موقع اقرا » الآداب » مفاهيم ومصطلحات أدبية » تعريف المدرسة البنيوية

تعريف المدرسة البنيوية

تعريف المدرسة البنيوية


تعريف المدرسة البنيوية

تحت أيّ جذر لغويّ نبحث به عن معنى البنيويّة؟

من المعروف أنَّ التطوُّر بشكل مُستمرّ هو سُنّة الطبيعة؛ لذلك فقد تتغيّر وتتطوّر نظرة الإنسان إلى الفنّ والجمال؛ وذلك يعود لأسباب عدّة، ومن مظاهر التغيُّر في نظرته تطوُّر الإبداعات الأدبيّة بأنواعها كافّة، مع التطوّر في أساليبها وتحليلاتها، وهكذا حتى ظهرت المناهج الأدبيّة التي تتبنّى العمل الأدبيّ، ومنها المدرسة البنيويّة، ولتوضيح تعريف المدرسة البنيويّة، لا بُد من الوقوف على دلالتها اللغويّة، فعلى الصّعيد اللغويّ تنحدر لفظة البنيويّة من الجذر: “بنى – يبني – بناءً”..[١]

أمّا على الصعيد الاصطلاحي للمعنى؛ فيمكن تعريف المدرسة البنيويّة بأنّها النظر في البناء والتصميم الداخليّ للأعمال الأدبيّة، ويشمل ذلك كثيرًا من الرموز والدلالات، بحيث يمكن لأي عنصر أن يتبع عنصر آخر[٢]، والبنيوية ذات صلة مرتبطة بشكل وثيق بالحداثة، فقد أفادت من منجزات دي سوسير في اللغة من حيث طريقة بحثها في العلاقات ومحاولتها في اكتشاف القوانين التي يخضع لها النصّ الأدبي ّوالبناء الوظيفيّ له.[٣]

نشأة المدرسة البنيوية

أين ظهرت المدرسة البنيويّة؟

تعود بداية المنهج البنيويّ في النقد الأدبيّ اللغويّ إلى منتصف القرن العشرين، وكان ظهوره بالتحديد في فرنسا في الستينيّات من القرن العشرين، وذلك عند قيام “تودوروف” بترجمة الأعمال الخاصة بالشكلانيّين الرّوس إلى اللغة الفرنسيّة، وقد ظهر ذلك بكتابٍ بعنوان “نظرية الأدب، نصوص الشكلانيين الروس”، فكانت حركة الشكلانيّين التي ظهرت في روسيا بين عامَيْ 1915 و1930م، هي أوّل مصادر البنيوية وأهمّها، وقد عُنيت بقراءة النصّ من الداخل؛ لأنَّ الأدب بنظهرهم يعدّ نظامًا ألسُنيًّا للواقع وليس انعكاسًا لهُ؛ ولذلك قاموا باستبعاد علاقة الأدب بالفلسفة والأفكار والتاريخ.[٢]

أمّا عن ثاني مصادر البنيويّة فهو النقد الجديد الذي ظهر في الأربعينيّات من القرن العشرين، ورأى أتباعه أنّ الشعر هو نوع من الرياضيات لا حاجة فيه للمضمون، إنّما الأهمّ هو القالب الشعريّ. ولعلّ أهم مصادر البنيويّة التي ساعدت في نشوئها هو ذيوع صيت علم اللسانيّات الخاص ّ بدي سوسير الذي يعدّ رائد الألسنيّة البنيويّة ومن قام على تعريف المدرسة البنيوية، فبالرغم من عدم استعماله لكلمة “بنية” إلّا أنّهُ قد مهّد لاستقال النصّ الأدبيّ وفرّق بين اللغة والكلام، وكما اتّفق العديد من الدارسين؛ فإن العوامل التي سلف ذكرها كانت من أهم عوامل نشوء المدرسة البنيويّة.[٢]

لقراءة المزيد، انظر هنا: نشأة البنيوية وما بعد البنيوية في الأدب.

مبادئ المدرسة البنيوية

لماذا صنّفت البنيوية أنّها إحدى المناهج الماديّة الإلحاديّة؟

تلاقت المواقف البنيويّة عند مبادئ عامّة اشتركت عند المفكرين الغربيّين، في شتّى تطبيقاتهم العمليّة، والتي تكاد أن تندرج في المُحصّلات الآتية:[٤]

  • يسعى المنهج البنيوي دائمًا لحل مشكلة التنوذع والتشتّت، وذلك من خلال توصله لثوابت معينة في كل مؤسّسة بشريّة.
  • من أهمّ مبادئ المدرسة البنيوية أنّ أساسها هي فكرة الكليّة أو المجموع المنتظم.
  • إذا ما سارت البنيويّة في خطوطٍ مُتصاعدة منذ بداية النشأة، وبذل عُلماء اللغة بذلك جُهدًا كبيرًا حتى يتمّ اعتمادها كأساس ثابت في قضايا الُّلغة؛ فإنّهم يتوصلوا من خلالها إلى المنهج الصحيح الذي يؤدّي إلى الحقائق الثابتة.
  • ينحى النقد البنيوي اتجاهًا خاص ًا في دراسة الأدب، يتلخّص بأنَّ الانفعالات والأحكام الوجدانيّة تعجز عن تحقيق ما يتمّ إنجازه عند دراسة العناصر الأساسية المكونة لهذا الأثر، لذلك يجدر تفحُّصه في ذاته من أجل المضمون والسِّياق والترابط العضويّ.
  • لم تُولي البنيويّة أيّ اهتمام للأسس العقديّة والفكريّة لأيّ ظاهرة، سواء كانت إنسانيّة أم أخلاقيّة أماجتماعيّة، ويمكن تصنيفها بذلك أنّها مع المناهج الماديّة الإلحاديّة.

أعلام النقد البنيوي

من هو الرّائد الأوّل للبنيويّة؟

لقد عاش الغرب قبل ظهور المدرسة البنيوية في القرن العشرين في ظلّ سيطرة الوجوديّة والماركسيّة، فقد عُرف عندهم التقدُّم الماديّ والرّخاء الملموس، إلّا أنّ الغرب أدركوا وعرفوا أنّ مثل هذا التطوُّر لن يجعل الإنسان أكثر سعادة، فظهرت البنيوية التي عملت على السيطرة على كافّة مجالات المُجتمع الغربي وانتقل صداها إلى العالم العربي والإسلاميّ وكان لها الأثر على التُّراث العربيّ كلّه، وقد اهتمّت البنيويّة في بدايات ظهورها بجميع نواحي المعرفة الإنسانيّة.[٤]

وفيما بعد تبلورت وتطوّرت في ميدان البحث اللغويّ والنقد، واعتبرت الأسماء التي سيرد ذكرها في السطور اللاحقة هم مؤسّسو البنيويّة وأبرز أعلامها وهم من اهتموا بتعريف المدرسة البنيوية وبيان أهم مبادئها، والجدير بالذكر أن فرديناند دي سوسير يعدُّ الرائد الأوّل للبنيوية في اللغة، الذي قال بأنّ سياق اللغة لا يمكن أن يقتصر فقط على التطوريّة، وأنّ تاريخ الكلمة لا يعرض معناها الحالي، وقد بحث في أصل النظام أو البنية. أما أعلامها الآخرون فيمكن ذكر منهم ما يأتي:[٤]

  • رولان بارت.
  • تزفيتان تودوروف.
  • بليخانوف.
  • جان ماري أوزياس.
  • شتراوس.
  • جيرار جينييت.
  • بول ريكور.
  • جان بويون.
  • لوقاد هوش.

لقراءة المزيد حول هذا المبحث، انظر هنا: المنهج البنيوي في النقد الأدبي.

المراجع[+]

  1. “النقد الأدبي”، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019م. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت “البنيوية عوامل النشأة، وأسباب التقوض”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019م. بتصرّف.
  3. “أشهر المناهج النقدية الحديثة في الغرب”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019م. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت “البنيوية”، السعيد، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2019م. بتصرّف.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب