X
X


موقع اقرا » صحة » صحة نفسية » ما هو الزهايمر

ما هو الزهايمر

ما هو الزهايمر


الزهايمر

يُعدّ مرض الزهايمر مرضًا عصبيًا مترقّيًا ببطء، فهو يصيب الدّماغ بشكل رئيس ويتمثل بعجز في الذاكرة ومن ثمّ نقص في المحاكمة العقلية والتّخطيط واللغة والمعرفة، ويعتقد كثير من العلماء أن الدور الرئيس في تطور الزهايمر يكون بسبب زيادة إنتاج أو تراكم لبروتين معيّن -وهو بروتين بيتا أموليد- في الدّماغ، وهذا ما يؤدّي إلى الموت الخلوي بالمحصلة، وتزداد احتمالية الإصابة بالزهايمر بشدّة بعد عمر 70 سنة، ويمكن أن تصل نسبة الإصابة إلى 38% في عمر 85، رغم ذلك لا يمكن اعتبار هذا المرض تطورًا طبيعيًا عند كل المسنين، ولا يعتبر أمرًا حتميًا سيصيب الجميع. [١]

أنواع الزهايمر

تقريبًا كل المصابين بمرض الزهايمر سيعانون في المحصلة من أعراض مشتركة ومتشابهة، من فقدان الذاكرة إلى التخليط الذهني وما شابه ذلك، ورغم أن هذه الأعراض متشابهة إلا أنّه هناك نوعان رئيسان لمرض الزهايمر وهما: [٢]

  • الزهايمر ذو البداية المبكّرة: يحدث هذا النوع عند الأشخاص بعمر أقل من 65 سنة، وغالبًا يتم تشخيص المرض عندهم بأعمار الأربعينات والخمسينات، وهو أمر نادر -حيث إنّه يصيب 5% من مجمل مصابي الزهايمر-، ومرضى متلازمة داون يملكون نسبة أكبر للإصابة بهذا النوع من المرض.
  • الزهايمر ذو البداية المتأخرة: ويعتبر هذا النوع هو الأشيع على الإطلاق، وهو يصيب الأشخاص بعمر 65 سنة أو أكبر، ولا يُعد هذا المرض عائليًا أو وراثيًا، حيث لم يجد العلماء جينات تربط هذا المرض بين المصابين، ولحدّ الآن لا يُعرف بالتأكيد لماذا يصيب هذا المرض بعض الأشخاص دون بعضهم الآخر.
  • الزهايمر العائلي -أو الوراثي- FAD: هذا النوع يعتبر مؤكّدًا أنّه يصيب الأشخاص الأقارب بنفس العائلة، حيث يعتبر وراثيًا بشكل مؤكد، وفي العائلات المصابة، تمتد الإصابة إلى جيلين متتاليين، ولكن FAD يمثّل فقط 1% من أنوع الزهايمر، ومعظم المصابين بالنوع المبكّر من المرض يعانون من النوع الوراثي أيضًا.[٢]

أعراض الزهايمر

يعاني كل الناس من نوبات من النّسيان من وقت لآخر، ولكن مرضى الزهايمر يعانون من هذا الأمر بشكل مستمر، وتزداد عندهم الأعراض بشكل ملحوظ مع تقدّم الإصابة، ويمكن أن تتضمن الأعراض ما يأتي: [٣]

  • فقدان الذّاكرة والذي يؤثر بشكل سلبي واضح على سير حياة المريض، كأن ينسى مواعيده باستمرار.
  • يفقد المريض القدرة على القيام بالأمور المألوفة كاستخدام الميكرويف على سبيل المثال.
  • صعوبة حل المشاكل والخروج من المآزق.
  • صعوبة في التحدّث والكتابة.
  • عدم القدرة على تتبّع المكان والتوجه المكاني أو الزماني.
  • انخفاض ملحوظ في مستوى المحاكمة العقلية.
  • انخفاض مستوى النظافة الشخصية.
  • تغيرات في المزاج والمشاعر الشخصية.
  • الانسحاب من المجتمع والأصدقاء والعائلة.

أسباب الزهايمر

يعتقد العلماء أن مرض الزهايمر يحدث بسبب اجتماع لعوامل وراثية وبيئية وعوامل متعلقة بأسلوب الحياة، وهذه العوامل مجتمعة تؤثر في الدماغ مع مرور الوقت، ففي أقل من 5% من مصابي الزهايمر يمكن أن تلعب الوراثة دورًا في إحداث المرض، ورغم أن آليات تطور هذا المرض ليست واضحة بشكل كبير إلا أن تأثيره واضح تمامًا على الدماغ، فالمرض يدمّر خلايا الدماغ العصبية ويقتلها، فالدماغ الذي يعاني من الزهايمر يملك عدد خلايا أقل وارتباطات عصبية أقل بكثير من الدماغ غير المصاب، ومع موت المزيد والمزيد من خلايا الدماغ، يؤدي المرض بالمحصّلة إلى تقلّص واضح في حجم الدماغ، فعند فحص الخلايا الدماغية عند جثة شخص كان مصابًا بالزهايمر يلاحظ الأطباء تبدّلين رئيسين تحت المجهر وهما: [٤]

  • اللّويحات: وهي تجمّعات لبروتين بيتا أموليد في الدماغ، وهو المسؤول عن تدمير خلايا الدماغ بطرق عدّة، منها تخريب الاتصالات بين الخلايا العصبية، وعلى الرغم من أن السبب الرئيس لموت خلايا الدماغ غير معروف تمامًا، إلّا أن تجمّع لويحات هذا البروتين عند كل مجموعة من الخلايا الميتة يرجّح كثيرًا هذه النظرية.
  • التشابك: تعتمد خلايا الدماغ على نظام نقل ودعم داخلي لحمل الموارد الغذائية والمواد الهامة الأخرى عبر الاتصالات الطويلة، وهذا النظام يحتاج إلى بنية سليمة وبروتين طبيعي يُدعى تاو Tau، وفي مرض الزهايمر، تترابط خيوط هذا البروتين ضمن شبكة في خلايا الدماغ، مما يؤدّي إلى خلل في نظام النقل، وهذا يؤدّي بشكل كبير إلى موت خلايا الدماغ.

عوامل خطر الإصابة بمرض الزهايمر

رغم أن العمر يعتبر عامل الخطر الأكبر في حدوث الزهايمر، إلا أن هذا المرض لا يعتبر طبيعيًا عند كل المعمّرين، وخطر الإصابة بالزهايمر يزداد بعد عمر 65، كما يزداد خطر الإصابة بكل الاضطرابات العقلية بنسبة تتضاعف كل 10 سنوات بعد عمر 60، ولكن هناك بعض عوامل الخطر الهامة الأخرى والتي تسهم في حدوث الزهايمر، منها ما يأتي: [٤]

  • القصة العائلية والوراثية: يزداد خطر حدوث الزهايمر عند الفرد عند كون قريب من الدرجة الأولى -كالأب أو الأخ- مصابًا بالمرض، ولكن العامل الوراثي لا يتجاوز 5% عند كل المصابين بالزهايمر.
  • متلازمة داون: كثير من الصابين بمتلازمة داون يطوّرون مرض الزهايمر، فأعراض هذا المرض تبدو عندهم أبكر بحوالي 10 إلى 20 سنة من غيرهم.
  • الجنس: تصاب النساء بشكل أكبر من الرجال بهذا المرض، ربّما كان السبب وراء هذا أنّهن يعشن لفترة أطول بشكل عام من الرجال.
  • الضعف الإدراكي المعتدل MCI: يمكن للمصابين باضطراب MCI أن يكون لديهم نسبة أعلى للإصابة بمرض الزهايمر من غيرهم.
  • اضطراب ما بعد رض الرأس: يملك الأشخاص الذين تعرّضوا مسبقًا إلى رض عنيف على الرأس إمكانية أعلى بكثير للإصابة بالزهايمر من غيرهم.
  • صحة جهاز الدوران وأسلوب الحياة: لا يوجد عادة أو أسلوب حياة معين قد أثبت فعاليته بشكل مؤكّد لمنع مرض الزهايمر، إلا أن بعض العوامل يمكن أن تسهم في تطوير المرض وقد لوحظت عند المصابين منها:
  1. قلة القيام بالتمارين الرياضية.
  2. السُّمنة.
  3. التدخين أو التدخين السلبي.
  4. ارتفاع ضغط الدم.
  5. ارتفاع كولسترول الدم.
  6. داء السكري نمط II غير المضبوط جيدًا.
  7. الحمية الفقيرة بالخضراوات والفواكه.

تشخيص الزهايمر

إن الطريقة الوحيدة المؤكِّدة 100% لتشخيص مرض الزهايمر هي الفحص الخلوي للدّماغ تحت المجهر بعد وفاة الشخص، ولكن يمكن للطبيب أن يجري بعض الفحوصات والاختبارات لتحديد القدرة العقلية لدى المريض وتشخيص المرض العقلي واستبعاد الأمراض الأخرى، فغالبًا ما يبدأ الطبيب بأخذ قصة مرضية مفصلة من المريض أو أحد أقربائه ويسأل عندها عن الأعراض والتاريخ المرضي العائلي والتاريخ المرضي للشخص نفسه والأدوية المتناولة الحالية أو السابقة والحمية المتّبعة وتناول الكحول وعادات الحياة الأخرى، ومن ثم يقوم الطبيب بإجراء أو طلب لاختبارات عدّة من شأنها أن تساعد في تشخيص الزهايمر أو استبعاده عند المريض، ومن هذه الاختبارات ما هو النفسي أو الإدراكي كسؤال المريض: ما هو تاريخ اليوم؟ أو من هو الرئيس الحالي؟، ومنها ما هو شعاعي كإجراء صورة الطبقي المحوري CT للدماغ، وكذلك التصوير بالرنين المغناطيسي MRI وغيرها. [٣]

علاج الزهايمر

حاليًا، لا يوجد علاج شافٍ لمرضى الزهايمر، ولكن هناك بعض الأدوية التي تساعد في  تخفيف شدّة الأعراض وتأخير تطور المرض قدر الإمكان، ففي الحالات المبكرة يمكن للطبيب أن يصف أدوية مثل: دونيبيزيل وريفاستيغمين، ولهذه الأدوية تأثير في إبقاء مستويات الأستيل كولين عالية في الدماغ، فهو نوع من النواقل العصبية التي تساعد في عمل الذاكرة، أما في المراحل المتوسطة أو المتقدّمة قد يصف الطبيب الدونيزيبيل أيضًا أو ميمانتين، وهذا الأخير يساعد في منع الغلوتامات من ارتفاعها، فهي من المواد الكيميائية التي تزداد بشدّة في الدماغ عند مرضى الزهايمر، كما قد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب ومضادات القلق ومضادات الذهان، وهذه الأدوية يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض مرض الزهايمر دون التأثير على سيره. [٣]

الوقاية من الزهايمر

تمامًا وكما أنّه ليس هناك علاج شافٍ لمرض الزهايمر، فإنّه لا يوجد إجراء وقائي محدّد يضمن منع حدوث هذا المرض، وذلك لأن الآلية المرضية غير معروفة بشكل واضح أساسًا، ولكن على الرغم من ذلك، يمكن للشخص أن يتبع إجراءات من المؤكد أنها صحية وبالتالي قد يلعب الأمر دورًا في منع الزهايمر عنده مستقبلًا، ومنها ما يأتي: [٣]

  • الإقلاع عن التدخين.
  • التمرّن بشكل دوري.
  • القيام بتمارين إدراكية وعقلية.
  • تناول الحميات النباتية.
  • تناول مضادات الأكسدة أو المواد الحاوية عليها.
  • الإبقاء على حياة اجتماعية جيدة ونشيطة.

المراجع[+]

  1. “Alzheimer’s Disease”, www.medicinenet.com, Retrieved 30-11-2018. Edited.
  2. ^ أ ب “Types of Alzheimer’s Disease”, www.webmd.com, Retrieved 30-11-2018.
  3. ^ أ ب ت ث Everything You Need to Know About Alzheimer’s Disease, , “www.healthline.com”, Retrieved in 30-11-2018, Edited
  4. ^ أ ب “Alzheimer’s disease”, www.mayoclinic.org, Retrieved 30-11-2018. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب