ما هو التشهد

تعريف التشهد

هو ذكر يشتمل على التحية والشهادتين؛ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، علّمه رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لأمته؛ للإتيان به عند القعود في الصلاة.[١]

حكم التشهد

يختلف حكم التشهد بحسب موقعه في الصلاة على النحو الآتي:

حكم التشهد الأوسط

ذهب جمهور الفقهاء من الإمام أبي حنيفة، ومالك، والشافعي إلى القول بأنّه سنة في الصلاة، وأمّا الإمام أحمد فقد قال بوجوبه، فمن تركه في الصلاة سهوًا أو عمدًا كانت صلاته صحيحة عند الجمهور، إلَّا أنّ عليه أن يأتيَ بسجود السهو.[٢]

وفي حال نسيانه ثم تذكره وهو أقرب إلى الأرض يعود ويتشهد، ويجلس لسجود السهو في آخر الصلاة؛ وذلك اقتداءً بفعل برسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

وأما من نسيه ولم يذكر ذلك إلا بعد الشروع في القراءة للركعة الثالثة فعليه أن يستمرَّ في صلاته، ولا يعود لأدائه، ويسجد سجود السهو في آخر الصلاة وقبل التسليم.[٣]

حكم التشهد الأخير

وحكم التشهّد الأخير واجب على قول أكثر أهل العلم؛ ومنهم الإمام الشافعي وأحمد وغيرهم، وأمّا الإمام أبو حنيفة ومالك بن أنس فقد ذهبا إلى القول بسُّنيته.[٢]

ومن نسي التشهد الأخير فإن عليه أن يرجع إلى مجلسه ويأتيَ به، ثمّ يسجد للسهو بعد ذلك ويُسلّم، أو يأتيَ بسجود السهو بعد التسليم، وهو الأفضل.[٤]

وأما من نسي التشهد الأخير وأتمّ صلاته بالتسليم، يعود إلى الصلاة إذا كان الفاصل بينهما قصيرًا؛ حتى وإن غادر مكان صلاته، فيجلس للتشهد، ثمّ يسلّم ويسجد للسهو وهذا الأكمل، وإن سجد للسهو قبل التسليم لا بأس في ذلك.[٤]

صيغة التشهد

وصيغة التشهد التي رواها عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (التَّحيَّاتُ للَّهِ والصَّلواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليكَ أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللَّهِ وبرَكاتُهُ، السَّلامُ علينا وعلى عبادِ اللَّهِ الصَّالحينَ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ)،[٥] وهذه هي الصيغة المأثورة التي وردت في التشهد، وهي التي اختارها الحنفية والحنابلة.[٦]

وأمّا الإمام مالك فقد قال بأن أفضل التشهد هو ما قاله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:”التحيات لله، الزاكيات لله، الصلوات لله…” وتتمته كما سبق في الحديث.

وقال الشافعية بأنّ أقل التشهد يكون في قول: “التحيات لله، سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله”.[٦]

شروط صحة التشهد

ويشترط لصحة التشهد عدة شروط، وما يأتي أبرزها:[٧]

• أن يكون اللفظ متواليًا

فتشترط الموالاة بالتشهد، وعدّه البعض سنّة من السنن.

• أن يكون التشهد باللغة العربية

وذلك في حال استطاعته وقدرته، فهو ذكر كبقية الأذكار يشترط فيه اللفظ العربي؛ وإن لم يقدر المصلّي الأجنبي على ذلك فعليه أن يترجم عن المأثور.

• أن يراعي المصلّي فيها الإدغام

أي إدغام حرف النون في حرف اللام عند قول أن لا إله إلا الله.

• أن يجلس عند قول التشهد.

المراجع

1. ↑ عبد السلام العامر ، كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري، صفحة 2. بتصرّف.
2. ^ أ ب النووي، الأذكار للنووي، صفحة 129. بتصرّف.
3. ↑ ابن باز، فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر، صفحة 396. بتصرّف.
4. ^ أ ب “حكم من نسي التشهد الآخير في الصلاة”، الإمام ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 9/1/2022. بتصرّف.
5. ↑ رواه الألباني ، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:1276، حديث صحيح.
6. ^ أ ب وهبة الزحيلي ، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 854. بتصرّف.
7. ↑ سعيد باعشن، شرح المقدمة الحضرمية المسمى بشرى الكريم بشرح مسائل التعليم، صفحة 211. بتصرّف.