X
X


موقع اقرا » إسلام » منوعات إسلامية » المقصود بنكاح الشغار وحكمه

المقصود بنكاح الشغار وحكمه

المقصود بنكاح الشغار وحكمه


المقصود بنكاح الشغار وحكمه هو الموضوع الّذي سنعرضه ضمن هذا المقال، فالشّريعة الإسلاميّة المباركة لا تحلّل للرّجل والمرأة الارتباط إلّا بعقدٍ شرعيٍّ ونكاحٍ صحيحٍ على الطّريقة الإسلاميّة الصّحيحة، وغير ذلك من العلاقات فهو باطلٌ وغير جائز، وموقع المرجع يهتمّ ببيان معنى زواج الشغار وأنواعه، وموقف الشّرع الحنيف من هذا الزّواج.

تعريف النكاح

يُعرف النكاح لغةً على أنّ الضّم والجمع والتّداخل، أي ضمّ شيءٍ لشيء، أو ضمّ أحدٍ لآخر، وقد أُطلق على الزّواج بين الرّجل والمرأة نكاحًا، لأنّ بموجبه يُضمّ أحد الزّوجين للآخر، وأمّا شرعًا، فالنّكاح فهو عقد الزّواج الّذي يتّم بين رجلٍ وامرأةٍ بموافقة الطّرفين وشهادة الشّهود بما يحلّ للرّجل الوطء والاستمتاع بالمرأة ما لم يكن بينهما مانعٌ شرعيٌّ يمنع ذلك، وإنّ النّكاح هو أمرٌ شرعيٌّ مسنون، وقد استحبّه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للمسلمين، كبحًا لجماع الفتن والفساد، وليكثر المسلمون في البلاد، وقد ذُكر النكاح في الذّكر الحكيم، فقد قال الله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}.[1] وللنّكاح شروطٌ وأركان، أهمّها عدم وجود مانعٍ شرعيٍّ يبطل الزّواج بين الرّجل والمرأة، كذلك وجود وليّ أمر المرأة والموافقة والشّهود، والله أعلم.[2]

المقصود بنكاح الشغار وحكمه

إنّ نكاح الشغار هو الاسم الّذي يطلق على نكاح البدل، والّذي يكون فيه تبادل النّساء للزّواج مع الاشتراط في لذلك وغياب المهر، أي أن يشترط رجل على رجلٍ ألّا يزوّجه أخته أو ابنته حتّى يتزوّج من أخته أو ابنته، ويغيب المهر في هذا الزّواج، فتكون المرأة مهرًا للمرأة للأخرى، ويحصل التّبادل بينهما، وقد عُرف هذا النّوح من النّكاح في الجاهليّة قبل مجيء الإسلام، فقد كان يقول الرّجل للآخر شاغرني، أي يطلب منه الزّواج من أخته أو ابنته، حتّى يزوّجه هو بدوره أخته أو ابنته، دون الاتّفاق على مهرٍ لكلٍّ من المرأتين، وسمّي زواج الشّغار بهذا الاسم لتقبيحه لما فيه من السّوء والضّرر على جميع الأطراف، وخاصّة أنّه يهضم حقّ المرأة في المهر،  فالشّغار هو دلالة على ما يفعله الكلب حين يرد قضاء حاجته، فهو يرفع إحدى قدميه ويتبول مكانها، وهذا ما يسمّى بالشّغار.

حكم نكاح الشغار

أمّا عن حكمه فقد قال أهل العلم في حكم زواج الشغار أنّه منهيٌّ عنه وهو من أنواع الزّواج المحرّم، ولقد كثرت الأحاديث النّبويّة المباركة الّتي تتحدّث عن نهي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقد قال: “لا شِغارَ في الإسلامِ”.[3] كذلك روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن رسول الله فقال: “أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نهى عن الشِّغَارِ قال مالكٌ والشغارُ أن يقولَ أنكحني ابنتكَ وأُنكحك ابنتي”.[4] وقد اتّفق أهل العلم على بطلان هذا الزواج، وضرورة فسخه سواءً كان قبل الدّخول أو بعده.[5]

أنواع النكاح المحرمة

هناك العديد من أنواع الزّواج الّتي حرّمها الإسلام على المسلمين، وصرّح بحرمانيّتها وعقوبتها وتبعاتها الخطيرة على المسلم، وسنذكر فيما يأتي هذه الأنواع وهي:[6]

  • الزّواج العرفي: وهو زواجٌ يتمّ دون وجود وليّ أمر المرأة، ولا يحدث فيه الإعلان والإشهار بين النّاس وهو محرّمٌ وباطلٌ ولا يُعترف فيه شرّعًا.
  • زواج المتعة: وهو الزّواج المؤقت الّذي يكون بغرض المتعة فقط، وعند حصول المتعة يتمّ فسخ عقد النّكاح، وهذا النوع من النّكاح باطلٌ ومحرّم.
  • زواج التّحليل: وهو أن يتزوج الرّجل امرأةً قد تطلّقت طلاقًا بائنًا من زوجها، فلا يدخل بها ويطلّقها بعد ذلك ليحلّ لها الرّجوع إلى زوجها، وزواجهما من جديد.
  • زواج المسلمة من رجلٍ من أهل الكتاب: فقد حرّم الله تعالى على المسلمة أن تتزوج غير المسلم سواءً كان من أهل الكتاب أو من غيرهم.
  • الزواج من أجل الحصول على الإقامة أو الجنسية: لا يجوز للمسلم أن يتزوّج من امرأة ليس لتحقيق الهدف الرّئيسيّ من الزّواج، بل من أجل الحصول على الإقامة أو الجنسية.

كيفية النكاح الشرعي

إنّ النّكاح الشّرعيّ الصّحيح يكون بين المرأة والرّجل الّذي لا يوجد بينهما مانعٌ شرعيٌّ فيعقد قرانها من كان ذو علمٍ وفقه ودرايةٍ بالشّريعة الإسلاميّة الصّحيحة ومذهب أهل السّنّة والجماعة، ويكون العقد الصّحيح بعد أن يتمّ العقد بين الطّلب والقبول، وشهادة الشّهود، والاتّفاق على الصّداق، ومن شروط صحّة عقد النّكاح هو الإشهار به والإعلان عنه أمام النّاس وعدم إخفائه، وبذلك يكون المسلم قد استحلّ المرأة الّتي عُقد بينهما فأصبحت زوجته بعقدٍ شرعيٍّ ورسميّ، فيحلّ له الوطء والاستمتاع، والله أعلم.[7]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا المقصود بنكاح الشغار وحكمه، والذي تحدّثنا فيه عن حكم زواج الشغار وتعريفه في الإسلام، كذلك تعرّفنا على النّكاح وحكمه، وشروط النّكاح الصّحيح وطريقته، بالإضافة إلى الحديث أنواع النّكاح المحرّمة في الدّين الإسلاميّ الحنيف.

المراجع

  1. سورة النساء , الآية 3.
  2. dorar.net , تعريفُ النِّكاحِ , 25/11/2021
  3. صحيح الجامع , الألباني، عبد الله بن عمر وأنس بن مالك، 7501، صحيح.
  4. مسند أحمد , أحمد شاكر، عبد الله بن عمر، 7/170، إسناده صحيح.
  5. alukah.net , المقصود بنكاح الشغار وحكمه , 25/11/2021
  6. alukah.net , الزواج وأنواعه , 25/11/2021
  7. binbaz.org.sa , كيفية النكاح الشرعي , 25/11/2021






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب