حكم الدعاء يوم عرفة لغير الحاج من أكثر ما يبحث عنه المسلمون مع اقتراب موعد هذا اليوم المبارك لاستغلاله بالطاعات وكسب رضا الله جلّ وعلا، والحصول على أجر وثواب هذا اليوم المبارك كاملاً دون أي نقصان، فهل الدعاء يوم عرفة مستجاب لغير الحاج، واعمال يوم عرفة لغير الحاج، والعديد من الاستفسارات الأخرى التي تدور في ذهن المسلمين، وعبر موقع اقرا سوف نجيب عن كافة هذه الاستفسارات بالتفصيل.
حكم الدعاء يوم عرفة لغير الحاج
إن حكم الدعاء لغير الحاج بيومَ عَرفة مختلف فيه بين علماء الدين الإسلاميّ، فمنهم من رأى أنه مختص فقط بالحجاج الذين يقفون على عرفة، ومنهم من رأى أن الدعاء عام، ويشمل الحاج وغير الحاج من كل بقاع الأرض، وهذا هو الرأي الأرجح، وإذا كان المكان بالحج بعرفة، فيجتمع للمسلم فضلا الزمان والمكان، هذا ما ورد بالفتوى الشرعية 70282 لموقعِ الإسلام سؤال وجواب، واستدل علماؤه بأكثر من حديث نبوي يبين صحة ذلك.[1]
دلائل فضل الدعاء يوم عرفة
ورد في السنّة النبويّة الشريفة عدة دلائل على فضل الدعاء بيومَ عَرفة، ولم تذكر هذه الأحاديث أن الدعاء مخصص بالحاج دوناً عن غيرهِ، وفيما يلي هذه الأحاديث:
روت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال “ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟، أخرجه مسلم.[2]
الحديث الذي رواه جد عمر بن شعيب رضي الله عنه قال: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال “كان أكثَرُ دُعاءِ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يَومَ عَرَفةَ: لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَه، لا شَريكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، بيَدِه الخَيرُ، وهو على كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ. [وفي لَفظٍ]: أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: خَيرُ الدُّعاءِ دُعاءُ يَومِ عَرَفةَ، وخَيرُ ما قُلتُ أنا والنَّبيُّون من قَبلي: لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَه، لا شَريكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو على كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ”، أخرجه الترمذي، والمخلص في المخلصيات.[3]
الحديث الذي رواه طلحة بن العبيد عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال “أفضلُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرَفةَ”، أخرجه مالك في الموطأ، والبيهقي.[4]
إنّ الدعاء في يوم عرفة لغير الحاج يبدأ منذُ طلوعَ فجرِ اليوم التاسع من ذي الحجة، والذي يُعرف باسمِ يومَ عَرفة أو يومَ الوقفة، وينتهي مع طلوع شمسِ اليوم العاشر من ذي الحجة المعروف باسم يوم النحر، أول أيام العيد الأضحى، والجدير بالذكر أن أفضل وقت للدعاء بهذا اليوم بعد العشية، والعشية هو الوقت الممتد بعد العصر إلى غروبِ الشمس، حيث ينزل جلَّ وعلا إلى السماء الدنيا ليلبي حاجات عباده الصالحين الصادقين، ويزيد من استجابة الدعاء التضرع والنيّة الصادقة للداعي، والدليل على ذلك الحديث الذي روته السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم أنه قال: “ما من يومٍ أَكْثرَ من أن يُعْتِقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ فيهِ عبدًا منَ النَّارِ، من يومِ عرفةَ، وإنَّهُ ليدنو عزَّ وجلَّ، ثمَّ يباهي بِهِمُ الملائِكَةَ، فيقولُ: ما أرادَ هؤلاءِ”، أخرجه مسلم، والنسائي، وابن ماجه واللفظ له.[5]
ماذا يفعل غير الحاج في يوم عرفة؟
يُعد يوم عرفة من أفضل الأيام لدى المسلمين لما له من فضائل جمّة يعود فيها على عباد الله الصالحين العاملين على كسب رضا الله عزًّ وجلَّ، ويمكن لغير الحاج القيام بعدة أعمال لنيل أجر وثواب هذا اليوم المبارك، وفيما يلي هذه الأعمال:
صيام يوم عرفة: فصيام التطوع ذو أجرٍ كريم، فكيف لو كان بهذا اليوم المبارك سيضاعف أجره بإذن الله، والصيام بهذا اليوم المبارك يُكفر للعبد السنة الماضية والباقية.
الدعاء في يومَ عَرفة: إن الدعاء في هذا اليوم المبارك خير ما يقوم فيه العبد بهذا اليوم، وقد ذكرنا الأحاديث السابقة التي تبين أجر الدعاء يومَ عَرفة.
ذكر الله تعالى يومَ عَرفة: والذكر يشمل الدعاء والتكبير والتهليل والتحميد وقراءة القرآن، وللذكر في يومَ عَرفة أجرٌ كبير فهو مفتاح من مفاتيح استجابة الدّعاء.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي كان يحمل عنوان حكم الدعاء يوم عرفة لغير الحاج، وقد ذكرنا في سطوره كل ما يخصُ هذا الموضوع من معلوماتٍ بالتفصيل.
