علاج الاكتئاب بالمكملات الغذائية، هل هو ممكن؟

يعد علاج الاكتئاب بالمكملات الغذائية مفيداً في بعض حالات الاكتئاب عندما يستخدم بجانب العلاج النفسي والدوائي، فالمكملات لا تعالج الاكتئاب بمفردها، ولكنها تساهم في تحسين المزاج وتخفيف أعراض الاكتئاب، مثل القلق، والتوتر، والإجهاد، واضطرابات النوم. [1]

يتناول هذا المقال 6 من أفضل المكملات الغذائية التي قد تفيد في محاربة الاكتئاب.

علاج الاكتئاب بالمكملات الغذائية 

يعتمد اختيار المكمل الغذائي المناسب لمريض الاكتئاب على العديد من العوامل، مثل عمر المريض، وحالته الصحية، والأدوية الأخرى التي يتناولها، ويجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي منها. [1]

نذكر فيما يلي أبرز المكملات الغذائية المفيدة لمرضى الاكتئاب:

إس أدينوسيل ميثيونين

يعد المكمل الغذائي إس أدينوسيل ميثيونين (بالإنجليزية: S-adenosyl Methionine or SAMe) شكلاً صناعياً من مادة كيميائية توجد بصورة طبيعية في الجسم. [2]

قد يستخدم إس أدينوسيل ميثيونين كأحد طرق علاج الاكتئاب بالمكملات الغذائية، حيث وجدت دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية عام 2002، أن المكمل الغذائي إس أدينوسيل ميثيونين له نفس فعالية دواء الإيميبرامين (بالإنجليزية: Imipramine) المضاد للاكتئاب. [3]

بالإضافة إلى ذلك، قد يزيد دمج إس أدينوسيل ميثيونين مع العلاج بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية من فاعليتها. [2]

يمكن تناول إس أدنوسيل ميثيونين في صورة مكملات غذائية، أو الحصول عليه من مصادرة الطبيعية الآتية: [4]

• الجوز البرازيلي.
• بياض البيض.
• المأكولات البحرية.
• السمسم.
• بذور عباد الشمس.

تجدر الإشارة إلى أنه يمنع علاج الاكتئاب بالمكملات الغذائية التي تحتوي على إس أدينوسيل ميثيونين في الحالات الآتية: [5]

• اضطراب ثنائي القطب، حيث قد يزيد هذا المكمل الغذائي من أعراض الهوس.
• فيروس نقص المناعة البشرية، حيث يمكن أن يحفز إس أدنوسيل ميثيونين نمو بكتيريا المتكيّسة الجؤجؤية؛ مما قد يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي.

قد يقلل إس أدنوسيل ميثيونين من فعالية دواء الليفودوبا (بالإنجليزية: Levodopa) الذي يستخدم في علاج مرض باركنسون (الشلل الرعاش)؛ لذا يجب على مرضى الشلل الرعاش الحذر عند علاج الاكتئاب بالمكملات الغذائية والمتابعة مع الطبيب. [5]

5-هيدروكسيتريبتوفان

5-هيدروكسيتريبتوفان (بالإنجليزية: 5Hydroxytryptophan or 5-HTP) هو حمض أميني يلعب دوراً في تصنيع السيروتونين، ويعد السيروتونين أحد النواقل العصبية التي تؤثر على الحالة المزاجية، ويعتقد أن هناك علاقة بين انخفاض مستوى السيروتونين والاكتئاب. [3]

يساهم علاج الاكتئاب باستخدام المكمل الغذائي HTP-5 في تحسين أعراض الاكتئاب، والقلق، واضطرابات الهلع، كما أنه يستخدم في علاج الاكتئاب لدى المصابين بمرض باركنسون. ويتوفر 5-هيدروكسيتريبتوفان في صورة مكمل غذائي أو دواء. [3]

الأوميغا 3

قد يساعد الأوميغا 3 في تحسين الحالة المزاجية، ويتميز بإمكانية استخدامهكأحد طرق علاج الاكتئاب بالمكملات الغذائية لدى كل من البالغين والأطفال. [5]

لم تعرف آلية عمل الأوميغا 3 في علاج الاكتئاب حتى الآن، ولكن يعتقد أن ذلك يرجع إلى خصائصه المضادة للالتهاب، أو فاعليته في تقليل تأثير هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر. [5]

يمكن تناول الأوميغا 3 كمكمل غذائي، أو الحصول عليه من الأطعمة الغنية به، مثل بعض أنواع الأسماك الدهنية كالتونة أو الباكور. [5]

جدير بالذكر أنه ينبغي الحذر عند استخدام مكمل الأوميغا 3 في الأشخاص الذين يعانون من سيولة في الدم أو اضطرابات التخثر؛ نظراً لأنه قد يزيد من سيولة الدم. [5]

البروبيوتيك

يعرفالبروبيوتيك بأنه بكتيريا حية تعمل على زيادة عدد البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي؛ مما يعزز الهضم وصحة الأمعاء. [6]

يعتقد أن البروبيوتيك يساهم في التخفيف من أعراض الاكتئاب عن طريق: [6]

• زيادة النواقل العصبية في الجسم، مثل السيروتونين الذي يلعب دوراً في التأثير على المزاج، والشهية، وانتظام النوم.
• التأثير على الإدراك واستجابة الجسم للتوتر.
• الحد من الالتهاب في الجسم.

بالإضافة إلى ذلك، أثبتت دراسة حديثة نشرت في مجلة الحدود في الطب النفسي عام 2021 أن تناول البروبيوتيك أدى إلى تحسن الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشديد، وذلك في غضون 8 أسابيع فقط من تناول البروبيوتيك؛ لذا ينصح باستخدام البروبيوتيك كوسيلة فعالة في علاج الاكتئاب بالمكملات الغذائية في بعض الحالات. [4]

كذلك يمكن الاستعانة بالأطعمة الغنية بالبروبيوتيك للمساهمة في تحسين أعراض الاكتئاب، ومن أمثلة هذه الأطعمة: [4]

• الزبادي.
• الكفير.
• الكيمتشي.
• مخلل الملفوف.

الميلاتونين

يعمل هرمون الميلاتونين على الحفاظ على إيقاع الساعة البيولوجية وتنبيه الجسم عندما يحين وقت النوم؛ لذا قد يساهم تناول هرمون الميلاتونين في صورة مكمل غذائي في تخفيف أعراض الاكتئاب لدى البعض.

هناك العديد من الأطعمة التي تحتوي أيضاً على الميلاتونين، مثل الكرز، والعنب، والبيض، والسمك. [4]

المغنيسيوم

يتمتع المغنيسيوم بتأثير مضاد للإجهاد وخصائص تساعد على الاسترخاء، كما أن له دور في إنتاج السيروتونين؛ لذا فهو يعد أحد طرقعلاج الاكتئاب بالمكملات الغذائية الفعالة. [7] [8]

تشمل المصادر الغنية بالمغنيسيوم البقوليات، والمكسرات، والحبوب الكاملة، والخضروات الخضراء، ولكن نظراً لأن معظم الناس لا يحصلون على ما يكفي من المغنيسيوم؛ لذا قد يكون من المفيد تناول مكملات المغنسيوم في حالات الاكتئاب، لاسيما التي تعاني من نقص المغنيسيوم. [7]