X
X


موقع اقرا » تعليم » تعبير » موضوع تعبير عن الرفق بالحيوان

موضوع تعبير عن الرفق بالحيوان

موضوع تعبير عن الرفق بالحيوان


معنى الرفق بالحيوان

الرفق هو اللّين واللّين ضدّ القسوة، وأن يكون الإنسان رفيقًا في شيءٍ ما أيْ؛ ألَّا يُؤذيه، ومعنى الرفق بالحيوان أي؛ أن يكون لينًا معه فيعطف عليه ولا يحرمه ممّا جعله الله مباحًا له كالطعام والشراب وغيرها من الأمور، وكثيرًا ما يستنكر النَّاس ذلك المفهوم -الرفق بالحيوان- ويعدونه نوعًا من الرفاهية التي يمتاز بها المرفّهون من الدول الأجنبية دونًا عن غيرهم، وأكثر من ذلك فقد يستثير ضحكهم أي إنسان يحدثهم عن حقوق الحيوان ويجيبونه بالجواب اللاذع الجاهز دائمًا “وهل تُطبق حقوق الإنسان حتى نلتفت للحيوان”.

لكنَّ الحيوان من هذه النَّاحية لا يقل عن الإنسان، صحيح أنَّ الله كرّم ابن آدم على جميع الخلق، ولكن ليس معنى ذلك أن تحرم المخلوقات الأخرى من حقوقها، ما ذنب ذلك الحيوان الذي لم يرتكب جناية حتى يقاسي من وحشية بعض البشر الذين يجعلونه لعبة يتقاذفونها، وقد يحرمون الأم من أطفالها، مع أنَّ عاطفة الأم وغريزتها لا تقل عن غريزة الأم البشرية، فهل ترضى أي أمٍ أن تحرم من أطفال ويأخذهم منها آخرون حتى يتسلوا بهم؟

إنَّ ميزان العدل مع الحيوان يقام حين يضع الإنسان نفسه مكان ذلك الكائن الذي يؤذى، وهنا سيعرف حقَّ المعرفة أن تلك الأخطاء التي يرتكبها في أذية الحيوان لن تذهب سدًى وسيحاسب عليها، وقد ابتكرت الدول الأجنبية العديد من منظمات حقوق الحيوان، ووصل الأمر إلى أنَّ من يعتدي عليهم يُعاقب وفق القانون حسب أذيته، ويمكن أن يكون كل إنسانٍ بحد ذاته منظمة رفق تقيم العدل أينما كانت، سواء كان ذلك مع الإنسان أو مع الحيوان أو غيرها من المخلوقات التي لا بدَّ من الرفق بها.

قد يتساءل بعض النَّاس عن مظاهر الرفق بالحيوان، وقد يكون الأمر مُبهمًا لديهم، وتكمن مظاهر الرفق بالحيوان في ألَّا يؤذي أي مخلوق تلك الحيوانات الضعيفة وأن ندافع عنها حال رؤيتنا أنَّها تتعرض للأذى، ومعنى أن نرفق بالحيوان أي أن نقدّم له الطعام والشراب ولا نحبسه دونما فائدة حقيقة فقط لأجل التسلية والمتعة، نعم إنَّ الرفق بالحيوان واجب وقد يتساءل بعض النَّاس عن الفائدة من حبس الحيوانات في الأقفاص في حديقة الحيوانات.

تكمن الفائدة في ذلك هي أن يتعرف جميع النَّاس وكذلك الأطفال إلى الحيوانات، ومع ذلك فإنَّ في الدول المتقدمة الأمر أفضل من الأقفاص، فهم يضعونهم في محمية كبيرة فيسيرون فيها كما يشاؤون، ومن أراد أن يراهم فإنه يركب في سيارة ويتجول في تلك الأرض تجوالًا فيها يرافقه الحرس والمرشدون.

أهمية الرفق بالحيوان

لكن يكمن سؤال واحد يدور في أذهان الكثيرين وهو: ما أهمية الرفق بالحيوان؟ وللإجابة عن ذلك لا بدَّ من معرفة أمرٍ مهم وهو أنَّ الحيوان واحد من خَلق الله تبارك وتعالى، وليس لأي أحد أن يؤذي خلق الله ولو فعل ذلك لحوسب على فعلته في الدنيا والآخرة، والحيوان له الكثير من الفوائد تبعًا لما خلقه الله من أجله، فلولا القطط لامتلأت الأرض بالقوارض ولكنَّ حكمة الله أن تتغذى بعض الحيوانات على بعضها حتى يتشكل التوازن الحقيقي في الكون.

قد عدّ الإنسان الأول الحيوان مرافقًا له في كثيرٍ من الأحيان، وحتى هذه اللحظة بقي ذك المفهوم، فعند الخروج إلى الصيد يُخرج الصيَّاد معه كلبًا يرافقه دائمًا في صيده، وعند الرَّعي لا بدَّ من وجود كلبٍ مع الراعي يساعده في حماية الأغنام من الذئاب، كذلك فقد اعتمد الإنسان القديم على حراثة أرضه من خلال الحيوانات ذات القوة البدنية العالية، واستُخدم الحمار في جر الأغراض ذات الوزن الثقيل.

إذًا فالحيوان مرافق للإنسان منذ الأزل ويُرى له الكثير من المنحوتات في الحضارات القديمة مثل القطة في الفراعنة، وأبو الهول الموجود في مصر بين الأهرامات، كذلك فإن وجهه وجه إنسان ولكن جسمه جسم حيوان، وإن دلَّ ذلك على شيء فإنما يدل على أنَّ الإنسان والحيوان هما قطبا هذا الكون، عدا أنَّ الرفق في الحيوان هو أولى عتبات الرفق بالإنسان نفسه، إذ لا تجد إنسانًا يؤذي الحيوانات ومن ثم يكون رفيقًا في بني جنسه؛ لأنَّ صفة الأذى تكون متأصلة في نفسه وهو يظهرها على المخلوقات الأضعف منه من الحيوانات التي لا يقدر عليها.

الرفق بالحيوان في القرآن

الرفق بالحيوانات من أخلاق المسلم، فيجب أن يكون اللين والإحسان من طباع المؤمن لأنَّ الله تعالى يحب من يرفق بالآخرين، وأذكر قصة كنت أسمعها ويرويها لي جدك وأنا صغير أنَّ امرأة دخلت النَّار في الآخرة لأجل قطة حبستها عندها، فكانت لا تطعم تلك القطة ولا تركتها حتى تبحث عن رزقها وحدها، فقد لا يتوقع الإنسان أنَّه سيحاسب في الآخرة على أفعاله مع الحيوانات، ولكنَّ الأحاديث النبوية جاءت لتفهم الناس أهمية الرفق بالحيوان.

قد ذكّرني هذا الكلام في حديث عن الرفق بالحيوان سمعته ذات مرة من خطيب المسجد عندما كان يلقي خطبته يوم الجمعة وقد قال فيها: إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “بَيْنا رَجُلٌ يَمْشِي، فاشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَنَزَلَ بئْرًا، فَشَرِبَ مِنْها، ثُمَّ خَرَجَ فإذا هو بكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فقالَ: لقَدْ بَلَغَ هذا مِثْلُ الذي بَلَغَ بي، فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أمْسَكَهُ بفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ له، فَغَفَرَ له، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ قالَ: في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ”.[١]

قد قال الله تعالى في سورة البقرة: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[٢]، لا إحسان أفضل من الإحسان للمخلوقات الضعيفة التي تحاول دائمًا أن تتقي من يسيء إليها، إنَّ الهدف من الرفق بالحيوان هو التلطّف مع خلق الله وأن يروض المرء نفسه على مراعاة من هم أضعف منه، وكذلك فإنَّ الإنسان لا يكتمل عيشه من دون الحيوان فهو يتغذى على لبنه ويأكل من لحمه ويشرب من خيره بعد إذن الله، فلولا الحيوانات من أين كنت ستأكل البيض واللحم وتشرب الحليب وتأكل أنواع الجبن واللبن وغيرها من المأكولات المسؤولة عن تقوية جسد؟

قصة عن الرفق بالحيوان

بدأ فصل الصيف وأغلقت المدارس أبوابها وبدأ الأطفال يحصدون نتائجهم التي زرعوها طيلة العام، كان رامز في الصف الخامس الابتدائي وقد تفوق في صفه ونجح إلى السادس الابتدائي، وعرض عليه والده أن يختار هدية حتى يشتريها له، وبدأ رامز في الهدية التي سيطلبها من والده وتراها ما ستكون، ولمَّا كان يجلس عند الظهيرة يشاهد أحد البرامج الوثائقية، عرضوا فقرة للحديث عن الرفق بالحيوان، واستمتع رامز بالكلام كثيرًا وفرح لحصوله على كثير من المعلومات التي يهلها في هذا الشأن.

لما جلسوا مساء يتناولون العشاء قال لأبيه: هل تذكر يا والدي قصة تحكيها لي عن الرفق بالحيوان؟ قال والده: طبعًا يا بني، في يوم من الأيام وبينما كنت أسيرعائدًا إلى المنزل وجدت بعضًا من صغارالحي قد التفوا حول كلبة يريدون أن يأخذوا منها صغارها ليلعبوا بهم، وكانت الكبلة تزداد شراسة كلمَّا حاولوا الاقتراب منها، فاقتربتُ إلى تلك المجموعة وحدّثتهم عن الرفق بالحيوانات، فحزن الصغار من فعلتهم وابتعدوا عن الكلبة، فأخذتها وصغارها وأطعمتهم وقدمت لهم الماء.

في اليوم التَّالي وجدت الكلبة على باب بيتي تنتظرني مع صغارها وكأنها تحاول أن تقدم لي شكرًا على ما صنيعته معها، ومن ذلك اليوم أراها في كل يوم سواء عند ذهابي للعمل أم عودتي منه، فالحيوان يا بُنيّ لا ينسى مَن يحسن إليه، ويجب علينا دائمًا أن ندافع عنهم ولا ندخر جهدًا في ذلك، سُرَّ رامز كثيرًا في القصة التي رواها الوالد عن نفسه وقال لأبيه: الآن عرفت يا والدي ما هي الهدية التي سأختارها حتى تجلبها إلي، قال الوالد: ترى ما هي؟ قال رامز: أريد أن تأتي لي بقطة يا والدي حتى أطعمها وأسقيها ويكتب الله لي أجر الاعتناء بها.

في اليوم التَّالي اصطحب الوالد رامز إلى السوق، واشترى الوالد إلى رامز تلك القطة التي أشار إليها رامز وقد أعجب بعيناها الزرقاوتين اللتان تُشبهان السماء في صفائها، وسمّى رامز القطة لين وكان دائمًا ما يقضي معها أوقات فراغه، ويلعب معها وتخرج معه إلى الحديقة المجاورة للمنزل، وكلما أطعمها أو سقاها تذكّرالأجرالذي سيحصل عليه من الله تعالى، وبدأ يُحدّث جميع زملائه وأصدقائه في الحي عن فضائل الاعتناء بالحيوانات، وكيف أنَّ الحيوان روح سيحاسبنا الله عليها إن أسأنا في تعاملنا معها، وكان الوالد مسرورًا بصنيعة رامز مع جميع أطفال الحي.

المراجع[+]

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2363، حديث صحيح.
  2. سورة البقرة، آية:195






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب