موقع اقرا » تعليم » قواعد اللغة العربية » كيفية التمييز بين الفعل اللازم والمتعدي

كيفية التمييز بين الفعل اللازم والمتعدي

كيفية التمييز بين الفعل اللازم والمتعدي


كيفية التمييز بين الفعل اللازم والمتعدي

ما الطرائق الأسهل للتفريق بين اللازم والمتعدي؟

ينقسم الفعل في اللغة العربية باعتبار معناه إلى متعدٍّ ولازمٍ، فالفعل اللازم هو الفعل الذي لا يتعدّى أثره فاعله ولا يحتاج إلى مفعول به، ومثال الفعل اللازم قولهم: “سافر خالد” فالفعل “سافر” قد تمّ معناه عند فاعله “خالد” ولم يحتج إلى مفعول به،[١] أمّا الفعل المتعدي فهو الفعل الذي يتعدّى أثرُهُ فاعلَه إلى مفعولٍ به، ومثال الفعل المتعدي قولهم “فتح طارق الأندلس”، فالفعل فتح لا يمكن أن يكتفي بفاعله ويتمّ معناه عنده مثل: فتح طارق، بل يتعدّى هذا الفاعل إلى مفعول به.[٢]

ينقسم الفعل المتعدّي إلى الفعل المتعدي بنفسه والفعل المتعدي بغيره، فالمتعدي بنفسه هو ما يصل إلى المفعول به مباشرةً دون واسطة، وذلك مثل: “أكلَ الطفلُ الحلوى”، والمتعدي بغيره هو ما يصل إلى المفعول به بواسطة حرف جر، وذلك في مثل: “ذهب الطفل إلى المدرسة”،[٣] فإذا سألَ سائلٌ ما: كيف نفرق بين الفعل اللازم والمتعدي؟ يكون الجواب عندها أنّ لكلٍّ من الفعلين اللازم والمتعدي خصائصٌ يمتاز بها عن الآخر، ومما يختصّ به الفعل المتعدي ويتميّز به عن اللازم بحيث لا يمكن للفعل اللازم أن يقبل الخصائص التالية.[٣]

أما أنواع الفعل المتعدي فهي إمّا متعدٍّ إلى مفعولٍ واحدٍ، وإمّا متعدٍّ إلى مفعولين وذلك إذا كان من أفعال الظن واليقين والتحويل مثل: علمتُ الهدفَ محقّقًا، وإمّا من الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر، مثل: ألبستُ الفتاةَ ثوبًا، وإمّا متعدٍّ إلى ثلاثة مفاعيل مثل: أريتُ سعيدًا الأمرَ واضحًا.[٣]

إضافة ياء المتكلم إلى الفعل

ممّا يختصّ به الفعل المتعدي قبوله ياء المتكلّم فإن استقام المعنى وصحّ كان الفعل متعدّيًا وإن فسد المعنى كان الفعل لازمًا، وذلك مثل: زارني وقاضاني وجاملني وقابلني، فجميع الأفعال السّابقة صحّ معناها بإضافة ياء المتكلّم فهي أفعال متعدية، أما إذا قيل: ذهبني ولعبني وجلسني ونامني، فقد فسد معنى الأفعال السّابقة بإضافة ياء المتكلّم لها فهي أفعال لازمة.[٤]

إضافة الضمير الهاء إلى الفعل

من علامات الفعل المتعدي قبوله هاء الغائب التي تعود على المفعول به، بشرط ألّا تكون عائدة على مصدر الفعل، وذلك على نحو: الدرس قرأته، والعلم وجدته نافعًا، والباب أغلقته، وصديقي زرته، والمريض عدته، فجميع الأفعال السّابقة قد قبلتْ هاء الغائب فهي أفعالٌ متعدّية، وأمّا إذا قيل: إلى المدرسة ذهبه، وبالكرة لعبه، والرجل تكبّره، فلن يستقيم المعنى باتّصال الهاء بالأفعال السّابقة؛ فجميعها أفعالٌ لازمة.[٥]

السؤال بـ ماذا

يُمكن معرفة إذا ما كان الفعل متعدّيًا بإضافة ماذا قبل الفعل، فإن احتاج إلى جواب كان الفعل متعديًّا، والجواب عنه يكون هو المفعول به، وذلك على نحو: ماذا أكلتَ؟ فيقال: التفاحة، ولا يمكن القول: ماذا ذهب؟ لأنّ الفعل اللازم لا يقبل السّؤال بماذا.[٦]

صياغة اسم المفعول من الفعل

ممّا يختصّ به الفعل المتعدي أنّه يمكن أن يُصاغ منه اسم المفعول، بينما لا يمكن صوغه من الفعل اللازم، فيمكن القول في: الدرس قرأته، الدرس مقروءٌ، فقد صيغ اسم المفعول من الفعل “قرأ” فالفعل متعدٍّ، بينما لو قيل: الطفلُ ذهب إلى المدرسة، فلا يمكن عندها أن يقال: الطفل مذهوبٌ؛ فالمعنى لا يستقيم بصوغ اسم المفعول من الفعل “ذهب”؛ لأنّ الفعل لازم.[٧]

لو أُريدَ معرفة إذا ما كان الفعل متعدّيًا تُضاف له هاء الغائب أو ياء المتكلّم أو يُصاغ منه اسم المفعول أو يُسبق بالسؤال عنه بـ “ماذا”، مثال: أكل فعل لازم أم متعدٍّ؟ هنا يُضاف له علامات الفعل المتعدي ويُرى إن قبلها أم لا، أكل وأكله ومأكول وماذا أكل؟ لمّا قبل الفعل هذه العلامات كان متعدّيًّا، ومنه أيضًا: صلى فعل لازم أم متعدٍّ؟ صلّى وصلّاه ومُصلَّى وماذا صلّى؟ لمّا قبل الفعل هذه العلامات كان متعدّيًّا، ومنه الفعل لَعِبَ لازم أم متعدٍّ؟ لعبَه وملعوب ولعبني وماذا لعب، لمّا لم يقبَلهَا كان لازمًا.[٨]

معرفة علامات الفعل اللازم والمتعدي

للتمييز بين الفعل اللازم والفعل المتعدّي هنالك أمارات وعلامات تُرشد إلى كلّ واحد منهما، وأشهرها فيما يأتي:

علامات الفعل المتعدي

إنّ العلامات المميزة للفعل المتعدي:[٩]

  • يقبل إضافة هاء الغائب: الدرس حفظته.
  • يقبل إضافة ياء المتكلّم: رسمني الرسام.
  • يمكن أن يُسأل عنه بماذا: مثال: ماذا رأيت؟ عصفورًا.
  • يمكن صوغ اسم المفعول منه: قرأ مقروء، ودرس مدروس، وكتب بكتوب.

علامات الفعل اللازم

العلامات الدالة على الفعل اللازم هي:[٩]

  • أن يكون من أفعال السجايا والغرائز: مثل: شجع وجبن وحسن وقبح.
  • أن يدل على هيئة: مثال: طال وقصر.
  • أن يدل على نظافة: مثل: طهر الثوب ونظف.
  • أن يدل على دنس: مثل: وسخ الجسم ودنس وقذر.
  • أن يدل على أمرٍ عارضٍ غير دائم وليس هو حركةً: مثل: مرض وكسل ونشط.
  • أن يدلّ على لون: مثل: احمرّ واخضرّ.
  • أن يدلّ على عيب: مثل: عمش وعور.
  • أن يدلّ على حلية: مثل: كحل.
  • أن يكون على وزن “فَعُل”: مثل: حَسُنَ.
  • أن يكون على وزن “انفعل”: مثل: انكسر.
  • أن يكون على وزن “افعَلّ”: مثل: ازوَرّ.

لقراءة المزيد عن الفعل اللازم، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: ما هو الفعل اللازم.

جمل عن الفعل اللازم والمتعدي مع الإعراب

  • تفتّحَ الزهرُ: الفعل هنا لازم.
    • تفتّح: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
    • الزهر: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظّاهرة على آخره.
  • ثارَ الغبارُ: الفعل هنا لازم.
    • ثار: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
    • الغبار: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظّاهرة على آخره.
  • فاضَ النهرُ: الفعل هنا لازم.
    • فاض: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
    • النهر: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظّاهرة على آخره.
  • هبتْ الريحُ: الفعل هنا لازم.
    • هبّت: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره والتاء تاء التأنيث لا محل لها من الإعراب.
    • الريح: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظّاهرة على آخره.
  • أزهرَ الشجرُ: الفعل هنا لازم.
    • أزهر: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
    • الشجر: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظّاهرة على آخره.
  • طوى الخادمُ الثوبَ: الفعل هنا متعدٍّ.
    • طوى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
    • الخادم: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظّاهرة على آخره.
    • الثوب: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
  • أكلَ الثعلبُ الدجاجةَ: الفعل هنا متعدٍّ.
    • أكل: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
    • الثعلب: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظّاهرة على آخره.
    • الدجاجة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
  • بلّلََ المطرُ الأرضَ: الفعل هنا متعدٍّ.
    • بلّل: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.
    • المطر: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظّاهرة على آخره.
    • الأرض: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
  • أحرقتْ النارُ المنزلَ: الفعل هنا متعدٍّ.
    • أحرقت: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب.
    • النار: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظّاهرة على آخره.
    • المنازل: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
  • وجدْتُ العلمَ نافعًا: الفعل هنا متعدٍّ.
    • وجدت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الرفع المتحركة والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
    • العلم: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
    • نافعًا: مفعول به ثاني منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
  • ألبستُ الفقيرَ ثوبًا: الفعل هنا متعدٍّ.
    • ألبستُ: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الرفع المتحركة والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
    • الفقير: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
    • ثوبًا: مفعول به ثاني منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
  • أعطيتُ السائلَ خبزًا
    • أعطيت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الرفع والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
    • السائل: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
    • خبزًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
  • خبّرتُ المسافرينَ القطارَ متأخّرًا
    • خبرت: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الرفع والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
    • المسافرين: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوضٌ عن التنوين في الاسم المفرد.
    • القطار: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
    • متأخّرًا: مفعول به ثالث منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

آيات قرآنية عن الفعل اللازم والمتعدي

  • {وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}.[١٠]
  • {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ}.[١١]
  • {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ}.[١٢]
  • {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ}.[١٣]
  • {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ}.[١٤]
  • {وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ}.[١٥]
  • {وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا}.[١٦]

المراجع[+]

  1. عاصم البيطار، النحو والصرف، دمشق:منشورات جامعة دمشق، صفحة 393. بتصرّف.
  2. مُصطفى الغلاييني، جامعُ الدروس العربية، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 34، جزء 1. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 34، جزء 1. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، أرشيف منتدى الفصيح 2، صفحة 1. بتصرّف.
  5. ابن عقيل، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، الرياض:الطلائع، صفحة 122، جزء 2. بتصرّف.
  6. رامي تكريتي، مدخل إلى عالم الإعراب، دمشق:الهيثم، صفحة 39. بتصرّف.
  7. أيمَن أمين عبدُ الغني، الصرفُ الكافي، القاهرة:التوفيقية، صفحة 199. بتصرّف.
  8. أيمن أمين عبد الغني، الصرف الكافي، القاهرة:التوفيقية، صفحة 199. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ابن هشام، شرح شذور الذهب، بيروت:الفكر المعاصر، صفحة 468. بتصرّف.
  10. سورة النحل، آية:114
  11. سورة ق، آية:42
  12. سورة النساء، آية:43
  13. سورة الدخان، آية:56
  14. سورة المائدة، آية:2
  15. سورة النساء، آية:157
  16. سورة النساء، آية:69






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب