موقع اقرا » إسلام » إعجاز القرآن الكريم » الإعجاز التربوي في رب أرني كيف تحيي الموتى

الإعجاز التربوي في رب أرني كيف تحيي الموتى

الإعجاز التربوي في رب أرني كيف تحيي الموتى


القرآن الكريم

هو المصدر الأوّل من مصادر التشريع الإسلاميّ، وهو كتاب الله -سبحانه وتعالى- وكلامه الذي أنزله على رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- على فترات متتالية، وهو الكتاب الأول الذي يرجع إليه المسلمون لتنظيم شؤون حياتهم، وهو معجزة رسول الله الباقية ما بقيت السماوات والأرض، وقد أثبت القرآن الكريم إعجازه الإلهي بكثير من جوانب الإعجاز، فإعجازه العلمي والتشريعي والتربوي والبلاغي، كلُّها جوانب مشرقة في صفحات كتاب الله العظيم، وهذا الإعجاز يقدم حجة حقيقية في وجه كلِّ من يشكك بمصداقية هذا الدين العظيم، وهذا المقال سيتناول الحديث عن الإعجاز التربوي في رب أرني كيف تحيي الموتى إضافة إلى الحديث عن أهمية الإعجاز العلمي في الإسلام.

سورة البقرة

تعدّ سورة البقرة من السور المدنية التي نزلت على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في المدينة المنورة، وهي من السور الطوال، وأطول سورة في القرآن الكريم على الإطلاق، حيث يبلغ عدد آياتها 286 آية، ويأتي ترتيبها السورة الثانية بعد سورة الفاتحة، وهي السورة الأولى التي نزلت في المدينة المنورة على رسول الله بواسطة جبريل -عليه السَّلام-، وقد سُمِّت سميت سورة البقرة بهذا الاسم لأنَّها تضمنت قصة البقرة الصفراء التي حدثت بين نبي الله موسى -عليه السلام- وبني إسرائيل، وجدير بالذكر أنَّ سورة البقرة تبدأ بحروف مُقَطّعة في أول آية من آياتها وهي “آلم”، وفيها أطول آية في القرآن الكريم وهي آية الدين، وفيها آية الكرسي أيضًا، وهي تمتدّ على مسافة ثلاثة أجزاء في القرآن الكريم، وتتناول سورة البقرة الحديث عن القوانين والتشريعات الإسلامية شأنها في هذا شأن أغلب السور المدنية التي تناولت التشريعات التي احتاجها المسلمون لتنظيم شؤون حياتهم في المدينة المنورة، والله تعالى أعلم. [١]

شرح قوله تعالى رب أرني كيف تحيي الموتى

يقول تعالى في سورة البقرة: “وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رب أرني كيف تحيي الموتى ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” [٢]، جاء في تفسير هذه الآية ما يلي: رأى إبراهيم -عليه السَّلام- جيفةً على أحد السواحل تأكلها النسور والوحوش، ففكر كيف ستجتمع هذه الجيفة مرَّة أخرى، وأحب أن يرى كيف سيرجع الله هذه الجيفة التي أكلتها الوحوش، فسأل ربَّه عن كيفية إرجاع الموتى، فقال تعالى:  “أَوَلَمْ تُؤْمِن”، فأجابه إبراهيم -عليه السَّلام- قال: “بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي”، فقال تعالى: “قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”، فخذ طاووسًا ونسرًا وغُرابًا وديكًا، فقطعهنَّ، ثمَّ اجعل على كلِّ جبل جزءًا من هذه الطيور، ثم قال: ادعوهنَّ وسيأتين سعيًا بأمر الله، وكان هذا معجزة من الله -سبحانه وتعالى- والله أعلم. [٣]

الإعجاز التربوي في رب أرني كيف تحيي الموتى

يعدّ القرآن الكريم كتابًا معجزًا بكلِّ جوانبه، فهو معجز ببلاغته وألفاظه وأحكامه وطريقة عرضه؛ لأنَّه كتاب الله -سبحانه وتعالى- ولأنَّ ما فيه من عند الله فهو مُنَزَّه عن الخطأ ومعصوم عن النسيان، أمَّا فيما يتعلَّق بالإعجاز الموجود في قوله تعالى: رب أرني كيف تحيي الموتى، فالإعجاز الموجود هو إعجاز تربويّ إلهيّ، فالآية الكريمة تبرز مدى الإعجاز التربوي الذي يحمله القرآن الكريم، وهذا الحوار العظيم بين نبي الله إبراهيم -عليه السَّلام- وربِّ العالمين -تبارك وتعالى- يبرز ويُظهر الإعجاز البلاغي والتربوي بأسمى صوره، فعندما سأل نبي الله إبراهيم ربَّه كيف يحيي الموتى، جاء الرد الإلهي لائقًا بالرسالة التربوية التي أراد الله أن يوجهها إلى نبيه وعبده، حيث سأل الله نبيه قائلًا: “قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ”، فأجاب نبي الله إبراهيم -عليه السَّلام- قائلًا: “قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي”، وهذا الجواب دليل شرعي على رغبة نبي الله في الوصول إلى أعلى مستويات التعليم، ثمَّ يثبت الله تعالى في تكملة الآية الشريفة على قدرته على البعث، ويعدُّ هذا الحوار التربوي الشريف من أبرز مظاهر الإعجاز التربوي التعليمي الذي يتمتع به كتاب الله تعالى، والله أعلى وأعلم. [٤]

أهمية الإعجاز في القرآن الكريم

يعدّ الإعجاز في كتاب الله -سبحانه وتعالى- بكلِ جوانبه من الأشياء التي يحتجُّ بها المسلمون في وجه أعداء هذا الدين العظيم، وبغض النظر عن هذه الفكرة، فإنَّ الإعجاز في كتاب الله بشكل عام يعتبر من الحقائق والدلائل المرئية التي تزيد الإنسان المسلم إيمانًا فوق إيمانه، وهو من الأشياء التي تزيد ثقة المسلم بربه، فالمتفكر والمتدبر لكتاب الله يعلم جيدًا إنَّ هذا الإعجاز بهذه الجوانب المتعددة لا يمكن أن يكون في كلام غير كلام الله، وفي كتاب غير كتاب الله، ومن أبرز فوائد الإعجاز في القرآن الكريم ما يأتي: [٥]

  • يحافظ الإعجاز بكلِّ صوره على استمرار معجزة القرآن الكريم واستمرار الأدلة التي تقف في وجه كلِّ من يحاول المس بقدسية كتاب الله تعالى.
  • يزيد البحث في مجال الإعجاز القرآني الآيات القرآنية وضوحًا وشفافية، فما كان مجهولًا من قبل يتضح ويتجلَّى دون بالتفكر والتحليل المطلوبين.
  • يعدّ الإعجاز العلمي والتربوي والبلاغي والتشريعي علمًا جديدًا يُضاف إلى علوم القرآن الكريم.
  • يُساعد الإعجاز في كتاب الله على سبر أغوار الحكمة الإلهية، وإيضاح جوانب كثيرة منها، وإزالة الستار عن كثير من الغايات التي تتخفى وراء أوامر الكتاب ونواهيه.
  • ويعتبر الإعجاز العلمي أيضًا توسعًا إسلاميًا فكريًا في فَهم القرآن الكريم وطريقة بناء الدعوة الإسلامية السليمة التي تترافق مع الحجج البراهين القاطعة والتي لا تحتمل المساومة أبدًا، والله أعلم.

المراجع[+]

  1. سورة البقرة, ، “www.kalemtayeb.com”، اطُّلِع عليه بتاريخ 09-03-2019، بتصرّف
  2. {البقرة: الآية 260}
  3. تفسير سورة البقرة, ، “www.quran.ksu.edu.sa”، اطُّلِع عليه بتاريخ 09-03-2019، بتصرّف
  4. الإعجاز التربوي في آية, ، “www.alukah.net”، اطُّلِع عليه بتاريخ 09-03-2019، بتصرّف
  5. فوائد دراسة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم, ، “www.islamweb.net”، اطُّلِع عليه بتاريخ 09-03-2019، بتصرّف






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب