X
X


موقع اقرا » إسلام » ثقافة إسلامية » معنى لا اله الا الله

معنى لا اله الا الله

معنى لا اله الا الله


معنى لا إله إلا الله

تعد كلمة (لا إله إلا الله) أهم كلمةٍ ينطقها الإنسان في حياته، فبعد نطقها يدخل الإسلام، ويكون له حقوق المسلمين في الدنيا، ومن أهل النجاة في الآخرة إن أحسن العمل في الدنيا، لذا على المسلم أن يتعلم معنى (لإله إلا الله) لقوله -تعالى-: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ).[١]

وكلمة (لا إله إلا الله) هي كلمة التوحيد، وهي بمثابة رد على من سوّلت له نفسه ادعاء الألوهية من البشر، فقد وضع بعض البشر أنفسهم في مرتبة الألوهية ليعبدهم الناس بالباطل، لذا فإن معنى (لا إله إلا الله) هو: لا معبود بحق إلا الله،[٢] فهؤلاء البشر يُعبدون بدون الله بالباطل، وبدون وجه حق، والوحيد الذي يُعبد بحق هو الله -تعالى-.[٢]لذا يتم للمسلم إسلامه حين يأتي بأمرين:[٢]

  • الأول: أن يفرد الله -تعالى- بالألوهية.
  • الثاني: أن ينفي الألوهية عمّن ادّعاها من البشر.

شروط لا إله إلا الله 

لكلمة التوحيد مجموعة من الشروط على المسلم أن يأتي بها، وفيما يأتي بيانها:[٣]

لقوله -تعالى-:(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ)،[١] وإلا كيف يشهد الإنسان لله -تعالى- بالتوحيد وهو لا يعرف معنى (لا إله إلا الله).

ويعني أن يكون له اعتقاد راسخ بها، ولا يتزحزح إيمانه بها مهما حاولوا أن يشكّكوه بها، قال -تعالى-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا).[٤]

فكلمة لا له إلا الله لا يكون المسلم قابلاً لها بحق إلا بعد أن يُتبعها بقبول ما أمر الله -تعالى- به من ترك عبادة غيره، قال -تعالى- فيمن لا يقبل بلا إله إلا الله(إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ* وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ).[٥]

إن الالتزام بالأوامر والنواهي يعد من علامات الانقياد لكلمة (لا إله إلا الله)، فقد قال -تعالى-: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى).[٦]

وذلك بأن يتطابق قوله وفعله مع كلمة (لا إله إلا الله)، وأن لا يكون مؤمناً بقلبه ومكذباً بفعله وقوله، وذلك لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صدقا من قلبه إلا حرّمه الله على النار).[٧]

فكلمة (لا إله إلا الله) تعني: أنّ كل أعمالك وأقوالك تقصد بها الله وحده، وليس لغيره من المخلوقات، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله حرَّم على النار من قال لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله).[٨]

لأن من صفات المنافقين أنهم يقولون (لا إله إلا الله) لكنهم يكرهون ما أنزل الله، فكانت النتيجة أن أحبط الله -تعالى- أعمالهم، فقد قال -تعالى-: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُم).[٩]

فضل لا إله إلا الله 

لكلمة (لا إله إلا الله) فضائل كثيرة وأهمها ما نذكره فيما يأتي:

  • مَن قالها دخل في الإسلام

فقد قال مشرك أثناء قتال المسلمين في المعركة: لا إله إلا الله، إلا أن أسامة بن زيد قتله بعدها ظنّاً منه أنّه قالها خوفاً وجبْنا، فعاتبه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: (يا أسامة، أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله)،[١٠] ومن كان قادراً على نطق الشهادتين، ومنها كلمة: “لا إله إلا الله” لا يدخل الإسلام إلا بعد أن ينطق بها، وقد أجمع أهل العلم على ذلك.[١١]

  • سبب لشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة

ودليل ذلك هو ما رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة حيث قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: (أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه).[١٢]

  • أثقل الأعمال أجوراً يوم القيامة

فقد صح أنه في يوم القيامة توضع بطاقة مكتوب عليها لا إله إلا الله في كفة ثم يوضع تسعة وتسعون سجلاً من المعاصي والذنوب في كفة، فتثقل كفة البطاقة، حيث لا يثقل مع اسم الله شيء يوم القيامة، فقد جاء في الحديث:

(إنَّ اللهَ سيُخلِّصُ رجلًا من أمتي على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ، فيَنشرُ عليه تسعةً وتسعين سِجِلًّا، كلُّ سجلٍّ مثلُ مَدِّ البصرِ، ثم يقول: أَتُنكِرُ من هذا شيئًا؟ أظلمَك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا ربِّ؛ فيقول: أفلك عُذرٌ؟ فيقول: لا يا ربِّ، فيقول: بلى، إنَّ لك عندنا حسنةً، وإنه لا ظُلمَ عليك اليومَ،  فتخرجُ بطاقةٌ فيها أشهد أن لا إله إلا اللهُ، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، فيقولُ: أُحضُرْ وزنَك. فيقول: يا ربِّ! ما هذه البطاقةُ مع هذه السِّجلَّاتِ؟ فيقال: فإنك لا تُظلَمُ، فتُوضَعُ السِّجلَّاتُ في كِفَّةٍ، والبطاقةُ في كِفَّةٍ، فطاشَتِ السِّجِلَّاتُ، وثَقُلَتِ البطاقةُ، ولا يثقُلُ مع اسمِ اللهِ تعالى شيءٌ).[١٣]

  • براءةٌ من الشرك

حيث إن جوهر كلمة التوحيد هو عبادة الله وحده، والتبرؤ من عبادة غيره، فمن قالها كان موحداً لله -تعالى-، وبريئاً من الشرك، وقد فهم المشركون أنّ قول لا إله إلا الله يعني البراءة من الشرك، والبراءة من ادّعاء الألوهية لغير الله، لذا نقل الله -تعالى- استنكارهم فقال عنهم: (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَاب).[١٤]

المراجع

  1. ^ أ ب سورة محمد ، آية:19
  2. ^ أ ب ت جامعة المدينة العالمية، كتاب أصول الدعوة وطرقها، صفحة 143. بتصرّف.
  3. عبد العزيز بن محمد ال عبد اللطيف، التوحيد للناشئة والمبتدئين، صفحة 44. بتصرّف.
  4. سورة الحجرات، آية:15
  5. سورة الصافات، آية:35-33
  6. سورة لقمان ، آية:22
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:128، صحيح.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عتبان بن مالك، الصفحة أو الرقم:6423، صحيح.
  9. سورة محمد ، آية:9
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم:4269، صحيح.
  11. النووي، شرح النووي على مسلم، صفحة 149. بتصرّف.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6570، صحيح.
  13. رواه الألباني، في صحيح الجامع الصغير وزيادته، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1776، صحيح.
  14. سورة ص، آية:5






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب