X
X


موقع اقرا » الحياة والمجتمع » علم النفس » أساليب التوجيه المهني

أساليب التوجيه المهني

أساليب التوجيه المهني


مفهوم التوجيه المهني

التوجيه المهني أو الإرشاد الوظيفي، هو نوع من تقديم المشورة والدعم الذي يقدمه المستشارون المهنيون للأفراد، لمساعدة هؤلاء الأفراد على إدارة رحلتهم خلال الحياة والتعلم والعمل، وتجاوز التغييرات الوظيفية، وهذا يشمل الاستكشاف المهني واتخاذ القرارات المهنية وإدارة التغييرات المهنية والتطوير والنجاح الوظيفي مدى الحياة والتعامل مع القضايا الأخرى المتعلقة بالمهنة، ولا يوجد تعريف متفق عليه للإرشاد المهني في جميع أنحاء العالم.[١]

ويرجع ذلك أساسًا إلى الاختلافات المفاهيمية والثقافية واللغوية، بالرغم من ذلك فإن مصطلح الإرشاد المهني يشير عادة إلى التدخل المهني الذي يتم بصورة فرد لفرد، أو في مجموعة صغيرة من الأفراد، وعادة ما ترتبط الاستشارة المهنية بأنواع أخرى من الاستشارة، مثل الاستشارة الزوجية أو الاستشارة السريرية، إن أهم ما يوحّد أنواع الإرشاد المهني المختلفة هو دور الممارسين الذين يجمعون بين تقديم المشورة في موضوع خبرتهم، واستعمال تقنيات المشورة التي تدعم العملاء في اتخاذ قرارات معقدة ومواجهة المواقف الصعبة. [١]

أساليب التوجيه المهني

بالرغم من أن العاملين سابقًا قد فهموا ضمنيًا، أو استخدموا عددًا من مبادئ التوجيه المهني لبعض الوقت، إلا أن النهج النظري لأساليب التوجيه هو تطور حديث نسبيًا في موضوع التوجيه المهني وتستند أغلب الأساليب الحديثة إلى فرضية أن موضوع الإرشاد الوظيفي أو التوجيه المهني هو عمل موجه نحو هدف العميل -أو الفرد-، إذ ترى بعض النظريات أن الأفراد يوجهون أنشطتهم لصالح أهدافهم، إن الأساليب المطبقة على الإرشاد المهني تمثل تكاملًا بين الأساليب البنائية المعرفية والسياقية الموقفية، التي حظيت مؤخرًا باهتمام في أقسام الإرشاد في علم النفس وغيره من العلوم الانسانية، وكثيرا ما يبني المستشارون ممارستهم على كيفية بناء عقلية العملاء، وبناء قدراتهم على حل المشكلات في حياتهم اليومية، ولم تكن النظريات والبحوث المهنية والاستشارية قادرة دائمًا على البقاء على مقربة من هذا الفهم والممارسة، وفي محاولة لتصحيح هذا الوضع، قدمت بعض النظريات النفسية الخاصة بالعمل إطارًا مفاهيميًا ولغويًا لفهم التطور الوظيفي والاستشارات المهنية القريبة من التجربة البشرية. [٢]

تعد نظرية العمل من أولى النظريات التي استعملت مفاهيم الإرشاد الوظيفي، وهي تقوم على مبدأين، الأول قياس اهتمامات العميل وشخصيته، و الثاني معالجة آثار التنشئة الاجتماعية، بينما تعتمد نظرية الحركة على نظرية المعرفية البنائية التي تسلط الضوء على أهمية الطريقة التي تنظم بها المعرفة في الحياة اليومية وبشكل أساسي يقترح المنظرون أن الأشخاص يستعملون مجموعة متنوعة من المفاهيم والأطر لتنظيم وشرح السلوك الخاص بهم وسلوك الآخرين بالإضافة إلى ذلك ينعكس معنى تجربة الناس في نظام البناء الخاص بهم والعمل والوظيفة هما بناءان مهمان و مترابطان في حياة العديد من الناس.[٣]

وكثيرًا ما يعتقد الناس في أنفسهم والآخرين على أنهم هادفون واستباقيون ويسعون إلى تطوير الذات، وبالنسبة للجزء الأكبر، فإن سلوكهم موجه نحو الهدف و متعمد، ويشير الإجراء إلى السلوك قصير المدى من هذا النوع، ولكن هناك حاجة إلى تركيبات أخرى لتسلسل الإجراءات المترابطة على المدى الطويل.[٣]

تعد المهنة إحدى التركيبات التي يستخدمها العديد من الناس لفهم العمل الموجه نحو الهدف والمتعمد على المدى الطويل، وعلى سبيل المثال، فإن إكمال الاختبار له معنى في المدى القصير، وإنه يوفر إحساسًا عامًا بالإكتمال، أو ربما الإنجاز والنجاح، وعندما يضاف هذا الإجراء إلى إجراءات أخرى، فمن الممكن أن يكون له معنى طويل المدى أيضًا، مثل التأهيل لمزيد من الدراسة أو الدخول إلى الوظيفة، وعادة ما توفر نظرية العمل إطارًا مفاهيميًا ولغة مفيدة لفهم للإرشاد الوظيفي والمهني وبعض المقترحات ذات الصلة. [٣]

أسلوب الآثار المترتبة على الممارسة

إن أحد الأساليب المتبعة في الإرشاد الوظيفي الربط بين الإطار النظري والتطبيق، عبر التأكيد على التفسير، إذ يُنظر إلى العملاء على أنهم يشاركون في عملية فهم أفعالهم، وفهم وتوجيه الهدف من الفعل وهما بناءان يستخدمها الأفراد في تفسير أفعالهم، ويتم تفسير الأفعال أيضًا في ضوء البنى المعقدة طويلة المدى مثل الوظيفة وبالإضافة إلى ذلك قد يتضمن الإرشاد الوظيفي تفسير أو إعادة تفسير الأفعال الماضية، والمستقبلية المحتملة، بناءً على السلوك الحالي.[٤]

على سبيل المثال، قد تفسر شابة قرارها بالانسحاب من المدرسة على أنه موجه نحو هدف ما، فقد تكون بحاجة إلى الابتعاد عن مكان ممل ومحبط، وقد يكون لديها أيضًا بعض الفهم للآثار طويلة المدى لفعلها هذا، مثلها مثل الكثير من الناس الذين يتركون المدرسة الثانوية، لذلك تقرر الذهاب إلى الفصول المسائية عندما تحتاج إلى ذلك، وفي وقت لاحق من الحياة، يمكن إعادة وتفسير هذه الأفعال في ضوء الأحداث اللاحقة، وعلى الأغلب يدرك المستشارون أن التفسير يحدث في البيئات الاجتماعية أي بين العملاء أو أقرانهم أو أسرهم أو أرباب العمل أو المعلمين، وبالتالي فإن هذه الأساليب في الإرشاد الوظيفي تعالج العلاقات بين الأشخاص وبطريقة المواجهة الذاتية التي يمكن استخدامها للوصول إلى الإدراك الواعي الذي يرافق الإجراءات المهنية، وهذه الطريقة تساعد العملاء على رؤية أنفسهم في العمل وتساعدهم أثناء معالجتهم لإدراكهم، وتمكنهم من تلقي الملاحظات وهي تدمج الإدراك والانفعالات والعمل بطريقة مفاهيمية وعملية وتستخدم تركيبات يومية تتعلق بمعنى وتجربة العملاء. [٤]

أسلوب الإرشاد المهني الفردي

الاستشارة الفردية، هي فرصة شخصية لتلقي الدعم وتجربة النمو خلال الأوقات الصعبة في الحياة، ويمكن للإرشاد الفردي أن يساعد المرء على التعامل مع العديد من الموضوعات الشخصية في الحياة مثل الغضب بسبب موقف ما أو الاكتئاب والحزن بعد وفاة شخص عزيز أو القلق وإساءة استخدام المواد أو تحديات الزواج والعلاقة أو مشكلات الأبوة وصعوبات المدرسة والتغيرات المهنية وما إلى ذلك والاستشارة الفردية تسمى أحيانًا العلاج النفسي أو العلاج بالكلام وهي عملية يعمل من خلالها العملاء وجهًا لوجه مع طبيب صحة نفسية مدرب، في بيئة آمنة وسرية.[٥]

وتتيح الاستشارة للأفراد استكشاف مشاعرهم ومعتقداتهم وسلوكياتهم، والعمل من خلال الذكريات الصعبة أو المؤثرة، وتحديد جوانب حياتهم التي يرغبون في تغييرها، وفهم أنفسهم والآخرين بشكل أفضل، وتحديد الأهداف الشخصية، والعمل من أجل التغيير المطلوب بشكل عام والاستشارة المهنية الفردية على وجه الخصوص هي الاستشارة التي تركز على مخاوف الفرد المهنية الحالية، أو مخاوف المستقبل القريب، وقد يشمل الإرشاد الفردي الإرشاد والتخطيط الوظيفي، أو التعامل مع المشاكل في الوظيفة قبل أن تتوسع، وتسمى بالاستشارة الفردية لأنها مناقشة فردية بين المستشار والعميل بشكل خاص .[٥]

أسلوب الإرشاد المهني الجماعي

الاستشارة الجماعية وهي شكل من أشكال الاستشارة حيث تلتقي مجموعة صغيرة من الأشخاص بانتظام للمناقشة والتفاعل واستكشاف المشاكل مع بعضهم البعض مع وجود المعالج النفسي للمجموعة، وتسعى الاستشارة الجماعية إلى منح الموظفين مكانًا آمنًا ومريحًا في البيئة الوظيفية حيث يمكنهم حل المشكلات والاهتمامات والانفعالات، ويكتسب الأعضاء نظرة ثاقبة عن أفكارهم وسلوكهم ويقدمون اقتراحات ودعم للآخرين وبالإضافة إلى ذلك يمكن للأشخاص الذين يواجهون صعوبة في العلاقات الشخصية الاستفادة من التفاعلات الاجتماعية التي تعد جزءًا أساسيًا من تجربة الإرشاد الجماعي، وتتكون معظم المجموعات من موظفين في من مختلف الأعمار والخلفيات والخبرات والتخصصات، وتساعد هذه العملية في توفير وجهات نظر مختلفة. [٦]

فوائد التوجيه المهني

إن الإرشاد والتوجيه الوظيفي هو طريقة لجعل هيكل المجتمع يعمل من خلال ربط الاحتياجات الفردية بالاحتياجات المجتمعية، وإنه مادة مهمة للتنمية العملية والاجتماعية، ويمكن أن يحقق منافع للأفراد وللمجتمعات الخاصة بهم، ويمكن النظر إلى المنافع الاجتماعية على أنها تجمعات للفوائد الفردية، لذلك تندرج الفوائد الاجتماعية المحتملة للتوجيه الوظيفي في فئتين رئيستين، هما: الحد من الاستبعاد الاجتماعي وتعزيز التنمية الاجتماعية.[٧]

وفيما يتعلق بالاستبعاد الاجتماعي، يلعب التوجيه المهني دورًا وقائيًا في مساعدة الشباب على:[٨]

  • تجنب الاستبعاد المهني وإعادة الإندماج
  • دعم المستبعدين حاليًا للوصول إلى التعليم والتدريب وسوق العمل
  • توفير فوائد اجتماعية من خلال تعزيز المشاركة ورفع التحصيل التعليمي
  • الحد من حالات البطالة طويلة الأجل بين الفئات المعرضة للخطر وتحسين وصولهم إلى الفرص بما يتناسب مع قدراتهم وتطلعاتهم
  • توفير بوابة للتعليم والعمل للأقليات العرقية المعرضة لممارسات التوظيف التمييزية والمحرومة من التركّز المكاني في المناطق التي تقل فيها فرص العمل،
  • تجنب التداعيات الاجتماعية المحتملة لمزيد من المرونة في سوق العمل.

ومن الناحية الافتراضية، يساعد التوجيه الأفراد بشكل عام و فئات من الأفراد المعرضين بشكل خاص لخطر الاستبعاد الاجتماعي، وذلك من خلال:- [٧]

  • يعمل التوجيه على إحداث تأثير إيجابي على الدافع التعليمي والتدريبي والمشاركة والجهد والمثابرة ومستويات التحصيل والتغييرات في التوظيف وجودة العمل
  • يلعب المستشارون المهنيون دورًا كبيرًا في تقديم التوجيه لمساعدة الفرد في تحديد أهداف قصيرة وطويلة المدى ووضع خطة عمل مع تقديم المشورة المناسبة في كل مرحلة،
  • يساعد تحديد الأهداف على إنشاء مسار وظيفي من خلال إجراءات محددة لتقييم تقدم الفرد في مراحل معينة،
  • يضمن العمل مع أحد المستشارين على أن يكون لدى الفرد شريك للاستشارة يمكن التشاور معه في أثناء الحياة اليومية،
  • تساعد الأهداف على توقع التحديات والاستعداد للتغييرات مقدمًا، كما أنها توجه القرارات أثناء تقدم في حياتك المهنية.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب “Career_counseling”, en.wikipedia.org, Retrieved 2020-07-23. Edited.
  2. “An Action Approach to Career Counseling”, www.counseling.org, Retrieved 2020-07-23. Edited.
  3. ^ أ ب ت “action-theory”, www.sciencedirect.com, Retrieved 2020-07-23. Edited.
  4. ^ أ ب “the-implication-of-implications”, www.statisticssolutions.com, Retrieved 2020-07-23. Edited.
  5. ^ أ ب “individual-counseling”, www.csuci.edu, Retrieved 2020-07-23. Edited.
  6. “group-counseling-techniques”, www.askmikethecounselor2.com, Retrieved 2020-07-23. Edited.
  7. ^ أ ب “benefits-of-career-guidance-in-schools”, www.supercounsellor.com, Retrieved 2020-07-23. Edited.
  8. “Social Benefits of Career Guidance”، files.eric.ed.gov، اطّلع عليه بتاريخ 31-08-2020. بتصرّف.






X
X
X

اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب