العصر العباسي الأول

الدولة العباسية

بعد القضاء على الدولة الأموية، بدأ عصرٌ إسلامي جديد، وهو عصر الدولة العباسية التي قامت على أنقاض الدولة الأموية بعد أن شنّ العباسيون عدة ثورات على الأمويين حتى انتزعوا منهم الخلافة، ويعود أصل العباسيين إلى العباس بن عبد المطلب، وهو عم الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وتأسست الدولة العباسية على يد أبي العباس السفاح، الذي قضى على معالم الدولة الأموية بالقتل والتنكيل ببني أمية، وذلك بمساعدة أخيه أبو جعفر المنصور، وكان ذلك ما بين عامي سبعمئة وتسعة وأربعين وسبعمئة وأربعة وخمسين ميلادية، حيث تعززت أركان الدولة العباسية، واتخذت من مدينة بغداد عاصمةّ لها، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن العصر العباسي الأول.[١]

العصر العباسي الأول

كانت بداية قيام الدولة العباسية فعليًا بعد آخر معركة جرت بين العباسيين والأمويين، وهي معركة نهر الزاب التي حدثت في شمال العراق ما بين الموصل وأربيل، وانتصر بها العباسيون، حيث كان الجيش الأموي بقيادة مروان بن محمد، والجيش العباسي بقيادة أبي العباس، وفتح العباسيون العراق ثم انتقلوا إلى بلاد الشام ثم مصر حتى قتلوا الخليفة الأموي مروان بن محمد، وبهذا أصبحت جميع المناطق التي كانت ضمن الدولة الأموية تابعةً للعباسيين وتأسست الدولة العباسية حيث بُويع أبو العباس السفاح بالخلافة، وبدأت المرحلة الأولى من حكم العباسيين، والتي أطلق عليها المؤرخون اسم العصر العباسي الأول، فقد قُسمت أيام حكم العباسيين إلى عصرين: العصر العباسي الأول، والعصر العباسي الثاني.[٢]

تمتدّ فترة العصر العباسي الأول إلى ما يُقارب قرنًا من الزمان، وتحديدًا من عام مئة واثنين وثلاثين من الهجرة، الموافق لعام سبعمئة وتسعة وأربعين للميلاد، إلى عام مئتين واثنين وثلاثين من الهجرة، الموافق لعام ثمانمئة وسبعة وأربعين من الميلاد، وسمي العصر العباسي الأول بالعصر الذهبي للخلافة العباسية، وذلك لما لهذا العصر من مميزاتٍ رائعة ومثالية، وقد تمتع الخلفاء في هذا العصر بالسلطة الدنيوية والدينية التامة التي أتاحت لهذا العصر أن يكون منضبطًا ومليئًا بالإنجازات الكثيرة التي بقيت خالدةً في كتب التاريخ إلى اليوم، وسبب تسميته بالعصر الذهبي هو أنه كان عصرًا مليئًا بالازدهار والإنجازات في مختلف المجالات.[٢]

أبرز خلفاء العصر العباسي الأول

تعاقب على الحكم في فترة العصر العباسي الأول تسعة خلفاء عباسيين، وكان عصرهم هو عصر الإصلاحات الداخلية والتطور وتثبيت داعئم الدولة العباسية وزيادة أمنها، وهو العصر الأكثر ازدهارًا واستقرارًا قبل أن تبدأ الدولة العباسية بالتراجع وفقدان الاستقرار، وهؤلاء الخلفاء تسعة وهم بالترتيب كما يأتي:[٣]

• أبو العباس عبد الله المشهور بالسفاح، وحكم من ما بين 132 و136هـ.
• المنصور، وحكم ما بين عامي 136 و158هـ.
• المهدي، وحكم ما بين عام 158 إلى 169هـ.
• الهادي، وحكم من عام 169 إلى 170هـ.
• هارون الرشيد، وحكم ما بين عام 170 إلى 193هـ.
• الأمين، وحكم من عام 193 إلى 198هـ.
• المأمون، وحكم من عام 198 إلى 218هـ.
• المعتصم، وحكم من عام 218 إلى 227هـ.
• الواثق، وحكم من عام 227 إلى 232هـ.

مميزات العصر العباسي الأول

العصر العباسي الأول أو كما يُسمّى بالعصر الذهبي كان عصرًا مميزًا، بلغ فيه تطور الدولة العباسية وتقدمها أوجه، وازدهرت من جميع الجوانب السياسية والاقتصاديّة والأدبيّة والفكريّة، وقد بلغ العصر العباسي الأول ذروة مجده في عهد هارون الرشيد، حيث اهتمّ هارون الرشيد بإصلاح الدولة، وبدأ بالإصلاحات الداخلية واهتم بفن العمارة، فانشأ القصور الفخمة والمساجد الكبيرة، وبدأ باستخدام القناديل المضيئة في الساحات والطرق والمساجد، وبدأ الاهتمام بشكلٍ أكبر في الزراعة وتنظيمها، وبدأت حكومة الدولة العباسية ببناء القناطر الكبيرة والجسور وحَفر الترع والجداول التي تصل بين الأنهار، كما تم تأسيس ديوان للإشراف على تنفيذ الأعمال في الدولة، وتشجيع التجارة والتبادل التجاري بين مختلف ولايات الدولة، بالإضافة إلى حراسة طرق التجارة بين المدن المختلفة.[٤]

ومن أهم ما تميّز به العصر العباسي الأول هو توسيع رقعة الدولة العباسية، حيث امتدّت الفتوحات الإسلامية فيها إلى آسيا الوسطى والقوقاز والأناضول، بالإضافة إلى إعادة محاولة فتح القسطنطينية، ومما يجدر ذكره أنّ البرامكة كانوا من أقوى العائلات نفوذًا في ذلك العصر، وخصوصًا في عهد هارون الرشيد، حيث كانوا يُسيطرون على الوزارات ومناصب الدولة، وكان لهم نفوذ كبير.[٤]

تطور العلوم في العصر العباسي الأول

تطورت العلوم كثيرًا في العصر العباسي الأول، وبخاص ة علوم الفيزياء التقنية والفلكية، وزادت الابتكارات والاختراعات، ومن ضمن اختراعات ذلك العصر الساعة المائية، وفي عهد المأمون ازدهرت العلوم المختلفة، وخصوصًا علوم الرياضيات والطب والفلسلفة والفلك، وعلوم اليونان المختلفة، وتم تأسيس بيت الحكمة في بغداد، الذي يُعدّ من كبريات الجامعات في العصر العباسي الأول، كما اختُرع الاسطرلاب والعديد من الآلات التقنية، وجرت عدة محاولات لقياس محيط الأرض، وهذا دليل على تطور العلوم كثيرًا في ذلك العصر، والإيمان بنظرية كروية الأرض.[٢]

كما تطورت الترجمة من مختلف اللغات، واهتم الناس بترجمة الكتب من وإلى اللغة العربية، وبنقل العلوم والآداب من الفارسية والسريانية واليونانية إلى العربية، واكتسبت اللغة العربية في ذلك العصر مكانة مرموقة جدًا، حيث أصبحت لغة الأدب والشعر والفلسفة والعلم، كما ازداد عدد العلماء والأدباء، بالإضافة إلى تطور حركة النقد، كما أسهم تطور الترجمة في العصر العباسي الأول في زيادة المستوى العلمي والثقافي، وزيادة الانفتاح الثقافي والديني، وظهرت حركة المعتزلة، وزادت النهضة العلمية، وتأليف الكتب، نظرًا لاهتمام خلفاء العصر العباسي الأول بالجانب العلمي والأدبي والثقافي بشكلٍ كبير.[٢]

المراجع[+]

1. ↑ “عباسيون”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 11-07-2019. بتصرّف.
2. ^ أ ب ت ث “الدولة العباسية”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-07-2019. بتصرّف.
3. ↑ “الأوضاع الحضارية فى العصر العباسى الأول”، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-07-2019. بتصرّف.
4. ^ أ ب “الدولة العباسية”، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 11-07-2019. بتصرّف.