X
X


موقع اقرا » إسلام » أركان الإسلام والإيمان » حديث جبريل عليه السلام عن أركان الإيمان

حديث جبريل عليه السلام عن أركان الإيمان

حديث جبريل عليه السلام عن أركان الإيمان


حديث جبريل عن أركان الإيمان

جاء جبريل إلى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فسأله عن الإسلام والإيمان ليعلم الناس دينهم، وفي سؤاله عن الإيمان قال له النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ).[١][٢]

فقد بيّن الحديث أهمية الإيمان بالله وكيفيته وأركانه، ولا شك أنّ حُسن التصديق والإيمان من أفضل الأعمال التي يفعلها المسلم، وفيما يأتي شرح الحديث بالتفصيل:[٢]

مفهوم الإيمان

يُعرّف الإيمان بأنّه ما وقر في القلب من تصديق مخصوص؛ وهو التصديق بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر كلّه خيرًا كان أو شرًا، والإيمان بهذا المفهوم دلّ عليه الحديث السابق.[٣]

الإيمان بالله

ويكون الإيمان بالله بالتصديق الجازم بوجوده -تعالى-، وأنّه منزهٌ من كل عيب ونقص، ومتصفٌ بصفات الكمال، وهو المُستحق للعبادة، وعلى المسلم أن يطمئن قلبه لذلك، وأن يظهر هذا التصديق على جوارحه وسلوكه، فيُظهر طاعته لله -تعالى-، والاستجابة لأمره، واجتناب كل ما حرّمه ونهى عنه.[٤]

وهذا هو الركن الركين في العقيدة، فالإيمان بوجود الله -تعالى- وتصديق ذلك بالجوارح هو الأساس، والإنسان يعرف وجود الله -تعالى- بفطرته وبعقله، وإن لم يكن ذلك فيعرفه بالشرع والحسّ، ويتطلب الإيمان بالله -تعالى- الإقرار بأنواع التوحيد الثلاثة؛ وهي توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.[٤]

الإيمان بالملائكة

تُعرّف الملائكة بأنّها مخلوقات عابدة لله -تعالى-، وهي من عالم الغيب، وقد خلقهم الله -تعالى- من نور، وأعطاهم القدرة على طاعته وتنفيذ أمره، ويجب الإيمان بوجودهم، ويكون بالتصديق بوجودهم، سواءً من ذُكروا بأسمائهم أم لم يُذكروا، والتصديق بالصفات التي وُصفوا بها، والتصديق بالقدرة التي أعطاهم الله -تعالى- إياها، وقيامهم بالأعمال التي يأمرهم الله -تعالى- بها.[٥]

الإيمان بالكتب السماوية

يكون الإيمان بالكتب السماوية بالتصديق الجازم بأن الله -تعالى- قد أنزل على رسله كتبًا ليرشدوا بها العباد، وهذه الكتب فيها كلام الله -تعالى-، وهي الطريق لهداية الناس وإرشادهم إلى الطريق الصحيح.[٦]

ويتضمن الإيمان بالكتب السماوية الإيمان بأنّها نزلت من عند الله -تعالى-، والإيمان بالأسماء التي سمى الله بها هذه الكتب كالقرآن الكريم، والتوراة، والإنجيل، وتصديق الأخبار التي جاءت بها إن ثبتت صحتها.[٦]

الإيمان بالرسل

يكون الإيمان بالرسل بالاعتقاد الجازم أنّ الله -تعالى- قد بعث في كل أمة رسولًا لدعوتهم إلى الإيمان بالله -تعالى- وعدم الإشراك به، وجميعهم رسلٌ صادقون مبلغون ما أوحى إليهم ربهم، وهم كُثر منهم من ذكروا بأسمائهم في القرآن الكريم ومنهم من لم يذكر، والرسول هو كل من أوحى إليه الله -تعالى- بتبليغ شرعه، وعددهم لا يعلمه إلا الله -تعالى-.[٧]

الإيمان باليوم الآخر

هو التصديق الجازم بالوقائع والأحداث التي أخبر بها الله -تعالى- في كتابه العزيز ومما جاء على لسان النبي -صلّى الله عيله وسلّم- عن اليوم الآخر، وأحداث ما بعد الموت؛ من فتنة القبر، والحشر، والبعث، والسراط، والشفاعة، والجنة، والنار.[٨]

وقد ربط الله -تعالى- الإيمان به بالإيمان باليوم الآخر في كثير من آيات القرآن الكريم، وللإيمان باليوم الآخر الكثير من الفوائد والآثار التي تعود على الفرد بالفائدة من تهذيب نفسه، وتربيتها، وتزكيتها، وإصلاحها، وهدايتها.[٨]

الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره

يُعدُّ الإيمان بقضاء الله -تعالى- وقدره أصلًا امن أصول الإيمان الراسخة والثابتة، ويكون الإيمان بالقضاء والقدر بالتصديق الجازم بأنّ كل ما يحدث هو وفق علم الله -تعالى- ومشيئته، وهو القادر على كل أمر في هذا الكون ولا يعجزه شيء سبحانه.[٩]

أثر الإيمان في سلوك الفرد والجماعة

إن للإيمان الأثر الكبير في سلوك الأفراد في المجتمع ومن ذلك ما يأتي:[١٠]

  • إن الإيمان يحقق للفرد الرضا والقناعة
فيولّد لديه اطمئنانًا في النفس، فالإنسان بطبعه يسخط عند وقوع البلاء والشدة، ولا شيء مطمئن للنفس سوى الإيمان بالله -تعالى-.
  • إن الإيمان يولد لدى الفرد الشجاعة والإقدام
فيغرس في نفسه القناعة، فالأرزاق والآجال كلها بيد الله -تعالى-، ولا طاقة للعبد في هذا الأمر، فيعلم أن عليه التوكل على الله تعالى وتسليمه أمره.
  • إن الإيمان يجعل العبد ذو صلاحٍ واستقامة
فهو يعلم بمراقبة الله -تعالى- له ويستشعر ذلك، ويعلم أن الله مطلع على أفعاله جميعها، وسيحاسبه عليها جميعها.

المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:8، حديث صحيح.
  2. ^ أ ب ابن حجر العسقلاني، فتح الباري لا بن حجر، صفحة 509. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 109. بتصرّف.
  4. ^ أ ب عبد الله بن عبد الحميد الأثري، الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة، صفحة 49. بتصرّف.
  5. ابن عثيمين، نبذة في العقيدة الإسلامية، صفحة 42. بتصرّف.
  6. ^ أ ب عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف، التوحيد للناشئة والمبتدئين، صفحة 60. بتصرّف.
  7. التويجري، محمد بن إبراهيم، موسوعة فقه القلوب، صفحة 853. بتصرّف.
  8. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 146. بتصرّف.
  9. عمر الأشقر، القضاء والقدر، صفحة 11. بتصرّف.
  10. جامعة المدينة العالمية، أصول الدعوة وطرقها، صفحة 173. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب