X
X


موقع اقرا » الحياة والمجتمع » علم النفس » أفضل بدائل العقاب البدني

أفضل بدائل العقاب البدني

أفضل بدائل العقاب البدني


مفهوم العقاب البدني

ما هو موقف القانون من مسألة العقاب البدني؟

العقاب البدني عقوبة تهدف إلى التسبب في ألم جسدي ونفسي أو إصابة لشخص ما، ويمارس على القاصرين خاص ة في المنزل والمدرسة، ومن الطرق الشائعة الضرب والجلد كما تم استخدامه تاريخيًا على البالغين والسجناء، كانت تمارس في معظم الحضارات منذ العصور القديمة ومع تقدم الحياة، كان يُنظر إلى هذه العقوبات بشكل متزايد على أنها غير إنسانية، وبحلول أواخر القرن العشرين، تم القضاء على العقوبة الجسدية ضمن الأنظمة القانونية لمعظم البلدان المتقدمة، وفي القرن الحادي والعشرين ظهرت سياقات مختلفة باختلاف القوانين القضائية على الصعيد الدولي، إذ ظهر تطبيق قانون حقوق الإنسان، ومنها تم حظر العقوبة البدنية في المنزل ومعاقبة الأطفال أو المراهقين من قبل الوالدين كذلك حظر العقاب البدني المدرسي للطلاب من قبل المعلمين أو مديري المدارس في العديد من البلدان بما في ذلك كندا وكينيا وجميع أنحاء أوروبا، مقارنة ببعض الدول إذ لا تزال قانونية في أجزاء من أفريقيا وآسيا.[١]

أفضل بدائل العقاب البدني

ما هي العوامل المؤثّرة في سلوك الطفل؟

يتأثر السلوك الخاص بالأطفال بعمرهم ومستوى نموهم وبيئتهم والبالغين الذين يهتمون بهم، ويحتاج مقدموا الرعاية إلى فهم أن الأطفال يجربون ويرتكبون الأخطاء كجزء طبيعي ومتوقع من نموهم، ومن المهم أن يكون لدى أولياء الأمور توقعات معقولة تتوافق مع عمر كل طفل، ومراحل نموه وقدراته ويحتاج مقدموا الرعاية إلى تخصيص بعض الوقت لتقديم تصنيف وتفسيرات مناسبة للنمو لمساعدة الأطفال على اكتساب الثقة والكفاءة ومهارات حل المشكلات، يمكن أن يكون مقدموا الرعاية أكثر فاعلية في توجيه السلوك ودعم الأطفال عندما يكون لديهم فهم لمراحل النمو المختلفة للأطفال الذين يهتمون بهم.[٢]

تؤثر تجربة الأطفال في أسرهم وثقافتهم على سلوكهم، ومعرفة معلومات عن خلفية الطفل وثقافته بالإضافة إلى احترام نظم القيم المختلفة، وذلك يساعد مقدمي الرعاية على الاستجابة بشكل حساس للنهج المختلفة لتربية الأطفال ورعايتهم، إذ يقوم مقدموا الرعاية الذين يفهمون ويقدرون مبادئ تنمية الطفل والتأثيرات الأسرية والثقافية بتطوير المواقف والممارسات التي تستند حول التوقعات الواقعية لسلوك الأطفال.[٣] يمكن بشكل عام استعمال نظم المكافئات، والمكافآت ليست رشوة.

إذ يعطي الآباء مكافآت على السلوك المطلوب عندما يتبع الأطفال القواعد أو التوجيهات وعندما يظهرون سلوكًا محسنًا الوالدين وليس الطفل هما من يضع المكافآت، ويمكن استخدام المكافآت لزيادة السلوك الإيجابي أو تقليل السلوك السلبي، وهناك عدة أنواع من المكافآت، يمكن إجمالها بما يأتي:[٢]

المكافآت الاجتماعية

هي مكافآت مبنية على وقت واهتمام شخص ما، يمكن أن يكون انتباه الوالدين هو الأكثر مكافأة للطفل، وإظهار الاهتمام يمكن أن يعني المكافآت المادية مثل العناق والقبلات، وكذلك المكافآت اللفظية مثل الثناء، وقد تستخدم مكافآت الأنشطة مثل لعب لعبة مسلية أو رواية قصة أو الذهاب في جولة بالدراجة معًا، فكل هذه المكافآت تكلف قدرًا صغيرًا من الوقت والانتباه، ولكنها تساعد في الحفاظ على السلوك المرغوب بمرور الوقت، ذلك لأن البشر مخلوقات اجتماعية، ينخرطون بشكل شبه دائم في السلوكيات الاجتماعية التي تخدم الأهداف الاجتماعية النهائية، مثل تكوين روابط قوية مع بعضهم البعض، بالرغم من ذلك، فإن معظم السلوكيات التي تكافئ اجتماعيًا، يتم تقديمها تقديمًا تدريجيًا نحو الهدف النهائي، وقد ينشأ في بعض الأحيان الدافع للانخراط في أي فعل اجتماعي فردي من قيمته القريبة وليس هدفه النهائي.[٤]

المكافآت الرمزية

يمكن القول أن أي مكافآت يمكن تجميعها- مثل الملصقات التي تحتوي على رسم بياني، أو رقائق البوكر أو البنسات في برطمان، يمكن أن تكسب الطفل مكافئة واحدة مقابل حسن السلوك، ثم، بينما يكسب طفلك أكثر، يشتري نشاط المكافأة لاحقًا، على سبيل المثال، قد يكلف البقاء لمدة 15 دقيقة في سلوك مساعدة 15 ملصقًا، أو إن نصف ساعة إضافية للعب في اللعبة المفضلة قد تكلف 10 ملصقات، ويقوم الوالدان بمدح الطفل على حسن سلوكه عند منح أحد هذه الملصقات أو البنسات، وبناءًا على السلوكيات السابقة، يمكن تصنيف المكافآت الرمزية عادة لنوعين، الأول مبني على مكافآت مادية مستقبلية، والذي قد يسبب بطبيعته الإحباط، لأن الوعود قد تكون أقل قيمة من العمل الفعلي.

أما النوع الآخر من المكافئة الرمزية فهو المكافئة العاطفية، إذ يتم التلاعب بالعواطف التي تربط المجموعات الاجتماعية معًا ولا تعني بأي حال تسليم أي سلع مادية، وتظهر هذه المكافآت الرمزية على أنها أقل تسببًا للإحباط مقارنة بالنوع الاول.[٥]

أما عن مزايا مكافأة السلوك فإنّ هناك مزايا عديدة لتعلم تقنيات بديلة للحفاظ على الانضباط وتجنب العقاب البدني، وإن مكافأة السلوك المرغوب فيه أكثر فاعلية من معاقبة السلوك غير المرغوب فيه، ويمكن تجنب الآثار السلبية للعقاب على سبيل المثال، تحمل العقوبة الجسدية خطر إصابة الطفل جسديًا؛ ويربط الأطفال المشاعر السلبية بالشخص الذي يعاقبهم، وبعض الأطفال على سبيل المثال، أولئك الذين يعانون من فرط الحساسية الحسية والأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يستجيبون بشكل خاص للعقاب البدني ويتطلبون نهجًا أكثر عمقًا للانضباط، ومن أهم ميزات بدائل العقاب البدني، ما يأتي:[٦]

  • إنشاء بيئة للتشجيع وتغيير المنهج من رد الفعل إلى السلوك غير المرغوب فيه إلى نهج التخطيط للسلوك المناسب.
  • إعطاء توجيهات واضحة وبسيطة مع الحرص على التواصل البصري، وذلك يساعد الطفل على فهم المطلوب منه.
  • وضع بعض القواعد الصارمة التي يمكن للطفل فهمها، وتحديد القواعد الأكثر أهمية بالنسبة للوالدين.
  • إمكانية الاستمرار في مدح الطفل عند قيامه بالسلوك الجيد وعدم تغيير القواعد بين فترات قصيرة من أجل عدم تشتيت انتباه الطفل.
  • إمكانية استشارة المعالجين النفسيين المختصين بشؤون الأسرة والطفل، من قبل الابوين، لتحديد إمكانية تجنب معاقبة أطفالهم بشكل يسيئ لهم.

النمذجة

هل يعد أسلوب النمذجة من الأساليب الفعّالة للعقاب البدني؟

توصي الجمعيات المهتمة بطب الأطفال بأن يتخذ الآباء نهجًا استباقيًا للتأديب، والذي قد يشمل طرح الأسئلة حول التقنيات المستخدمة في المنزل، ومن المحبب أن يقوم الأطباء بإبداء النصح للوالدين بما يتعلق بالطرق السليمة لتقويم سلوك الأطفال، ومن أهم هذه الطرق المستخدمة هو أن يكون الشخص الذي ينصح الطفل عند فعله الشيء الخطأ بهدف منعه منه هو شخصٌ بالغٌ تربطه علاقة عاطفية مقربة بالطفل وأن ينظر إليه الطفل على أنه إنسان عادل ومناسب من الناحية التنموية و المزاجية للطفل ومن الممكن تعليم الأطفال الصواب من الخطأ بالكلمات والأفعال الهادئة، كنموذج للسلوكيات التي يودّ الشخص أن يراها في أطفاله، كذلك وضع حدود وقواعد واضحة ومتناسقة يمكن للأطفال اتباعها، مع التأكد من شرح هذه القواعد بمصطلحات مناسبة للعمر يمكنهم فهمها بسهولة.[٧]

الانتباه

إن أية محاولة للتواصل الفعّال مع للطفل وفهم تبريراته قبل المساعدة في اتخاذ القرار وحل المشكلة تساعد في تعزيز الثقة بالنفس لدى الطفل، مع الانتباه لسلوك الطفل في الأوقات التي يكون فيها السلوك السيء له نمط محدد، مثل ما إذا كان الطفل يشعر بالغيرة فالتحدث مع الطفل عن هذا السلوك هو أسلوب أكثر أهمية من معاقبته، إذ إن أقوى أداة للتربية الفعّالة هي الانتباه، لتعزيز السلوكيات الجيدة وتثبيط السيئة، كما ويحتاج الأطفال إلى معرفة الأفعال السيئة التي قاموا بها، وكذلك الأفعال الجيدة التي قاموا بها.[٨]

إن ملاحظة السلوك الجيد والإشارة إليه من قبل الوالدين تساعد الطفل كثيرًا على الفهم والاستيعاب، وطالما أن الطفل لا يفعل شيئًا خطيرًا، ويحظى باهتمام كبير للسلوك الجيد، فإن تجاهل السلوك السيئ يمكن أن يكون وسيلة فعّالة لإيقاف هذا السلوك، يمكن أن يؤدي تجاهل السلوك السيئ أيضًا إلى تعليم الأطفال العواقب الطبيعية لأفعالهم، فعلى سبيل المثال، إذا استمر الطفل في إسقاط العابه وكسرها، فمن المناسب تفهيمه بأنه لن يتمكن من اللعب بها مجددًا من قبل أحد الآبوين.[٨]

ومن الجدير أنه لا يجوز أن يمر وقت طويل قبل أن يتعلم الطفل أن لا يتخلى عن العابه وأن يلعب بها بحذر وهنا يجب أن يقوم الوالدان بإعادة توجيه السلوك السيئ، إذ أحيانًا يسيء الأطفال التصرف لأنهم يشعرون بالملل أو لا يعرفون أي شيء أفضل.[٨]

حث الطفل على التفكير

واحدة من البدائل العقابية الفعّالة هي إعطاء مهلة للطفل ليفكر بأخطائه، إذ يمكن أن تكون المهلة مفيدة، بشكل خاص عند خرق قانون أسري أو قاعدة معينة، ويعمل هذا الأسلوب البديل بشكل أفضل من خلال تحذير الأطفال من أنهم مثلا سيحرمون لوقت معين من اللعب إذا لم يتوقفوا عن فعل الأشياء الخاطئة وتذكيرهم بما فعلوه وأن هذا الفعل خطأ في أقل عدد ممكن من الكلمات وبأقل قدر ممكن من العاطفة مع تحديد وقت لحساب المهلة للتفكير من قبل الطفل إذ إن هذا التصرف قد يشعرهم بجدية الموقف، كما تستعمل هذه الآلية مع الأطفال الذين لا تقل أعمارهم عن 3 سنوات.[٩]

يمكن السماح للأطفال بقضاء وقتهم المستقطع بدون تعيين مؤقت، هذه الاستراتيجية، يمكن أن تساعد الطفل على تعلّم وممارسة مهارات إدارة وضبط الذات وتعمل أيضًا بشكل جيد للأطفال الأكبر سنًا والمراهقين فعندما يطوّر المراهق المزيد من مهارات اتخاذ القرار المستقلة يحتاج الوالدين إلى الموازنة بين الحب والدعم غير المشروط والتوقعات والقواعد والحدود الواضحة مع الاستمرار في إظهار الكثير من المودة والاهتمام ومع تخصيص وقت للتحدّث كل يوم ومن المرجّح أن يتخذ الشباب خيارات صحية إذا ظلوا على اتصال بأفراد الأسرة، مع ضرورة التعرّف على أصدقاء الابن المراهق والتحدّث عن العلاقات المسؤولة والمحترمة مع الآعتراف بجهود المراهق وإنجازاته ونجاحه في ما يفعله وما لا يفعله.[٩]

المراجع[+]

  1. “Corporal_punishment”, en.wikipedia.org, Retrieved 2020-07-19. Edited.
  2. ^ أ ب “Using Rewards to Improve Behavior”، www.nemours.org, Retrieved 11-08-2020. Edited.
  3. “guiding_childrens_behaviour”, www2.gov.bc.ca, Retrieved 2020-07-19. Edited.
  4. “Social Rewards: From Basic Social Building Blocks to Complex Social Behavior”, journals.sagepub.com, Retrieved 2020-08-11. Edited.
  5. “SYMBOLIC REWARDS: BEING BOUGHT OFF CHEAPLY”, www.researchgate.net, Retrieved 2020-08-11. Edited.
  6. “What to do instead of spanking: alternatives to physical discipline”, www.pa-fsa.org, Retrieved 11-08-2020. Edited.
  7. “Effective discipline for children”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-08-19. Edited.
  8. ^ أ ب ت “Pay_Attention_The_Effects_of_Instruction_on_Children’s_Attention”، www.researchgate.net, Retrieved 11-08-2020. Edited.
  9. ^ أ ب “Whats the Best Way to Discipline My Child?”، www.healthychildren.org, Retrieved 11-08-2020. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب