X
X



سطو على مكتبة

سطو على مكتبة


السارق ييأس من حظه

اعتاد سارق عثر الحظ السطو على المنازل ليلاً، فهذه عادته اليومية، وقد كان كثيرًا ما يعود خائبًا وثملاً وحزينًا من عثراته المتكررة، فيعود ليجلس في أحد المقاهي الشعبية حارقًا نفسه ببعض (السجائر والنرجيلة) ودفتر الحساب المليء بالديون والأحزان، وغالبًا ما يكون وحيدًا وشارد الذهن.. حتى سمع ذات يوم رجلًا عجوزًا يتحدث في المقهى عن كنز ما في إحدى الأماكن، قائلاً إنه “يخرج الناس من الظلمات إلى النور”.

تتبع الرجل العجوز لبعض الأيام وقرر أن يسأله عن ذلك الكنز الذي تحدث عنه، أخبره العجوز إن الكنز مخبأ في مكتبة قديمة لا سبيل من الوصول إليه إلا بقراءة كل ما وجد فيها من الكتب! فالخارطة قد رسمت على صفحات متفرقة في بعض الكتب، خرج السارق خائبًا كعادته ظنًا منه أن الرجل العجوز كان يسخر منه.

السارق تغيرت حياته

وذات يوم قرر أن يسطو على المكتبة ليلاً ليستطلع الأمر لعل حاله يعتدل ويجد شيئًا مفيدًا، وفوجئ بمكتبة كبيرة مليئة بالكتب المغطاة بالغبار كما لو أنها لم ترفع منذ مئات السنين وقد عافاها الزمن، فانتابه اليأس مما رأى، وعاد كعادته إلى خيباته وأيامه المريرة، وبعد عدة أيام وتفكير طويل قرر أن يدخل في هذه المغامرة ظنًا منه بأنها قد تقطع سلسلة خيباته وسرقاته الفاشلة ليخرج بكنز ما يغير أحواله.

كان كل يوم يسطو على المكتبة ليلاً ليقرأ الكتب حتى مطلع الفجر، وقد استمر الحال لما يقارب السنتين، حتى تحولت غايته من البحث عن الكنز إلى حب القراءة والاستزادة بالمعلومات، وقرر أن يغير أسلوبه في الدخول للمكتبة آتيًا متى يشاء بدل السطو والتخفي ليلاً، عن طريق الاتصال بصاحب المكتبة وإقناعه بإعادة فتحها والعمل فيها دون مقابل، ووافق صاحب المكتبة شريطة أن يعطيه نسبة من الأرباح.

السارق يعثر على الكنز الحقيقي

أصبح السارق يعشق القراءة والكتب إلى حد بعيد جدًا بعد أن قضى أوقات طويلة بينها، ليأت اليوم الذي اكتشف فيه أن العلم والمعرفة هي الكنز الذي تحدث عنه الرجل العجوز، وأتت المفاجئة بعثوره على الكنز الحقيقي أيضًا، فأنفقه على بناء مكتبة عملاقة وغنية بالكتب النادرة.. وأصبح رجل حكيماً بعد أن كان سارق خائبًا، وألف كتابا بعنوان “سطو على مكتبة ” تحدث فيه عن قصة حياته عندما كان سارقًا إلى أن أصبح ما هو عليه ليكون عبرة لغيره.

يستفاد من هذه القصة الجميلة معرفتنا أن الخير قد يأتينا أحينًا كثيرة على هيئات وأشكال لا نريدها، فهذا السارق مثلًا كان يلعن حظه دائمًا لفقره والتزاماته، لكن في مرة من المرات التي ساقه القدر فيها إلى المكتبة، تغيرت حياته، وقد انتهز هذا الرجل الفرصة الجيدة هذه ليغير حياته، وليملأ حياته بالمعرفة والعلم.







X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب