X
X


موقع اقرا » الآداب » مفاهيم ومصطلحات أدبية » القصيدة الطويلة في الشعر المعاصر

القصيدة الطويلة في الشعر المعاصر

القصيدة الطويلة في الشعر المعاصر


بنية القصيدة في الشعر

يمكن تعريف القصيدة في الشعر العربي بأنَّها القالب الذي يُسكب في الشعر، ويتألف من عدد من الأبيات الشعرية يكون أقلها سبعة أبيات، أما إذا كانت أقل تسمى قطعة شعريّة، ويكون لتلك الأبيات القافية نفسها والوزن الشعريّ أو البحر نفسه وتحمل موضوعًا محددًا تدور حوله، ورغم ظهور عدة أشكال منها كالمربعات والمسدسات والموشحات، إلا أنَّها -ومنذ نصوصها الأولى المعروفة- لم تتغير تغيرًا جذريًا حتى بعد مرور أكثر من ألفي عام عليها، وبقيت ملتزمة بالعناصر الرئيسة التي تكتمل بها: اللفظ والمعنى والوزن والقافية،[١] وقد تغيرت مقاصدها وخصائصها الموضوعية حسب طبيعة كل عصر مرَّ فيه الأدب العربي عمومًا، وتعرّضت القصيدة في العصر الحديث لكثير من التغيرات منها: الخروج على البحور المعروفة وعدم الالتزام بالقافية فيما عرف بالشعر الحر، وفيما بعد ظهر القصيدة التي سمِّيت بالقصيدة النثرية والتي خرجت على الوزن بشكل كامل مشكّلةً تمردًا عنيفًا على القصيدة التقليدية، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول القصيدة الطويلة في الشعر المعاصر.[٢]

القصيدة الطويلة في الشعر المعاصر

قد لا تكون القصيدة الطويلة حديثة الظهور في الشعر المعاصر، إلا أنَّها نتيجة تطور أحد ألوان الشعر القديمة والتي تطورت شكلًا ومضمونًا، ومن الأمثلة الشهيرة على القصائد الطويلة قديمًا المعلقات العشر،[٣] ولذلك سيتمُّ إدراج مفهوم هذا النوع من القصائد بالإضافة إلى عوامل ظهورها وإشكاليات المصطلح فيما يأتي:

مفهوم القصيدة الطويلة في الشعر المعاصر

في الحديث عن القصيدة الطويلة في الشعر المعاصر لا بدَّ من المرور على مفهوم القصيدة الطويلة أولًا، حيثُ يشير عز الدين إسماعيل معمارية إلى أنَّ مفهوم القصيدة الشعرية في العصر الحديث قد تغيَّر كثيرًا عما كان عليه قديمًا، ولم تعد القصيدة أو بناؤها عملًا إضافيًّا يقضي به الإنسان أوقات فراغه أو يمارس هوايته من خلاله، بل أصبحت من الأعمال الشاقة النابعة من الصميم والتي يقوم الشاعر بحشد كيانه كاملًا من أجلها، لتصبح بذلك تجسيدًا جديدًا للوجود الإنساني، ويدلُّ ذلك على أنَّ الشاعر في الشعر العربي المعاصر قد ابتكر أطُرًا عدة في بناء القصيدة كان أبرزها وآخرها الإطار الذي احتوى القصيدة الطويلة في الشعر المعاصر، حتَّى أنَّها تطورت في اتجاه درامي واضح الملامح، وقد حاول عز الدين أن يفرِّق بين القصيدة القصيرة والقصيدة الطويلة وقد أثار ذلك التفريق أو الاختلاف بينهما مشكلة غنائية لأن القصيدة القصيرة عادةً ما تكون من الشعر الغنائي، وغالبًا ما تجسِّد موقفًا بسيطًا عن حدث ما أو عاطفيًّا وتكون تعبيرًا عن حالة من الإلهام المستمر، أمَّا مفهوم القصيدة الطويلة في الشعر المعاصر فقد أخذ أكثر من اتجاه، لكنَّ القصيدة الطويلة كما عرَّفها هربرت ريد هي عبارة عن قصيدة تربط بين عدد كبير من الحالات العاطفية بمهارة فائقة، ولا بدَّ من التأكيد بأنَّ تلك المهارة يجب أن تكون مصحوبةً بفكرة واحدة عامة وهي ذات الفكرة التي يجب أن تشكل وحدة القصيدة العاطفية، وبناء على ذلك فقد تمَّ إدخال عنصر جديد وأساسي إلى طبيعة بناء القصيدة والأعمال الشعرية وهو عنصر التعقيد، وهو الذي يحدد طول القصيدة أو قصرها، لذلك فإنَّ القصيدة الطويلة في الشعر المعاصر وحتى تكون بنيةً حيةً يجب أن تعتمد على الفكرة العميقة التي تحتاج إلى كثير من التعقيد من أجل طرحها في قصيدة طويلة، لأنَّ عنصر التعقيد الذي أضيفَ إلى القصيدة الطويلة يصعب جدًا أن يتمَّ تحقيقه في حيز ضيق ومحدود مثل فضاء القصيدة القصيرة،[٤]

وقد أشار عز الدين إسماعيل معمارية إلى أنَّ القصيدة الطويلة كانت تعمل في الخفاء ربما نتيجة التطور الطبيعي الذي كان يمرُّ به الشعر والأدب العربي والأدب العالمي عمومًا، وبذلك أُدخلَ شعرُ الفكرة كنوع جديد يمكن أن يضاف إلى أنواع الشعر العربي وهو من الأنواع التي لم تكن معروفة سابقًا، فلم تعُد القصيدة كما كانت سابقًا مجرد تعبير عن بعض المشاعر والمواقف العاطفية أو غيرها من المواقف البسيطة، بل أصبحت كما أشار الشاعر النمساوي راينر ماريا ريلكه عبارة عن تجارب عميقة ومتنوعة وكثيرة وخبرات إنسانية واسعة تتجسد في قصيدة شعرية طويلة،[٥]

عوامل ظهور القصيدة الطويلة

وقد أشار أيضًا عز الدين إلى أنَّ القصيدة الطويلة ربما تكون الصورة البديلة عن الملاحم القديمة، ويمكن القول بأنها نتيجة التطور الأدبي قد أصبح جوهر الملحمة الشعرية الطويلة قد تبلور وغدا أكثر نماءً وتميزًا في العصر الحديث، وعلى ذلك لم تفقد الملحمة القديمة إلا الخصائص الشكلية التي كانت تتميز بها والملابسات العامة التي دارت حولها، مثل الطول المبالغ فيه والوقت الطويل الذي كانت تستغرقه في كتابتها، فتطورت الملحمة نوعًا وشكلًا واسمًا، غير أنَّ الملحمة لم تكن موجودة في الشعر العربي قديمًا وهذا ما يثير تساؤلات حول النوع الأدبي أو الشعري الذي احتلت القصيدة الطويلة مكانَه في الشعر العربي المعاصر.[٦]

إشكاليات المصطلح

لقد كان الدكتور شكري غالي من أوائل الذين تناولوا موضوع القصيدة الطويلة في الشعر المعاصر، حيثُ أكد على سعة أفق وطموح الشعراء العرب في العصر الحديث للحاق بركب الحضارة من خلال كثير من التجارب في كتابة القصيدة الطويلة، ولكنه أشار أيضًا إلى أنَّ مفهوم هذا النوع من القصيدة قد يكون قديمًا، وقد مارسه الشعراء العرب سابقًا تحت اسم المطولات وهي ما تمثل الشعر الملحمي في الأدب العربي، وكان من مظاهر نبوغ الشاعر ومقدرته الأدبية صياغة قصيدة طويلة تتألف من أكبر عدد من الأبيات الشعرية ولها نفس الوزن ونفس القافية أيضًا، ومن هنا أثيرت الإشكاليات حول مصطلح القصيدة الطويلة على اعتباره ليس جديدًا مع ذكر التطورات التي طرأت على هذا النوع من القصائد سواء على مستوى الشكل والأسلوب أو على مستوى الأفكار الواردة فيه.[٧]

أنماط القصيدة الطويلة

بعد الحديث عن مفهوم القصيدة الطويلة في الشعر المعاصر وما يتعلق بها لا بدَّ من ذكر أنماط هذ النوع من القصائد المعاصرة، حيثُ تختلف أنماطها حسب الشكل الذي اتخذته في العصر الحديث أو المضمون، ويمكن القول أنَّ أنماط القصيدة الطويلة بناءً على الشكل تقسم إلى:[٨]

  • القصيدة العمودية: وهي القصيدة التي التزمت بالأوزان الشعرية التقليدية وكُتبت على واحد من بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي وبقافية واحدة لجميع أبياتها والتزمت بجميع القواعد التي وضعها في علم العروض، فهي كلام موزون ومقفى باللغة العربية الفصحى وهي أرقى نوع من أنواع الشعر القصيدة في الشعر العربي.
  • قصيدة التفعيلة أو الشعر الحر: وهذا النوع من الشعر حديث الظهور إذ تبلور تقريبًا في نهاية النصف الأول من القرن العشرين على يد نخبة من الشعراء العرب، وقد يكون الشاعر العراقي بدر شاكر السياب إلى جانب الشاعرة العراقية نازك الملائكة هما أول من كتب شعر التفعيلة الذي يقوم أساسًا على واحدة من التفعيلات المعروفة لأحد البحور وتكرارها حسب حاجة النص أو الفكرة وحسب رغبة الشاعر في تكرارها، ولا يلتزم بقافية محددة على طول القصيدة.
  • القصيدة النثرية: وهو نمط حديث أيضًا من القصائد لا يقوم على وزن شعري ولا على قافية، وقد شاع كثيرًا في النصف الثاني من القرن العشرين، إذ اعتبره كثيرون خروج على الأطر التقليدية والقيود المفروضة على القصيدة في الأدب العربي، والتي من شأنها أن تحدَّ خيال الشاعر وتفرض عليه ما لا يريد التعبير عنه أحيانًا، وفي ذات الوقت خروج على السلطة السياسيّة من خلال التحرر من السلطة الأدبية على القصيدة، ومن رواد القصيدة النثرية أدونيس وأنسي الحاج وغيرهم، ولكن كثيرون أيضًا رفضوا أن تُسمّى القصيدة النثرية بأنها قصيدة وأخرجوها من دائرة الشعر على أنها نثر فقط.[٩]

ومن جهة ثانية يمكن للقصيدة الطويلة أن تنقسم إلى عدة أنماط بناءً على الغرض الشعري أو الموضوع الذي تتناوله القصيدة، ورغم أنَّ معظم الأغراض لم تتغير منذ بزوغ فجر الشعر العربي إلا أنَّ بعضها اختفى وبعضها تطور وطرأ عليه بعض التغيير وظهرت أنماط جديدة أحيانًا حسب مقتضيات العصر الحديث، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج أنماط القصيدة الطويلة في الشعر المعاصر بناءً على الأغراض الشعرية التي تتناولها:[١٠]

  • قصيدة الغزل: وهي التي تتناول موضوعات الحب والغزل سواءً كان صريحًا او عفيفًا.
  • قصيدة الوصف: وهي التي تركز على موضوع الوصف في الشعر، وعمومًا لا تخلو قصيدة من الوصف بشكل أو بآخر وبشكل مباشر أو غير مباشر، ومعظم أنواع القصائد الشعرية تندرج تحت مسمى قصيدة الوصف.
  • قصيدة المدح: وهي التي تتحدث عن ميزات شخص ما وتُعلي من شأنه.
  • قصيدة الهجاء: وهي عكس قصيدة المدح إذ تحاول أن تحطَّ من قدر الشخص المقصود وتذكر عيوبه وتبالغ في ذمه.
  • قصيدة الرثاء: وهي من أكثر القصائد شيوعًا لأنها تتحدث عن مناقب شخص فارق الحياة، وتزخر بمشاعر الحزن والأسى وذكر محاسن الشخص المقصود.
  • قصيدة الحكمة: وقد شاع هذا اللون من الشعر قديمًا، حيثُ يتحدث عن الأخلاق الفاضلة وطبيعة الحياة والتأملات التي تميل إلى الفلسفة.
  • قصيدة الفخر: قصيدة تقوم على إظهار قدرات إبداعية في مدح الذات وذكر الميزات التي يتحلى بها الشاعر.

التقنيات الفنية في القصيدة الطويلة

كما سبق فإنَّ عز الدين إسماعيل معمارة كان قد أشار إلى إنَّ القصيدة الطويلة في الشعر المعاصر عبارة عن فكرة بالغة التعقيد، وإلى جانب ذلك يمكن القول بأنها تمثل تجارب الإنسان المختلفة وخبراته الواسعة في مجالات الحياة، لذلك اقتضت تقنياتها الفنية أن تكون مختلفة عن التقنيات الفنية في بناء القصيدة القديمة في الشعر العربي، وكان ذلك بسبب اعتماد القصيدة في العصر الحديث على أدوات ووسائل فنية وأدبية مختلفة تمامًا على تلك التي كانت معتمدة عند الشعراء العرب القدماء، بالإضافة إلى بعض العناصر الفنية الحديثة المخلتفة التي استفادت منها القصيدة المعاصرة مثل الرسم والغناء والتصوير والحوار الدرامي والحوار غير الدرامي، وقد حاول الشعراء العرب بدايةً في العصر الحديث خصوصًا في منتصف القرن العشرين اعتماد تقنيات فنية مختلفة عما كان سائدًا حول الشعر آنذاك وذلك لكثير من الأسباب التي دفعت بهم للنزوع إلى التجديد سواءً فيما يخصُّ الألفاظ أو الصورة المستخدمة أو الإيقاع الموسيقي وبينة النص كاملًا، والأهم من ذلك كله كان اعتماد تقنيات فنية رمزية أكثر حداثةً وتطورًا وجدَّةً مقارنةً بما كان مستخدم في ذلك العصر، فكانت البنية الرمزية الضالة التي وجدها الشعراء من أجل توظيفها فنيًّا في القصيدة الشعرية الطويلة، فأصبحت هذه التقنية من التقنيات الأساسية التي تقوم عليها القصيدة العربية في العصر الحديث، وأصبحت من أهم التقنيات الفنية التي أعطت القصيدة المعاصرة مستويات جديدة في الرؤية والعمق وهذا ما دفع الشعر العربي الحديث إلى السعي وراء توظيفها توظيفًا فنيًّا ناجحًا.[١١] لكنَّ هذا الأسلوب الأدبي احتشدَ بالرمزية والتشظي المعنوي واللفظي ما أدى إلى اتساع الهوة بين النص والقارئ، لأنَّ القارئ لم يعد يتمتع بقراءة القصيدة وهو في حالة استرخاء طالبًا المتعة والسلاسة منها، بل أصبح مضطرًا لمشاركة عملية التأليف في خلق النص ودلالاته، وأصبح النص المعاصر غارق في التشظي والغموض وكأنه صورةٌ عن شتات وشعث الوجود والعالم كما أشار بعض النقاد.[١٢]

ولا تقتصر التقنيات الفنية للقصيدة المعاصرة على اعتماد البنية الرمزية فيه، فقد اعتمدت أيضًا كما في السابق على اللغة السليمة وفصاحتها، والأوزان التقليدية فيما يخصُّ قصيدة الشعر العمودي، ثمَّ اللجوء إلى ما يضفي الجماليات على النص من مجاز وتشبيه وعمق من خلال الصور المرهفة التي تتميز بحساسية إنسانية عالية، وقد تكون الأفكار الجديدة التي لامست الواقع بشكل كبير من التقنيات الفنية الهامة في القصيدة المعاصرة، حيثُ حاولت القصيدة المعاصرة أن تبتعد عن الإطناب فيما لا يتناول الموضوع الرئيس والابتعاد عن الحشو، بالإضافة إلى قدرتها على التأثير،[١٣] وهناك عدد كبير من الشعراء الذين كان لهم الفضل في تشكيل الهوية الجديدة للقصيدة الطويلة المعاصرة، وكان لهم تأثير كبير في حركة الشعر المعاصرة، كما قاموا بإثراء المكتبة الشعرية العربية بالدواوين النفيسة والكتب الثمينة من خلال ما قدموه من أعمال أدبية وشعرية خالدة مؤسسين لفكر قصيدة جديد في العصر الحديث، ومن أهم هؤلاء الشعراء: محمد مهدي الجواهري، نزار قباني، محمود درويش، بدر شاكر السياب وغيرهم كثير.[١٤]

الخطاب في القصيدة الطويلة

لقد تنوعت تقنيات القصيدة المعاصرة الفنية، واعتمدت عناصر فنية جيدة في فضاء من الأفكار والتجارب والإبحار في ثقافات شاسعة الامتداد، وهذا ما حذا بالقارئ أن يكون على مستوى الخطاب في القصيدة، وخصوصًا الطويلة إذ يكون فيها عدد أبيات كثيرة ومواضيع متعددة وأفكار لا حصر لها يمكن أن تدور في دوامة قصيدة طويلة واحدة، لكنَّ هذه كانت من إشكاليات هذه القصيدة، فقد أتاحت القصيدة الطويلة مساحةً كبيرةً للشاعر المعاصر حتى يعبر من خلالها عن تجربته الشعرية بصورة كافية ووافية متناولًا جميع تفاصيلها، كما أتاحت للمتلقي نيل فرصة جديدة ساعدته في تحليلات الخطاب الشعري الذي تحمله القصيدة في أبياتها، فلم يعد طول القصيدة الحديثة يقتصر على الشكل وعدد الأبيات دون أن يكون لها غاية ووظيفة تؤديها، لذلك توجه إليها عدد كبير من الشعراء لخوض غمارها.[١٥]

وقد شهدَ مضمار الخطاب في القصيدة الشعرية الطويلة في الشعر العربي المعاصر الكثير من التحولات التي تميزت بأنها في جوانب كثيرة منها ذات طابع فكري أتى متوافقًا مع المؤثرات والمواقف التي ولدَت هذا الخطاب نفسه، ومسلسلةً جنبًا إلى جنب مع التغيرات التي كانت الأمة العربية تمرُّ بها، فكان الخطاب الشعري في البداية وخصوصًا في قصيدة الشعر الطويلة في الشعر المعاصر خطابًا توجيهيًّا يميل إلى الأسلوب التقريري وتقديم العبَر والحكم ويحمل بين كلماته تعليمات الوعظ بشكل مباشر إلى المتلقي، لكنَّه شيئًا فشيئًا تحوَّل إلى خطاب شعري نقدي متمركزًا حول المحاور السياسية والاجتماعية والحضارية، وبلغ ذروته في الجانب السياسي، وبسبب الكثير من التغيرات التي ضربت العالم العربي تحول ذلك الخطاب إلى خطاب ثوري رافض، يقوم على التحريض والتمرُّد على الواقع المريض والمتهالك والقيم البالية والاتجاهات المختلفة، كما توجَّه معظمه بأصابع النقد تلك إلى السلطات الحاكمة في مختلف أصقاع العالم العربي، بعد ذلك تحوَّل الخطاب الشعري في القصيدة الطويلة في الشعر العربي المعاصر إلى خطاب ذي نزعةٍ تأملية يسبح في فضاءات فلسفية ويحمل التجديد الفكري، موازيًا بذلك التجديد والبعث التي كانت الأمة بحاجة ماسةٍ إليه في جميع نواحيها.[١٥]

المراجع[+]

  1. “قصيدة”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
  2. “قصيدة”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
  3. “المعلقات”، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
  4. مشري بن خليفة، الشعرية العربية، صفحة 160. بتصرّف.
  5. أحمد زهير رحاحلة، القصيدة الطويلة في الشعر العربي المعاصر، صفحة 35. بتصرّف.
  6. أحمد زهير رحاحلة، القصيدة في الطويلة في الشعر العربي المعاصر، صفحة 34. بتصرّف.
  7. أحمد زهير رحاحلة، القصيدة الطويلة في الشعر العربي المعاصر، صفحة 35. بتصرّف.
  8. “شعر (أدب)”، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
  9. “كتاب قضايا الشعر المعاصر”، al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
  10. “غرض شعري”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
  11. “خصائص الرمزية”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
  12. “اتجاهات الأدب العربي الحديث: المحاكاة والأفق المسدود”، www.ida2at.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
  13. “الأشكال الشعرية في العصر الحديث”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
  14. “عشاق القصيدة.. شعراء أثروا في الحركة الشعرية العربية المعاصرة”، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.
  15. ^ أ ب “تحولات المضامين الفكرية في الخطاب الشعري المعاصر”، www.arabiclanguageic.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-13. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب