X
X



علاج إدمان الكحول

علاج إدمان الكحول


الكحول

الكحول هو مادّةٌ كيميائيّة صيغتها C2H3O5، أو كما تدعى بالكحول الإيتيلي أو الإيتانول كاسمٍ علمي، وتتصف بأنّها مادةٌ سائلة وطيّارةٌ في الحرارة العادية وذات كثافةٍ أقلّ من الماء وتختلط معه بجميع النّسب، كما أنّها قابلة للاشتعال، ويمكن استخلاصها من تَخمير كثيرٍ من أنواع الفواكه والحبوب كالعنب والتمر والتفاح والقمح والشعير وغيرها، ولها استعمالات متعدّدة بعضها نافعٌ كاستعمالها في المجال الطّبّي في التّعقيم لقتل المكروبات، وأخرى ضارّة فهي موجودةٌ في المشروبات كالخمر والوسكي والبيرة وغيرها بنسبٍ معينةٍ حيث تُدعى هذه المشروبات بالمُسكِرات لما لها من تأثير مُثبِّطٍ للعقل بمجرّد تناولها بالإضافة لأضرارٍ أخرى، وسيتحدث هذا المقال عن علاج إدمان الكحول.

أسباب إدمان الكحول

شربُ الكحول يرافقه لذّةٌ غريبةٌ، إضافةً إلى تأثيره المُغيّب للعقل ممّا يجعله وسيلةً للهروب من الواقع والنسيان لا سيما عند المرور بمواقفَ صعبة، وسيتأتّى ذكر بعض الأسباب التي تجعل الناس تُدمن شرب الكحول رغم علمهم بضررها:[١]

  • تعطيل مراكز التحكّم بالدّوافع: حيث قام الباحثون بتجربةٍ على الفئران عبر إعطائهم مادةً كحولية ثم في المرة الأخرى تم تخيير هذه الفئران بين المشروب الكحولي ومشروبهم الاعتيادي -ماء وسكّر- لكن نسبةّ من الفئران فضّلت اختيار المشروب الكحولي على الثاني رغم أنَّه ليس مشروبهم المفضّل.
  • مشكلة الإشارات في اللوزة الدماغية: لاحظ الباحثون من خلال التجربة السابقة نفسها أنَّ اللوزة الدماغية -وهي أحد أعضاء مراكز التعلم والذاكرة في الجهاز الحوفي للدماغ- عند الفئران التي استمرّت بشرب الكحول قد انخفض التعبير الوراثي كثيرًا لمُورّثةٍ تدعى GAT-3 وهي المسؤولة عن إبعاد الناقل العصبي المسؤول عن الإدمان عن المشابك العصبية في مراكز التعلم وهو الناقل GABA، أي أصبح تركيز GABA أكثر في هذه المناطق ممّا ساهم بالإدمان، ونفس هذه النتيجة وصل إليها باحثون آخرون عندما قاموا بتشريح أدمغة جثث بعض مدمني الكحول.

عوامل تزيد من احتماليّة الإسراف في شرب الكحول

بالإضافة إلى أسباب الكحول المختلفة، فإن هناك عوامل أخرى تجعل من شرب الكحول وإدمانه حالة صعبة وتزيد من مخاطرها، وقد تجعل علاج الإدمان صعبًا، ومن هذه العوامل ما يأتي:[٢]

  • المواظبة على الشّرب وخلال فترة طويلة.
  • مُعاقرة الكحول في سن صغير نسبيًا، فهؤلاء أكثرُ عرضةً للإدمان.
  • سوابق إدمان كحولي لأحد أفراد العائلة فالمدمن يؤثّر سلبًا على محيطه.
  • بعض الأمراض النّفسية كالاكتئاب والفصام والقلق والداء ثنائي القطب، وهؤلاء المرضى للأسف عرضة للإدمان على أيّ شيء وليس الكحول فقط.
  • سوابق صدمات عاطفية.
  • القيام بجراحات البدانة، فقد أثبتت بعض الأبحاث أنَّ هؤلاء الأشخاص أكثر عرضةً للإدمان الكحولي.
  • عوامل ثقافية واجتماعية.

مخاطر إدمان الكحول

من غير المبالغ فيه مقولة أنَّ الكحول تؤثّر على سائر أجزاء جسمنا بقسمه البدني والروحي والعقلي، وبعض هذه المخاطر يودي بحياة المدمن نفسه، لذا سيتمُّ هنا استعراض بعض تلك المخاطر:[٢]

  • المخاطر على سلامة الشخص: وتشمل:
    • زيادة احتمالية حصول حوادث السير وحوادث أخرى ناجمة عن شجارات بلا سبب، أو حتى الغرق.
    • مشاكل عاطفية مع الأصدقاء والعائلة.
    • سوء الأداء في العمل والتحصيل الدراسي الضّعيف.
    • زيادة احتماليّة القيام بالجرائم بشتّى أنواعها.
    • زيادة احتمالية إدمان مادةٍ أخرى كالحشيش مثلًا.
    • مشاكل متعلّقة بالجنس مثلًا مع الشريك أو الزوج، جماع غير محمي وما ينتج عنه من أمراض منتقلة بالجنس، اعتداءات جنسية على المدمن أو قيامه هو بهذه الاعتداءات.
    • زيادة خطر الانتحار.
  • المخاطر على صحّة الشخص البدنيّة: وتشمل:
    • أمراض الكبد كتشحُّم الكبد والتهاب الكبد الكحولي وأخيرًا تشمّع الكبد أي إصابته بالتليّف.
    • أمراض الجهاز الهضمي كالتهاب المعدة وقرحات المريء وسوء التغذية والتهاب غدّة البنكرياس.
    • أمراض القلب كارتفاع الضغط الشرياني وتضخّم العضلة القلبية وزيادة احتمالية الحوادث الوعائية أي الجلطات.
    • اضطرابات الوظيفة الجنسية كضعف الانتصاب عند الرجل واضطراب الدورة الطمثية عند المرأة.
    • أمراض العين كالرّأرَأَة وهي حركة سريعة لا إراديّة في العينين، ضعف العضلات العينية واعتِلال العصب البصري.
    • مشاكل توليديّة كزيادة خطر إسقاط الجنين وإصابة الجنين بمتلازمة الطفل الكحولي التي تؤثر على بدنه وعقله بشكل غير قابلٍ للعكس.
    • أمراض العظام كتخلخل العظام مما يزيد احتماليّة حدوث الكسور، والكحول أيضًا يؤثر على نقيّ العظام وهو مقرّ إنتاج كريات الدم ممّا يؤدّي لنقص الكريات الحمر والبيض والصفيحات وما يترتّب عليه من تأثيرات.
    • مشاكل عصبية حيث يستمرّ المدمن بالشعور بتَنميلٍ في أطرافه، مشاكل في التفكير، عَتَاهَة وفقدان الذاكرة قصيرة الأمد.
    • زيادة خطر حدوث السرطان.

علاج إدمان الكحول

إن علاج إدمان الكحول ليس سهلًا، وليس من السّهل التخلّص من الإدمان بعد الوقوع فيه، لكن لا يجب أن يثبّط ذلك عزيمة العاقد على التّخلّص من إدمانه وإنّما يحفّزه على استجماعها فالاستمرار والإرادة أهمّ عاملين، ويستعين المريض بالأدوية المساهمة في علاج إدمان الكحول، و التي تُصرف من قبل الطبيب، ولا يأخذها المريض لوحده:[٣]

  • نالتريكسون وهو دواء يؤثّر على مراكز التعلم عند المريض حيث يقوم بتقليد تأثير الكحول على مراكز التعلّم لكن عمليًا المريض لا يشرب الكحول.
  • أكامبروسات وهو دواء آخر يؤثّر بآلية مختلفة عن السابق لكنّ النّتيجة نفسها.
  • ديسولفيرام.
  • توبيرامات.
  • غابابنتين.
  • باكلوفين.
  • نالميفين.
  • مثبطات عود التقاط السيروتونين.
  • أوندانسيترون.

الوقاية من إدمان الكحول

إن ما هو أفضل من علاج إدمان الكحول هو الوقاية منه، والإنسان أفضل مراقبٍ لنفسه وأفعالها وما ينعكس عليها سلبًا أو إيجابًا، لذا فالعامل الأهمّ في الوقاية هو التثقيف بمخاطر الإدمان الكحولي التي ذُكرت سابقًا، وهنا بعض البنود التي تساعد على الوقاية كذلك:[٢]

  • أن يكون الآباء مثالًا جيّدًا لعائلتهم ولمن حولهم فيما يتعلق باستهلاك الكحول.
  • الانفتاح مع الأبناء والحديث معهم حول مثل هذه المواضيع وعدم إبقائها سِرًّا يخجل الولد أو البنت منها، وإلّا لن يستطيع الأهل التصرّف في الوقت المناسب.

المراجع[+]

  1. “What causes alcohol addiction? Study investigates”, medicalnewstoday, Retrieved 19-7-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت “Alcohol use disorder”, mayoclinic, Retrieved 19-7-2019. Edited.
  3. “Pharmacotherapy for alcohol use disorder”, uptodate, Retrieved 19-7-2019. Edited.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب