X
X


موقع اقرا » صحة » صحة نفسية » ما هو مرض الأعصاب النفسي

ما هو مرض الأعصاب النفسي

ما هو مرض الأعصاب النفسي



مرض الأعصاب النفسي

تم تسميته بالعصاب منذ القرن الثامن عشر وذلك لوصف ردود الفعل الذهنية والعاطفية والجسدية التي تتسم بعدم العقلانية، وفي عام 1980م تم إزالة مصطلح العصاب من قبل الرابطة الأمريكية للطب النفسي لتوحيد معايير الأمراض العقلية، في حين أنه في يومنا الحاضر تم تصنيف العصاب أو مرض الأعصاب النفسي بأنه ليس حالة عقلية قائمة بذاتها، وبدلاً من ذلك فإن الأطباء قرروا تصنيف المرض تحت مظلة اضطرابات القلق وذلك لتشابه أعراضه مع أعراض المصابين بالقلق.[١]

مرض الأعصاب النفسي يعد من الأمراض العصبية التي لا تتداخل مع تصوّر الفرد للواقع المحيط به.[١]

أنواع مرض الأعصاب النفسي

هل تُعد الإصابة بالاكتئاب أحد أنواع مرض أعصاب النفسي؟ في الواقع فإن مرض الأعصاب النفسي هو مصطلحٌ يحوي تحته مجموعةً متعددة من الاضطرابات الفرعية، وفي ما يأتي ذكرٌ وتفصيلٌ لها:

اضطراب القلق المعمعم

هل يُعد الشعور بالقلق بشكلٍ عارضٍ من مؤشرات الإصابة باضطراب القلق المعمعم؟ إن الإصابة بهذا الاضطراب يؤدي إلى شعور الشخص بحالةٍ من القلق الدائم والمستمر دون وجود سبب يستدعي ذلك، فعلى سبيل المثال قد يبالغ الشخص المُصاب به بالقلق اتجاه العائلة أو الصحة أو المال بشكلٍ مستمرٍ ومبالغٍ فيه دون وجود سببٍ منطقي يستدعي هذا القلق، كما يعاني الأشخاص المُصابون به بعدم قدرتهم على السيطرة على مشاعرهم وأنفسهم بشكلٍ واقعي، حيث يتم تشخيص الإصابة به من قبل الطبيب عند استمرار القلق لمدة 6 أشهر، بحيث تكون الأيام القلقة أكثر من الأيام التي لا يشعر بها المريض بالقلق، ومن الأعراض الأخرى المرافقة:[٢]

  • سرعة الانفعال.
  • الشعور بالخطر.
  • صعوبة التركيز.
  • مشاكل في النوم.

يشير اضطراب القلق المعمعم إلى حالةٍ من القلق الدائم والمستمر الذي قد يمتد إلى أشهرٍ دون وجود مبرر ومسبب منطقيّ لذلك.

الاكتئاب

هل يؤثر الاكتئاب على قيام الشخص بواجباته اليومية؟ في الواقع فإنّ الاكتئاب يشير إلى ذلك الاضطراب الذي يعاني المصاب به من مجموعة من الأعراض التي تؤثر على ممارسته لحياته اليومية سواءً كانت عمليةً أم اجتماعية، ويحدث الاكتئاب عند استمرار الشعور بالأعراض الآتية لفتراتٍ مستمرة ومتواصلة:[٣]

  • الحزن.
  • عدم الرغبة في القيام بأيّ أمر بما فيه تناول الطعام.
  • فقدان المتعة في الأمور التي اعتاد الشخص على الاستمتاع بها.
  • فقدان الثقة بالنفس.
  • فقدان القدرة على التركيز.

يختلف الاكتئاب عن الشعور بالحزن العارض وغير المستمر، إذ يعد الشعور بالحزن نتيجةً لأمرٍ ما أحد ردود الفعل البشرية الطبيعية، إلا أنّ الاكتئاب يتميز بالشعور المستمر بالحزن وعدم القدرة على الاستمتاع بالحياة وفقدان الشغف والدافعية، كما أنه قد يمنع الشخص من ممارسة حياته اليومية.[٣]

اضطراب الوسواس القهري

هل يشير تكرار بعض الحركات إلى الإصابة بالوسواس القهري؟ يعد هذا الاضطراب من الاضطرابات الذهنية التي تتسبب في حدوث بعض الأمور لدى الشخص دون قدرته على السيطرة عليها، ويُقسم إلى قسمينهما الآتي:[٤]

  • التصرفات اللاإرادية: ومن الأمثلة عليها تكرار حركةٍ ما بشكلٍ قهريّ ولا واعٍ دون قدرة الشخص على السيطرة عليها.
  • الأفكار اللاإرادية: مثل مراودة الشخص لأفكارٍ غير مرغوبة بشكلٍ مستمر وقهري وغير قادر على السيطرة عليها.

يتميز الأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري بتكرارهم لأفكار أو تصرفاتٍ معينةً دون القدرة على السيطرة عليها، ومن أكثر الأمثلة شيوعًا عليها اضطراب الوسواس القهري المتعلق بالتنظيف المستمر.[٤]

الرهاب الاجتماعي

هل يؤثر اضطراب الرهاب الاجتماعي على ممارسة الشخص لحياته الاعتيادية؟ في الواقع فإن الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب يشعرون بعدم القدرة على الاختلاط بالأشخاص الآخرين حتى لو كانوا أشخاص ًا مقربين لهم مثل أصدقائهم، حيث يتسبب هذا الرهاب في إعاقة ممارستهم لأمور حياتهم اليومية، وذلك نتيجةً لشعورهم الدائم بأن أحدًا ما يراقبهم ويعمل على تقييم تصرفاتهم في جميع الأوقات، حيث يسيطر هذا الشعور على مرضى هذا الاضطراب، ويتم التشخيص به من قبل الطبيب في حال تحقق الشرطين الآتيين:[٥]

  • استمرار الأعراض لمدة 6 أشهر.
  • عدم قدرة الشخص على ممارسة الحياة اليومية للشخص.

قد يعاني بعض الأشخاص من عدم الرغبة في الخوض في العلاقات الاجتماعية لفتراتٍ مؤقتة وعارضة ولأسبابٍ منطقية، إلّا أنّ الرهاب الاجتماعي يتميز بوجود الانسحاب والعزلة الاجتماعية والخوف المستمر من مواجهة الأشخاص والاختلاط بهم.

اضطراب ما بعد الصدمة

هل يُشترط في تعرض الشخص لصدمةٍ نفسية حدوث اضطرابٍ نفسيٍ تالٍ لها؟ يعاني معظم الأشخاص بعد تعرضهم لصدمةٍ أو حدثٍ صعبٍ من وجود صعوبةٍ في التأقلم مع الأحداث والحياة، إلّا أنّه مع العناية بالنفس ومرور بعض الوقت يُفترض أن تعود المياه إلى مجاريها، أمّا في بعض الحالات فقد يتحول الأمر إلى اضطراب ما بعد الصدمة، ويتميز ذلك بما يأتي:[٦]

  • استمرار صعوبة التأقلم للحدث لأشهرٍ أو سنوات بحدوث أمور مثل الأحلام المزعجة أو الاسترجاعات الذهنية للحدث.
  • ازدياد الأعراض سوءًا مع تقدم الوقت وعدم تحسنها.
  • التسبّب بإعاقة ممارسة الحياة اليومية الطبيعية.

قد تستمر ردود الفعل التي تحدث من الجسم لفترات طوية وقد تتسبب في عدم قدرة الشخص على ممارسة حياته اليومية، وهذه الحالات تُسمى باضطراب ما بعد الصدمة ويمكن علاجها والسيطرة عليها.

اضطراب الهلع

ما هو المقصود باضطراب الهلع؟ وهل يشير إلى الخوف من حدثٍ معين؟ تحدث الإصابة باضطراب الهلع عند تعرّض الشخص لنوباتٍ متكررة من الهلع بشكلٍ مستمر، حيث تشير نوبات الهلع إلى شعور الشخص بالخوف الشديد والمتفاقم بشكلٍ مفاجئٍ دون وجود أي مقدماتٍ، حيث تستمر هذه النوبات عادةً فترة تتراوح ما بين 10 إلى 20 دقيقة، إلّا أنّه في بعض الحالات الشديدة قد تستمر لمدة تزيد عن الساعة تقريبًا، وتبدأ الأعراض الأولية للإصابة بنوبة الهلع في المرحلة ما بين المراهقة وسن الـ 25 عامًا، ومن أهم أعراض اضطراب الهلع ما يأتي:[٧]

  • زيادة سرعة النبض.
  • ضيق التنفس.
  • الشعور بالاختناق.
  • الدوار.
  • الغثيان.
  • فقدان الإحساس بالواقع.
  • الخدران.
  • الشعور بالرعاش.

يعرّف اضطراب الهلع بحدوث نوبات متكررة من الخوف غير المبرر، ويشيع أكثر في الفئة العمرية الممتدة من مرحلة المراهقة لسن 25 عام.

اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع

هل يتشابه هذا الاضطراب مع اضطراب الرهاب الاجتماعي؟ يشير هذا المصطلح إلى أحد أنواع الاضطرابات الشخصية ذهنية المنشأ، ويُعد من أصعب أنواع اضطرابات الشخصية، حيث يختلف عن الرهاب الاجتماعي في أنّ اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع لا يقتصر على الانطواء أو عدم الرغبة في الخوض في المجتمع، وتتراوح شدته من حالاتٍ بسيطةٍ إلى حالاتٍ أكثر شدة، ويتميز الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بما يأتي:[٨]

  • التصرف بشكلٍ مندفع دون تفكير أو سيطرة على النفس.
  • التصرف بشكلٍ عدواني مع الآخرين.
  • عدم الاكتراث لمشاعر الآخرين على الإطلاق.
  • عدم القدرة على الحفاظ على علاقات اجتماعية طويلة الأمد.
  • فقدان الإحساس بالذنب اتجاه الآخرين.
  • تعمّد خرق القوانين وتكرار القيام بذلك.

يُعد اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع أحد الاضطرابات الخطيرة اجتماعيًا، إذ يتسم الشخص المصاب به بعدم شعوره بالآخرين، كما يتسم بتصرفاتٍ وأفكارٍ عدائية قد تسبب خطرًا على المحيطين به.

السمات المرتبطة بمرض العصاب

على الرغم من عدم اتفاق العلماء على السمات والأعراض المرتبطة بالمرض إلا أن هناك بعض السمات التي تم تأكيدها منذ قرون، ومن أبرز هذه العلامات والسمات ما يأتي:[٩]

  • عدم الاستقرار العاطفي: تم تعريف العصاب بحسب العالم النفسي هانز يورغن إيسينك بأنه حالة من عدم الاستقرار العاطفي.
  • التأثير العام للجهاز العصبي: استخدم الدكتور وليام كولين مصطلح اضطرابات الإحساس والحركة كحالات الغيبوبة والصرع الناتجة عن التأثير العام للجهاز العصبي لوصف مرض الأعصاب النفسي.
  • عدم تداخل الإصابة مع التفكير العقلاني أو القدرة على العمل: يشير العصاب إلى الإصابة بالاضطرابات النفسية التي لا تتداخل مع التفكير العقلاني أو القدرة على العمل وهذا ما يميزه عن الأمراض النفسية الأخرى.
  • حدوث الإصابة نتيجة المرور بتجربة غير سارة: وفقًا للطبيب النمساوي المشهور سيغموند فرويد فإن العصاب يعد استراتيجية ناجمة عن العواطف المكبوتة التي مر بها الشخص في الماضي.
  • وجود تعارض بين حدثين نفسيين: يعتقد الطبيب النفسي كارل غوستاف يونغ بأن العصاب ناجم عن صراع لأحداث واعية وغير واعية داخل عقل المريض.

أسباب مرض الأعصاب النفسي

هل تُعد احتمالية الإصابة بمرض الأعصاب النفسي متساوية لدى جميع الأشخاص ؟ في الواقع فإن الإصابة بالاضطرابات النفسية والعصبية تختلف من شخصٍ إلى آخر، إذ تعتمد على عدة عوامل ومسببات، ومن أهم أسباب الإصابة بها ما يأتي:[١٠]

  • التعرّض لحادثة أو صدمةٍ نفسية أو جسدية أثرت على الشخص.
  • الإصابة ببعض أنواع العدوى.
  • من الممكن الإصابة بهذه الاضطرابات كأحد الأعراض الجانبية لبعض الأدوية والعقاقير.
  • يلعب العامل الوراثي والشيفرة الجينية عاملًا هامًا في ذلك أيضًا.
  • التعرّض لبعض العوامل البيئية المحيطة قد يحفز من حدوثها والإصابة بها.
  • الإصابة ببعض الأمراض والاضطرابات الأخرى مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

يعود السبب في إصابة الشخص باضطرابات الأعصاب النفسية إلى مجموعةٍ مختلفة ومتعددة من العوامل، حيث يمكن أن تتراوح ما بين عوامل وراثية لا يمكن السيطرة عليها أو عوامل ومسببات خارجية قد تحفز الإصابة بها.

تشخيص مرض الأعصاب النفسي

هل يعتمد تشخيص الإصابة باضطرابات الأعصاب النفسية على الأعراض فقط؟ ومن هو الشخص المختص في تشخيص الإصابة بهذه الاضطرابات؟ في الواقع فإن الطبيب المختص بالعلوم الطبية العصبية النفسية هو وحده القادر على تشخيص الحالات بشكلٍ دقيق، فبالإضافة إلى طبيعة الأعراض ومدتها فإنه يتم إجراء فحصٍ يتم فيه تقييم الوضع العصبي النفسي للمريض، حيث يتم هذا التقييم باستخدام قلم الرصاص والورقة بمساعدة المختص لإجابة مجموعةٍ من الأسئلة الموجهة لحالة الشخص الأولية بناءً على الأعراض، حيث يعمل على قياس ما يأتي:[١١]

  • القدرة الذهنية.
  • التركيز.
  • الذاكرة.
  • القدرة على التعبير اللغوي.
  • الدافعية والحماس.
  • الحالة المزاجية.
  • جودة الحياة.
  • طبيعة ونمط الشخصية.

تُعد طريقة تشخيص الاضطرابات هي استخدام وسيلة تقييمٍ تحتوي على مجموعةٍ من الأسئلة الكتابية، ومن الجدير ذكره أنّ هذا التقييم يتم بشكلٍ مُعاير لجميع الأشخاص ، أي أنّ الأشخاص الذين يقعون ضمن نفس الفئة من الناحية العمرية يعملون على إجابة نفس الأسئلة، ولا يتم تغيير الأسئلة باختلاف الشخص.[١١]

علاج مرض الأعصاب النفسي

هل يمكن علاج جميع مرضى اضطراب الأعصاب النفسي بنفس الطريقة؟ في الواقع فإن طريقة العلاج المتّبعة والتي يحددها الطبيب المختص تختلف باختلاف الاضطراب بشكلٍ خاص ، إلّا أنّه من أهم الطرق العامة لعلاج اضطرابات الأعصاب النفسية ما يأتي:[١٢]

  • العلاج بالتقبل والالتزام.
  • العلاج السلوكي المعرفي.
  • العلاج المعرفي التحليلي
  • العلاج السلوكي الجدلي.
  • العلاج العائلي.
  • العلاج الجماعي.
  • العلاج بالتركيز على الواقع.
  • العلاج بالعقاقير.

تختلف طُرق العلاج وتتنوع باختلاف الاضطراب بشكلٍ محدد، إلّا أنّها تشترك جميعها بمحاولة إعادة تأهيل التصرفات والتفكير قدر الإمكان.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب “What Is Neurotic Behavior?”, www.webmd.com, Retrieved 5/1/2021. Edited.
  2. “Generalized Anxiety Disorder (GAD)”, adaa, Retrieved 1/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب “What Is Depression?”, psychiatry, Retrieved 1/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب “What is OCD?”, iocdf, Retrieved 2/1/2021. Edited.
  5. “Social Anxiety Disorder: More Than Just Shyness”, nimh, Retrieved 2/1/2021. Edited.
  6. “Post-traumatic stress disorder (PTSD)”, mayoclinic, Retrieved 2/1/2021. Edited.
  7. “Panic Disorder”, healthline, Retrieved 2/1/2021. Edited.
  8. “Antisocial personality disorder”, nhs, Retrieved 2/1/2021. Edited.
  9. “Neuroses and neuroticism: What’s the difference?”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 5/1/2021. Edited.
  10. “Neuropsychiatric Disorders”, nicklauschildrens, Retrieved 2/1/2021. Edited.
  11. ^ أ ب “Neuropsychological Evaluation FAQ”, med, Retrieved 2/1/2021. Edited.
  12. “Psychological treatments”, yourhealthinmind, Retrieved 2/1/2021. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب