تعبير عن القراءة

تعبير عن القراءة


المقدمة: اقرأ، هي أول كلام الله

أوّل كلمة نزلت من كتاب الله على نبيه محمد -عليه الصلاة والسلام- كانت كلمة اقرأ، وهذا إنما يدلّ على أهمية القراءة بالنسبة للإنسان، فالقراءة حياة، وهي صانعة العقول وهي التي تنقيها من ظلام الجهل وتُنيرها بالعلم والمعرفة والثقافة، كما أنّ القراءة طريقة مثالية كي يتعلّم البشر شؤون حياتهم المختلفة، ويسعون في طلب العلم والاطلاع على علوم الحياة والدنيا المختلفة.

فالإنسان القارئ يعيش عمرًا معرفيًا أكثر ممّن لا يقرأ، فمن يقرأ كتابًا فكأنما عاش تجربة هذا الكاتب بكلّ حذافيرها؛ لهذا فالقراءة مكافأة ثمينة يُقدمها الإنسان لنفسه كي يكون إنسانًا مثقفًا يقطف من كلّ بستانٍ وردة، فالقراءة مثل بستان الورود المليء بالكثير من الأزهار الملونة ذات العطور الزكية، ومن يقرأ يستطيع أن يشمّ هذه العطور جميعها، ويملأ روحه طاقة إيجابية كبيرة بفضلها، وهي شجرة مثمرة تُعطي أطيب الثمار، وتروي الروح بكلّ ما هو جميل.

العرض: القراءة وبناء المجتمع

قال تعالى : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾}.[١]

لم ينزل الله وحي كتابه على الرسول الكريم بهذه الآيات في بداية رسالته إلّا لغاية، وهي الوقوف على مدى أهمية القراءة ودورها في نماء شخصية الفرد وانعكاس ذلك على المجتمعات، والقراءة هي نظر الشخص إلى ما هو مكتوب أو هي المطالعة، وكما نعرف إنّ للقراءة نوعين جهرية وصامتة، فالقراءة الجهرية هي ما يَنطق به القارئ من كلمات مكتوبة أمامه بصوت مسموع، أمّا الصامتة فتكون بإلقاء النظر عليها فحسب.

وللقراءة بنوعيها فوائد جمّة حيث تهذّب الفرد بما يقرأه من علوم وآداب، وتريحه من الإجهاد والإرهاق لا سيما إذا ما قرأ كتب الأدب واللطائف والروايات، وتنمي مهاراته الكتابية، وقدرته على التفكير التحليلي من خلال تحليله للمعلومات وربطها معاً، كما أنّها تنمي الذاكرة وتنشطها، وتدفع الفرد لتحقيق التميّز في حقول المعرفة والدراسة، وتبعده عن الوقوع في المعاصي التي تتسبب بها أوقات الفراغ، ونتيجة لهذا كله يعمُّ الصلاح المجتمع، فلا جهل ولا فسوق ولا طاقات شبابية مهدورة نتيجة للقراءة، بالإضافة إلى ما سيحققه المجتمع من تقدّم معرفي وثقافي بفضل شبابه القارئ.

وعلى الراغب في صقل شخصيته أن يخصص جزءاً من وقته لقراءة ما يتناسب مع ميوله وأهوائه من كتب ورقيّة، أو إلكترونية سهّلت على الشخص انتقاء ما يرغب في قراءته بيسر وسهولة، كما أنّ لتحبيب الأهل أطفالهم في القراءة وتدريبهم على ممارستها منذ الصغر، واصطحابهم إلى المكتبات العامة، دورٌ كبير في إنشاء جيل محبٍّ لها مقبلٍ عليها، فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر كما يُقال.

الخاتمة: الجهل ظلمات

الجهل ظلمات، وهو سببٌ في تخلّف الأمم وتراجعها، فالجهل يصنع المشكلات ويُفاقمها ويجعل حلّها صعبًا، ويُسبب تراجع الحياة وعدم تقدمها أبدًا، واستمرارها تحت وطأة التخلف الذي لا يُفيد الإنسان في شيء، بل يُسبب تعقد الحياة واتجاهها نحو الأسوأ في جميع المستويات؛ سواء أكانت اجتماعية أم سياسية أم صحية أم اقتصادية أم غير ذلك، كما أنّ الجهل يجعل الحياة خالية من أسباب الراحة والرفاهية، ويجعلها معقدة بشكلٍ كبير، وهذا يستهلك قوة الإنسان ويُسبّب فتور عزيمته.

كما أنّ الجهل مثل المرض الخطير المُعدي الذي ينتشر في أجساد المجتمعات وينخرها، لهذا لا بدّ من محاربة انتشار الجهل بنشر العلم والقراءة والحث عليها، ولا بدّ من اتخاذ خطوات كبيرة وأساسية في هذا الاتجاه كي يصبح الجهل في طيّ النسيان، فأكبر حربٍ تعيشها المجتمعات الآن هي الحرب على الجهل الذي يملأ عقول الكثيرين ممّن يمتنعون عن القراءة وطلب العلم.

المراجع

  1. سورة العلق، آية:1-4






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب