X
X


موقع اقرا » إسلام » تعاليم الإسلام » الحداد في الإسلام

الحداد في الإسلام

الحداد في الإسلام


ما هو الحداد؟

  • الحداد لغة: ورد ذكر الحداد لغةً عن محمد البابرتي الحنفي في كتابه العناية على شرح الهداية أن لفظ الحداد من الإحداد،[١] والحداد من المصدر حدّ أو حدد ومفردها حِداد.[٢]
  • الحداد في الاصطلاح الشرعي: يُذكر بأنه امتناع المرأة عن الزينة بشكل كامل طوال مدة الحداد، أي أن تمتنع عن استخدام الطيب والكحل ومساحيق التجميل، والعطور والدهن المطيب وغير المطيب، واستثنى بعض أهل العلم هذا إلا من عذر، ومنهم من قال إلا من وجع،[١] ومفرد الحداد تعني ثياب المأتم التي تُرتدى في عند وفاة إنسان وهي إشعارًا وتعبيرًا في الحزن على الميت.[٢]

حكم الحداد في حق الحامل

أجمع الفقهاء في حكم الحداد للمرأة الحامل على أنَّ عدَّتها تنتهي بولادة طفها، طالت المدة أم قلَّت عن العدة المشروعة، فمن يتوفى عنها زوجها وهي حامل بالأشهر الأولى فعليها أن تلتزم بالعدة لوقت أن تضع الجنين،[٣] وما نقله أهل الحديث عن سبيعة الأسلمية وهي امرأة توفي عنها زوجها قبل موعد ولادتها بنصف شهر، وحينها تقدَّم لخطبتها رجلان أحدهما كهل والآخر شاب، فحطّت سبيعة إلى الشاب وإذ به الكهل يعترض ليقول: إنها لم تحلل بعد، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما وضعت: “قَد حللتِ فانكِحي مَن شئتِ”.[٤][٣]

وفيما ورد عن أهل السيرة في الصحيحين أنَّ زينب بنت أبي سلمة حينما دخلت على أم حبيبة زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما توفيّ أباها، فقامت بوضع بعض الطيب الذي فيه صفرة غير أنها لم تكن بحاجة لذلك، وقالت ذلك صراحة إنَّه ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “لا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ باللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ أَنْ تُحِدَّ علَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، إِلَّا علَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا”.[٥][١]

حكم الحداد في حق غير الحامل

خصّ الله تعالى الحداد بفئة معنيّة من النساء، فالمرأة التي يتوفي عنها زوجها، يجب أن تحدّ عليه مدة أربعة أشهر وعشر أيام،[١] وإنّ حداد المرأة على زوجها حكم شرعي ثابت لا خلاف عليه ولا يحق لأي أحد أن يسقطه أو يقلل من مدته إن كان يتعلق بحداد الزوجة على زوجها، حتى الزوج نفسه ليس له حق بتوصية امرأته أن لا تحد عليه، وإن كان ذلك، لا يعتدّ بوصيته وقوله عقب وفاته.[٦]

حكم الحداد للمطلّقة

المطلقة طلاقًا رجعيًا

إذا كانت المرأة قد تطلَقت بعد الدخول من دون عوض وكان ذلك الطلاق أول طلاق أو ثاني طلاق، تكون المرأة عند ذلك مطلقة طلاقًا رجعيًا وهي في حكم الزوجة ويجري عليها من أحكام ما يجري على الزوجة، فإذا مات عنها زوجها وهي على تلك الحالة فإنَّها تنتقل من عدَّة الطلاق التي كانت تقضيها إلى عدَّة الوفاة،[٧] وتكون عدَّتها مثل عدَّة الزوجة ولها نفس الأحكام، فإذا كانت حاملًا ففترة الحداد لها تنتهي حين تضع حملها،[٣] وأما إذا لم تكن حاملًا فإنَّ فترة الحداد لها أربعة أشهر وعشرة أيام.[١]

المطلقة طلاقًا بائنًا

المرأة البائن، هي الزوجة التي يُطلقها زوجها ثلاثًا أي الطلقة الثالثة، وهي الطلقة الأخيرة التي يمتلكها الزوج ولا تحلُّ له بعدها حتى تتزوج من رجل آخر، والمرأة البائن عند ذلك لا تكون زوجة للميت، فإذا مات عنها زوجها وهي في فترة عدة الطلاق، فإنَّها لا تتحول إلى عدة الوفاة، بل تكمل فترة العدة وهي عدة طلاقها التي كانت عليها قبل وفاة زوجها.[٨] والراجح أنَ المطلقة طلاقًا بائنًا لا يحلُّ لها أن تحدَّ على الميت لأنَّه لم يعُد زوجها أصلًا، وحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السابق يؤكد على ذلك.[٩]

حكم حداد المرأة على غير زوجها

اتفقَ جميع العلماء في الشرع على أن عدّة المرأة على أي شخص يموت من أحد أقاربها غير زوجها هو ثلاثة أيام فقط وليس لها أن تزيد المدة إذ إنّ الحداد وفترة العدة تكون على الزوج فقط،[١٠] ويمكن لزوجها أن يمنعها من ذلك لأن الزينة حقٌّ له.[١]

حكم الحداد للرجال

ذهب الفقهاء إلى أنه لا حداد على الرجل في الإسلام لا من ناحية الفترة الزمنية أو في تقيد السلوكات والتصرفات، وإنما يعدُّ تعبيره عن الحداد حسب خصال الفطرة الإنسانية، التي تختلف من رجل لآخر في الحزن، ولا اعتبار في الحداد بقصِّ الشارب وتطويل أو حلق اللحية وما شابه من أمور.[١١]

هل الحداد على الميت والبكاء عليه يُعذّبه في القبر؟

إنّ الحداد والبكاء شعور يعبِّر بهما كل إنسان عن الحزن على الميت، إلا أنه يجب على هذا البكاء أن يكون بغير نياح وصياح، وإن استطاع الميت أن ينهى أهله عن فعل هذا قبل وفاته، كان أفضل وأسلم لهم، فإن خالفوه بعد الوفاة وكان الندب بصوت مرتفع، فالله أكرم من أن يعذِّب عباده، وما ذُكر في قواعد الشرع أنه لا يعذب إنسان أو يعاقب بذنب إنسان آخر، ولم يرد عن النبي أنه قال أن الميت يتعذب بسبب ذلك، وإنما يحزن لحال أهله في فراقه لهم.[١٢]

هل يجب لبس الأسود في الحداد؟

لا يجب لبس السواد حدادًا على الميت، ولا أصل في تخصيص الأسود للحداد في بعض البلدان الإسلامية، واختلف الفقهاء في ذلك، فذهب الحنفية إلى عدم جواز ارتداء اللباس الأسود في حقِ المرأة حدادًا إلا على الزوج ولمدة ثلاثة أيام فقط، وأمَّا المالكية فذهبوا إلى جواز ذلك طوال فترة العدة، إلا أن تكون المرأة شديدة البياض، أو إذا كان اللون الأسود يتَّخذ بين قومها من أجل الزينة، فعند ذلك لا يجوز لها أن ترتدي اللون الأسود.[١]

كما يمكنك التعرّف على مدة الحداد على الميت تفصيلًا بالاطلاع على هذا المقال: مدة الحدادعلى الميت

وكما يمكنك التعرّف كذلك على شروط الحداد على الميت بالاطلاع على هذا المقال: شروط الحدادعلى الزوج

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 14005. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أحمد مختار عمر، كتاب معجم اللغة العربية المعاصرة، صفحة 457. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 14077. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبدالرحمن بن عوف، الصفحة أو الرقم:3510، صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5334، صحيح.
  6. ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 447. بتصرّف.
  7. محمد بن عبد العزيز المسند، كتاب فتاوى إسلامية، صفحة 53. بتصرّف.
  8. محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 564. بتصرّف.
  9. محمد المختار الشنقيطي، كتاب شرح زاد المستقنع للشنقيطي، صفحة 13. بتصرّف.
  10. أحمد بن عبد العزيز الحمدان، كتاب دليل مكتبة المرأة المسلمة، صفحة 40. بتصرّف.
  11. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 480. بتصرّف.
  12. ابن القيم، كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، صفحة 107. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب