X
X


موقع اقرا » إسلام » الكبائر في الإسلام » تعريف الزنا وأنواعه

تعريف الزنا وأنواعه

تعريف الزنا وأنواعه


تعريف الزنا لغة واصطلاحًا

الزنا؛ في اللغة مصدر زنا ويزني، بالقصر لغة أهل الحجاز، وبالمد لغة أهل نجد، وهو يطلق على مجموعة من المعاني، والتي من أشهرها المباشرة المحرمة.[١]

الزنا اصطلاحًا: عرّف فقهاء المذاهب الأربعة الزنا بتعريفات متعددة، نذكر منها التعريفات الآتية:

  • تعريف الحنفيّة: قضاء المكلف شهوته في قُبل المكلف امرأة خالية عن الملكين وشبهتهما لا شبهة الأشباه وتمكين المرأة من ذلك.[٢]
  • تعريف المالكية: كل وطء وقع على غير نكاح صحيح، ولا شبهة نكاح، ولا ملك يمين.[٣]
  • تعريف الشافعية: هو عبارة عن وطء رجل من أهل دار الإسلام امرأة محرمة عليه من غير عقد، ولا شبهة عقد، وغير ملك، ولا شبهة ملك.[٤]
  • تعريف الحنابلة: هو فعل الفاحشة في قبل أو دبر.[٥]

يلحظ من خلال التعريفات الآنفة الذكر، أن الفقهاء اتفقوا على ضرورة وجود عنصرين للحكم على ذلك الفعل بالزنا ألا وهما: الوطء الحرام، تعمده وعدم وجود الشبه فيه.

أنواع الزنا

يقسم الزنا إلى قسمين، الزنا الحقيقي والزنا المجازي، وفيما يأتي بيان لكل واحد منها:

الزنا الحقيقي

ويقصد بالزنا الحقيقي وطء المكلف فرج آدمية لا شبهة له فيه، ومن أنواع الزنا الحقيقي ما يأتي:

  • الزنا بالأجنبية: وهو زنا المسلم الأجنبي بفتاةٍ أجنبية ليست حلاله في يومٍ عادي، وإقامةِ علاقةٍ غير شرعيةٍ بينهما.[٦]
  • الزنا بالقهر والإكراه: وهو زنا الرجل بفتاةٍ أجنبية باغتصابها رغماً عنها دون رضاها مطلقاً، ولا إثم على الفتاة في هذه الحالة، فقد قال الله -سبحانه وتعالى- في محكم التنزيل: (وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).[٧][٨]
  • الزنا بحليلة الجار: هو فاحشةٌ كبيرةٌ، ومن أفحش أنواع الزنا، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه -قال:(سَأَلْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- : أيُّ الذَّنْبِ أعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قالَ: أنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ، قُلتُ: إنَّ ذلكَ لَعَظِيمٌ، قُلتُ: ثُمَّ أيُّ؟ قالَ: وأَنْ تَقْتُلَ ولَدَكَ تَخافُ أنْ يَطْعَمَ معكَ، قُلتُ: ثُمَّ أيُّ؟ قالَ: أنْ تُزانِيَ حَلِيلَةَ جارِكَ)،[٩] وحَليلَةُ الجارِ تعني: زَوجته، ويعتبر الزنا بحليلة الجار أعظم أنواع الزنا؛ لحرمة الجيرة.[١٠]
  • الزنا بالمحارم أو ذات الرحم: وهو الزنا بالأخت، أو البنت، أو العمة، أو الأم، أو ابنة الأخ، أو الخالة، أو الجدة، أو ابنة الأخ أو ابنة الأخت، أو الخالة، وزوجةِ الابن، أو زوجةِ الأبِ، وجميع المحارم الأخرى. فعن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ – رضي الله عنه – قَالَ: (مَرَّ بِي عَمِّي الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو – رضي الله عنه – وَمَعَهُ لِوَاءٌ قَدْ عَقَدَهُ لَهُ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – فَقُلْتُ لَهُ: أَيْ عَمِّ، أَيْنَ بَعَثَكَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-؟ قَالَ: ” بَعَثَنِي إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةَ أَبِيهِ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ وَآخُذَ مَالَهُ “)[١١] ويعتبرالزنا بالمحارم أشد جرمًا من الزنا بغيرهن، قال ابن حجرالهيتمي -رحمه الله-: “وأعظم الزنا على الإطلاق الزنا بالمحارم”.[١٢]

الزنا المجازي

يقصد بالزنا المجازي كل ما يحصل بين رجل وامرأة لا تحل له فيما سوى الإيلاج، فعن أبي هُريرةَ -رضي الله عنه- : قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-:(كتَب اللهُ على ابنِ آدَمَ حظَّه مِن الزِّنا أدرَك ذلك لا محالةَ: فزنا العينِ النَّظرُ، وزنا اللِّسانِ النُّطقُ، والنَّفسُ تتمنَّى ذلك وتشتهي ويُصدِّقُ ذلك الفَرْجُ أو يُكذِّبُه)،[١٣] ومن أنواع الزنا المجازي ما يأتي:[١٤]

  • زنا العين: يكون بالنظر إلى الحرام، كمشاهدة المواقع الإباحية المحرمة.
  • زنا اللسان: يكون بالكلام الفاحش والبذيء.
  • زنا اليد: زناها البطش يعني العمل باليد من اللمس وما أشبه ذلك.
  • زنا الأذن: يكون بالاستماع إلى الحرام.
  • زنا الرِّجل: يكون زنا الرِّجل بالمشي إلى محل الفواحش.

وبناء على ذلك نستنتج أن الزنا ينقسم إلى قسمين: زنا حقيقي، وزنا مجازي، وفي كل قسم منها أنواع عدة.

أي أنواع الزنا أعظم حرمةً؟

يعتبر الزنا كبيرة من الكبائر ومن الموبقات، إلا أن مراتب بعضها أشد من بعض بحسب الزمان، والمكان، وحال الزانيين، وفيما يأتي توضيح ذلك:[١٥]

  • بحسب الزمان: فالزنا في رمضان والأشهر الحرم وذي الحجة ليس كالزنا في غيرها من الأزمان؛ لأن فيها انتهاكًا لحرمة الأزمنة الفاضلة.
  • بحسب المكان: الزنا في مكة والمدينة المنورة وبيت المقدس ليس كالزنا في غيرها من البلدان؛ لأن لفضيلة هذه البلاد على ما سواها.
  • بحسب حال الزانيين: الزنا يعظم إثمه بحسب حال الزاني، وفيما يأتي بيان ذلك:
    • الزنا بأجنبيةٍ لا زوج لها عظيمٌ، وأعظم منه الزِّنا بأجنبيةٍ لها زوجٌ؛ لأنَّ في ذلك انتهاكٌ لحرمة الزَّوج، وإفسادُ فراشه، وتعليق نسبٍ عليه لم يكن منه.
    • الزنا بحليلة الجار -زوجته- أعظم جرمًا وأشد قبحًا من الزنا بغيرها؛ لأنَّ الجار يتوقَّع من جاره الذبُّ عنه وعن حريمه، ويأمن بوائقه.
    • الزنا بذوات المحارم أعظم إثمًا من الزنا بغير المحارم؛ لما فيه من قطيعة الرحم.
    • الزنا بزوجة المجاهد أعظم إثمًا من الزنا بغيرها، فعن بريدة بن حصيب الأسلمي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (حُرمةُ نساءِ المجاهدين على القاعدين كحُرمةِ أمهاتِهم، ما من رجلٍ من القاعدين يخلُفُ رجلًا من المجاهدين فى أهلِه فيخونُه فيهم؛ إلا نُصِبَ له يومَ القيامةِ فقيل: هذا قد خلَفك في أهلِك، فخُذْ من حسناتِه ما شئتَ).[١٦]
    • زنا المحصن -أي من سبق له أن وطء بنكاح صحيح- أعظم من زنا غير المحصن؛ لأن الزواج يمنع المكلف من فعل الفاحشة، فصار عليه الإثم أعظم.
    • زنا الشيخ أعظم من زنا الشاب القوي؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ ولا يُزَكِّيهِمْ، قالَ أبو مُعاوِيَةَ: ولا يَنْظُرُ إليهِم، ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ: شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كَذّابٌ، وعائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ).[١٧]

وبناءً على ذلك نستنتج أن الزنا وإن كان كبيرة من الكبائر، إلا أن مراتب بعضها أشد من بعض، ويكون ذلك بحسب الزمان والمكان وحال الزانيين.

المراجع

  1. ابن منظور، لسان العرب، صفحة 360. بتصرّف.
  2. البابرتي، العناية شرح الهداية، صفحة 213.
  3. ابن رشد الحفيد، بداية المجتهد ونهاية المقتصد، صفحة 215.
  4. الشيرازي، المهذب في فقه الإمام الشافعي، صفحة 334.
  5. ابن مفلح، المبدع في شرح المقنع، صفحة 380.
  6. ابن تيميه، مجموع الفتاوى، صفحة 245. بتصرّف.
  7. سورة النور، آية:33
  8. حسن الشاذلي، الجنايات في الفقه الإسلامي دراسة مقارنة بين الفقه الإسلامي والقانون، صفحة 43.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:4477، حديث صحيح.
  10. صالح الفوزان، إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد، صفحة 75. بتصرّف.
  11. رواه الألباني، في سنن ابن ماجه، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:2128، حديث صحيح.
  12. ابن حجر الهيتمي، الزواجر عن اقتراف الكبائر، صفحة 226.
  13. رواه الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان، في شعيب الأرناؤوط، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:4420، إسناده صحيح على شرطيهما..
  14. ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، صفحة 359.
  15. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 20.
  16. رواه الأباني، في صحيح الترغيب والترهيب، عن بريدة بن حصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:2406، حديث صحيح.
  17. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:107، حديث صحيح.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب