علاجات أمراض القلب الروماتزمية

أمراض القلب الروماتزمية

إنّ أمراض القلب الروماتزمية هي المصطلح الذي يشير إلى الأذية الدائمة التي يمكن أن تصيب الصمامات القلبية بعد إصابة الشخص بما يُعرف بمرض الحمّى الرثوية Rheumatoid Fever، وهي الحالة التي تبدأ عادة بأعراض طفيفة ثم تتفاقم دون علاج لتصيب القلب والمراكز العصبية، وتحدث هذه الحالة نتيجة الإصابة بإحدى الجراثيم التي تتظاهر بأعراض على مستوى البلعوم بشكل رئيس، والمعروفة بالمكورات العقدية A، وعند الحديث عن علاجات أمراض القلب الروماتزمية، يمكن الحديث بشكل أو بآخر عن علاج الحمى الرثوية في مراحلها المتقدّمة، وسيتم في هذا المقال تفصيل الخيارات العلاجية بالإضافة إلى الحديث عن علاجات الحمى الرثوية. [١]

أعراض أمراض القلب الروماتزمية

إنّ التوجه السريري في البداية عند معرفة الإصابة المسبقة بالحمّى الرثوية أو التهاب البلعوم يُعدّ المفتاح الرئيس الذي يُساعد في تشخيص أمراض القلب الروماتيزمية، فالأعراض الخاصة بالحمى الرثوية يمكن أن تتفاوت بشكل كبير بين الأشخاص ، وتحدث عادة بعد 1 إلى 6 أسابيع من تظاهر أعراض التهاب البلعوم، وفي بعض الأحيان، يمكن أن يكون ذلك الالتهاب خفيفًا للغاية لدرجة ألّا يدركه الشخص، أو أن يكون قد زال في فترة زيارة الشخص للطبيب عند تظاهر أعراض مرض القلب الروماتيزمي، ويمكن القول أنّ أعراض الحمّى الرثوية بشكل عام تتضمّن ما يأتي: [٢]

• ارتفاع درجة الحرارة.
• تورّم وقساوة واحمرار المفاصل، خصوصًا مفاصل الركبتين والكاحلين، بالإضافة إلى الألم الشديد الحاصل فيها.
• العقيدات أو التشكّلات الكتلية التي تظهر تحت سطح الجلد.
• طفح جلدي محمرّ ومرتفع قليلًا عن سطح الجلد، والذي غالبًا ما يتظاهر على الصدر أو الظهر أو البطن.
• ضيق التنفس والانزعاج الصدري.
• حركات غير مُسيطر عليها وغير إرادية في اليدين والساقين والوجه، وهي من الأعراض المتأخرة للإصابة.
• الضعف والوهن العام.

بينما تتفاوت أعراض أمراض القلب الروماتيزمية بناءً على درجة أذية الصمام الحاصلة، ولذلك فإنّ الأعراض يمكن أن تتضمّن ما يأتي:

• ضيق التنفس، خصوصًا عند الاستلقاء أو القيام بالتمارين الرياضية أو الجهد العضلي.
• الألم الصدري.
• تشكّل الوذمات.

تشخيص أمراض القلب الروماتزمية

يتمّ تشخيص أمراض القلب الروماتزمية بناء في البداية على القصة السريرية لحصول التهاب الحلق، والتي يمكن تأكيدها بالحصول على عينة من البلعوم للقيام بزرعها أو القيام بالفحوصات الدموية المناسبة، كما يمكن أن تُسمع النفخات أثناء إصغاء الأصوات القلبية في الفحص الجسدي الروتيني، فهذه النفخات تشير إلى الأذيات الصمامية على مستوى القلب، بالإضافة إلى ذلك، يمكن القيام ببعض الفحوص المخبرية والشعاعية للوصول إلى التشخيص المناسب، والتي تتضمّن ما يأتي: [٢]

• الإيكو: أو ما يُعرف بجهاز التصوير بالأمواج فوق الصوتية، حيث يستطيع إيكو القلب كشف المشاكل الحاصلة في الصمامات وتحديد شدّة أذية الصمام أو قصوره أو تضيّقه، كما يزوّد معلومات هامّة فيما يخصّ حجم القلب وحجم الضربة القلبية وغير ذلك، فهو الفحص الأهم في كشف وتحديد المشاكل الصمامية القلبية.
• التخطيط القلبي الكهربائي ECG: وهو الفحص الذي يقوم بتسجيل الإشارة الكهربائية لفترة زمنية معينة، حيث تُظهر الإشارات الخلل الحاصل في النظم القلبي، كالتسرع أو التباطؤ أو خوارج الانقباض أو غيرها.
• صورة الصدر البسيطة: تُساعد صورة الصدر البسيطة في الكشف عن الآفات الرئوية، كما تُساعد في تحديد المشعر القلبي الرئوي، والذي يسمح بتشخيص الضخامة القلبية.
• المرنان القلبي: والذي يُساعد في الحصول على صورة دقيقة وواضحة للقلب، والتي تكشف الآفات الصمامية والمتعلقة بالعضلة القلبية بشكل أفضل.
• الفحوص الدموية: بعض الفحوص الدموية يمكن أن تُستخدم للبحث عن الإنتانات والالتهابات.

علاجات أمراض القلب الروماتزمية

تعتمد علاجات أمراض القلب الروماتزمية على كمية الأذية الحاصلة على الصمامات القلبية، ففي الحالات الشديدة، يمكن أن يتضمّن العلاج الجراحة للاستبدال الصمام المتأذي بشكل كبير أو إصلاحه، ويمكن القول أن أفضل علاجات أمراض القلب الروماتزمية هي بالوقاية من حدوث الحمّى الرثوية بشكل عام، ثمّ الوقاية من تفاقمها وتطوّرها عند حدوثها، حيث يمكن إعطاء الأدوية المضادة للالتهاب، والتي تُساعد في تخفيف فرصة حصول المرض القلبي الناتج عن الحمى الرثوية، بالإضافة إلى تطبيق الأدوية المناسبة لتصحيح القصور القلبي حال حدوثه، فالأشخاص المُصابين بالحمى الرثوية غالبًا ما يتم علاجهم بشكل يومي أو شهري بالمضادات الحيوية لفترة طويلة، ربّما مدى الحياة، وذلك لمنع حدوث الإنتانات المستقبلية، وذلك لتخفيف احتمالية حدوث المرض القلبي بشكل رئيس، ولتخفيف الالتهاب يمكن أن يوصف الأسبرين أو الستيروئيدات أو مضادات الالتهاب اللاستروئيدية. [٢]

علاج الحمى الرثوية

بعد الحديث عن علاجات أمراض القلب الروماتزمية، لا بدّ من الحديث عن علاج الحمى الرثوية، والتي تُعدّ السبب الرئيس وراء حدوث المرض القلبي الرثوي، حيث يهدف العلاج في الحمى الرثوية إلى قتل البكتريا وتخفيف الأعراض والسيطرة على الالتهاب بشكل كامل، بالإضافة إلى الوقاية من نكس الحمى الرثوية في المستقبل، ولذلك يمكن وصف البنسلين، والذي يقوم بالقضاء على البكتريا الموجودة في الجسم، وعادة ما تُوصف الصادات الحيوية الأخرى للوقاية من حدوث النكس لفترة 5 إلى 10 سنوات، وذلك بناء على عمر المريض عند الإصابة، بالإضافة إلى وجود الإصابة القلبية، حيث يمكن أن يحتاج المريض لتناول الصادات الحيوية وقائيًا مدى الحياة لمنع وصول الالتهاب إلى القلب، وبالإضافة لما سبق، هناك بعض الأدوية التي يمكن أن تُساعد في علاج الحمى الرثوية، من هذه الأدوية ما يأتي: [٣]

• الأدوية المضادة للالتهاب: كالنابروكسين، والذي يُساعد في تخفيف الألم والالتهاب والحمّى.
• الستيروئيدات: كالبريدنيزون، وذلك عند عدم استجابة المريض لمضادات الالتهاب اللاستروئيدية، أو عند وجود الإصابة القلبية.
• الأسبرين: والذي لا يُنصح به للأطفال بعمر أقل من 16 سنة، وذلك تجنّبًا لحدوث متلازمة راي Reye’s Syndrome، والتي تتضمن الأذية الكبدية والدماغية، ويمكن أن تقود للوفاة، إلّا أنّ هناك بعض الحالات التي يُعطى فيها الأسبرين كاستثناء عند كون الفوائد المرجوة تفوق المخاطر المحتملة.
• الأدوية المضادة للاختلاج: والتي تُساعد في تخفيف أعراض الحالة المتقدمة من الحمى الرثوية، والتي تحدث فيها الأعراض العصبية، من هذه الأدوية: حمض الفالبرويك والكاربامازيبين والهالوبيريدول والريسبيريدون.

فيديو عن روماتيزم القلب والأمراض المتعلقة به

يوضح الدكتور مصطفى الجمال استشاري أمراض القلب والشرايين في هذا الفيديو الحالة الصحية التي يطلق عليها روماتزم القلب، حيث يبين بأنّّها أحد انواع العدوى التي يمكن أن تصيب عدة مناطق في الجسم بما فيها أغشية القلب البروتينة ويرافقها التهاب في المفاصل.[٤]

المراجع[+]

1. ↑ “Rheumatic Heart Disease”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 02-08-2019. Edited.
2. ^ أ ب ت “Rheumatic Heart Disease”, www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 02-08-2019. Edited.
3. ↑ “Rheumatic fever: What you need to know”, www.medicalnewstoday.com, Retrieved 02-08-2019. Edited.
4. ↑ [ “روماتيزم القلب والأمراض المتعلقة به”]، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 7-8-2019.