X
X


موقع اقرا » الآداب » مفاهيم ومصطلحات أدبية » علم اللسانيات في اللغة العربية

علم اللسانيات في اللغة العربية

علم اللسانيات في اللغة العربية


ما هو علم اللسانيات؟

ماذا يدرس علم اللسانيات؟

يعرّف بأنه العلم الذي يُعنى بدراسة اللسان البشري، وما ينتجه هذا اللسان من لغات قوميّة، والهدف من هذه الدراسة الكشف عن ماهية هذه اللغات وآلية عملها انطلاقًا من أنها منظومة متكاملة مؤلفة من مستويات تراتبية يستند الأعلى منها إلى الأدنى، فموضوع اللسانيات الصحيح الوحيد هو اللسان وغايته التطلع إلى طبيعته والكشف عن أسراره وقوانينه وتحصيل معرفة علمية له.[١]

وهو علم يدرس اللغة الإنسانية دراسة موضوعية علمية تقوم على الوصف ومعاينة الوقائع بعيدًا عن النزعة التعليمية والأحكام المعيارية، وغرض هذه الدراسة العلمية الكشف عن خصائص اللغة وعن القوانين اللغوية التي تسير عليها ظواهرها الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية والاشتقاقية والكشف عن العلاقات التي تربط هذه الظواهر بعضها ببعض، وتربطها بالظواهر النفسية وبالمجتمع وبالبيئة الجغرافية.[١]

لقراءة المزيد، انظر هنا: مفهوم علم اللسانيات.

نشأة علم اللسانيات

كيف كانت بدايات الفكر اللساني؟

يقول بعض الدارسين إنّ فرديناند دوسوسير أول من أرسى أسس علم اللسانيات في بداية القرن الواحد والعشرين، فقد ألقى مجموعة محاضرات في اللسانيات العامة، وفي هذه المحاضرات حدّد إشكالية المسألة اللسانية، كما حدّد المسائل التي يعالجها هذا العلم بشكل عام وشامل، وقد وجّه نقدًا للسانيي القرن التاسع عشر الذين نظروا إلى اللغة على أنها تاريخية وأهملوا وظيفتها التواصل داخل المجتمعات البشرية.[٢]

في منتصف القرن تصدّر علم اللسانيات جميع العلوم الإنسانية، لما قدمه من فوائد جديدة في تطبيق مناهجه الخاصة على مواضيع أبحاثها، ولوحظ نجاحًا باهرًا للسانيات من خلال جهود علمائها في مناقشة معلومات لم يجرؤ أحد على الجدال فيها، فكانت بمثابة ثورات أنعشت البحث اللغوي ولاقت تفاعلًا منهجيًا واسعًا من قبل العلوم الإنسانية.[٢]

إنّ علم اللسانيات ليس دخيلًا على اللغة العربية، بل هو مناسب لعلومها التي وضعها العلماء العرب في أواخر القرن الأول الهجري وقد بلغ رشده في زمن أبي عمرو بن العلاء، واكتملت مادته ووسائله على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي وتلميذه سيبويه، ومما لا شك فيه أن اللسانيات الحديثة لن يكون لها شأن إذ لم يعود أصحابها إلى الخليل ويطّلعوا على تفسيراته للغة وظواهرها، وكذلك العودة إلى كتاب سيبويه وابن السراج وأبي علي الفارسي وابن جني والرضي الاستراباذي، وسيجدون في علم اللسانيات في اللغة العربية ذخرًا ومنهجًا واضحًا يساعدهم في بحثهم ويغنيه.[٢]

أقسام علم اللسانيات اللغوية

ما عدد أقسام علم اللسانيات؟

بما أن علم اللسانيات يدرس اللسان البشري وما ينتجه من لغات قومية، فإنه انطلاقًا من هذا المبدأ ينقسم إلى قسمين:

علم اللسانيات العام

ينطلق هذا العلم من فكرة أن اللسان واحد عند البشر جميعًا، وهو ظاهرة عامة ينتج عنها ظواهر خاص ة أي اللغات القومية، فهذا العلم ينطلق من العام إلى الخاص ، ويدرس الظاهرة العامة من حيث كلّياتها المشتركة التي تجمع بين الظواهر الخاصة، ومن الكليات المقصودة منظومة اللغة وخصائصها والعلاقات التي تربط بينها، فهذا القسم يدرس البنى العميقة للسان البشري ويجمع ظواهر خاص ة بين اللغات.[٣]

علم اللسانيات الخاص

ينطلق هذا العلم من الخاص إلى العام، فهو ينطلق من الظواهر الخاصة في اللسان البشري، فإنّه يدرس كل لغة قومية دراسة وصفية معيارية، ويعتمد على المعاينة الموضوعية ليوضح خصائص اللغة ومميزاتها التي تجعل منها كلًا واحدًا متميزًا قائمًا بذاته.[٤]

فروع علم اللسانيات

ما الانقسامات التي تفرع عنها علم اللسانيات؟

لعلم اللسانيات مجموعة من الفروع، أهمها:[٥]

  • علم اللسانيات العام: هذا الفرع من اللسانيات يُعنى بالدراسة النظرية للسان البشري، فقد تناوله كونه ظاهرة عامة دون النظر للزمن والتاريخ، فيدرس اللسان على أنه منظومة كلية، ويحدد فيه بنية اللسان وعلاقاته ووظائفه، كما يدرس هذا الفرع النظريات اللسانية ومناهجها ويحدد القوانين التي يعتمدها في ضبط الظواهر اللغوية.
  • علم اللسانيات التطبيقي: يدرس هذا الفرع اللغة الأم وأساليب تعليمها وعلاقتها بتعليم اللغات الأجنبية، كما يدرس التقنيات التي يجب أن تتبع في ذلك، ولنقل قضايا اللسانيات إلى ميدان التربية التعليمي يلزمنا سبلًا عديدة، وهنا تصبح اللسانيات أداة وصفية وتحليلية في متناول معلم اللغة لتساعده وتوضح هدف تعليم اللغة، ويصف هذا الفرع اللغة وصفًا موضوعيًا، ويهدف هذا الفرع لدراسة متعمقة تساعد المتعلم في إدراك استعماله للغة في المجتمع استعمالًا سليمًا.
  • علم اللسانيات الجغرافي: يتم في هذا الفرع توزيع اللغات في مناطق العالم ضمن منهج علمي موضوعي، حتى يبين أهمية هذا التوزيع سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًّا واستراتيجيًا وثقافيًا، وفي هذا الفرع يدرس تفاعل اللغات مع بعضها وكيف يؤثّر العامل اللغوي في تطور الثقافة والفكر.
  • علم اللسانيات المقارن: يقوم هذا الفرع من اللّسانيات على مقارنة منظومتي لغتين أو أكثر، وقد حدّد منهجًا نستطيع من خلاله مقارنة اللغات والوصول إلى الروابط والعلاقات ونوعية كل منها، ويهدف هذا الفرع لمعرفة نقاط الاختلاف والاتفاق بين منظومات اللغات الصوتية وفلسفة النحوية، ففي تعليم اللغات لا نستطيع منع المتعلم من المقارنات بين لغته الأم واللغة الهدف والبحث عمّا يقابل الصيغ التي يتعملها في اللغة الهدف وما يقابلها في اللغة الأم.
  • علم اللسانيات التاريخي: يُعنى هذا الفرع بدراسة لغة معينة في فترتين، حتى يُعالج هاتين الفترتين معالجة وصفية، فيستخرج النماذج الصوتية والتراكيب النحوية لكل مرحلة وتحدث المقارنة بعدها وتحدد التغيرات والتطورات التي أصابت ظواهر اللغة.
  • علم اللسانيات النفسي: يدرس هذا الفرع علاقة اللغة بعلم نفس الإنسان وسلوكه، فللغة علاقة بكثير من العمليات النفسية مثل الدوافع والانفعالات والتفكير والإدراك والإحساس، فكل من اللغة وهذه العمليات يؤثر في الآخر، وعليه نشأ علم اللسانيات النفسي حتى يدرس العلاقة بين الظواهر اللغوية والظواهر النفسية المختلفة.
  • علم اللسانيات الاجتماعي: يدرس هذا الفرع علاقة اللغة بالمجتمع، فالتطورات اللغوية تتبع المجتمع التي تنتمي له، ينطلق هذا العلم من أنّ اللغة ظاهرة اجتماعية وبينهما علاقة تفاعل، فالمجتمع ينظم اللغة واللغة تعكس كلّ ما في المجتمع من ثقافة وفكر ودين وسياسة وتقاليد وعادات.
  • علم اللسانيات الأنثروبولوجي: يدرس هذا الفرع العلاقات التاريخية التطورية القائمة بين اللغة والإنسان، فلا نستطيع معرفة الأصول الأولى للغة وتشكلها ونشوئها إلا إذا عرفنا أصل الإنسان، فاللغة نشأت معه وارتبطت به وتطورت معه، فهذا العلم يدرس تكون اللغات البدائية ويدرس مراحل تطورها تاريخيًا، ويُحدّد العلاقة بين الظاهرة اللغوية والظاهرة الإنسانية ويدرس الصلة بين اللغة والإنسان الذي ينتج هذه اللغة.
  • علم اللسانيات البيولوجي أو العضوي: يدرس العلاقات القائمة بين الوظائف اللغوية والوظائف البيولوجية في الدماغ البشري ويوظف ذلك لسانيًا، ويعمل على معالجة الأمراض اللغوية ومعرفة الصلة بين اللغة والجهاز العضوي عند الإنسان، ولأنّ اللغة ظاهرة بيولوجية تعمل في القسم الأيسر من الدماغ؛ فإنّ أيّ خلل يوثر في الوظائف البيولوجية في الدماغ سيؤثر في الوظائف اللغوية.
  • علم اللسانيات الرياضي: يشرح هذا العلم الظّواهر اللغوية ويضعها في أطر لسانية مجردة، وهذا يُساعد على فهم بنية اللغة وآليتها من وجهة نظر اللسانيين الرياضيين، ممّا يسهّل وضع مبادئ لغوية عالمية رياضية تكون أساسًا لتفاهم الشعوب فيما بينها، فاللغة كما يراها تشومسكي آلة مولدة ذات أدوات محددة قادرة على توليد ما لا نهاية له من الرموز اللغوية ذات الطابع الحسابي الرياضي.
  • علم اللسانيات الحاسوبي: ينطلق هذا العلم من أن اللغة ظاهرة معلوماتية، ويقوم على صياغة اللغات البشرية كافة في نماذج رياضية معينة ثم برمجتها في الحواسيب الإلكترونية، لاستخدامها في الترجمات الآلية الفورية وفي معالجة النصوص اللغوية معالجة آلية سريعة.

أبرز علماء اللسانيات

ما الاتجاهات اللسانية التي تبناها علماء اللسانيات؟

  • نعوم تشومسكي: هو عالم لسانيات أميركي الأصل، كان قد درس اللسانيات والرياضيات والفلسفة وصب جل اهتمامه في علم اللسانيات الحديثة.[٦]
  • رولان بارت: هو عالم فرنسي الأصل ويعد ناقدًا بنيويًا سيميولوجيًا، ويعد علم السيميولوجيا مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بعلم اللسانيات وتسمى أيضًا بعلم “الإشارات”.[٦]
  • ياكبسون رومان: هو عالم السانيات الروسي الأصل، وقد تناول علم التحليل اللساني البنيوي للأشكال الأدبية كافة، واشتهر فيها من بين علماء علم اللسان.[٦]
  • فرديناند دوسوسير: عالم لسانيات سويسري الأصل، وهو مؤسس المدرسة البنيوية، وهو أوّل مَن اعتبر أنّ اللسانيات فرع من علم الإشارات أي السيميولوجيا.[٦]
  • إميل بنفينست: عالم لسانيات فرنسي الأصل، تميّز في مجال القواعد النّسبية للغات الهندو أوروبية وبرع في اللسانيات العامة.[٦]

الفكر اللساني عند العرب

ما الأفكار التي طرحتها اللسانيات العربية؟

ليس علم اللسانيات علمًا جديدًا في اللغة العربية، وإنما يعود إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي وسيبويه وابن السراج وابن جني، وغيرهم الذين درسوا ظواهر اللغة العربية صوتيًا ودلاليًا وتركيبيًا وهم الذين مهدوا لدرس لساني عربي، ومن يتمعن بالتراث العربي يلحظ غناه بالإشارات التداولية التي ترتبط بالتواصل والاتصال وجذورها قديمة تعود للسكاكي وابن قتيبة والجاحظ، فقد اهتم العرب بجميع أشكال الخطاب.[٧]

كان هناك مجموعة من المدارس اللسانية العربية منها: المدرسة البيانية مع الجاحظ حيث وصفت العلاقات اللسانية، والمدرسة الجرجانية نسبة لعبد القاهر الجرجاني الذي اهتم بعملية التواصل وما يضمن نجاحها، وأيضًا المدرسة الشمولية مع السكاكي فقد عالج بعد مسائل التداولية في باب الالتفات، كما درس خطابات تتضمن معاني مختلفة ظاهرة وأخرى خفية لا يمكن فهمها إلا بعد الإحاطة بطبيعة المتكلم لأن المعنى مرتبط بما يقصده المتكلم نفسه، وقد تنوعت المدارس اللسانية العربية وهذا ما يؤكد زخامة التراث العربي وسبقه للإشارات اللسانية المعاصرة.[٧]

الفكر اللساني عند الغرب

ما الأفكار التي طرحتها اللسانيات الغربية؟

لا بد من الإشارة إلى أنّ الفكر اللساني الغربي هو أهمّ ما أصدرته الحضارة اللغوية الحديثة، فقد استطاعت اللسانيات الغربية التأسيس لعلم لغوي حديث وفق منوال عصري، واتّسم الفكر اللساني الغربي بمجموعة سمات باختلاف المراحل الزمنية، حيث طرحت اللسانيات التاريخية نموذجًا دراسيًا متأثرًا بنظرية دارون، وقد تأثرت بالنظريات الفيزيائية واعتمدت المنهج المقارن ومنهج إعادة التركيب الداخلي والمنهج الفيلولوجي.[٨]

ثم جاءت البنيوية كتوجّه علميّ جديد يتّخذ نمطًا تحليليًّا خاص ًا في دراسة اللغة، كما اهتم الاتجاه البنيوي بدراسة العلاقات التركيبية المختلفة المكوّنة لنظام اللغة، وكان له اتّجاهان أساسيان: اتجاه أوروبي يهتم بدراسة العلاقات الاستبدالية في اللغة، واتجاه أميركي يهتم بدراسة العلاقات الائتلافية للغة، وعلى غرار البنيوية ظهرت الوصفية الذي اعتمدت التحليل، وقالت بمبدأ النسبية في وصف وتحديد الظواهر اللغوية.[٩]

المدارس اللسانية

ما الاختلافات التي ميزت كل مدرسة عما سواها؟

تعددت المدارس اللسانية لتشكل في كل مدرسة أفكارها ونظراتها الخاصة، وقد جاءت على يد علماء اللسانيات الذين وضعوا اتجاههم الخاص الذي يمثل أفكارهم، فكانت المدارس نواة التشعب الإيجابي الذي طوّر علم اللسانيات، وأبرز هذه المدارس هي:

المدرسة البنيوية

أسّس هذه المدرسة فرديناند دوسوسير، وقد وضع أسس هذه المدرسة في المحاضرات التي ألقاها في جامعة جنيف ونشرها طلابه تحت عنوان “محاضرات في علم اللغة العام” وأبرز ما تجلّى فيها هو تحديد المادة المدروسة، والخروج من التعميم إلى التخصيص، وكذلك الفصل بين الكلام واللسان، وأبرز ما في التحليل البنيوي هو الانتقال من المركب إلى البسيط ومن البسيط إلى الأبسط، من سمات هذه المدرسة أنّ من أهمّ موضوعاتها دراسة النصوص اللغوية، ومنهجها وصفي يعتمد على الاستكشاف وهدفها تصنيف العناصر اللغوية المدروسة، وعدّت الشكل أهم من المعنى.[١٠]

مدرسة النحو التوليدي التحويلي

ظهرت هذه المدرسة نتيجة لدراسات قام بها اثنان من اللغويين الأمريكيين وهما: زيليغ هاريس واضع النظرية التحويلية، وثانيهما نعوم تشومسكي صاحب علم اللغة التوليدي، من سماتها أنّها جعلت موضوعها قدرة المتكلم على إنشاء جمل لم تطرق سمعه من قبل وقد تبيّن أسلوبًا وصفيًا يجمع بين الحدس والتخمين من ناحية، وإجراء الاختبار لتقويم الفروض المتعارضة من ناحية أخرى، ومن مبادئ هذه المدرسة دراسة الجملة على أساس مفترض وهو وجود علاقة بين الكلمات المتلاصقة، وقد طور تشومسكي نظريته أكثر من مرة.[١٠]

مدرسة القوالب

تعد هذه المدرسة ثالث مدرسة وصفية تحليلية، ويرى أصحابها أنّ مهمة القواعد في أسسه الأولية تتمثل في إعطاء نموذج أو نقل  صورة لجانب الكفاءة اللغوية الاجتماعية، ويقتضي المنهج الوصفي الذي انتهجته هذه المدرسة بالتمييز بين القوالب وتقسيمها إلى أنواع، أهمها: القالب الإجباري الذي لا بد من ظهوره في كل بنية لغوية تنتمي إليه مثل الفعل والفاعل، والقالب الاختياري وهو الذي يحق له أن يظهر وأن يختفي كالمفعول به، والقالب الثانوي وهو الذي يأتي تكملة ولا ينعقد به إسناد كالظرف والجار والمجرور.[١٠]

علم اللسانيات الحديثة

ما الاتجاهات الجديدة في علم اللسانيات؟

شهدت علوم اللغة في القرن العشرين تطورًا كبيرًا، إذ تعاقبت النظريتان واختلفت الاتجاهات فكثرت المدارس وتنوعت المذاهب، وكان من آثار هذا التطور ظهور الأبحاث اللسانية الحديثة أو ما سمّي بالأسلوبية التي تُعنى بدراسة النصوص المنطوقة والمدونة دراسة تجمع بين مستخلصات اللسانيات من جهة، واستقراءات النقد الأدبي من جهة أخرى، وعرف بأنها علم يدرس الخصائص اللغوية التي تنتقل بالكلام من لغة الخطاب النفعي إلى لغة الخطاب الأدبي، ومن أهم القضايا التي أفادت منها الأسلوبية: التفريق بين اللسان واللغة والكلام، والفرق بين مناهج الدراسة الوصفية التي وجه اهتمامه إليها وبين المناهج التاريخية التي ثار عليها، ووضع العلاقة بين الدال والمدلول وبيّن طبيعة العلامة اللغوية.[١١]

للتعرف على نظرية الدال والمدلول، انظر هنا: ثنائية الدال والمدلول في اللسانيات.

علاقة علم اللسانيات بالعلوم الأخرى

ما الصلة بين علم اللسانيات والعلوم الأخرى؟

إن علم اللسانيات ذو صلة وثيقة بالعلوم الأخرى، سواء أكانت هذا العلوم لغوية أم غير لغوية فهو يؤثر ويتأثر بها:[١٢]

  • علاقة علم اللسانيات بعلم الاجتماع: ينطلق ارتباطه الوثيق بعلم الاجتماع من كون اللغة ظاهرة اجتماعية عامة، وليست ظاهرة فردية، فاللغة كما يرى فندريس تكونت في أحضان المجتمع.
  • علاقة علم اللسانيات بعلم النفس: لعلم اللسانيات صلة وثيقة بعلم النفس من كون اللغة ظاهرة فردية نفسية، وهذه الصلة صلة نسب وانتماء، فعلم النفس يعتمد على اللغة في فهم الطبيعة البشرية.
  • علاقة علم اللسانيات بعلم الطبيعة والفيزياء: أحدثتها الآلات التي أهداها علم الفيزياء إلى علم اللسان، وما أفادته علوم الطبيعة في تحليل الأصوات والوقوف على خصائصها.
  • العلاقة بين علم اللغة وعلم التاريخ: تتلخص هذا العلاقة في إفادة علم اللغة من الوثائق التاريخية التي تكشف نمو اللغة وتطوراتها ما يُسهم في بناء تصور متكامل.
  • العلاقة بين علم اللساينات وعلم الجغرافيا: يدرس علم الجغرافيا في هذا السياق الخصائص البيئية وتأثير الظواهر الجغرافية في الأصوات واللهجات، كما يدرس تأثير المناخ على طبيعة النطق، كما اتصل علم اللسانيات بالرياضيات حديثًا فيجدون أنه ليس هناك ما يمنع من تصور اللغة موضوعا رياضيًا.

أهمية علم اللسانيات

ما الضرورة الكامنة في علم اللسانيات؟

  • علم اللسانيات يدرس اللسان البشري: حيث يتناول دراسة خصائص اللسان البشري وما ينتج عته من لغات قومية.[١٣]
  • علم اللسانيات يدرس اللسان بطريقة علمية: يدرس الألسنة البشرية واللغات الصادرة منها بطريقة علمية موضوعية تُساعد على فهم خصائص البشر من خلال اللغة التي يستعملونها.[١٣]
  • علم اللسانيات يقارن الألسنة البشرية: حيث يدرس نقاط الاختلاف والتشابه بين اللغات دراسة مقارنة، كما يبحث في أسباب الاختلاف والتشابه.[١٣]
  • علم اللسانيات يضع نظريات لسانية: حيث تعمل هذه النظريات على تفسير الوقائع اللسانية تفسيرًا علميًا.[١٣]
  • علم اللسانيات يقعّد ويقنن تفسيراته: وذلك يهدف إلى وضع قواعد منظمة تهتم بتفسير اللغات للناطقين بها، فهو يدرس الطريقة التي تعمل بها اللغة ويبحث في آلية تطورها.
  [١٣]

كتب عن علم اللسانيات

ما الجوانب التي تناولتها كتب علم اللسانيات؟

  • علم الدلالة: للمؤلف علي عبد الواحد الوافي، حيث تناول الكتاب نشأة اللغة الإنسانية وطرق التعبير الإنساني بكل مراحل نموه.[١٤]
  • أسس علم اللغة: للمؤلف محمود فهمي حجازي، حيث تناول الكتاب علاقة علم اللسانيات بالعلوم الأخرى، وحاول تقديم الأسس العامة للبحث التاريخي والمقارن في اللغة العربية.[١٤]
  • اللسانيات الاجتماعية عند العرب: الدكتور هادي نهر، حيث درس العلاقة الوثيقة منذ القدم بين الظواهر اللغوية والظواهر الاجتماعية وتأثير كل منها في الآخر.[١٤]
  • علم اللغة التطبيقي وتعليم العربية: الدكتور عبد الراجحي، حيث عرّف الكاتب في هذا الكتاب بعلم اللغة التطبيقي ومصادره العلمية وتحدّث عن تعليم اللغة لأبنائها.[١٤]

إن اللغة كائن حي يصيبها الضعف والقوة، وتتطور بتطور العصر لاتصالها الوثيق بعلوم العصر وتأثرها بها وتأثيرها بهذه العلوم، كما أن اللغة مطواعة مع البيئة الاجتماعية.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب رضوان القضماني، علم اللسان، صفحة 20. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت رضوان القضماني، مدخل إلى علم اللسانيات، صفحة 2. بتصرّف.
  3. ماريو باي ترجمة أحمد مختار عمر، أسس علم اللغة، صفحة 30. بتصرّف.
  4. يوسف غازي، مدخل إلى الألسنية، صفحة 42. بتصرّف.
  5. عبد الحمن حاج صالح، مدخل إلى علم اللسان الحديث، صفحة 55-56-57. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت ث ج د. منى طعمة و د. نور الهدى حناوي، علوم اللغة، صفحة 27. بتصرّف.
  7. ^ أ ب خليفة بوجادي، في اللسانيات التداولية مع محاولة تأصيلية في الدرس العربي القديم، صفحة 163. بتصرّف.
  8. عبد الرحيم البار، الفكر اللساني الغربي مقوماته وخصائصه، صفحة 210. بتصرّف.
  9. عبد الرحيم البار، الفكر اللساني الغربي مقوماته وخصائصه، صفحة 211. بتصرّف.
  10. ^ أ ب ت ريمون طحان، الألسنة العامة، صفحة 112-113. بتصرّف.
  11. بيير جيرو ترجمة منذرعياش، الأسلوب والأسلوبية، صفحة 39. بتصرّف.
  12. محمود سعران، علم اللغة، صفحة 69- 70 -71. بتصرّف.
  13. ^ أ ب ت ث ج تياقوت لعلاوي و نجاة مرابط، أهمية اللسانيات الملفوظية في تعليمية اللغة العربية، صفحة 10. بتصرّف.
  14. ^ أ ب ت ث منى طعمة و نور الهدى حناوي، علم اللغة، صفحة 27. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب