X
X


موقع اقرا » الآداب » مفاهيم ومصطلحات أدبية » تعبير عن حب الوطن وواجبنا نحوه

تعبير عن حب الوطن وواجبنا نحوه

تعبير عن حب الوطن وواجبنا نحوه


عناصر موقع اقرا تعبير: حب الوطن وواجبنا نحوه

  • مقدمة عن قيمة الوطن ومكانته.
  • عرض عن كيفية التعبير عن حبنا للوطن.
  • خاتمة عن واجبنا نحو الوطن.

المقدمة: الوطن هو الدفء

الوطن هو المكان الذي يعيدنا إلى ذكريات الطفولة، ويذكرنا بحنان الأمهات، ويشعرنا بأمان الآباء، وحب الأجداد، هو المكان الذي احتضن أحلامنا وأمنياتنا ورسمنا فيه مستقبلنا، هو المكان الذي يجسد الدفء والأمان، كيف لا وقد غُرِس حبه في قلوبنا منذ الصغر.

العرض: أفعالنا مصبوغة بحب الوطن

حبنا لأوطاننا لا يحتاج إلى تعلّم أو تكلّف، حب الوطن يأتي بالفطرة، فمن منا لا يحب المكان الذي إليه ينتمي والذي يعبر عن كيانه، وقد حثت الأديان السماوية على حب الوطن، ويتجسد ذلك في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال عندما أُخرِج من مكة: “ما أطيبَكِ من بلَدٍ وأحبَّكِ إلَيَّ، ولولا أنَّ قومِي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَكِ”[١]، فكلّ إنسان يرى وطنه أجمل مكان في هذه الدنيا، ومهما سافر سيبقى يشعر بالحنين إلى وطنه والحاجة إلى العيش والاستقرار فيه.

يكمن حب الوطن في القلوب ويظهر في الأفعال والأقوال، ففي ما نكتبه في حب أوطاننا من أقوال وأشعار تعبير عن هذه المشاعر العميقة، وفي احترامنا لأنظمة البلاد وقوانينها المتعددة تعبير عن هذا الحب أيضاً، وواجب من واجباتنا تجاهه، كما أنّ المحافظة على أرضه ومائه وهوائه من التلوّث وممتلكاته العامة ومؤسساته على تنوّعها من التخريب واجب أيضاً، ويمتد واجب الوطن علينا ليشمل أن نمثّله تمثيلاً مشرفاً في البلدان الأخرى، فلا نسيء له ولا نضرُّ بسمعته بالأفعال والأقوال غير الحميدة.

ويتجلّى الانتماء وحب الوطن بالاشتراك بالأعمال التطوعية التي تخدم المجتمع والوطن، حيث يوجد العديد من المجالات التي يمكن أن يتطوع فيها الشخص، ومنها: مساعدة عمال النظافة في تنظيف الشوارع والأماكن العامة، والمشاركة في حملات توعوية في مجالات مختلفة، فهذه الأعمال تنشر شذى المحبة والتكافل بين أفراد المجتمع، وتضع بصمة للفرد في تنمية وطنه ليرفرف علمه عالياً بين رايات الأمم، كما يجب على الفرد منّا أن يحرص على أن يتعلّم ويطوّر من قدراته ليفيد بها وطنه ويكون سبباً في نمائه ورُقيِّه، ولحب الوطن حِصّة كبيرة في الشعر، فقد قال الشاعر حبيب الزيودي:[٢]

سكبت أجمل شعري في مغانيها

لا كنت يا شعر لي إن لم تكن فيها

هذي بلادي ولا طول يطاولها

في ساحة المجد أو نجم يدانيها

الوطن ليس مجرد أرض تضمنا جميعًا تحت جناحيها، فتحمينا وترشدنا وتهدينا، الوطن روح تسكن فينا ونسكن فيها، حبه فطرة تنزع لها القلوب كحب الأم لوليدها، فطرة ألقاها الله في قلوبنا، دواء لكل غربة، وأُنس لكل وحدة، عقيدة محفورة على الجبين، نبذل في سبيلها أرواحنا، ونهدر لأجلها دماءنا، ونقدم لها على طبق من حب ورضا كل غالٍ ونفيس.

وطننا يعلق في أرواحنا كما يعلق العطر الصافي بالجسد، بدل ما شئت من ثياب سيظل عالقًا بك في ذاكرتك، ارحل عنه فلن يرحل عنك، ستأخذه معك أينما ذهبت، فالوطن سلاح ذو حدين، دواء لكل ألم تمر به وأنت بين ذراعيه، وغصة في قلبك وندبة في روحك إذا رحلت عنه، يكمن فيها الداء والدواء.

الوطن حاضر في أدعيتنا في ساعات الاستجابة، فهي التي تحصنه بالأمن والخير والحفظ، كتلك التي دعا بها سيدنا إبراهيم عليه السلام لمكة المكرمة، في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).[٣]

الاشتياق للوطن لا يرحم، كجمرة تحرق الروح وتلقي رمادها في القلب، وتتجلى ملامح هذا الاشتياق المؤلم في الأفعال والأقوال لا سيما حين تترك وطنك الذي هو قطعة من روحك وأنت مجبر، وهذا الاشتياق الذي عاشه رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما ترك مكة وهاجر إلى المدينة لتبليغ أمر رسالته متحملًا مشقة البعد.

الوطن كشرف الإنسان، كعرضه كأهله، وهذا ما يجعلنا لا نتفوه بكلمة سوء على أوطاننا، فمهما قلنا بحق الوطن لا نقبل أن يقلل من شأنه غريب، ولا أن يحط من قدره كاره، الأمر يشبه علاقة الأم بطفلها، فلذة كبدها ونبض روحها، تقول فيه ما شاءت، لكنها لا تقبل أن يقترب غريبًا من ظفر من أظافره، حينها تتحول من حمل وديع إلى قطة برية شرسة، تفتك بمخالبها من أراد أن يؤذي صغيرها.

وهذا ما يجعلني أتساءل، من منا يضم الآخر؟ هل الوطن هو ما يضمنا أم نحن من نضمه؟ هل الوطن هو ما يحمينا أم نحن من نحميه؟ إنه حب متبادل، مشاعر مشتركة، فالوطن يضمنا جميعًا على أرضه ويحمينا تحت جناحيه، ونحن في أحضانه نضمه ونحميه بما أوتينا من قوة، وندين له بأسمى معاني الفضل والعرفان، ونقول في حبه:[٤]

وطني الذي رُبِّيتُ تحت سمائه

ووهبتهُ فني نجومَ سمائِه

ورضعتُ من أزهاره وسكرتُ من

أسماره وشربتُ من أضوائه

من ليس بَعدِ له سوى حِّبي له

حبَّاً تشرَّد كاليتيمِ التائه

من عنده الخبزُ القفارُ ولائمٌ

وولائمُ الأرواح ملءُ رُوائهِ

من طالما غنيتُ في أفيائه

بروءاي حين سجنتُ في أفيائه

الخاتمة: مهما فعلنا لا نفيك حقك يا وطني

لو عشنا العمر عمرين نتغنى لك، بالشعر والكلمات، لا نفيك حقك يا وطن، ولو ابتعدنا سنوات وأميالًا، سيظل حبك في العروق مختلطًا بدمائنا، متمكنًا في نفوسنا، عميقًا بين أضلعنا، وإن نحن ظننا للحظة أننا قد زهدناك، فوالله نبيع أرواحنا ولا نشتري إلاك، فحبك مزروع في أرواحنا، وهو واجب على كل فرد غيور يعيش على أرضه، ويُرزق من خيراته، وينعم بأمانه، فلا بدّ لنا أن نسأل الله أن يديم علينا نعمة الوطن، وأن يحفظه لنا من كل شر، وأن نراه في أعلى المراتب بسواعد أبنائه المخلصين.

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عباي، الصفحة أو الرقم:5536، صحيح.
  2. “شرح قصيدة هذي بلادي”، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 23/9/2021.
  3. سورة البقرة، آية:126
  4. “من مبلغ وطني الحبيب تلهفي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 23/9/2021.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب