X
X


موقع اقرا » الآداب » مفاهيم ومصطلحات أدبية » تعبير عن فضل المعلم

تعبير عن فضل المعلم

تعبير عن فضل المعلم


المقدمة: المعلم أمل الأمة

المعلّم هو صاحب أرقى وأسمى مهنة، وهو أمل الأمة في أن تصل إلى التقدم والتطوّر؛ لأنه يربّي الأجيال ويصنع العقول ويجعل من الجاهل متعلمًا، وهو نبع الماء الصافي الذي يروي العقول بالمعرفة والثقافة لتصبح عقولًا نيّرة مفكرة تعرف هدفها وتسعى إلى تحقيقه، ومهما قيل فيه من كلمات لا يوجد أيّة كلمة توفيه حقه.

وذلك لأنّ تقدّم الأمم يقع على كاهله ومرهونٌ بجهده وعزمه وإصراره على أن ينقل كلّ ما لديه من علمٍ ومعرفة إلى عقول طلابه كي يصبحوا مسلحين للمستقبل ومدركين لكلّ ما يدور حولهم في عالمٍ سريع التطوّر.

العرض: صانع الأجيال

المعلم بحقّ صانع الأجيال وأكثر مؤثرٍ فيها، فلولا وجوده لما كان للعلم مكانة ولظلّ الناس غارقين في جهلهم لا يلحقون بركب العلم والعلماء ولا يملكون المعرفة ولا الخبرة، فهو صاحب الفضل الأكبر في تقدّم الأمم وتطورها وبلوغها قمة العلم في الاكتشافات والاختراعات؛ لهذا يحتلّ صاحب هذه المهنة العظيمة مكانة كبيرة منذ الأزل، وينال المحبة والتقدير والاحترام.

فالمعلم هو نسمة الربيع التي تهبّ على العقول فتحييها علمًا ومعرفة، وتفتح نوافذ العلم فيها ليدخل منها الخير والطموح والأمل المنشود للمستقبل، حتى يُصبح الفرد متعلمًا يعرف ما يُريد ويصل إلى مبتغاه بكلّ عزم وإصرار، والمعلم هو الذي يصنع الطبيب والمهندس والصيدلاني والمحامي وأصحاب جميع المهن من متعلمين وحرفيين، ولولاه لما استطاع هؤلاء أن يحققوا شيئًا في درب العلم والمعرفة.
لهذا فإنّ مهنة التعليم تستحق أن تكون في المقدمة ويستحق المعلم أن يكون له مكانة مرموقة واحترام وتميّز بين الجميع، فلولاه لما استطاع أحدٌ أن يهجّي الحروف أو يحسب الأرقام، كما أنّ للمعلم فضلًا في التربية مثله مثل الأم والأب لأنّه يُربّي في طلبته الكثير من الأشياء ويُعلّمهم السلوك القويم وطريقة التصرف الصحيحة، ويُدرّبهم على التعامل مع الآخرين بأسلوبٍ راقٍ، وهو بحقّ هو موسوعة شاملة.

المعلم هو باني العقول وهو أكبر مؤثر فيها، وهو الذي يربي النشء على أن يكونوا جنود المستقبل، وهو البحر الذي يزخر بكلّ ما هو لازم للتربية والتعليم، وكلما كان الطلبة منضبطين حريصين على أن يستفيدوا من المعلم كلما كانوا أكثر علمًا ومعرفة، ومربي الأجيال هو أكبر مؤثر في المجتمع لأنه يسدّ الفجوة بين العالم والجاهل، وهو الذي يربي الأخلاق في طلبته، ويربّي فيهم القيم التي يجب أن تنمو وتكبر معهم.

فالمعلم يحرص على أن يكون طلبته أصحاب خلقٍ رفيع يؤدّون الأمانة ولا يخونون ولا يكذبون ولا يعرفون الغش ولا الخداع، كما يحرص المعلم على أن يكون قدوة لطلابه فيتصرف أمامهم بالطريقة المثالية الخالية من التصنع، كما يحرص المعلم على أن يكون مثلًا أعلى لطلابه في كلّ شيء كي يأخذوا عنه العلم والمعرفة، ومن باب تقديره فإنّ العالم يحتفل في الخامس من تشرين أول من كل عام بيوم المعلم.

لهذا كله هذا اليوم فرصة لقول كلمة حق فيه وتقديم الشكر له ولو قليلًا، والتعبير عن الحب الكبير له والامتنان لكلّ ما يفعله مع طلبته، خاص ة أنّ مهنة التعليم تُواجه في بعض الدول تهميشًا وتجاهلًا متعمدًا، ويعتبرها البعض بأنها مهنة عامة ليس لها القبول الاجتماعي، رغم أنّ مهنة التعليم هي الأساس لظهور جميع المهن وهي الأساس في أن يكون للدولة كيانٌ واستقرار ونمو في مجال العلم والمعرفة.

كما يلعب المعلم دورًا بارزًا في تكوين وصقل شخصية طلبته؛ لهذا يأخذون الكثير من ملامح شخصيته، ممّا يجعل على عاتقه مسؤولية كبيرة في أن يكون صاحب شخصية فاضلة، وهذا ما يتّصف به المعلم فعلًا، لأنّ رسالة التعليم تُوسّع الآفاق وتمنح الهيبة والوقار لمن يمتهنها، فيشعر أنّه مطالبٌ بأن يكون مثالًا يُحتذى بين الجميع طوال الوقت، فالمعلم نبراسٌ للأخلاق والعلم والدين والثقافة والمعرفة.

لهذا فإنّ المربي صانع الأجيال جزءٌ من ذاكرة المجتمع التي لا يمكن أن تُمحى أو تزول، فالمعلم أيقونة في أذهان الجميع ولا يمكن أن يُمحى أثره أو أن يستطيع أحدٌ تجاهل قيمته أو ما قام به وقدّمه طوال مسيرته، ومن واجب الآباء والأمهات أن يُعلّموا أبناءهم احترام مُعلّميهم، فالمعلم الذي يصنع الأجيال هو مثل الشجرة وارفة الظلال، وهو نورٌ تُنير الدروب المعتمة، طوبى للمعلم الذي يستحق أن يكون الأفضل دائمًا.

الخاتمة: من علمني حرفًا

ختامًا هناك مقولةٍ شهيرة تقول: “من علّمني حرفًا كنت له عبدًا” فالمعلم الذي يفني أيّام عمره في تعليم الأجيال ومنْحها الثقافة والمعرفة يستحق أن يكون له أكبر احترامٍ وتقدير، وألّا يتم تجاهله أو تجاوزه مهما مضت الأيام، فللمعلم حقٌ في أن ينتقد طالبه حتى لو وصل طالبه إلى أعلى المراتب في العلم، وله احترامٌ كاحترام الوالدين، ومن لا يحترم معلّمه يقع في خطأ فادح.

لهذًا من واجب الآباء والأمهات أن يربّوا أبناءهم على ضرورة احترام معلميهم، وأن يعتذروا لهم إن بدر منهم أيّ خطأ في حقه، فالمعلم مُربٍّ فاضل.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب