قصة آل ياسر للأطفال
من هم آل ياسر؟
كان فيما مضى وقبل أن يأتي الإسلام عائلةٌ تعيش في اليمن مكونةٌ من أمٍّ وأب وأربعة أخوة هم الحارث وياسر ومالك وأخ رابع لهم، وفي أحد الأيام اختفى هذا الأخ الرابع فذهب إخوته الثلاثة إلى مدينة مكة المكرمة كي يبحثوا عنه، وما إن وصل الإخوة إلى مكة حتَّى أحب ياسر الكعبة وتعلق قلبه بها وبقي فيها ورفض مغادرتها بعد أن رجع إخوته إلى اليمن، وبعد ذلك أصبح ياسر صديقًا لأبي حذيفة وهو من عائلة بني مخزوم ويساعدهم في كل أمورهم، وبعد أن أحبَّ أبو حذيفة ياسر زوَّجه امرأةً من معارفه يُقال لها سمية بنت الخياط، وقد أنجبت له طفلًا جميلًا ملأ حياتهم سعادةً وسرورًا، فأصبحت هذه العائلة فيما بعد معروفة باسم آل ياسر.[١]
إسلام آل ياسر
هل اعتنق آل ياسر الإسلام؟
لقد شاء الله لآل ياسر أن ينير الإسلام قلوبهم، فبعد أن بعث الله النَّبي -محمد عليه الصَّلاة والسَّلام- كي يدعو النَّاس إلى الدِّين الإسلاميِّ وينشر النور، تأثَّر بهذا الدِّين العظيم عمار بن ياسر -رضي الله عنه- فقد ذهب مع صديقه صهيب الرُّومي ليعلنا إسلامهما، وذهب عمار إلى أبيه وأمِّه، وجلس معهما ليخبرهما عن هذا الدِّين الجديد، وهما يستمعان لابنهما ويبتسمان وقد شرح الله صدرهما للإسلام وما هي إلا لحظات قليلة حتَّى أعلنا إسلامهما، ليصبح بذلك آل ياسر كلهم مسلمين.[٢]
علم بني مخزوم بإسلام آل ياسر
هل رضي بنو مخزوم بإسلام آل ياسر؟
وبعد فترة من الزَّمن علم بني مخزوم الذين كانوا يومًا أصدقاء لياسر بإسلام، فغضبوا كثيرًا لأنَّهم كانوا يكرهون الإسلام ويقاتلونه وأقسموا على تعذيب آل ياسر الضُّعفاء المسالمين.[٣]
ماذا فعل بنو مخزوم بآل ياسر؟
بعد أن أخذ بنو مخزوم الظَّلمة على أنفسهم عهدًا بتعذيب آل ياسر المساكين، كانوا يأخذون ياسر وزوجته وابنهم المسكين ياسر إلى الصَّحراء كي يعذِّبوهم، ولقد اختاروا وقت هذا العذاب عند الظهيرة وفي الصَّحراء، لأنَّ الحرارة حينها ستكون مرتفعة جدًا، وسيكون الألم الذي يشعر به أجساد آل ياسر الطَّاهرة عظيمٌ جدًا، ولكن هذا الأمر جعل ياسر وزوجته سمية وابنهم عمار الذي نشأ على حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزدادون تمسكًا بالإسلام، إلَّا أنَّ هذا الأمر لم يعجب الكافر أبو جهل، وغضب غضبًا شديدًا لأنَّهم مازالوا على دين الإسلام رغم هذا العذاب، فحمل رمحًا وضرب به سميَّة الطَّاهرة لتموت بين يديه وتكون أول شهيدةٍ في الإسلام.[٣]
صبر آل ياسر على العذاب
هل تحمل آل ياسر العذاب؟
لقد تفنن المشركون بأنواع العذاب والظلم لآل ياسر حتى أنَّ ياسر بالعذاب لا يدري ما الكلام الذي يقوله، وكان عليه الصلاة والسلام يقترب من عمار بن ياسر بعد أن كان الكفار قد أحرقوه بالنَّار فيمسح على رأسه بيده الشريفة ويدعوا له بألَّا تؤذيه النَّار كما كانت سلامًا وبردًا على النَّبي إبراهيم.[٤]
بشرى الجنة!
بماذا بشَّر النَّبي عليه السَّلام آل ياسر لقاء صبرهم؟
مرَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على آل ياسر فحزن جدًّا على ما يرونه من عذاب، فأراد أن يدخل السُّرور إلى قلبهم أكثر ويهوِّن عليهم هذا العذاب، فبشَّرهم بأن الجنَّة وما فيها من قصور وينابيع ستكون لهم بإذن الله وكان قوله العظيم لهم: “صبرًا آل ياسرٍ فإنَّ موعدَكم الجنةُ”.[٥][٦]
ماذا تعلمنا اليوم من قصة آل ياسر؟
ومما يمكن تعلمه من قصَّة آل ياسر ما يأتي:[٧]
- يجب على الشيخ الذي يدعو للإسلام أن يزرع التَّفاؤل أينما ذهب، كما فعل النَّبي عليه السَّلام مع آل ياسر.
- يجب على المؤمن أن يكون متمسكًا بمواقفه مهما رأى من العذاب.
- يجب التَّمسك بخلق الصَّبر كي يستطيع الإنسان تخطي المشاكل التي تمر عليه في حياته.
ما رأيك بأن نتعرّف في الليلة القادمة على قصة النبي محمد وذلك بالاطلاع على هذا المقال: قصة النبي محمد للأطفال
المراجع[+]
- ↑ التقي الفاسي، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، صفحة 322. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 816. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد أبو زهرة، خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 352. بتصرّف.
- ↑ محمد الخضر الشنقيطي، كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا البخاري، صفحة 96. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في فقه السيرة، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:103، حسن صحيح.
- ↑ أمين الشقاوي، الدرر المنتقاة من الكلمات الملقاة، صفحة 399. بتصرّف.
- ↑ خالد الر اشد، دروس خالد الراشد، صفحة 7. بتصرّف.
