موقع اقرا » إسلام » تجويد » أحكام لفظ الجلالة

أحكام لفظ الجلالة

أحكام لفظ الجلالة


علم التجويد

يعرف علم التجويد لغةً: التحسين والإتقان، فأجاد الشيء أي: أحسن فعله، وقام به على النّحو الأمثل واصطلاحًا: هو إخراج كل حرف من مخرجه، وإعطاؤه حقَّه ومستحقه من الصفات والأحكام، ويمسّ هذا التعريف النّاحية التطبيقية، أمّا من الناحية النظرية؛ فعلم التجويد هو علم يبحث في قواعد تصحيح التلاوة، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلام- يقرأ القرآن مجوّدًا على سجيَّته من غير أن يحتاج إلى القواعد لفصاحته، وكذلك كان الصحابة، فلمّا بدأ دخول الأعاجم إلى دين الإسلام بدأت الأخطاء، فتفطّن الصحابة والتابعين لذلك، وحرصًا على قراءة سليمة للقرآن وضعت القواعد، وسميت قواعد قراءة القرآن بعلم التجويد، وهو يحمل العديد من الأحكام، وهذا تفصيل في أحكام لفظ الجلالة.[١]

أحكام لفظ الجلالة

لفظ الجلالة “الله” هو اسم كغيره من الأسماء المعربة، يأتي في الكلام مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا، لكنه في قراءته ولفظه ينطق على وجوه، تكون فيها لامه مفخمةً مغلظةً إذا تقدمت عليه الضمة أو الفتحة، وتكون مرققة إذا تقدمت عليه الكسرة، ولتوضيح أحكام لفظ الجلالة لا بدّ من التّفصيل في حالات تفخيم وترقيق لام لفظ الجلالة بعد التعريج على معنى التفخيم والترقيق؛ لمعرفة صفتهما في الحروف ومعرفة الحروف التي تفخّم والحروف التي ترقق، والحروف التي قد تفخم و قد ترقق حسب موقعها أو حسب ما يسبقها من حركات في الكلام.[٢]

التعريف بالتفخيم والترقيق

والحديث عن أحكام لفظ الجلالة يقتضي فهم معنى التفخيم والترقيق في الصوت أثناء قراءة القرآن، وتعريف التفخيم في اللغة: التسمين، ويعرف اصطلاحًا: بأنه سِمَنٌ يَدخل على صَوت الحرفِ عند النُّطق به، فيمتلئ الفمُ بصداه، ويجعله في مخرج الحرف جسيمًا سمينًا، وفي الصفة قويًا، والتفخيم والتسمين والتغليظ بمعنى واحد، لكن المستعمل في اللّام غالبًا صفة التغليظ، وفي الراء تستعمل غالبًا صفة التفخيم.[٣]

أمّا الترقيق؛ فهو ضدّ التفخيم في المعنى، وهو في اللغة التخفيف والتنحيف، ويعرّف الترقيق اصطلاحًا: نحول يدخل على ذات الحرف، فلا يمتلئ الفم بصداه، فيجعله في المخرج نحيفًا، وفي الصفة ضعيفًا، وفي حروف الهجاء العربية حروف تفخّم دائمًا، وحروف ترقق دائمًا، وحروف تفخّم وترقق حسب ورودها في الكلام، وقبل التوسع في تفخيم اللام وترقيقها ضمن الحديث عن أحكام لفظ الجلالة؛ فهذا تفصيل بأقسام الحروف الهجائية من حيث التفخيم والترقيق:[٤]

  • حروفٌ تفخّم دائمًا: وهذه الحروف؛ هي حروف الاستعلاء، وعددها سبعة حروف هي “خ، ص، ض، غ، ط، ظ، ق “، وهي مجموعة في قولنا: “خصّ ضغط قِظ”، وأقواها حروف الإطباق؛ وهي “الصاد والضاد والطاء والظاء” وذلك لما اجتمع بها من كثرة الصفات القوية وتأتي الحروف الباقي بعدها في قوة التفخيم.[٥]
  • حروف ترقق دائمًا: هي حروف الاستفالِ؛ وهي باقي الحروف الهجائية، ولا يجوز تفخيم حرفٍ منها إلا اللام والراء في بعض الأحوال، أما الألف، فهي تابعةٌ لِما قبلها في التفخيم والترقيق، وهناك حروف يجب التأكيد على استفالها كي لا يسبق اللسان إلى تفخيمها كالألف عند الابتداء وهاء لفظ الجلالة.[٦]
  • حروف ترقق وتفخم: وهي الألف الساكنة المدّية، واللّام من لفظ الجلالة “اللَّهُ”، والراء في بعض أحكامها، والألف لا توصف بالتفخيم أو الترقيق، ولكنها تتبع ما قبلها؛ فإن وقعت بعد مفخّم فخّمت، وإن وقعت بعد مرقق رققت، أما اللام والراء فتفخم وترقق بحسب ما قبلها من حركات وسكنات.[٧]

حالات تفخيم وترقيق اللام في لفظ الجلالة

والأصل إذن في معرفة أحكام لفظ الجلالة معرفة حالات اللام بين الترقيق والتفخيم في لفظ الجلالة، والشرط الأساسي لتفخيم اللام أن يسبق اللام ضم أو فتح، وفي الترقيق أن يسبق اللّام كسر، ويمكن من هذين الشرطين اشتقاق حالات تيسّر على المتعلم حفظ أحكام اللام مما يساعده على تطبيق أحكام لفظ الجلالة في تلاوة للقرآن، وهذه الحالات هي:[٨]

  • حالات تفخيم اللام في لفظ الجلالة: الشرط الأساسي أن يسبقها ضم أو فتح، وتفخّم اللام عمومًا في لفظ الجلالة في الحالات التالية:
    • إذا سبقها فتح: وهو كثير، ومنه أن يكون الفتح أصليًا وأمثلته قوله تعالى :{وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}[٩] وقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[١٠] ومنه أن تقع بعد سكون قبله فتح كقوله تعالى : {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}[١١]
    • إذا سبقها ضم: وهو كثير أيضًا، ومنه أن يكون الضمّ أصليًا كقوله تعالى: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا}[١٢]، ومنه أن تقع بعد سكون قبله مضموم كقوله تعالى: {ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ}[١٣]
    • أن يأتي لفظ الجلالة في أول الكلام: ومثاله : {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[١٤]، وقوله تعالى : {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[١٥] وقوله: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ}[١٦]
  • حالات ترقيق اللام في لفظ الجلالة: واللام لمّا كان أصلها الترقيق، وكان التغليظ عارضًا لم يستعملوا التغليظ فيها إلا بشرط أن لا يجاورها مناف للتغليظ، وهو الكسر، فإن جاورتها الكسرة ردّتها إلى أصلها، وحالات الترقيق هي:
    • أن يسبقها كسّرة خالصة: ويمكن أن تكون هذه الكسرة متصلة، كقوله تعالى: {آمِنُوا بِاللَّهِ}[١٧] ويمكن أن تكون الكسرة منفصلة كقوله تعالى : {يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ}[١٨]
    • أن يسبقها كسرة عارضة كما في قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ}[١٩] وقوله : {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ}[٢٠]

لفظ الجلالة عند علماء اللغة

وفي ختام الحديث عن أحكام لفظ الجلالة لا بدّ من ذكر رأي علماء اللغة في أصل لفظ الجلالة؛ حيث يقول العلماء إنّ لفظ الجلالة هو علم للذات الإلهية، وعليه فهو الدال على جميع أسماء الله الحسنى، وهو وصف في أصله لأنّه يدل على المعبود، وهو مشتقّ من الألوهية والإلهية، فيقال ألَه الشيء؛ أي عبده وتفخمه العرب في اللفظ بعد الضم، والفتح لمناسبة اللام للتفخيم، وقيل تعظيمًا وتمييزًا للامه من غيرها في باقي الكلمات.[٢١]

المراجع[+]

  1. “تعريف علم التجويد”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-10-2019. بتصرّف.
  2. “حالات نطق لفظ الجلالة (الله)”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-10-2019. بتصرّف.
  3. عبد الفتاح السيّد عجمي المرصفي، هداية القاري إلى تجويد كلام الباري (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية – المدينة المنورة: مكتبة طيبة، صفحة 103، جزء الأول. بتصرّف.
  4. علي الحذيفي، عبد الرافع رضوان، محمد عمر حويّة وآخرون (2012)، التجويد الميسر (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية-المدينة المنورة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف، صفحة 64. بتصرّف.
  5. عبد الفتّاح السيد عجمي المرصفي، هداية القاري إلى تجويد كلام الباري (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية-المدينة المنورة: مكتبة طيبة، صفحة 104-105، جزء الأول. بتصرّف.
  6. عبد الفتّاح السيد عجمي المرصفي، هداية القاري إلى تجويد كلام الباري (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية-المدينة المنورة: مكتبة طيبة، صفحة 112، جزء الأول. بتصرّف.
  7. عبد الفتّاح السيد عجمي المرصفي، هداية القاري إلى تجويد كلام الباري (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية-المدينة المنورة: مكتبة طيبة، صفحة 118-119، جزء الأول. بتصرّف.
  8. عبد الفتّاح السيد عجمي المرصفي، هداية القاري إلى تجويد كلام الباري (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية-المدينة المنورة: مكتبة طيبة، صفحة 119-120، جزء الأول. بتصرّف.
  9. سورة الحج، آية: 2.
  10. سورة الإخلاص، آية: 1.
  11. سورة إبراهيم، آية: 12.
  12. سورة النساء، آية: 97.
  13. سورة آل عمران، آية: 135.
  14. سورة النور، آية: 35.
  15. سورة البقرة، آية: 255.
  16. سورة الزمر، آية: 23.
  17. سورة النساء، آية: 136.
  18. سورة آل عمران، آية: 113.
  19. سورة آل عمران، آية: 26.
  20. سورة المجادلة، آية: 11.
  21. “أصل لفظ الجلالة (الله) في اللغة”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 01-11-2019. بتصرّف.






اللهم اجعلنا ممن ينشرون العلم ويعملون به واجعله حجه لنا لا علينا

تصميم وبرمجة شركة الفنون لحلول الويب