موقع اقرا » إسلام » الكبائر في الإسلام » أنواع الميسر وحكم كل نوع

أنواع الميسر وحكم كل نوع

أنواع الميسر وحكم كل نوع


ما هو الميسر؟

الميسر هو اللعب والتراهن على شيءٍ ما مقابل المال ويسمّى قماراً، وذلك بأن يتراهن اللاعبون في لعبة ما نحو التسابق بالأقدام، أو على الحمير، أو البغال فأيّهما يكون الفوز حليفه وغلب خصمه كان له مبلغٌ من المال،[١] ويمكن تعريف الميسر أيضاً أنّه عملية تتمّ بين شخصين لا بدّ أن يكون أحدهما فائزاً غانماً، أو مهزوماً غارماً،[٢] حيث قال الله -تعالى-: (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)،[٣] وقد اتفق العلماء على تحريم الميسر لقول الله -تعالى-: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا)،[٤] وقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،[٥][٦] وفي هذا المقال بيانٌ لأنواع الميسر وحكم كل نوعٍ، والإشارة إلى الحكمة من تحريم الميسر.

أنواع الميسر وحكم كل نوع

أشير مسبقاً إلى حرمة الميسر، إلّا أنّه قد عمد بعض العلماء كالإمام مالك، وابن تيمية، وابن القيم -رحمهم الله- إلى تقسيم الميسر إلى نوعين كما يأتي:[٧]

  • ميسر لهو: وهو ما يكون الغرض منه اللعب واللهو فقط، بحيث لا يكون فيه دفع مال لأي من الطرفين سواء الغانم أو الغارم، فقال العلماء بكراهة هذا النوع من الميسر لانعدام الفائدة منه، أمّا إن كان هذا اللهو واللعب سبباً في الانشغال عن ذكر الله -تعالى- والصلاة، أو يوقع العداوة والبغضاء بين المسلمين فلا شكّ بحرمته.
  • ميسر القمار: وهو ما لا يكون الغرض منه اللهو واللعب فقط، وإنمّا كسب المال بالرهان، وقد أُشير مسبقاً إلى اتفاق العلماء على حرمته.

وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ ابن تيمية -رحمه الله- قد أشار إلى أنّ الميسر يعدّ أعظم مفسدة من الربا؛ وذلك لاشتماله على مفسدتين: أوّلهما أكل المال بالحرام، وثانيهما اللهو الحرام الذي يصدّ عن ذكر الله -تعالى- والصلاة، ويسبّب الشحناء والعداوة بين الناس.

الحكمة من تحريم الميسر

تكمن الحكمة من تحريم الميسر في عدة أمور ومنها ما يأتي:[٨][٩]

  • يعدّ الميسر أكلٌ لأموال الناس بالباطل، حيث أنّه لا يقوم على تبادل المنافع بطرقٍ شرعيةٍ وإنّما يقوم على الحظّ والمصادفة والمخاطرة.
  • يعدّ الميسر سبباً في بثّ العداوة والحقد بين المتلاعبين، لكونه سبباً في سلب المال من أحدهما دون مقابل.
  • يعدّ الميسر سبباً في هدم البيوت والأُسر، والفقر بعد الغنى، والذلّ بعد العزّ.
  • يعدّ الميسر سبباً في ضياع الوقت والجهد، ومجانبة العمل والإنتاج وهو ما يؤدي بدوره إلى الخمول والكسل.
  • يعدّ الميسر سبباً في الإصابة بالعديد من الأمراض نحو القلق، وتلف الأعصاب وتحطميها، وهذه الأمراض تؤدي في الغالب إلى الإجرام أو الانتحار أو الجنون.
  • يعدّ الميسر سبباً في فساد الأخلاق والقيم، حيث أنّ الأجواء التي يعيش فيها المتلاعبون يسودها في الغالب شرب الخمر، وتعاطي المخدرات.

المراجع

  1. “معنى الميسر وحكمه”، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2022. بتصرّف.
  2. “أنواع الميسر وحكم كل نوع”، إسلام ويب، 6/3/2011، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2022. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:188
  4. سورة البقرة، آية:219
  5. سورة المائدة، آية:90
  6. وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط، صفحة 114. بتصرّف.
  7. “الميسر بين الحرمة والكراهة”، إسلام ويب، 31/5/2009، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2022. بتصرّف.
  8. دبيان الدبيان، المعاملات المالية أصالة ومعاصرة، صفحة 315-316. بتصرّف.
  9. محمد المنجد، موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 6130. بتصرّف.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب