X
X


موقع اقرا » إسلام » أركان الإسلام والإيمان » هل الصلاة عماد الدين؟

هل الصلاة عماد الدين؟

هل الصلاة عماد الدين؟


هل الصلاة عماد الدين؟

  • تُعتبر الصلاةُ في الإسلام عمادَ الدين، وقد وردت هذه التسمية في عدة أحاديث، منها قوله -صلى الله عليه وسلم-: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سنامِه الجهادُ)،[١] ومعنى أن الصلاة عماد الدين أو عموده: هو أنها تُمثلُ الركن الأعظم والأبرز فيه، لأنها رُكنٌ دائمٌ لا ينقطع من أركان الإسلام، يقومُ بها المسلمُ يومياً، فالصلاة مفروضةٌ خمسَ مرات كل يومٍ وليلة، أما باقي الأركان فلها أزمنةٌ خاص ة وشروطٌ محددة لا بد أن تتحقق حتى يجبَ أداؤُها، وربما لا تتحقق تلك الشروط عند بعض المسلمين طيلة حياتهم، كالحج والزكاة، فلم يبقَ للمسلم من أركان الإسلام لأدائهِ في أي وقتٍ وحالٍ إلا الصلاة، فأصبحت كأنها العمود الذي يحمل الإسلام ويُظهرهُ للمسلمين، وبها يتميزُ المُسلم عن غيره، فالصلاة شعارُ الإسلام الذي يُنادى به على الدوام، ويرتفعُ به صوت المؤذن في أنحاء الأرض داعياً المسلمين إلى الصلاة في كل وقت من الأوقات الخمس.[٢]
  • وقد شَبَّهَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الإسلام بالبيت القائم على الأعمدة، وشبَّه الصلاة بالعمود الأساسي فيه، فمن أقام الصلاة فقد أقام الإسلام، ومن تركها فقد هدم الإسلام،[٣] وسُمّيت الصلاة بعماد الدين لأهميتها العظيمة ولتكررها بصورة دائمة، ولشدة حاجة المسلم إليها، وعدم سقوطها عنه طيلة حياته، ولما تشتمل عليه من التواضع لله -تعالى- بالركوع والسجود، حيث يُلصق المسلم أشرف أعضائه وهو الوجه بالأرض، تواضعاً وتعظيماً لله -تعالى-، ولذلك فقد حَرَمَ اللهُ -تعالى- غير المؤمنين من شرف السجود له يوم القيامة، قال -تعالى-: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ}،[٤] ونُقل عن الإمام الغزالي في سبب كونِ الصلاة عمادَ الدين قولُه: “فيها أسرارٌ لأجلها كانت عماداً، منها ما فيها من التواضع بالمُثُول قائماً بالركوع والسجود، وهي خدمةُ اللهِ في الأرض، والمُلوكُ لا تُخدم بالكَسَل والتهاون، بل بالجِدِّ والتَّذَلُل، فلذلك كانت عمادَ الدين”.[٥]
  • وتتميز الصلاة عن غيرها من أركان الإسلام بأن الله -تعالى- فرضها على المسلمين من فوق سبع سماوات، وذلك في رحلة الإسراء والمعراج، وبأن الله -تعالى- كرر الأمر بالصلاة في كتابه الكريم كثيراً ولم يكرر الأمر بغيرها كما هو الحال بالنسبة لها، وبأنه لم يُشتَرط لباقي الأركان ما اشتُرط للصلاة من شروط، كالطهارة من الحدث والنجس والتوجه للقبلة،[٦] وتُعد الصلاة أجلَّ أعمال الفرد المسلم وأفضلها، وهي صلةٌ بين العبد وربه، حيث ينقطع فيها الإنسان عن جميع مشاغل الحياة، ويتجه بجسده وفكره كله إلى الله -تعالى- ويطلب منه الهداية والعون والتسديد، ويسأله الثبات على الصراط المستقيم في كل ركعة، جاء في الحديث عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: (سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا).[٧][٨]

تعريف الصلاة وحُكمها

الصلاة لُغةً هي الدعاء، أما شرعاً فهي أقوالٌ وأفعالٌ مخصوصة تبتدأ بالتكبير وتختتم بالتسليم،[٩] والصلاة من الفروض العينية على المسلم عند بلوغه واكتمال أهليته، والصلاة وما تتضمنه من قراءة القرآن والتكبير والتسبيح من أعظم القربات لله -تعالى- وهي مؤقتة بأوقات محدودة لا يسع المسلم تأخيرها بغير عذر أو التهاون في أدائها أو تركها، لقوله -تعالى-: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}.[١٠][٦]

خطورة ترك الصلاة

حَذَّرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من خطورة ترك الصلاة والتهاون في أدائها، فقال: (بيْنَ الرَّجُلِ وبيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلَاةِ)،[١١] وقال -صلى الله عليه وسلم-: (العَهدُ الذي بَينَنا وبَينَهُم الصلاةُ، فمن تَرَكَها فَقَد كَفَرَ)،[١٢] والصلاةُ هي أول أمرٍ يُحاسَبُ عليه العبدُ يوم القيامة، فإذا كانت مُؤَدَّاةً على الوجه المطلوب؛ فقد نجا صاحبها من العذاب وفاز بالمغفرة والثواب، وأما إن قَصَّرَ فيها أو تهاون في أدائها أو تَرَكَهَا؛ فقد هَلَك واستحقَّ العقوبة الشديدة، جاء في الحديث: (أولُ مما يُحاسبُ عليه العبدُ الصَّلاةُ، فإنْ صَلَحتْ، فقد أفلَحَ وأنجَحَ، وإنْ فَسَدتْ، فقد خابَ وخَسِرَ).[١٣][٦]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2866، صحيح لغيره.
  2. الموسوعة الحديثية، “شروح الأحاديث”، الدرر السنية. بتصرّف.
  3. شحاتة صقر، دليل الواعظ إلى أدلة المواعظ، صفحة 115. بتصرّف.
  4. سورة القلم، آية:42
  5. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 4328. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت عبد اللطيف سلطاني، سهام الإسلام، صفحة 60. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:5970، حديث صحيح.
  8. محمد علي الهاشمي، شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة، صفحة 17. بتصرّف.
  9. مصطفى الخن،مصطفى البغا، علي الشربجي، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 98.
  10. سورة النساء، آية:103
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:82، حديث صحيح.
  12. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:2621، حديث حسن صحيح غريب.
  13. رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج العواصم والقواصم، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:132، حديث صحيح بشواهده.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب