهم في إعادة إنتاج شعر الذروة الإبداعية في العصر الحديث ورد للشعر الحديث روحه ونهضته بعد ما كان قد مر بمرحلة من الانحطاط اللغوي والفني، وقد تميزت ألفاظه بالجزالة والقوة واتسمت تراكيبه بالسلامة والفصاحة ، ويعد محمود سامي البارودي رائد الإحيائيين التجديدي فقد تمكن من إخراج الشعر عن بؤرة التقليد وإحداث لمسات معاصرة فيه فكان شعره فاتحة الأدب التصويري الذي وظف فيه الحسيات، كما أن البارودي يعد رائدًا للشعر السياسي في العصر الحديث وأول من نظم فيه بعد الشعراء القدامى[١١]، والبارودي وإن كان قد لزم الوزن الواحد والروي الواحد إلا أنه كان ينوع في إيقاعاته اللفظية التي تتراوح بين الشدة والرقة بالإضافة إلى استخدامه للمفردات الواضحة التي تستميل المسامع المعاصرة وتشدها نحو شغف التراث الأدبي القديم.

أحمد شوقي

أحمد شوقي بن علي بن أحمد شوقي (1870م – 1932م)، شاعر مصري من أشهر وأبرز شعراء العصر الحديث، لقب بأمير الشعراء، وكان شاعرًا محافظًا من أبرز أعلام مدرسة البعث والإحياء، برع في نظم الشعر والشعر المسرحي وله العديد من الدواوين والمؤلفات المسرحية[١٢]، وقد عمد أحمد شوقي إلى المزج بين القديم والجديد من خلال محاكاته للشعر القديم المصحوبة ببعض ملامح التجديد المتمثلة في نظمه المسرحي للشعر بالإضافة إلى التجديد الموضوعي المتمثل بالشعر الوطني والشعر الثوري، حيث كرّس شعره لمحاربة الاستعمار الفرنسي[١٣]، بالإضافة إلى توظيفه الفني للأساطير في الشعر، كما تمثل التجديد عند أحمد شوقي بالصور الشعرية القائمة على التشبيه والصياغة المتينة المشبعة بروح العصر.

حافظ إبراهيم

محمد حافظ إبراهيم فهمي (1872م – 1932م)، وهو شاعر مصري لُقّب بشاعر النيل، وهو من أبرز رواد مدرسة البعث والإحياء، وعلى الرغم من اهتمامه البالغ في محاكاة الشعراء القدامى إلا أنه لم يتوان لحظة عن إضفاء لمحات من التجديد التي تكسر حدة الماضي وتجعل من شعره مزيجًا بين الحداثة والأصالة، فمن جانب الموضوعات كان حافظ قد نظم في الشعر الوطني الذي تميز بروح الحماس والثورة، وحافظ إبراهيم لم يكتفِ بالموضوعات القديمة التي ورثنا إياها القدماء، بل كان ينظم في شتى الموضوعات الشعرية الإنسانية التي قد تلوح له هنا وهناك، إلا أنه لم ينظم في موضوعات الطبيعة وقد أخذ عليه بعض النقاد ذلك، وقد انعكست مظاهر التجديد في شعره على اللغة، فبدت لغته الشعرية رقيقة مشبعة بالعواطف رغم الطابع العقلي الذي كانت تضفيه أسس المحاكاة، كما كانت عباراته متينة وألفاظه فصيحة قريبة من متناول الذائقة العامة.[١٤]

لقراءة المزيد عن حافظ إبراهيم، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: نبذة عن الشاعر حافظ إبراهيم.

معروف الرصافي

معروف الرصافي (1825م- 1925م)، شاعر عراقي ينتمي في شعره إلى مدرسة البعث والإحياء، سار في نظمه الشعري على أسس مدرسة الإحياء التي تقوم على المحاكاة والتقليد للشعراء القدامى وقد بدا شعره تعليميًا تربويًا نظرًا لاهتمامه البالغ في الدعوة إلى العلم والحث عليه ومحاولاته لنبذ الجهل والدعوة لمحاربته، وقد ظهرت الملامح التجديدية في شعره من جانب الموضوعات التي تناولها فقد عرض لقضية المراة وحث على تعليمها، كما انتقد عادات الشرقيين العرب ووصفها بالجهل والتخلف فكان حادًا نوعًا ما في خطاباته الشعرية، وهذا ما جعله يختلف عن سائر شعراء الإحياء فيبدو كشاعر اجتماعي بشكل أبرز، أمّا من الناحية اللغوية فقد مال إلى البساطة وتجنب الفلسفة الشعرية التي اتبعها الكثير من شعراء الإحياء مع حفاظه على الإطار العام للموروث الأدبي.[١٥]

لقراءة المزيد عن الرّصافيّ، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: نبذة عن معروف الرصافي.

أحمد محرم

أحمد بن حسن بن عبد الله محرم (1877م – 1945م)، وهو شاعر مصري من أبرز شعراء مدرسة البعث والإحياء الذين جمعت أشعارهم بين الماضي بأصالته والحاضر بحداثته، فقد حرص في شعره على محاكاة الشعراء القدامى على طريقته الخاصة التي تسمع لروح العصر بالتغلغل في ثنايا الماضي، فعمد إلى التجديد في العناصر الشعرية التي تقوم على الأركان الأساسية التقليدية، فكان ينتقي من الموضوعات القديمة أحسنها فينظم فيها شعره بأساليب حديثة تتميز بالرقة في صياغة المعاني ومتانة العبارات وفصاحتها.[١٦]

نماذج من شعر مدرسة البعث والإحياء

ما هي أبرز قصائد الإحيائيين؟

• قال محمود سامي البارودي في قصيدته أبني الكنانة:[١٧]

أَبَنِي الْكِنَانَةِ أَبْشِرُوا بِمُحَمّد

وَثِقُوا بِرَاعٍ فِي الْمَكَارِمِ أَوْحَدِ

فَهُوَ الزَّعِيمُ لَكُمْ بِكُلِّ فَضِيلَةٍ

تَبْقَى مَآثِرُهَا وَعَيْشٍ أَرْغَدِ

مَلِكٌ نَمَتْهُ أَرُومَةٌ عَلَوِيَّةٌ

مَلَكَتْ بِسُؤْدُدِهَا عِنَانَ الْفَرْقَدِ

يَقِظُ الْبَصِيرَةِ لَوْ سَرَتْ في عَيْنِهِ

سِنَةُ الرُّقَادِ فَقَلْبُهُ لَمْ يَرْقُدِ

بَدَهَاتُهُ قَيْدُ الصَّوَابِ وَعَزْمُهُ

شَرَكُ الْفَوارِسِ فِي الْعَجَاجِ الأَرْبَدِ

فَإِذَا تَنَمَّرَ فَهْوَ زَيْدٌ فِي الْوَغَى

وإِذَا تَكَلَّمَ فَهْوَ قَيْسٌ فِي النَّدِي

مُتَقَسَّمٌ مَا بَيْنَ حُنْكَةِ أَشْيبٍ

صَدَقَتْ مَخِيلَتُهُ وَحِلْيَةِ أَمْرَدِ

لا يَسْتَرِيحُ إِلى الْفَرَاغِ ولا يَرَى

عَيْشًا يَلَذُّ بِهِ إِذَا لَمْ يَجْهَدِ

• قال أحمد شوقي في قصيدته قم ناج أهرام الجلال:[١٨]

قِف ناجِ أَهرامَ الجَلالِ وَنادِ

هَل مِن بُناتِكَ مَجلِسٌ أَو نادِ

نَشكو وَنَفزَعُ فيهِ بَينَ عُيونِهِم

إِنَّ الأُبُوَّةَ مَفزِعُ الأَولادِ

وَنَبُثُّهُم عَبَثَ الهَوى بِتُراثِهِم

مِن كُلِّ مُلقٍ لِلهَوى بِقِيادِ

وَنُبينُ كَيفَ تَفَرَّقَ الإِخوانُ في

وَقتِ البَلاءِ تَفَرُّقَ الأَضدادِ

إِنَّ المَغالِطَ في الحَقيقَةِ نَفسَهُ

باغٍ عَلى النَفسِ الضَعيفَةِ عادِ

قُل لِلأَعاجيبِ الثَلاثِ مَقالَةً

مِن هاتِفٍ بِمَكانِهِنَّ وَشادِ

لِلَّهِ أَنتِ فَما رَأَيتُ عَلى الصَفا

هَذا الجَلالَ وَلا عَلى الأَوتادِ

لقراءة المزيد من أشعار شوقي، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: مقتطفات من قصائد أحمد شوقي.

• قال حافظ إبراهيم في قصيدته بلغتك لم أنسب ولم أتغزل:[١٩]

بَلَغتُكَ لَم أَنسُب وَلَم أَتَغَزَّلِ

وَلَمّا أَقِف بَينَ الهَوى وَالتَذَلُّلِ

وَلَمّا أَصِف كَأسًا وَلَم أَبكِ مَنزِلًا

وَلَم أَنتَحِل فَخرًا وَلَم أَتَنَبَّلِ

فَلَم يُبقِ في قَلبي مَديحُكَ مَوضِعًا

تَجولُ بِهِ ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ

رَأَيتُكَ وَالأَبصارُ حَولَكَ خُشَّعٌ

فَقُلتُ أَبو حَفصٍ بِبُردَيكَ أَم عَلي

وَخَفَّضتُ مِن حُزني عَلى مَجدِ أُمَّةٍ

تَدارَكتَها وَالخَطبُ لِلخَطبِ يَعتَلي

طَلَعتَ بِها بِاليُمنِ مِن خَيرِ مَطلَعٍ

وَكُنتَ لَها في الفَوزِ قِدحَ اِبنِ مُقبِلِ

وَجَرَّدتَ لِلفُتيا حُسامَ عَزيمَةٍ

بِحَدَّيهِ آياتُ الكِتابِ المُنَزَّلِ

• قال معروف الرصافي في قصيدته أرى عيشنا:[٢٠]

أَرَى عَيْشَنَا تَأْبَى المَنُونُ امْتِدادَهُ

كَأنّا عَلَى كَيسٍ المَنُونٍ نَعٍيشُ

َومَا زَالَ وَجْهُ الأَرْضِ يُوسِعُهُ الرّدَى

لِطامًا وَهَاتِيكَ القُبُور خُدوشُ

كَأنّ انقلابَ الأرضِ مَاء كَأْنّنا

عَلَى المَاءِ مِنْ رِيحِ الْحَياة نُقُوشُ

لَحَا الله دينًا كُلّ يَوم بِأَهْلِها

تُهدّ حُصُون أو تُثلّ عُروشُ

تَروحُ سِهامُ العَيْشِ فِيْها طَوائشًا

وَلِلْمَوْتِ سَهْمٌ لا يَكادُ يَطيْشُ

نَمُدّ إِلى قُطْبِ المُنَى وَهيَ

جَمّة مِن العُمْر كفًا لا تَكادُ تَنوشُ

وَنَرْجو وَمِنْ سَيْفِ الرّدَى في رَجَائِنَا

جِراحَات يَأسٍ ما لهنّ أَروشُ

• قال أحمد محرم في قصيدته يا مطعم الجيش:[٢١]

يا مُطعِمَ الجيشِ أشبعتَ السُّيوفَ دَما

لولاكَ ما شَبعتْ يَومًا ولا طَعِما

أنتَ الحياةُ جَرَتْ في كلِّ مُنطَلقٍ

تَغشَى الكميَّ وتغشى الصَّارِمَ الخَذِما

تَتابع الجودُ لا بُخلٌ ولا سَأَمٌ

دِينُ المروءةِ يأبى البُخلَ والسَّأما

المسلمونَ يَدٌ للَّهِ عَامِلَةٌ

تَمضِي أصابعُها في شأنِها قُدُما

لا تشتكِي إصبعٌ من إصبعٍ وَهَنًَا

ولا تُغايِرُها إذ تَشتكِي الألما

يا سعد أدَّيتَ حقَّ اللَّهِ من ثَمَرٍ

لو كانَ من ذَهَبٍ ما زِدْتَه عِظَما

كذلك الخيرُ يُدعَى المُرءُ مُغتَنمًا

إن راحَ يَنْهَبُه في القومِ مُغْتَنِما

المراجع[+]

1. ^ أ ب ت آمال موسى/ محمد الغزي، ماجد السامرائي، مختار العبيدي، من شعراء الإحياء أحمد شوقي، معروف الرصافي، محمد الشاذلي، صفحة 16. بتصرّف.
2. ^ أ ب إسماعيل الصلخدي، المرشد في المذاهب الأدبيّة والفنون الأدبيّة، صفحة 2. بتصرّف.
3. ↑ نسيب نشاوي، مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية في الشعر العربي المعاصر، صفحة 42. بتصرّف.
4. ↑ خالد أقيس، بنية الخطاب في شعر الحركة الإصلاحية الجزائرية الشهاب نموذجا، صفحة 50. بتصرّف.
5. ↑ أسامة أحمد ضيف الله ، العقاد رائد مدرسة الديوان التجديدية دراسة أدبية نقدية تحليلية، صفحة 104. بتصرّف.
6. ^ أ ب ت آمال موسى، محمد الغزي، ماجد السامرائي، مختار العبيدي، من شعراء الإحياء أحمد شوقي معروف الرصافي محمد الشاذلي، صفحة 14. بتصرّف.
7. ^ أ ب ت ث ج عواطف آدم رزق الله سعد، مدارس الأدب في العصر الحديث دراسة تأصيلية، صفحة 686. بتصرّف.
8. ^ أ ب ت ث عمر الدسوقي، في الأدب الحديث، صفحة 388. بتصرّف.
9. ↑ عمر الدسوقي، في الأدب الحديث، صفحة 337. بتصرّف.
10. ^ أ ب نسيب نشاوي، مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية في الشعر العربي المعاصر، صفحة 30. بتصرّف.
11. ↑ أديان فناني، المجاز في ديوان محمود سامي البارودي، صفحة 31. بتصرّف.
12. ↑ أصيل عطعوط، أحمد شوقي دراسة في أعماله الروائية، صفحة 6. بتصرّف.
13. ↑ سدود صادق، الجوانب التجديدية عند أحمد شوقي، صفحة 24. بتصرّف.
14. ↑ حافظ إبراهيم، ديوان حافظ إبراهيم، صفحة 13. بتصرّف.
15. ↑ توفيق رجبي، [http:// “معروف الرصافي وقفات في حياته وأدبه”]، التراث الأدبي، صفحة 178. بتصرّف.
16. ↑ مصطفى الفار، الشاعر أحمد محرم دراسة في حياته وشعره، صفحة 55. بتصرّف.
17. ↑ “أبني الكنانة أبشروا بمحمد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/02/2021م.
18. ↑ “قف ناج أهرام الجلال وناد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/02/2021م.
19. ↑ “بلغتك لم أنسب ولم أتغزل”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/02/2021م.
20. ↑ “أرى عيشنا تأبى المنون امتداده”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/02/2021م.
21. ↑ “يا مطعم الجيش أشبعت السيوف دما”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 14/02/2021م.