X
X


موقع اقرا » إسلام » تعاليم الإسلام » حكم الربا في الإسلام

حكم الربا في الإسلام

حكم الربا في الإسلام


الربا لغة واصطلاحًا

يُقال في اللغة: ربا العجين أيّ انتفخ العجين بعد اختماره وعلا، وربا الجرح أيّ تورَّم، وربا الطفل أيّ كبر وشبَّ، حيث قال -تعالى- في سورة الحج: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ}،[١][٢] أمّا في الاصطلاح فتعريف الحنفية للربا: هو الفضل الخالي عن العِوَض بمعيار شرعي بشروط لأحد المتعاقدينِ في المعاوضة، وعرَّفه المالكية والشافعية على أنّه عقدٌ على عِوَض مخصوص، غير معلوم التماثل في معيار الشرع حالة العقد أو مع التأخير في البدلين أو أحدهما، وعرَّفه الحنابلة بقولهم أنّه الزيادة في أشياء مخصوصة، وهذا المقال سيتحدث عن حكم الربا في الإسلام.[٣]

حكم الربا في الإسلام

إنَّ مما لا شكَّ ولا خلاف فيه بين أهل العلم أنَّ الربا محرَّم في الإسلام في القرآن والسنَّة والإجماع، والأدلة على تحريمه من القرآن والسنة وكثيرة جدًّا، حيث قال -تعالى- في سورة آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}،[٤] وقال -تعالى- في سورة البقرة أيضًا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ}،[٥] وهذا التحذير الوارد في الآيات والوعيد دليل صريح على حرمة الربا في الإسلام؛ لما فيه من مفاسد على المجتمع كلِّهِ، وقد عدَّ رسول الله الربا من السبع الموبقات، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ”.[٦].[٣]

وجاء أيضًا عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّه قال: “لَعَنَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقالَ: هُمْ سَوَاءٌ”،[٧] كما أنَّ علماء الأمة جميعهم أجمعوا على تحريم الرِّبا، حيث قال الماوردي: “حتَّى قيل: إنه لم يحلَّ في شريعة قطّ”، ودليلهم قول الله -تعالى- في سورة النساء: {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ}.[٨]والله تعالى أعلم.[٣]

الحكمة من تحريم الربا

قبل الحديث عن حكم الربا في الإسلام، من الجدير بالذكر أنَّ الإسلام دين سماوي من عند الله العليم الحكيم، فلا يمكن أن تكون تعاليم هذا الدين موضوعة جزافًا، إنَّما وُضعتْ بحكمة بالغة من الحكيم الخبير، ولهذا إنَّ تحريم الربا في الإسلام جاء بحكمة عظيمة من الله تعالى، حيث ذكر الفخر الرازي وجوهًا كثيرة لتحريم الربا، ومنها قوله: “الرِّبا يقتضي أخذ مالِ الإنسان من غير عوض؛ لأنَّ من يبيع الدرهم بالدرهمين نقدًا أو نسيئة، فيحصل له زيادة درهم من غير عوض، ومال الإنسان متعلِّقٌ حاجتَهُ، وله حرمة عظيمةٌ”، واستدلَّ الفخر الرازي في هذا القول على حديث حسَّنه الألباني، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “حُرمةُ مالِ المسلمِ كحُرمةِ دمِهِ”،[٩] وقيل أيضًا إنَّ الربا يؤدّي إلى انقطاع المعروف بين البشر، حيث إنّ ذلك سبب من أسباب تحريمه أيضًا، وإنَّ الحكمة من تحريمهِ هي عدم تمكين الغنيِّ على الفقير، فالغنيُّ هو المقرِض في غالب الأحيان والفقير هو المستقرض، وتحريم الربا يكون صونًا لمال الفقير من طمع الغني، وفيما يأتي حكم الربا في الإسلام مع الأدلة الشرعية.[١٠]

المراجع[+]

  1. سورة الحج، آية: 5.
  2. “تعريف و معنى الربا في معجم المعاني الجامع”، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت “تعريف الربا وحكمه”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020. بتصرّف.
  4. سورة آل عمران، آية: 130.
  5. سورة البقرة، آية: 278-279.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6857، حديث صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1598، حديث صحيح.
  8. سورة النساء، آية: 161.
  9. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 3140، حديث حسن.
  10. “الحكمة من تحريم الربا”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب