X
X


موقع اقرا » الحياة والمجتمع » علم النفس » كيفية التعامل مع فقدان شخص عزيز

كيفية التعامل مع فقدان شخص عزيز

كيفية التعامل مع فقدان شخص عزيز


التشبُّح

الإنسان مخلوق اجتماعي يعيش ضمن عائلة وأقارب، وهو مفطور على نزعة التعاون مع الغرباء وتكوين علاقات الصداقة والحب والصحبة، بالإضافة إلى العلاقات المبنيّة على المصالح المشتركة، ولكن قد يتحوّل الشعور مع مَن تعاونّ معهم وعرفهم مِن أصدقاء إلى شعور الغرباء، ويمكن أن يختفي أحدهم فجأة إمّا بالموت أو السفر أو البعد، أو بسبب تغيُّر طبيعة العلاقة والمشاعر، وحدوث الجفاء أو الخصومة، وقد ظهرَ في علم النّفس مؤخرًا مصطلح جديد يدعى التشبّح ويُستدل به للإشارة إلى حالات اختفاء بعض الأشخاص من حياة الإنسان بدون سابق إنذار أو تنبيه، ولا يكاد يسلم أحد من المرور بحالة تشبّح أحدهم واختفاءه، ولا سيّما إن كان من الدائرة القريبة الضيّقة في حياته، لذلك فإنّ من الهام من النّاحية النفسيّة والصحيّة والاجتماعيّة معرفة كيفية التعامل مع فقدان شخص عزيز، والخروج من التجربة أكثر قوة ونضوج ووعي.[١]

كيفية التعامل مع فقدان شخص عزيز

الشعور بالحزن بعد الخسارة من الأمور المتوقعة والطبيعيّة، ويمكن أن يصاحبها شعورٌ باليأس والفراغ، وفقدان الثقة، وعدم الرغبة في ممارسة الحياة الطبيعيّة، ولكن خطورة الأمر تكمن في استمرار هذه المشاعر وسيطرتها على نمط الحياة لفترة طويلة، مما قد يؤدي إلى الاكتئاب وفقدان التوازن والسيطرة، ومعرفة كيفية التعامل مع فقدان شخص عزيز، واتّباع النصائح الآتية يساعد على تجاوز هذه التجربة والشفاء مع مرور الوقت:[٢]

  • ترك شعور الحزن يأخذ وقته: من الهام عدم كبت وقمع الشعور بالألم والحزن، ومنح النفس كلّ الوقت الذي تحتاجه للشفاء، يقول بالومبو: “إنّ الحزن ليس هو نفسه بالنسبة للجميع، وأفضل شيء يمكنك القيام به لنفسك هو منح نفسك إذنًا بالشعور بكل حزنك أو غضبك أو وحدتك أو ذنبك”.[٣]
  • الرعاية الذاتيّة: من الضروري القيام بالاحتياجات الخاص ّة والأمور اليوميّة الهامة حتى لو لم تكن هناك رغبة للقيام بها، يمكن أن يكون التنفس العميق والتأمل والتمرين طرقًا رائعة للحفاظ على الطاقة، وكذلك ممارسة التعاطف الذاتي؛ بمعاملة الذات بحب واحترام مع عدم الحكم على الذات ولومها.[٣]
  • الخروج في الهواء الطلق: وجدت الأبحاث أنّ قضاء ساعتين فقط في الأسبوع في الهواء الطلق يمكن أن يحسّن الصحّة العقليّة والبدنية، ويمكن للمشي بانتظام حول الحي أن يساعد في تحسين النفسيّة.[٣]
  • قراءة كتب المساعدة الذاتيّة والاستماع إلى البودكاست: الإدراك أنّ الآخرين قد مرّوا بتجربة مماثلة ونجحوا بتجاوزها قد يساعد على التقليل من الشعور بالوحدة، وهي وسيلة داعمة لمعالجة المشاعر السلبيّة.[٣]
  • ممارسة نشاطات تحسّن المزاج: من المفيد تخصيص وقت كلّ يوم لفعل شيء إيجابي، سواء كان ذلك في تصفح المجلات ومواقع التواصل الاجتماعي، أو مقابلة صديق مقرب، أو مشاهدة برنامج مضحك.[٣]
  • طلب المساعدة المهنيّة: من المهم التحدث عن المشاعر مع الآخرين وتجنّب الشعور بالبلادة، ومن الطبيعي الاحتياج إلى بعض المساعدة الإضافية، فيمكن أن يساعد أخصائي الصحة النفسيّة في التعامل مع المشاعر المؤلمة، فيمكن لجلستين أو ثلاث جلسات فقط أن تساعد على تطوير بعض أدوات المواجهة الجديدة.[٣]
  • تعزيز عادات وممارسات جديدة: التقاليد والطقوس المعتادة قد تتسبب بالشعور بمزيد من الألم بعد إنهاء علاقة ما، أو فقد أحد أفراد الأسرة، ويمكن أن تكون العطلات صعبة للغاية، لذا فالسماح للأصدقاء والعائلة بالمساعدة في إنشاء تقاليد وذكريات جديدة، يساعد كثيرًا على تجاوز هذه الآلام والصعوبات.[٣]
  • التواصل مع النفس: قد يؤدي المرور بخسارة أو تغيير كبير، إلى الشعور بعدم اليقين تجاه النفس والذات، التواصل مع المعتقدات الرّوحية والايمانيّة والفلسفية، واللجوء إلى الله والدعاء والإيمان بأنّ كل ما يحدث يحدث لسبب وبسبب، وربما يكون الشر فيما يُعتقد أنّه خير والخير فيما يُعتقد أنّه شر.[٣]

أمور يجب أخذها بالحسبان في حالة فقد شخص عزيز

بعد معرفة كيفية التعامل مع فقدان شخص عزيز، والمضي في عمليّة شفاء القلب المكسور، من المفيد أن يكون هناك توقعات واقعية حول هذه العملية، وعدم التأثُّر بالنظرة المشوّه والحسرة التي يمكن للمجتمع والأمثال والأغاني الشعبيّة أن تعطيها، وفيما يأتي بعض الأمور التي يجب أخذها بالحسبان وتذكّرها جيّدًا:[٣]

  • تقييم التجربة بشكل صحّي: مهما كان نوع الفقد أو قرب وبعد المفقود، من المفيد تقييم التجربة وتحديد أثرها، ولربما تكون بداية التغيير وبداية فرص وحياة جديدة.
  • إنّها ليست منافسة: من الضروري عدم مقارنة ردود الأفعال على تجربة ما بردود أفعال الآخرين وخصوصًا الحزن والألم، فلكل شخص قدرته الخاص ّة على التحمل وطريقته الخاصة في تجاوز آلامه وأحزانه.
  • لا يمكن تجنب ذلك: يجب البعد عن المكابرة، فكلّما كان التعامل مع المشاعر المؤلمة متأخرًا، كلّما طال الوقت للبدء في الشعور بالتحسن.
  • الشعور بالذنب: إذا كان الفقد لأحد أفراد الأسرة، فقد يثير الشعور بالسعادة والمضي قدمًا بالحياة بعض الشعور بالذنب، إلّا أنّ إجبار النفس على البقاء في حالة ذهنية سلبيّة لن يغير الموقف، ولن ينفع أحدًا، قبول الأمر الواقع والتسليم للقدر هو القرار السليم والصحّي.

المراجع[+]

  1. “www.arageek.com”، سايكولوجيا التشبّح: لماذا يختفي الأشخاص الأعزاء من حياتنا؟، اطّلع عليه بتاريخ 21-12-2019. بتصرّف.
  2. “Coping with Depression After a Loved One’s Death”, www.healthline.com, Retrieved 21-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ “The Practical Guide to Healing a Broken Heart”, www.healthline.com, Retrieved 21-12-2019. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب