أنواع الحوار

أنواع الحوار

إنّ أنواع الحوار هي:

• الحوار الإقناعي.
• الحوار الاستقصائي.
• الحوار البحثي.
• الحوار الجدلي.
• الحوار الاستكشافي.
• الحوار التفاوضي.
• الحوار التأملي.

الحوار الإقناعي

هل يؤدي الحوار دورًا أساسيًّا في الإقناع؟

يكتسب الحوار قيمته الأساسيّة من كونِه أداة تعبيرية تُستخدمُ للتواصلِ بين مكوّنات المجتمعِ من أفرادٍ وجماعات، بهدف الوصول إلى صيغةِ تفاهمٍ مشتركةٍ تجمعُ بين كلا الطرفين، ويكونُ بذلك المعنى وسيلة للإيضاح وبيان وجهات النظر التي تؤدي بدورها إلى الإقناع بتلك الوجهة ذاتها، وبيان المعطيات التي تؤيّدها، ولا بدّ في هذا النوع من الحوارات أن يتمتّع طرفا الحوار بالموضوعية، لأنها العنصر الأساسي في تأدية الحوار لواجبهِ في إظهار الحقيقة، وكشف الستار عن الحل أو النتيجة المناسبة للموضوع الذي يدور الحوار حوله، إذ إنها حيثُ تكونُ سمة يكثُرُ طَمسها في العديد من الحوارات، فإن نتيجة الحوار تكون جدلًا لا طائلَ منهُ، ويتمتع الحوار عند وجود الموضوعية بحصول الفائدة المرجوّة منهُ، وتحقُّق النتيجة التي تؤدّي إلى تعديل المفاهيم بصورة أفضل مما كانت عليه.[١]

الحوار الاستقصائي

كيف يشكل الحوار أهمية في الاستطلاع والاكتشاف؟ 

يقوم هذا النوع من الحوار على الاستكشاف والاستقصاء حول موضوع معين، ويؤدي دورهُ في الميادين العلمية الأكاديمية، كالميادين المدرسية أو الجامعية لأنه يُتيح للباحث أو المحاور إمكانية تكوين الأفكار حول الموضوع المراد بطريقة أفضل من طريقة التلقّي، ويتيح الحوار الاستقصائي إمكانية الاندماج مع البنى المعرفية للفرد، وبذلك يكون الحوار أكثر قابلية للاستدعاء والانتقال من فكرة إلى أخرى، ويعتمد الحوار الاستقصائي بالنقطة الأولى على مُثير يُشعل اهتمام المتحاورين ويؤدي إلى رغبتهم في البحث والاستقصاء والاستطلاع، ثم يسير في طريقه إلى بناء عدد من الفرضيات ومعالجتها، ثم إلى تفضيل أكثرها تناسبًا مع الإشكالية المطروحة.[٢]

الحوار البحثي 

بم يختلف البحث عن الاستقصاء ضمن الحوار؟

يقوم الحوار البحثي على المعاني آنفة الذكر في الحوار الاستقصائي، إذ إنّ الاستقصاء والاكتشاف هو عملية متطابقة مع البحث بشكل أو بآخر، وبناءً على ذلك فإنّ الحوار البحثي يقوم على الاستطلاع والبحث عن نتيجة مرجوّة لمشكلة معينة أو تساؤل ما، ويكون مبنيًّا على العناصر المعرفية اللازمة لنجاح هذا الحوار في تقديم نتيجة ذات قيمة.[٢]

الحوار الجدلي  

كيف يُشكل الجدل مكوّنًا من مكوّنات التفاهم والتواصل؟

يتمتع الحوار الجدلي بكونِهِ غير تابعٍ لحدود معينة، بل إنه مُطلَقٌ في الأفق، يستطيع أن يُحقق أهدافًا مرجوّة أو جزئيّات غير مقصودة بعينها، فهو مهارة يستطيع المرء أن يستفيد منها في التعامل مع كل الأشياء التي تحيط به في مجتمعه، ويُعدّ الحوار الجدلي وسيلة من وسائل نشر الدين الإسلامي، فقد ورد الجدلُ بمعنى الحوار في آن الكريم، وكان ممدوحًا في مواضع ومذمومًا في مواضع أخرى.[٣]

فالجدل الذي لا يُفضي إلى نتائج مُفرغة من المضمون ضرورةٌ يحثّ عليها الدين الإسلامي، ففي القرآن الكريم يقول الله تبارك وتعالى: {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[٤]، فالجدال هنا لا يكونُ عقيمًا لأنه يؤدي في النهاية إلى بيان العديد من الأمور التي لا تكون في دائرة الإيضاح.[٣]

أما حين يفقد الحوار أيّ نتيجة يمكن أن يأتي بها، وحين يدور حول ما تمَّ بيانه واتضحَتْ حقيقتُه أشد الوضوح يتحوّل إلى جدلٍ عقيم، وهنا يمكن القول إنّه لا يُعطي أي فائدة مرجوّة فضلًا عن ضياع الوقت، وذلك مثل قول الله تبارك وتعالى: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ}[٥]. جَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ.[٦]

قال تعالى: {فَأَخَذْتُهُمْ ۖ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ}[٧]، فقد كان منعُ الله تعالى الجدال يخصُّ في أغلب الأحيان أمور العقيدة الواضحة التي جاء التوحيد ليتمحورَ حولها، وهي وحدانية الله تعالى، وذلك ما لا سبيل إلى الجدال فيه لما تقدمَ فيه من البراهين والأدلة الساطعة التي لا تشوبها شائبة الباطل.[٦]

الحوار الاستكشافي

هل يؤدي الحوار دورًا في إيجاد ما تريده العملية المعرفية؟

يهدف الحوار الاستكشافي إلى التعرف على الآخر أو على الأشياء أو الأفكار التي يحيط بها أو ببعض أجزائها شيء من الإبهام، وذلك مثل دوافع الآخرين للقيام بأمر دون أمر آخر، أو مصدر رغبة من رغباتهم في تحقيق شيء معين دون غيره، ويحتاج هذا النوع من الحوار إلى طريقة مناسبة للتفاعل مع الآخرين، حيث يكون ذلك الحوار نابعًا عن عاطفة إيجابية، أو عن دوافع معرفية لها مهمة معرفية أو مجتمعية.[٨]

الحوار التفاوضي 

كيف يُشكّل الحوار جزءًا من عملية التفاوض؟

كل شيء قابل للتفاوُض، هذه العبارة التي تجعل من فنّ الحوار أساسًا في كل عملية تقبل التفاوض لإيجاد نتائج تناسب الأطراف المتحاورة بشكل أفضل وبطرق تؤدي إلى مكاسب أكبر لكل منهما، وتتضمن هذه الصيغة وجود تكافؤ في الفرص لطرح أمر معين على طاولة الحوار، ثم تُتيح منهجية الحوار قدرًا من التبادلية التي تقوم على إيجاد نُقاط النفع والفائدة، وتقوم دعامات هذا الحوار على الإلمام بالمعرفة الثقافية والاجتماعية لكلّ من الأطراف المتفاوضة بما يجعلها قادرة على الإلمام بالبيئة المحيطة، لما في ذلك من تأثير على صياغة السلوك الحواري التفاوضي.[٩]

الحوار التأملي 

بمَ يتميّز الحوار الذي ينشأ عن التأمل والتحليل؟

يعتمد الحوار التأملي على التحليل، وقد يكونُ بين المرء وذاتهِ إذ يحاور الأفكار المتعددة بعقلهِ دون الإفصاح بها، ويكون هذا الحوار تأمليًّا ذاتيًّا لاكتشاف العلاقات والروابط والنتائج التي يمكن أن تتكون منها الأشياء. ويمكن أن يكون حوارًا تحليليًّا بين مجموعة من الأفراد أو الجماعات يقوم على تفكيك عدد من العناصر للوصول إلى تركيب أفضل للأفكار أو المكوّنات أو المعطيات، والتي بدورها تؤدي إلى نتيجة أفضل من سابقتها، ويمكن اعتماد هذا الحوار في الأنظمة التعليمية وبناء المناهج والكثير من الميادين العلمية.[١٠]

يمكن أن يُسمى هذا الحوار بالحوار غير المباشر، إذ يمكن من خلاله أن تتحدث مجموعة من الأشخاص عن تحدّيات صعبة دون البوح بها بشكل مباشر، لما في المباشرة من إشكاليّات اجتماعية[١١]، ويقدّم الحوار التأملي احتمالات لفهم وإدراك مفاهيم جديدة من نواحٍ مختلفة، وبناء أُطُر جديدة للقيم المعروفة، فهو يعين على التكيّف والمرونة والتغيير الذي يؤدي إلى الأفضل في شتى المجالات، بل يسمح بالمقاومة لما هو متوارث من الأخطاء، بخلاف الأساليب التقليدية العابرة للثقافات المتعددة.[١٢]

المراجع[+]

1. ↑ الدكتورة سلوى الخطيب، مجلة مبتعث، صفحة 12. بتصرّف.
2. ^ أ ب الدكتور علي عبد السميع قورة ، الاستراتيجيات الحديثة لتعليم و تعلم اللغة، صفحة 331. بتصرّف.
3. ^ أ ب الدكتور وليام استاروستا، مجلة مبتعث، صفحة 16. بتصرّف.
4. ↑ سورة النحل، آية:125
5. ↑ سورة غافر، آية:4
6. ^ أ ب الدكتور عبد الكريم شعبان الأعوج، الجدل مفهومه وضوابطه، صفحة 239. بتصرّف.
7. ↑ سورة غافر، آية:5
8. ↑ شحاتة صقر، الدعوة مهارات وفنون، صفحة 494. بتصرّف.
9. ↑ جميل مصعب محمود، الحوار العربي الأمريكي: رؤية سياسية معاصرة، صفحة 22. بتصرّف.
10. ↑ المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج، المدرسة حاضنة للتنمية المهنية للمعلمين، صفحة 48. بتصرّف.
11. ↑ تالولا كارترايت ، كيف تنمي حدسك، صفحة 25. بتصرّف.
12. ↑ لي دون، ميتشل والاس ، التعليم في مجال التعليم العالي العابر للحدود، صفحة 110. بتصرّف.