قصة يوشع بن نون عليه السلام
من هو يوشع بن نون؟
ذُكر يوشع بن نون في القرآن الكريم مرة واحدة عندما وردت قصة نبينا موسى -عليه السلام- مع الخضر ولم يُذكر صراحةً باسمه فهو الفتى الذي كان يرافق نبي الله موسى -عليه السلام- حيث قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ}،[١] ويوشع بن نون هو نبي من الأنبياء،[٢] الذين بعثهم الله تعالى في بني إسرائيل،[٣] وهو يوشع بن نون بن إفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن خليل اللهإبراهيم عليه السلام،[٣] وقيل بأنّه ابن أخت موسى عليه السلام .[٤]
موت موسى عليه السلام وبعثة يوشع
هل أعطى موسى العهد ليوشع بن نون بتدبير أمر بني إسرائيل بعده؟
كان يوشع بن نون من الرجال الاثني عشر الذين جعلهم موسى -عليه السلام- نقباء في أرض كنعان، وهو من الذين قاموا بتشجيع بني إسرائيل على دخولهم أرض كنعان كما وردَ في كتاب الله تعالى حيثُ قال الله تعالى: {قَالَ رَجُلَانِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمَا ٱدْخُلُواْ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَٰلِبُونَ ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.[٥][٦]
وكان موسى -عليه السلام- قد اتخذ يوشع بن نون خادمًا وتلميذًا له، كما كان قد عهدَ إليه موسى -عليه السلام- بأن يقسم الأرض بين أسباط بني إسرائيل بعد وفاته، وقد أمر الله تعالى موسى بأن يعطي العهد ليوشع بن نون ليقوم بتدبير أمور بني إسرائيل من بعده وكان كتاب يوشع أول كتب الأنبياء بعد كتاب موسى عليه السلام،[٤] ولما توفي موسى -عليه السلام- كانَ يوشع بن نون نبيًا من بعده في بني إسرائيل.[٣]
فتح مدينة الجبارين
علي يد من فُتحت مدينة الجبارين؟
بعدما ابتعثَ الله يوشع بن نون في بني إسرائيل أمره بأن يذهب إلى مدينة الجبارين فاتحًا لها وهي أريحا، وقد وقع خلافٌ بين المفسرين حول الشخص الذي قام بفتح مدينة الجبارين فقالابن عباس وقتادة والسدّي وعكرمة بأن موسى وهارون -عليهما السلام- توفاهما الله تعالى في التّيه كما توفي فيه كل شخصِ دخله ممن بلغوا عشرين عامًا باستثناء يوشع بن نون وكالب بن يوفنّا، ولما بلع يوشع الأربعين عامًا أمره الله تعالى بأن يذهب إليها ليفتحها وقد فعل.[٣]
وقال ابن إسحاق بأن موسى -عليه السلام- خرجَ من التِّيه وذهب إلى مدينة الجبارين بصحبة يوشع بن نون وفتحَها وأورد قصة بُلعم بن باعور الذي كان يعرف اسم الله الأعظم، وجاء إليه قومه من مدينة الجبارين وطلبوا منه بأن يدعو على موسى -عليه السلام- فبعدما امتنعَ عن ذلك أصروّا عليه بقولهم أنّ موسى يريد قتلهم وإخراجهم من ديارهم، فلا زالوا يعيدون عليه الأمر حتى اقتنع بذلك وحاول الدعاء إلا أن الله تعالى منعه فلم يستطع الدعاء ثم بدأ يدبر الحيل والمكر للإيقاع ببني إسرائيل.[٣]
وقد أخبر عنه الله تعالى في آياته حيث قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}،[٧] وسبب مكره بهم أمورًا عديدة لبني إسرائيل حتى طلب موسى إلى يوشع بن نون بأن يدخل مدينة الجبارين ويقتلهم فدخلها وقتل بعضهم وبقي بعضهم وكان النهار قد أوشك على الانتهاء بغياب شمسه، فخشي عندها يوشع بأن يحول الليل بينه وبين القضاء عليهم فدعا الله تعالى أن يحبس عليهم الشمس فاستجاب له الله تعالى، حتى قضى عليهم ودخلها نبي الله موسى -عليه السلام- وأقام بها حتى مات ولا عِلم لأحد من الخلق بمكان قبره.[٨]
وقيل بأنه اجتمع بعض ملوك الشام لقتال يوشع بن نون لكنّه قاتلهم حتى هزمهم وقيل بأن الملوك فرّوا إلى غار ليختبئوا به فلحقَ بهم وقام بقتتلهم وصلبِهم وأصبح ملكًا على الشام كُلها.[٩]
فتح بيت المقدس
في أي يوم فتح يوشع بن نون بيت المقدس؟
لما قصد يوشع بن نون بيت المقدس كان برفقة بني إسرائيل فقطعوا نهر الأردن وانتهوا إلى أريحا، وفتحوا خلال ذلك بيت المقدس والذي كان مُحصّنًا بسور وكان فيه العديد من القصور، كما كان يسكنها الكثير من الناس، فأحاطوا بها وحاصروها لمدة ستة أشهر وبعدها صاحوا في الأبواق وكبروا فسقط السور الذي يُحيط بها ودخلوها، فأخذوا منها الغنائم وقتلوا 12 ألفًا منهم، وانتهى حصاره لهم يوم الجمعة بعد العصر وكان وقت غروب الشمس قريبًا فيدخل عليهم يوم السبت الذي كان فيه شريعة لهم فدعا الله تعالى أن يحبس له الشمس حتى يتمكن من فتح البلاد.[١٠]
حبس الشمس
في أي فتوحات يوشع بن نون حُبست له الشمس؟
لم يكن الخلاف بينالمفسرين في أن حبس الشمس كان ليوشع بن نون وإنما كان خلافهم أن حبس الشمس كان في فتح بيت المقدس أم في فتح مدينة الجبارين وهي أريحا كما جاء في القصص التي أُسلفت، وقد رجّح ابن كثير أن حادثة حبس الشمس كانت في فتح بيت المقدس لحديث النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقد روى عنه أبو هريرة إنه قال: “أن الشمسَ لم تُحبَس لبشرٍ إلا ليوشعَ بنِ نونٍ لياليَ سار إلى بيتِ المقدسِ”.[١١][١٢]
حكم يوشع لبني إسرائيل
كم كان عمر يوشع بن نون عندما توفي؟
حكم يوشع بن نون بني إسرائيل بأحكام التوراة، وهو من قسم بلاد الشام بين بني إسرائيل، كما جعل الله تعالى له كراماتٍ كإخراج نهر الأردن له، وحبس الشمس، وكان فتحَ بيت المقدس بقيادته،[١٣] وكان قد وُلد يوشع بن نون سنة 1463 قبل المسيح وتوفي في عام 1353تقريبًا وهو يبلغ من العمر 120 سنة.[٤]
العبر المستفادة من قصة يوشع بن نون عليه السلام
ما هي العبر المستفادة من قصة يوشع بن نون؟
من العبر المستفادة من قصة يوشع بن نون ما يأتي:[١٤]
- أن بيت المقدس هو مقرّ الأنبياء ومسكن المؤمنين.
- أن التوكل على الله تعالى صفة المؤمنين من عباده.
- أن الإيمان بالله تعالى والثقة بأن النصر يكون من عنده طريقٌ للوصول إلى القصد الذي يقصده العبد.
المراجع[+]
- ↑ سورة الكهف، آية:60
- ↑ سيد حسين العفاني، دروس الشيخ سيد حسين العفاني، صفحة 14. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ابن الأثير، الكامل في التاريخ، صفحة 174. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 360. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية:23
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 360. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:175
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، صفحة 175. بتصرّف.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، صفحة 176. بتصرّف.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 376. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:255/6، حديث صحيح.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 376. بتصرّف.
- ↑ ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، صفحة 377. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 146. بتصرّف.
