X
X


موقع اقرا » إسلام » قصص إسلامية » ماذا راى الرسول ليلة الاسراء والمعراج

ماذا راى الرسول ليلة الاسراء والمعراج

ماذا راى الرسول ليلة الاسراء والمعراج


ماذا راى الرسول ليلة الاسراء والمعراج؟ من الأمور التي تشغل بال الكثير من المسلمين، وذلك لاهتمامهم بسيرة النبي صلى الله عليه وسلّم وبالذّات مع اقتراب موعد ليلة الإسراء والمعراج المشهور لدى عامّة النّاس، فالنبي عليه الصلاة والسلام قد أيّده الله سبحانه وتعالى بالكثير من المعجزات والآيات الدّالة على صدق رسالته ودعوته، ومنها الإسراء والمعراج، التي كانت تعظيمًا للنبي ومواساةً له، ومن خلال موقع اقرا سيتمّ ذكر ماذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج.

ما هي رحلة الإسراء والمعراج

إنّ بيان ماذا راى الرسول ليلة الاسراء والمعراج يلزم معرفة ما هي رحلة الإسراء والمعراج، وهي إحدى الخوارق والمعجزات التي حدثت للنبي صلى الله عليه وسلم، ويعدّها المسلمون جزءًا من العقيدة، وقد اختلف أهل العلم في تاريخ حدوثها، ولكن مما ورد أنّه وقعت بعد عام الحزن مواساةً للنبي عليه الصلاة والسلام، والإسراء والمعراج رحلتان منفصلتان وقعتا في ليلةٍ واحدة، فالإسراء رحلة النبي على دابة البراق برفقة جبريل عليه السلام من مكة إلى المسجد الأقصى، والمعراج هي إصعاد النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى إلى السموات السبع وصولًا لسدرة المنتهى والعودة بعد ذلك إلى مكّة المكرمة في ذات الليلة، وقد شاهد من خلالها رسول الله الكثير من المعجزات، وفُرضت عليه الصلوات الخمس والله أعلم.[1]

ماذا راى الرسول ليلة الاسراء والمعراج

كانت رحلة الإسراء والمعراج اختبارًا وامتحانًا لإيمان المؤمنين واختبار يقينهم، وهي فرصة لمشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم لعجائب القدرة الإلهية، والوقوف على المعاني الغيبية، والتشرّف للوصول لموطنٍ لم يصله أحدٌ قبله من الخلق، وقد رأى الرسول ليلة الإسراء والمعراج الكثير من آيات الله، ومنها:[2]

  • رؤية جبريل عليه السلام بهيئته الحقيقية: وقد نزل جبريل مع ملكين آخرين وقام بشق صدر النبي وغسل قلبه بماء زمزم وملأه بالإيمان والحكمة.
  • رؤية البراق: وهي دابة عجيبة تضع حافرها عند منتهى بصرها، وهي التي ركبها النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته.
  • رؤية جميع الأنبياء في الأقصى: حيث لاقاهم النبي وصلّى بهم إمامًا.
  • رؤية الأنبياء في السموات: حيث رأى آدم وعيسى ويحيى ويوسف وإدريس وهارون وموسى وإبراهيم عليهم الصلاة والسلام.
  • رؤية البيت المعمور: وهو بمثابة كعبة السماء الذي يصلي فيه كل يومٍ سبعين ألف ملك.
  • رؤية سدرة المنتهى: وهي شجرةٌ عظيمة كبيرة الحجم والقدر، وهي في السماء السابعة ثمارها كالجرار الضخمة، وأوراقها كآذان الفيلة، وتجري تحتها الأنهار.
  • رؤية الجنّة وأنهارها: فقد رأى النبي نهر الكوثر وغيره من الأنهار وشاهد الملائكة الكرام.
  • رؤية النار وأحوال المعذبين فيها: حيث مرّ على أحوال أهل النار فشاهد أقوامًا لهم أظفارًا من نحاسٍ يخمشون بها وجوههم، وآخرين تُقطّع ألسنتهم بمقاريض من نار.
  • رؤية شجرة الزقوم: وهي الشجرة الملعونة النابتة من أصل الجحيم.
  • رؤية مالك خازن النار: وهو الملك الذي لاقاه داعيًا ومرحبًا ولكنّه لم يبتسم.
  • رؤية الدجال بصورته الحقيقية: وهو أجعد الشعر أعور العين عظيم الجثة، أحمر البشرة مكتوب بين عينيه كافر.

هل رأى النبي ربه ليلة الإسراء والمعراج؟

من خلال الخوض والاطّلاع على ماذا راى الرسول ليلة الاسراء والمعراج، فإنّ من اللازم بيان إن كان رسول الله قد شاهد ربّ العالمين في رحلته المباركة هذه، ومما يلتبس على المسلمين عند قراءتهم قوله تعالى في سورة النجم: {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ}.[3] ولكن ما ورد عن أهل العلم أنّ الصواب هو أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم ير الله سبحانه وتعالى في تلك الرحلة، وإنّ المقصود بالآيات الكريمة هو جبريل عليه السلام، والذي رآه مرّتين في هذه الرحلة على هيئته الحقيقية، مرّة عند سدرة المنتهى ومرّة في الأفق، وقد كان له ستّمائة جناح وكل جناحٍ منها مدّ البصر، ويتساقط منها الدّر والياقوت، والصحيح الوارد في السنة المباركة ما ورد عن أبي ذرّ الغفاري رضي الله عنه قال: “لو رأيتُ رسولَ اللهِ سألتُه عن كُلِّ شيءٍ فقال عن أيِّ شيءٍ كنتَ تسألُه قال كنتُ أسألُه هل رأيتَ ربَّك قال قد سألتُه فقال رأيتُ نورًا”.[4] فالنبي صلى الله عليه وسلّم بيّن أنّه رأى نورًا ولم ير الله والله أعلم.[5]

ماذا رأى النبي في جهنم ليلة الإسراء والمعراج

ثبت في السنّة الثابتة والصحيحة في ماذا رأى الرسول ليلة الإسراء والمعراج من جهنّم، وممّا ورد في ذلك أنّ مالك خازن النار فتح له على النار وشاهدها، وكذلك شاهد أحوالًا للمعذبين فيها، ومما ورد في السنة حول ذلك ما يأتي:[8]

  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لمَّا عَرجَ بي ربِّي مررتُ بقومٍ لَهُم أظفارٌ من نُحاسٍ، يَخمُشونَ وجوهَهُم وصدورَهُم. فقُلتُ: مَن هؤلاءِ يا جبريلُ؟ قالَ: هؤلاءِ الَّذينَ يأكُلونَ لحومَ النَّاسِ ، ويَقَعونَ في أعراضِهِم”.[6]
  • وروى أيضًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “مرَرْتُ ليلةَ أُسْريَ بي على قومٍ تُقرَضُ شِفاهُهم بمَقاريضَ من نارٍ، قال: قُلتُ: مَن هؤلاء؟ قالوا: خُطباءُ من أهلِ الدُّنيا، ممَّن كانوا يأمُرونَ النَّاسَ بالبِرِّ ويَنسَوْنَ أنفُسَهم، وهم يَتْلونَ الكتابَ، أفلا يَعقِلونَ”.[7]

ثبوت رحلة الإسراء والمعراج في القرآن

إنّ الإسراء والمعراج من آيات الله الكبرى الّتي شهدها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهي حادثتان قد ثبت وقوعهما في القرآن الكريم، فقد وضّح القرآن الكريم حادثة الإسراء وأشار إليها بصراحة في سورة الإسراء في قول الله جلّ وعلا: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.[10] وقد ثبت المعراج في الأحاديث النّبويّة المباركة، وقد أشار القرآن الكريم إلى مشهدٍ مشاهده فهو ثابتٌ في القرآن الكريم كما الإسراء، حيث حدّث القرآن الكريم عن رؤية رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لجبريل عليه السّلام على هيئته الّتي خلقه الله تعالى عليها عند سدرة المنتهى، قال الله جلّ وعلا: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى * عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى * ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى * لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى}.[11]  والله تعالى أعلى وأعلم.[1]

ليلة الإسراء والمعراج في السنة

إنّ السّنّة النّبويّة الشّريفة قد احتوت على الكثير من الأحاديث المباركة الصّحيحة والثّابتة عن حادثة الإسراء والمعراج، فقد روى هذه الحادثة أكثر من عشرين صحابيًّا، وقد تختلف الرّوايات بين الصّحابة، لأنّ كلّ صحابيّ من هؤلاء الصّحابة رضوان الله تعالى عليهم، قد حفظ كلّ منهم ما واستوعب عقله وقلبه، فترى في بعض الأحاديث بعض الأحداث الّتي لا توجد في غيره، وقد ترى نقصًا غير موجودٍ في بعض الأحاديث، ومن الأحاديث الّتي روت عن حادثة الإسراء والمعراج ما روان مالك بن صعصعة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “بيْنَا أنَا عِنْدَ البَيْتِ بيْنَ النَّائِمِ، واليَقْظَانِ – وذَكَرَ: يَعْنِي رَجُلًا بيْنَ الرَّجُلَيْنِ -، فَأُتِيتُ بطَسْتٍ مِن ذَهَبٍ، مُلِئَ حِكْمَةً وإيمَانًا، فَشُقَّ مِنَ النَّحْرِ إلى مَرَاقِّ البَطْنِ، ثُمَّ غُسِلَ البَطْنُ بمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وإيمَانًا….”.[13] وغيره الكثير من الأحاديث الصّحيحة.[14]

هنا نصل إلى ختام مقالنا ماذا راى الرسول ليلة الاسراء والمعراج، حيث تحدّثنا عن ليلة الإسراء والمعراج وعن أحداثها وما رآه رسول الله فيها، بالإضافة إلى الحديث عن ثبوت حادثة الإسراء والمعراج في القرآن الكريم والسّنة المطهّرة.

المراجع

  1. ^islamweb.net , الإسراء والمعراج , 27/02/2022
  2. ^islamweb.net , قبسات من رحلة الإسراء والمعراج , 27/02/2022
  3. ^سورة النجم , الآية 12- 14
  4. ^تخريج كتاب السنة , الألباني/ أبو ذر الغفاري/ 441/ إسناده صحيح
  5. ^binbaz.org.sa , هل رأى النبي ربه ليلة الإسراء والمعراج؟ , 27/02/2022
  6. ^الصحيح المسند , الوادعي/ أنس بن مالك/ 131/صحيح
  7. ^تخريج المسند , شعيب الأرناؤوط/ أنس بن مالك/ 12211/ صحيح
  8. ^islamqa.info , كيف رأى النبي صلى الله عليه وسلم أقواما يعذبون فى النار ليلة الإسراء والمعراج؟ , 27/02/2022
  9. ^سورة الإسراء , الآية 1
  10. ^سورة النّجم , الآية 13-18
  11. ^صحيح البخاري , البخاري/مالك بن صعصعة الأنصاري/3207/صحيح
  12. ^alukah.net , الإسراء والمعراج في السنة المطهرة , 27/02/2022






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب