X
X


موقع اقرا » إسلام » تعاليم الإسلام » كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم


صفة أخلاق النبي

ما الصفات الخُلُقية لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟

إنَّ أفعال النبي -صلى الله عليه وسلم- وأقواله سنة مستقاةٌ من كتاب الله تعالى، كما تنوعت أخلاقه الكريمة، فمنها:

الصدق

ما هي المواقف التي تجلّى فيها صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

لقد كملت أخلاق النبي وعلت وسمت حتى قال الله عنه في كتابه: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}،[١] ومن تلك الصفات صدقه عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك أنَّ أبا جهل في أحد الأيام ذكر للوليد بن المغيرة أنَّ محمد -عليه الصلاة والسلام- صادقًا في دعوته، فتعجب من ذلك الوليد وقال له: كيف عرفت ذلك، قال له: قد كنَّا نسميه بالصادق الأمين وهو صبيٌ صغير، فكيف يكون خائنًا وكاذبًا بعد أن تمَّ عقله وبلغ رشده، فتعجب الوليد وقال: إذًا لمَ لا تتبعه؟[٢]

فقال له أبو جهل وقد أعمى الكفر بصيرته: وكيف أتبعه وتتحدث بنات قريشٍ أنَّ أبا جهل اتَّبع يتيم أبي طالبٍ من أجل كسرة، إذًا فأعداء الله كانوا على علمٍ بصدقه ومعرفةٍ بذلك.[٢]

الكرم

كيف كان كرم النبي عليه الصلاة والسلام؟

إنَّ الكرم هو صفة من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان يجود بالعطاء على الآخرين حتى يؤلّف قلوبهم للإسلام، ومن ذلك حادثته مع صفوان بن أمية -رضي الله عنه- فبعد أن فتح -عليه الصلاة والسلام- مكة ذهب مع أصحابه إلى حنين حيث نصر الله -تعالى- فيها الإسلام والمسلمين.[٣]

فأجاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صفوان بالكثير من العطايا فيقول صفوان في ذلك: “وَأَعْطَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَئذٍ صَفْوَانَ بنَ أُمَيَّةَ مِئَةً مِنَ النَّعَمِ، ثُمَّ مِئَةً، ثُمَّ مِئَةً. قالَ ابنُ شِهَابٍ: حدَّثَني سَعِيدُ بنُ المُسَيِّبِ، أنَّ صَفْوَانَ قالَ: وَاللهِ لقَدْ أَعْطَانِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أَعْطَانِي، وإنَّه لأَبْغَضُ النَّاسِ إلَيَّ، فَما بَرِحَ يُعْطِينِي حتَّى إنَّه لأَحَبُّ النَّاسِ إلَيَّ”،[٤] وبذلك ألّف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلبه إلى الإسلام.[٣]

العدل

ما هو العدل الذي دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

ويتجلى عدل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم بدرٍ وهو يسوي صفوف المجاهدين في سبيل الله بقدرحٍ في يده، فمرَّ على أحد الصَّحابة وهو سواد بن غزية وقد خرج من صفِّه فطعنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بطنه وقال له استوِ يا سواد، فقال سواد: لقد أوجعتني يا رسول الله فأقدني.[٥]

فما كان من رسول الله -عليه الصلاة والسلام- إلّا أن رفع عن بطنه وقال له: استقد، فما كان من الصحابي إلا أن اعتنق بطن النبي يقبله فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما حملكَ على هذا يا سوادُ”؟ قاليا رسولَ اللهِ حضَر ما ترى فأردتُ أن يكون آخرُ العهدِ بك أن يمَسَّ جلدي جلدَك فدعا له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بخيرٍ وقال له: “استوِ يا سوادُ”،[٦] رقم الحديث الصحيح 6/808، فكان عليه الصلاة السلام يطبق العدل مع نفسه أولًا حتى يكون قدوة.[٥]

الرحمة

هل اقتصرت رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على أحد دون آخر؟

وتبلغ أعلى درجات رحمته -عليه الصلاة والسلام- حين ترك دعوته المستجابة إلى يوم القيامة، فهو لم يدعُ بها في الدنيا ليقف متشفعًا لأمته يقول أمتي أمتي، وكما روي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- وهو يروي أحداث يوم القيامة وكيف يبكي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليتشفع بأمته فيقول الله: “يا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إلى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إنَّا سَنُرْضِيكَ في أُمَّتِكَ، ولا نَسُوءُكَ”،[٧] صلى الله عليه وسلم.[٨]

الحلم والصبر

هل استخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحلم في دعوته؟

إنَّ أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعوته إلى الدين القويم يحتاج حلمًا وصبرًا، وكان عليه الصلاة والسلام سيّد من حلم، فيذكر أنَّه عندما أسلم الطفيل بن عمرو الدوسي قبل الهجرة، رجع إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام فأبوا ذلك ولم يسلم إلا زوجته وأبوه، وأبطأ عن النبي -عليه الصلاة والسلام- فلمَّا رجع إلى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال له: إنَّ دوس هلكت إنَّ دوس لم تؤمن إنَّ دوس عصت وأبت أمرك.[٩]

يذكر في ذلك أبو هريرة: “جاء الطُّفَيْلُ بنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: إنَّ دَوْسًا قد عصَتْ وأبَتْ، فادْعُ اللهَ عليهم، فاستقْبَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القِبلةَ، ورفَعَ يَدَيْه، فقال النَّاسُ: هلَكوا، فقال: اللَّهمَّ اهْدِ دَوْسًا وائْتِ بهم، اللَّهمَّ اهْدِ دَوْسًا وائْتِ بهم.”[١٠] عليه الصلاة والسلام.[٩]

التواضع

هل كان رسول الله عليه الصلاة والسلام متواضعًا؟

وهي من أهم صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن دلالتها ما روته أم خالد أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص عندما رافقت أباها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت ترتدي قميصًا أصفرَ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سَنَهْ سَنَهْ”،[١١] ويذكر أنَّ ذلك بالحبشية معناه حسنة، ثم ذهبت تلعب في خاتم النبوة فناها أبوها عن ذلك فقال له عليه الصلاة والسلام: “دَعْهَا ثُمَّ قَالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبْلِي وأَخْلِقِي، ثُمَّ أبْلِي وأَخْلِقِي، ثُمَّ أبْلِي وأَخْلِقِي”،[١٢] وذلك لشدة تواضعه صلى الله عليه وسلم.[١٣]

الشجاعة

كيف برزت شجاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

لمَّا اشتدَّ الأمر على المسلمين في إحدى المعارك وأراد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أن يحيي عزائمهم بعد أن خارت، ويحيي الأمل في قلوبهم بعد أن اندثرَ جعلَ يخبرهم بموقعه ومع أنَّ ذلك من شأنه أن يدلَّ الكفار عليه فيقتلوه، ولكنَّه كان شجاعًا لا يخاف، واستعاد المسلمون منعتهم وتهللت وجوههم، وشقوا الصفوف حتى تقدموا إليه فكانوا جماعةً حوله.[١٤]

العفو

هل كان عفو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقتصرًا على المسلمين؟

وأمَّا من عفو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنَّه ورد يهود خيبر ذات مرَّة، فقدمت له امرأة شاةً مشويةً، فأكل منها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع بضعٍ من أصحابه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ارفعوا أيديَكُم فإنَّها أخبرتني أنَّها مسمومةٌ”،[١٥] ولما سألها النبي عن فعلها ذلك فقالت له إن كنت نبيًّا فسيعصمك الله، وإن لم تكن كذلك فنستريح منك، فعفا عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يعاقبها.[١٦]

وأمَّا عفوه في موضعٍ آخر فقد ورد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد خرج في غزوةٍ مع أصحابه ثم أدركتهم القيلولة وهم عائدون في وادٍ ذي شجرٍ كثيف، فتفرقوا يستظلون بالشجر، فاستظلَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحت سمرة فعلّق سيفه بها، ثم دعا صحابته فإذا بأعرابيّ يجلس، فقال عليه الصلاة والسلام: “إنَّ هذا اخترَط سيفي وأنا نائمٌ فاستيقَظْتُ وهو في يدِه فقال لي: مَن يمنَعُك منِّي؟ فقُلْتُ له: اللهُ، قال: مَن يمنَعُك منِّي؟ قُلْتُ: اللهُ، فشام السَّيفَ وجلَس فهو هذا جالسٌ ثمَّ لمْ يُعاقِبْه”،[١٧] وبذلك يتجلى شيءٌ من عفوه عليه الصلاة والسلام.[١٨]

الحياء

ما هي أشكال حياء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

ويتجلى حياء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأشكالٍ عديدة، فكان حياؤه من ربه في رحلةالإسراء والمعراج عندما فرضت الصلاة وطلب موسى من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يراجع ربه في أن يخفف الصلاة عن أمته، فاستحى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ربه؛ لأنَّه راجعه مراتٍ عديدة، ولمَّا قدمت امرأة تسأل رسول الله -عليه الصلاة والسلام- عن غسلها من الحيض فأخبرها، ثم أخبرها بأن تأخذ فرصة من المسك فتتطهر بها، فجعلت تسأله كيف أتطهر بها، فاستتر منها، وقيل ستر وجهه بطرف ثوبه وقال لها: “سبحانَ اللهِ تطَهَّري بِها”،[١٩] فاجتذبتها أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وعلّمتها.[٢٠]

الصبر

هل صبر النبي -عليه الصلاة والسلام- في دعوته؟

من المواقف التي تعرَّض بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للأذى الشديد عندما عرض نفسه على ابن عبد يا ليل ولم يجبه، وكان قد لاقى من قريش أذًى كبيرًا جدًّا فانطلق -عليه الصلاة والسلام- وقد أهمّه أمره، فلم يستفق إلّا وهو في مكانٍ يقال له قرن الثعالب، وهو واحدٌ من المواضع القريبة إلى مكة المكرمة، وكانت قد ضاقت الأرض بما رحبت على رسول الله عليه الصلاة والسلام، فرفع رأسه فإذا بسحابةٍ تظله وفيها جبريل عليه السلام.[٢١]

فنادى رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وأخبره أنَّ الله قد بعث له بملك الجبال، ولو شاء لأطبق عليهم الأخشبين، فردَّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِن أَصْلَابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا”،[٢٢] وبذلك تجلى صبره عليه الصلاة والسلام.[٢١]

كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث؟

وأمَّا أخلاق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الكلام والحديث فهي كثيرة، منها:

  • لم يكن كغيره من البشر يتكلم ويسرد في كلامه، على العكس فقد أوتي -عليه الصلاة والسلام- جوامع الكلم.[٢٣]
  • كلامه واضحٌ لا لبس فيه يحفظ كلامه من يجلس معه.[٢٣]
  • كان يعيد الكلمة ثلاث مرات حتى تحفظ عنه وتثبت.[٢٣]
  • لا يتكلم إلّا إن كان هناك حاجة تدعو إلى الكلام، وبذلك فإنَّه طويل السكوت.[٢٤]
  • دائمًا ما يفتتح حديثه -عليه الصلاة والسلام- بذكر الله تعالى ويختتمه بذلك أيضًا.[٢٤]
  • لا يزيد في كلامه بغير حاجةٍ ولا يقصر في الكلام عن المطلوب.[٢٤]
  • لم يذم طيلة حياته شيئًا من الطعام أو الشراب.[٢٤]
  • لا يغضب لنفسه أبدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم.[٢٤]

كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع زوجاته؟

لقد تجسد حسن خلقه -صلى الله عليه وسلم- في بيته أيّما تجسدٍ، فكان طيِّب التعامل مع زوجاته، ويخدم نفسه فلا يكون عبئًا على أحد، وقد ورد في ذلك عن عائشة -رضي الله عنها- حين سُئلَت: “ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَعْمَلُ في بَيتِه؟ قالتْ: كان بَشَرًا مِنَ البَشَرِ؛ يَفْلِي ثَوْبَهُ ويَحْلُبُ شَاتَهُ”،[٢٥] وذاك عين الخلق الطيب.[٢٦]

وكان -عليه الصلاة والسلام- يستمع إلى زوجاته ولو طال حديث إحداهنّ، ويكون منشرح الفكر هانئ البال، ومشهورٌ حديث أم زرع الطويل الذي روته عائشة -رضي الله عنها- لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حديث طويل قد استمع إليه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بإصغاء وسرور، أي لم تكن تمنعه أعباءالدعوة من إعطاء زوجاته حقوقهن.[٢٧]

كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع أبنائه وبناته؟

إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان رقيق القلب مع من حوله، فلمَّا دخل على ابنه إبراهيم وكان يحتضر ذرف عليه الدموع وحزن لموته، فكان في موت إبراهيم ابتلاءً عظيمًا له.[٢٨]

وأمَّا تعامله مع بناته فان رقيقًا طيِّبًا، يذكر أنَّه لما كانت غزوة بدر وقع زوج زينب ابنته أسيرًا لدى المسلمين ولم يكن قد أسلم بعد، فبعثت زينب بقلادتها -التي أهدتها لها خديجة ليلة زفافها- لتفتديه، فلمَّا رآها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رقَّ قلبه لها رقةً عظيمة فقال: “إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها”،[٢٩] فكان له ذلك وأطلقوا زوج زينب وردّوا لها عقد خديجة رضي الله عنها.[٣٠]

كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع أحفاده؟

لقد كانت الرأفة عنوان تعامله -صلى الله عليه وسلم- مع الأطفال، ومن ذلك أنَّه كان يصلي بالنَّاس إمامًا وهو حامل أمامة بنت ابنته زينب عليها السلام، فكان إذا وقف حملها وإذا جلس وضعها وقد ورد في ذلك: “أنَّ رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُصَلِّي وهو حَامِلٌ أُمَامَةَ بنْتَ زَيْنَبَ بنْتِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ”،[٣١] وأيضًا ذات مرة كان يصلي عليه الصلاة والسلام، فأطال السجود لأنّ الحسن قد ارتحله؛ أي ركب على ظهره، فلمَّا انتهوا سأل المسلمون عن سبب إطالة النبي -عليه الصلاة والسلام- فقال لهم إنّ الحسن قد ارتحله، وقال: “فكرِهتُ أنْ أُعجِّلَه حتى يَقْضيَ حاجتَه”،[٣٢] فالرحمة كانت أصلًا في خلقه.[٣٣]

كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع أصحابه؟

ومن كانت الرحمة عنوانًا لخلقه فلن يختلف ذلك ما بين صغيرٍ وكبير وقريبٍ وبعيد، فمن ذلك تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه بعد صلح الحديبية وبعد أن ضاقت بهم الأرض بما وسعت؛ لأنَّهم ظنوا أنَّ ذلك الصلح لهم هو أمر سوء، ويحمل الذلة والمهانة لهم، فبيّن لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ ما يقوم به هو وحيٌ من الله تعالى، ولو كان في ظاهر الصلح ظلمٌ بحقِّ المسلمين، إلّا أنَّ باطنه يحمل الخير لهم، وذلك ما تبيَّن لهم في الأيَّام القادمة.[٣٤]

ولمَّا دخل المدينة وجد فيها قبيلتان، وكانت تعاملهما بمنتهى العنف والشراسة، فأرد أن يوحدهما؛ حتى تكونا جسرًا يدافع عن المدينة المنورة، فدعاهم إليه وذكرهم بالله تعالى، وأنَّ الرابط الجديد بين المسلمين هو رابط العقيدة، وأذن الله -تعالى- بتقارب القلوب بين بعضها، فعاملهم -صلى الله عليه وسلم- بالإحسان ولم يأت بحد السيف ليأمر وينهى فيه.[٣٥]

كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع خصومه؟

إنّ أكبر خصوم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هم من عادوه وآذوه عند نشر دعوته، وأكثر من شدّ عليه في ذلك هم قريش، فقد آذوه وأخرجوه من أرضه بأذاهم، وها هو -عليه الصلاة والسلام- يعدّ العدّة لفتح مكة، تلك الأرض التي أخرجه أهلها منها مستضعفًا في أحد الأيَّام، ولمَّا رأى الأسرى بين يديه من قريش نظر فيهم ثم أطلقهم فكانت حادثة الطلقاء الشهيرة، فلم يبعث -عليه الصلاة والسلام- جلَّادًا على أرض الله بل هو كريم وابن كريم.[٣٦]

كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع الأسرى؟

لقد اقتصر تعامل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع الأسير على أمرين اثنين، فهو إمَّا أن يطلقه مع دفع ديةٍ عنه، وإمَّا أن يطلقه ويعف عن الدية، ولمَّا كانت غزوة بدر وانتصر فيها المسلمون على المشركين نظر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أمر الأسرى، فاقترح أبو بكر أن يطلقوا مع دفع الدية، وذهب عمر بن الخطاب إلى قتلهم، فمال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى رأي أبي بكر، وكان ذلك فلم يقتلهم عليه الصلاة والسلام.[٣٧]

كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين؟

روي أنّ رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- قد استدان من يهوديّ دَينٌ إلى أجلٍ مُسمًّى، فجاءه اليهوديُّ يومًا وهو جالس مع أصحابه يطالبه بالدَّين مع أنّ وقتَهُ لم يَحِن بعد، فقال اليهوديّ: “إنّكم لمطْلٌ يا بني عبد المطّلب”، يعني أنّهم يماطلون ويسوّفون كثيرًا، وهذا بُهتانٌ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقام بعض أصحاب النبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- وأراد أن يهمّ به، فنهاهم عن ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وما زاده ذلك إلّا حِلمًا.[٣٨]

فهنا اعترف اليهوديّ بسبب قدومه قبل موعد دَينه، فقال إنّه قد قرأ صفات آخر الأنبياء كلّها في كتب اليهود، وعلمَ صدق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في كلّ أقواله، ولكنّه أراد أن يتأكّد من آخر خصلة قد قرأ عنها وهو أنّه حليمٌ مهما جهل عليه الآخرون، وهنا أعلنَ اليهوديُّ إسلامه والسّبب في ذلك أخلاق رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- العظيمة.[٣٨]

كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع المنافقين؟

روي عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رجلًا استأذن في الدخول إلى رسول الله فقال فيه: “بئس الرَّجُلُ أو بئس ابنُ العشيرةِ فلمَّا دخَل انبسَط إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا خرَج كلَّمَتْه عائشةُ فقالت: يا رسولَ اللهِ قُلْتَ: (بئس الرَّجُلُ أو بئس ابنُ العشيرةِ) فلمَّا دخَل انبسَطْتَ إليه فقال: (يا عائشةُ شَرُّ النَّاسِ مَن يتَّقي النَّاسُ فُحْشَه)”،[٣٩] وفي هذه القصّة ثمّة شاهدان: الشّاهد الأوّل هو أنّ الرّجلَ -كما هو ظاهرٌ في الحديث- كان سيّئ الخُلُق، ولكن مع ذلك فقد تحدّث معه رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- بلِينٍ من أجل مداراته ورغبة في تأليف قلبه.[٤٠]

والشّاهد الثّاني هو انّ الرّجل من المنافقين كما ذكر العلماء واسمه عُيينة بن حصن الفُزاري، وكان يُقال له الأحمق المطاع، وكان كلام الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بحقّه مداراة وتآلف، وليست غيبة وإنّما نصيحة للأمّة، وربّما بسبب هذه التصرّفات الطيّبة من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد أسلمَ ذلك المُنافق وحسن إسلامه وشهدَ مع المسلمين بعض الفتوحات.[٤٠]

كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع الوفود؟

بينما كان رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- ما يزال في مكّة قبل الهجرة وفدَ عليه وفدٌ من نصارى الحبشة، وكان عندها في المسجد، والغالب أنّه المسجد الحرام، وكانوا قريبًا من عشرينَ رجلًا، فجلسوا إليه وكلّموه وسألوه، والغالب أنّهم سألوه عن صفات مُعيّنة موجودة في كتابهم، فلمّا فرغوا من أسئلتهم دعاهم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الله وحده -سبحانه وتعالى- وتلا عليهم شيئًا من القرآن الكريم، ففاضت أعينهم من الدّمع، وآمنوا وأسلموا.[٤١]

كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع المخطئين؟

إنَّ تعامل النبي -عليه الصلاة والسلام- مع المخطئ لم يكن مبنيًّا على الزجر والوعيد والتهديد، فليست هذه الطريقة الصحيحة في تأليف القلوب، ومن ذلك لمَّا جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شابٌّ يريد أن يزني ويريد أن يستأذن النبي -عليه الصلاة والسلام- في ذلك، فبدأ النبي حديثه معه بالحوار، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأله أتحبه لابنتك؟ أتحبه لأمك؟ أتحبه لأختك؟ والهدف من ذلك الحوار الذي ابتدأه النبي -عليه الصلاة والسلام- مع الشاب استثارة غيرته وشهامته التي عرف بها العرب.[٤٢]

فأخبره النبي -عليه الصلاة والسلام- بأنَّ النَّاس كذلك لا تحبّ ذلك الفعل مع أهلها، ثم وضع يده الشريفة على صدره ودعا له، فلم يكن بعد ذلك فعلٌ أبغض إلى قلب ذلك الصحابي الجليل من الزنا،[٤٢] ولمَّا دخل أحدهم إلى المسجد واحتاج إلى قضاء حاجته فأخذ ناحيةً من المسجد وقضى حاجته فيها، وهبَّ صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليه فهدَّأ الرسول -عليه الصلاة والسلام- من روعهم، وعلم أنَّ الأعرابي ليس عالمًا بحرمة المسجد، ونبَّه الأعرابي بعد ذلك إلى خطأ فعلته، عليه الصلاة والسلام.[٤٣]

كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع الخدم؟

لقد دفعت أمّ أنس بن مالك بابنها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليكون خادمًا له، وقد خدمه تسع سنوات، ويذكر أنس بن مالك -رضي الله عنه- في ذلك أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم ينهره قط، ولم يقل له لمَ فعلت كذا، أو لمَ لمْ تفعل كذا، وتسع سنواتٍ لا بدَّ فيها من أنَّ خطأً ما -على الأقلّ- قدر وقع، فأنس بن مالك واحدٌ من البشر قد يخطئ بفعلٍ ما وقد يصيب، ولكنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يؤذه بكلامه قط، وما تأفّف في وجهه، بل كان دائم الترفّق فيه.[٤٤]

كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في المجالس؟

وأمَّا في وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مجلسه فذلك حديثٌ يطول، ولكن من ذلك:

  • كان حين يجلس في المسجد فإنّه كان يحتبي بيديه؛ أي: يجمع ظهره وساقيه بكلتا يديه، وهذه الجلسة تغني عن الاستناد إلى جدار.[٤٥]
  • كان إذا ذكر أمرًا عظيمًا فإنّه ينفعل مع الحدث، فمثلًا حين ذكر لأصحابه حديث شهادة الزور يذكر الراوي أنَّه كان متكئًا فجلس وقد كرّر كلامه: “وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ”،[٤٦] وتكرار الكلام هو لتنبيه السَّامعين.[٤٧]
  • كان -عليه الصلاة والسلام- لا يأكل متكئًا أبدًا، وكان يتكئ على وسادة ويستند إليها، والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.[٤٧]

كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في عبادته؟

إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يركن إلى الراحة في الحياة الدنيا، ولم يخفّف عبادته؛ لأنَّ الله بشَّره بمقامه في الجنان، فكان يتعبّد أكثر من الخلائق كلّها، ومن صور عبادته:

  • كان يقوم في صلاته حتى تتورم قدماه، وقد روي في صحيح البخاري عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- قال: “قَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فقِيلَ له: غَفَرَ اللهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ، قالَ: أفلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا”،[٤٨] فكان يشكر الله بعبادته ولا يفتر أن يأتي بها على أحسن الوجوه وهو سيد الأولين والآخرين.[٤٩]
  • كانت عبادة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا تقاس بالكمّ وإنّما تُقاس بجودة تلك العبادة، وذلك الأمر قد نبّه عليه الإمام ابن القيّم وتطرّق لهذه المسألة في أحد كتبه، والله أعلم.[٥٠]

كيف كانت أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في الغزوات؟

إنَّ للحرب قواعد وأصول لا يغفل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فليست الحرب أن تستباح الحرمات، بل وليست الحرب أن تنتهك الأعرض وتدمر دور العبادة ويُقتَّل الأطفال، بل علَّم سيد الخلق والعالمين أصحابه أصول الحرب وقواعدها، ومن ذلك أنّه:[٥١]

  • نهى المسلمين عن قتل الأطفال الصغار والنساء والشيوخ.
  • نهى المسلمين عن قتل أصحاب دور العبادة والقائمين عليها، والله أعلم.[٥١]

المراجع[+]

  1. سورة القلم، آية:4
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 139. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سعيد بن وهف القحطاني، كتاب رحمة للعالمين، صفحة 120. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن صفوان بن أمية، الصفحة أو الرقم:2313، حديث صحيح.
  5. ^ أ ب منقذ السقار، كتاب الدين المعاملة، صفحة 52. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أشياخ من قوم حبان بن واسع، الصفحة أو الرقم:6، حديث إسناده حسن إن شاء الله تعالى.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:202، حديث صحيح.
  8. محمد حسن عبد الغفار، شرح كتاب التوحيد لابن خزيمة محمد حسن عبد الغفار، صفحة 10. بتصرّف.
  9. ^ أ ب سعيد بن وهب القحطاني، مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 114. بتصرّف.
  10. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7315، حديث إسناده صحيح على شرط الشيخين.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم خالد أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص، الصفحة أو الرقم:5993، حديث صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم خالد أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص، الصفحة أو الرقم:5993، حديث صحيح.
  13. سعيد بن وهب القحطاني، كتاب فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري، صفحة 824. بتصرّف.
  14. خالد الراشد، دروس الشيخ خالد الراشد، صفحة 15. بتصرّف.
  15. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الرحمن بن عوف، الصفحة أو الرقم:4512، حديث حسن صحيح.
  16. منقذ السقار، كتاب دلائل النبوة السقار، صفحة 102. بتصرّف.
  17. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:4537، أخرج ابن حبان هذا الحديث في صحيحه.
  18. منقذ السقار، كتاب دلائل النبوة السقار، صفحة 103. بتصرّف.
  19. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:251، حديث صحيح.
  20. مجموعة من المؤلفين، كتاب موسوعة الأخلاق الإسلامية الدرر السنية، صفحة 227. بتصرّف.
  21. ^ أ ب محمد المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 9. بتصرّف.
  22. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1795، حديث صحيح.
  23. ^ أ ب ت الترمذي، محمد بن عيسى، كتاب الشمائل المحمدية للترمذي ط إحياء التراث، صفحة 134. بتصرّف.
  24. ^ أ ب ت ث ج محمد بن عيسى الترمذي، الشمائل المحمدية، صفحة 135. بتصرّف.
  25. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:420، حديث صحيح.
  26. منقذ السقار، كتاب الدين المعاملة، صفحة 11. بتصرّف.
  27. منقذ السقار، كتاب الدين المعاملة، صفحة 12. بتصرّف.
  28. خالد بن عبد الرحمن الشايع، لمحات من حياة النبي مع بناته، صفحة 14. بتصرّف.
  29. رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2692، سكت أبو داود عن هذا الحديث وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
  30. خالد بن عبد الرحمن الشايع، لمحات من حياة النبي مع بناته، صفحة 5.
  31. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:516، حديث صحيح.
  32. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن شداد بن الهاد الليثي، الصفحة أو الرقم:1140، حديث صحيح.
  33. ابن عثيمين، كتاب فتاوى نور على الدرب للعثيمين، صفحة 2. بتصرّف.
  34. راغب السرجاني، كتاب السيرة النبوية راغب السرجاني، صفحة 1. بتصرّف.
  35. راغب السرجاني، كتاب السيرة النبوية راغب السرجاني، صفحة 4. بتصرّف.
  36. المقريزي، كتاب إمتاع الأسماع، صفحة 387. بتصرّف.
  37. محمد سليمان المنصورفوري، كتاب رحمة للعالمين، صفحة 138. بتصرّف.
  38. ^ أ ب ابن القيم، كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد، صفحة 160. بتصرّف.
  39. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5696، أخرجه في صحيحه.
  40. ^ أ ب الترمذي، محمد بن عيسى، كتاب الشمائل المحمدية للترمذي ط إحياء التراث، صفحة 198. بتصرّف.
  41. عبد الملك بن هشام، كتاب سيرة ابن هشام ت السقا، صفحة 391. بتصرّف.
  42. ^ أ ب منقذ السقار، كتاب الدين المعاملة، صفحة 77. بتصرّف.
  43. منقذ السقار، كتاب الدين المعاملة، صفحة 79. بتصرّف.
  44. منقذ السقار، الدين المعاملة، صفحة 78. بتصرّف.
  45. الترمذي، محمد بن عيسى، كتاب الشمائل المحمدية للترمذي ط إحياء التراث، صفحة 90. بتصرّف.
  46. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم:5976، حديث صحيح.
  47. ^ أ ب الترمذي، محمد بن عيسى، كتاب الشمائل المحمدية للترمذي ط إحياء التراث، صفحة 92. بتصرّف.
  48. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:4836، حديث صحيح.
  49. الترمذي، محمد بن عيسى، كتاب الشمائل المحمدية للترمذي ط إحياء التراث، صفحة 161. بتصرّف.
  50. عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 9. بتصرّف.
  51. ^ أ ب عبد الحق الإشبيلي، كتاب الأحكام الوسطى، صفحة 43. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب