لماذا سمي السكر بالذهب الابيض

سبب تسمية السكر بالذهب الأبيض

إنّ سبب تسمية السكر بالذهب الأبيض يرجع إلى المستعمرين البريطانيين الذين اعتبروه من أبرز المواد التي لعبت دوراً كبيراً بالنسبة لهم في الماضي، حيث كانت تُعتبر مزارع قصب السكر كمحاصيل نقدية، وهي ما ساهم في زيادة أرباح الأوروبيين التي من خلالها زادت تجارة الرقيق لاستخدامهم في العمل بالمزارع، فتم جلب ملايين الأفارقة إلى الأمريكيتين في أوائل القرن 16، بالإضافة إلى لونه الأبيض المميز الذي ساهم في تسميته.[١]

يُعد السّكر من أكثر المواد التي يعتمد عليها الإنسان في غذائه حيث ي

ستفيد الجسم منه ويُزوده بالطّاقة الحرارية اللازمة لتحريك الجسم، فهو يُمثل الطّعم الحلو في مراكز الذوق في اللسان بجانب وجود الطعم المر والمالح والحامض ويُعد من النكهات المفضلة لأغلب الأشخاص ، كما يُعتبر السكر من المواد التي اكتشفت قديماً وما زال يعتمد عليها الإنسان حتى وقتنا الحالي.[٢]

تُعتبر صناعة السكر الأبيض من الصّناعات القديمة، ومصدرها نبات قصب السّكر والبنجر، وعلى الرغم من تُوافره في الوقت الحالي واستخدامه بشكل يومي إلا أنّه كان يُعد من المواد باهظة الثمن، فقد كان يُستخدم لتزيين موائد الأغنياء والعلاج.[٣]

الذهب الأبيض ومثلث التجارة

قدِِم السكر في البداية من مناطق جنوب شرق آسيا إلى بلدان العالم الجديد عن طريق كريستوفر كولومبوس، الذي قام بإحضاره إلى جمهورية الدومينكان حيث المناخ الاستوائي الموجود فيه مناسب لزراعته، ومن خلاله سارعت المستعمرات البريطانية والبرتغاليون والفرنسيون والهولنديون إلى الحصول عليه، فأصبحوا يُديرون مزارع قصب السكر في أنحاء نصف الكرة الجنوبي الغربي.[٢]

أدى انتشار السكر في تلك المستعمرات إلى احتياجهم لقوى عاملة لإدارة عملياتهم، فلجأوا إلى تجارة العبيد، فكانت تجارة السكر التي ازدهرت ما بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ما يُسمى بمثلث التجارة؛ وهي شبكة يتم فيها إحضار العبيد إلى دول العالم الجديد -تحديدًا إلى مزارع السكر في البرازيل ومنطقة بحر الكاريبي-، وبعدها تُرسل منتجاتهم إلى الأوروبين لبيعها.[١]

الذهب الأبيض ركيزة لاستقلال الدول

نظرًا إلى أهمية صناعة السكر في فترة القرون الثلاث وانتشارها، استخدم في تصنيع بعض المنتجات الفرعية، مثل: دبس السكر، والتي أحدثت تأثيرًا على ركيزة بعض الدول واقتصادها، حيث شكل السكر ثُلث اقتصاد أوروبا في ذلك الوقت وأدى إلى انشغال بعض الدول به،[١] ونتيجةً لذلك اعتقد بعض المؤرخين أنّ السكر كان من أحد العوامل التي أثّرت في نتيجة الثورة الأمريكية.[٢]

كان الذهب الأبيض من الأسباب التي أدت أيضًا إلى حصول 13 مستعمرة على الاستقلال الجزئي بعد أن كانت تحت سيطرة البريطانين؛ فالبريطانين قاموا بالتركيز على حماية مزارع السكر وانشغالهم بذلك، ممّا أدى إلى خسارتهم، وخلال تلك الفترة مُنحت فرنسا بعض مزارع السكر في البحر الكاريبي؛ لتأمين الحماية لجزء كبير من أمريكا الشمالية.[١]

المراجع

1. ^ أ ب ت ث heather whipps (2/6/2008), “How Sugar Changed the World”, livesence, Retrieved 19/12/2021. Edited.
2. ^ أ ب ت “White Gold: The Complicated Past — and Present — of Sugar”, keap, 24/10/2019, Retrieved 19/12/2021. Edited.
3. ↑ EKREM BUGRA EKINCI (6/10/2017), “White gold: The story of sugar”, dailysabah, Retrieved 20/12/2021. Edited.