X
X


موقع اقرا » إسلام » تعاليم الإسلام » كيفية صلاة المريض

كيفية صلاة المريض

كيفية صلاة المريض


الصلاة

الصّلاة هي الطّريق الذي يُناجي به العبد ربه، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد النطق بالشَّهادة، وللصلاة أركانٌ وهيئات يجب على المسلم أن يقوم بها من ركوعٍ وسجودٍ وقيامٍ وقعودٍ، وتُفتتح بالتكبير ويختتمها بالتسليم، وتؤدَّى خمس مرَّاتٍ في اليوم والليلة بأوقاتٍ محدودةٍ، يتجه المسلم أثناء تأدية الصَّلاة نحو القبلة وهي الكعبة المشرفة، وهي فرض على كل مسلمٍ عاقل بالغٍ خالٍ من الأعذار، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مُرُوا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سَبْعِ سِنينَ ، واضْرِبوهم عليها وهم أبناءُ عَشْرِ سِنينَ ، وفَرِّقوا بينهم في المَضاجِعِ”،[١] وسيلقي المقال الضُّوء على كيفية صلاة المريض.[٢]

كيفية صلاة المريض

في الحديث عن كيفية صلاة المريض لا بدَّ من الإشارة إلى أهميَّة الصَّلاة، وأنّها لا تسقط عن المسلم بحالٍ من الأحوال، فهي واجبة على كل مسلم مهما كان حاله، وفي حديث عمران بن الحصين عندما سأل رسول الله عن مرض البواسير الذي كان يؤلمه ما يوضح ذلك، فقد قال: “كانت بي بواسيرُ فسألتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ الصَّلاةِ فقالَ صلِّ قائمًا ، فإن لم تستَطِع فقاعدًا ، فإن لم تستَطِع فعلى جَنبٍ فإن لم تستطِع فمُستَلقٍ لا يُكَلِّفُ اللَّه نَفسًا إلَّا وُسعَها”،[٣] وبناءً على هذا الحديث، فإنّ المريض يقوم بأركان الصلاة ما استطاع منها، وفي حال عجزه عن القيام والقعود فإنّه يقوم بالأركان القولية كاملةً، ويقوم بالأركان الفعلية بالنيَّة، فيكبّر وينوي الركوع ويقول سبحان ربي العظيم، ثم يكبّر وينوي الاستقامة ويقول سمع الله لمن حمده، وبعد ذلك يكبّر وينوي السجود ومن ثمَّ يكبر وينوي الجلوس بين الجلستين، ويقول: ربِّي اغفرلي ربِّي اغفرلي ربِّي اغفرلي، وكيفية صلاة المريض هذه تدلُّ على أهمية الصَّلاة وأنها لا تسقط بعذرٍ من الأعذار، بل يأتِ المريض منها ما استطاع لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ ۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}،[٤][٥]

أجر الصبر على الابتلاء

بالإشارة إلى كيفية صلاة المريض لابدَّ من الحديث عن الأجر الذي يخبِّئه الله للمبتلى بمرض أو غيره، إن رافق هذا الابتلاء صبرٌ واحتسابٌ عند الله، فإن لم يتسخَّط المريض والمبتلى على ربه، والتزم لسانه بالحمد والشكر والإرجاع لله – سبحانه وتعالى -، سينال عندها ما وعده الله إيَّاه من عظيم أجرٍ وغفران للخطايا وترفيع للدرجات في جنان الخلد، فقد قال تعالى في سورة البقرة: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}[٦]، والمؤمن يعلم أنَّه لرفع هذا الابتلاء والمرض ما عليه إلا اللجوء لربِّ العالمين والدُّعاء له والتضرع إلى الله – سبحانه وتعالى -، والمؤمن الفطن يعلم أنَّ ما يصيبه من ابتلاء فيه رحمة من الله الحكيم، وما عليه إلا أن يحتسب الأجر عند الله راضيًا بقضائه وقدره، فقد قال رسول الله: “عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له”،[٧] وبهذه الأحاديث والآيات بشرى من الله لعبده المؤمن.[٨]

المراجع[+]

  1. رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن سبرة بن معبد الجهني، الصفحة أو الرقم: 545، إسناده حسن.
  2. “صلاة”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-04. بتصرّف.
  3. رواه ابن الملقن، في تحفة المحتاج، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 1/286، صحيح أو حسن.
  4. سورة التغابن، آية: 16.
  5. “كيفية صلاة المريض”، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-04. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية: 155.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن صهيب بن سنان الرومي ، الصفحة أو الرقم: 2999، صحيح.
  8. “الصبر على البلاء”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-04.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب